الرسائل المُبعثرة -3-
أغيبُ و حاضرةٌ أنتِ بي ,, لا تخرجي مني فتصبحُ الورقة قريشاً و الحرفُ نبي
***
أتحبني ؟ تساءلت بهدوء ,, // لا تعلمُ طفوليةُ الحضور أنّ صَوتها ترتيلٌ و تقبيل يَـديها وُضوء
***
أحاولُ العبورَ ولكن اللحظة تسحبني , فلا أنا هُنا ولا أنا هُناك , أسيرةُ أنتظار رجّة هاتفي علّها رسالةٌ منكَ أو مغناطيسية صَوتكْ , فلا أجدُ إلا أحلامي المُشبعة برائحتك وتبغك ,, أطلبُ رقمكَ فيصطادني صَوتٌ أنكَ لستَ مُتاح ,, ألعنُ المسافة و أتمددُ عَلى وجهي لأجدهُ مُفترشاً صَدرك ويداكَ تحيطان بي وكأنكَ تخشى أن يمسني الهواء , أنظرُ إليك بعتب و أدرك أني لا زلتُ قيد الإنتظار
***
حيثُ أبني مِنْ جدائلكِ أعشاشَ الحَمام ,, و تغدينَ صفحةَ أنوثةٍ بيضاء تمرُّ عليها قوافلي بسلام ,, فتنجبيني من جديد بينَ وجهِ الأرضِ و خدّ الغمام // لـ اللغة
***
حرةٌ أنتِ ومقيدٌ أنا , فكيفَ أرتبُ نفسي أمام الغاردينيا في هذهِ الإزدواجية القاتلة
***
أحملُ عيناكِ وقلماً / أرسمك على وجه الماء / على صوت العصافير أرسمك / بين كل وترٍ و آخر ريشتي الصغيرة تغادرُ أصابعي لتقبّلك
***
إنّ الرسائل وَ الكلمات مجرد وسيلة ,, فدعي إحساسكِ يَعبرُ إلى روحي ,, و انثري زهرَ التوليب على جفنيكِ أريدُ ان أغفو قليلاً
***
أقفُ خاشعاً كيفَ أعدتي تَكويني ؟ .. و كيفَ سلبتِ دَمي وَ نفختي روحكِ بشراييني .. وَ كيفَ غزلتي ملامحَ وجهي فغدا مرآةً لما فيكِ من حدائق الياسمينِ .. وكيفَ استحالت روحي لوحةً بينَ يديكِ وَ من غيركِ يُتقنُ رسمي وتلويني .. فإذا ساقني قدرٌ أحمقٌ للغياب سيدتي . سألتكِ باللــهِ لا تتركيني
***
سأكتبُ اليومَ فيكِ خاطرة بغير نهاية ,, بدايتها شهدٌ ينازعُ مهدَ شفتيكِ ,, نهايتها أبديةٌ في المدى اللامحدود في عينيكِ ,, بَعدها سأحاربُ اللغة لأنها لا تكفيني ,, و سأكتشفُ أبجديةً جديدة مقاسها يُغطي مساحاتكِ المُنبسطة فوق روحي ,, وَ بكل بساطةٍ سأصبحُ أنا
***
بحضوركِ تنتحرُ الأسماء فاعتريني ,, كسّري الظلامَ حولي و اكسريني ,, يا مَنْ ترتقبينَ جروحي , لا يعرفُ طعمَ الجرحِ سوى خدُّ السكاكينِ ,, اتجهي بإسطولكِ نحوي , دمري أجزائي و دمريني ,, و اغفي في انحناءات أسطري يا ذروةَ الإلهام لهذا التكوينِ ,, إني حزمتُ حقائبي واتخذتُ النورَ في عينيكِ وجهتي ,, فدعيني أسكنكِ قليلاً دعيني
***
سأوقعُ , واكتبي فوقَ توقيعي : هذا توقيعُ رجلٍ قالَ لي : أني مستحيلةٌ وقد ازدادَ رغبةً في بلوغ المستحيل ,, أنني أهوي على ذاكرتهِ فأحطمُ الماضي وَ أرسمُ الزمنَ الجميل ,, أنهُ يُذوبُ صورةَ عينايَ في قهوتهِ كل صباح ,, و أنني صهلةُ جرحٍ فيهِ و من غيرهُ يَعشقُ صوتَ الصهيل
***
عندما نقترب قدّ نحترق ,, فلندعْ الأنسان فينا يرقصُ و يداعبُ روحينا بأبجديةٍ مستحيلة نضيعُ في غمرتها , قد اكونُ مثلكِ لكني علقتُ العالمَ على شفتيكِ
***
تستحيلُ الكلمة أسطورة حينَ تُرسلُ أليكِ ,, وليكن هذا الصباحُ مشاغباً كعيني
***
دعي الأرضَ تَحتضِنُني أولاً ,, كي يُـؤذَنَ لها عناقُكِ
***
فاذكريني قبل أن أنسى يديا , درويش / افتقدك يا غريبة بحجم غُربتي وغيابك
***
كلانا يعتقدُ أنّ أحدنا لا يعرف ,, و كُلن على هواه بالحبِّ يَـعترفُ ,, ربما جِئتُ متأخراً , هي كذلك حينَ تسخرُ من أقدارنا الصُّدفُ ,, دعوتُ أحرفَ أسمكِ إلى القصيدة ,, فاعتذرت كُلها ما عدا الألفُ
***
أروعُ الكلمات فيكِ ,, التي لم أقلها بعد
***
عُرمان , الحبُّ الأول وَ الأمُّ الأولى وَ المدرسةُ الأولى وَ الأبجديةُ الأولى وَ القصيدة الأولى وَ المحطةُ الأخيرة لهذا الجسدِ المُتعب وَ المُثقل بالحنين
***
جَـاءتْ وَ مَعها حقيبةُ الذكريات ,, رَمتها عَلى مَشارف ذاكِرتي , وَ غَادرتْ مِنْ جَديد
***
في هذه السيرة الذاتية التي بدأت بابتسامة وانتهت باستفاقتي من أسوء كوابيس الذكرى ,, أحاولُ دائماً رمي الأمل في الكلمات , لكنّ براعة البعد في تلطيخ لغتي بهذا الضمور فاقت قدرتي , فسلّمتُ قلمي لروحي ورفعت ورقتي البيضاء , معلناً القصيدة
***
بينَ الحبِّ وَ أنتِ , أختارُ الحياة , / والسلام
***
عُذراً درويش ,, الشَّاعِرْ هذهِ المَرّة لَمْ يَتمشَى في قَصيدَتِهِ ,, كَانَتْ أداةُ قَتلهِ , وَ دَربُ موتهِ الطويل ,, تماماً كَمنْ صَنعَ الدواء و مَات فيهِ
***
لا أحفَظُ الشِّعرَ إلا عَـلى وَرقي , حُـدودُ ذاكِرتي مِنْ حُدودِ أصَـابِعي
***
أمرُّ بذاكرتي و صاحبايَ كأسي و عيناكِ ,, يمرُّ العالمُ بي ولا أرى أحداً سواكِ
***
تَـورطَ وَجهُكِ بالغيابْ , وَ تورطتُ بحبِّكِ أكثر ,, لا يَـضيرُ هذا الذَّهاب , ما يَـضرُ هو التأخر
***
أراكِ بينَ الحُضور و أحرِفُ عَيني عَنكِ , لِكي لا أفقدَ عَلاقتي مَعْ جَاذبية الأرض, أو كَـأس نَبيذٍ بـيدي أو لجامَ القصيدة
***
الزَّواج هوَ الحربُ الوحيدة التي تنام فيها مَعْ العدو ,, هو الحربُ الوحيدة التي يخسر فيها الطرفين معاً أو يفوزانِ معاً
***
أركضُ كَالمَجنونِ في البياض ,, أبحَثُ عَن كلمةٍ وقعتْ منكِ هنا أو حرفاً انسلّ منكِ هُناك ,, و أنتِ تتمشينَ كطاووسٍ بتلونٍ و كبرياء ,,
تعرفينَ أن العاشقَ الأخضر يتبعكِ فتتركينَ هنا أثراً و هنا دمعةً أو أحمرَ شِفاهٍ على زجاج النافذة أو حرفاً على حائطٍ عَليهِ صُورتنا المَنسية و
كلمةً على طاولةٍ بجانبِ نزيف المزهرية , أجمعها كما تجمعُ الريحُ أوراق الخريف لأكتبَ فيكِ قصيدة أُخرى أكررُ بها حبِّي و شوقي و
احتضاري
***
لا ُيمكن فصل الشَّاعر عن ما يقول , هوَ ماضٍ مبنيٌ للمجهول مِنْ كُلِّ قَـصيدةٍ كتبها و سيكتُـبها
***
هَلْ العنادُ حماقةٌ أم أن حكمتنا هي العنادُ ؟
***
أأقولُ اسمكِ ؟, لينتحر هَذا الصَباح , أأقولهُ لتثور الطبيعة عَلى نفسها و تتعانقُ السَتائر مَع سَواعد الرياح ؟ , أأقولهُ سَيدتي لتنبسطَ الأرضُ
عَلى كفّ طفلٍ صَغير وَ تُـصبحُ بيدهِ قطعةُ حلوة ؟, أأقولهُ لأشربَ قهوتي السَوداء عَلى شُرفاتِ عَينيكِ و أكتبَ قَصيدةً عُنوانها أنتِ و
كلماتُـها أنتِ بُحورها و أبجديتها و سُطورها ...و قَلبُ كاتبها لكِ أنتِ ؟ , أأقولُ اسمكِ حَتى أنساهُ مُجدداً في حُرمِ جُمالكِ و تضيعينَ بي ؟
***
طابَ اللقاءُ و لَمْ يُـودي بي مَـا حَالَ بينكِ وَ بينَ أمنياتي ,, لا زلتِ وردةً تَـعبقُ في روحي , وَ تنبتُ خلفَ كلِّ أمسيةٍ مِنْ أمسياتي
***
قلبُ كاتبٍ عاشقٍ بين السطور يحملهُ ,, لا يقتلُ القلبَ فراقٌ نقصُ المعاني في اللقاءِ يقتلهُ
***
مَهما تكررت حالات الحبّ في حياتنا, سيبقى الحبّ الأول ملازماً للذاكرة وَ عصيٌ على النسيان, لأنهُ الفتيل الذي سيسبب جميع حرائقنا
***
تائهٌ أعدُّ جراحي و ضِعتُ في العدِّ ,, وَ غيابُكَ موتٌ , كانتحار الروحٍ في الجَسدِ ,,, هذا المَساءُ قد باتَ مُغترباً ,, و ذابت على اغترابهِ قطعةُ
الكَبدِ ,,, يا طيراً يعانقُ في الأعلى غمامةً ,, باللهِ حدثني عَنْ طُهر الترابِ في بلدي
***
بينَ المدّ وَ الجَزر حدثٌ ثالثٌ أروع ,, هوَ نزولكِ البحر, فكيفَ لبحرٍ باحتواء سَماءٍ بغير حُدود ,, أم أنكِ يا جميلة مَنْ احتويتهِ ؟
***
لا أدري كَيفَ تتسللُ ابتسامَةٌ مِنْ بين الدُموع مِنْ وَجهٍ يَملؤهُ الغِيابْ ,,, فَـتغدوا يَدايَ أرضاً عَطشى وَ وجهُكِ سَماءٌ وَ عَيناكِ ثَغرُ
السَحابْ
***
هذي الجُروح مِنْ يُـقبّلها وَ هذي عَلامات التَعجبْ مَنْ سَيستريحُ بخاصرتها وَ مِنْ سَيتلو عَليها تبَـاشير المَساء حِينَ الليالي تَـضجُ بِـنا وَ
نُـضاجع الخَيال القبيح وَ النُجوم لا تـرضى أنّ تُسامِرنا وَ لا الذاكرة تُريدُ أن تستريح ,, ولا النورُ تحتويهِ أصابعنا و يلهثُ خلفنا هذا الظلُّ
الجريح
***
ضَاعَتْ في مَلامحنا لَوعةُ لقاءٍ وَ أسمَاءُ ,,, صَمتُنا يُقيدُ شِفَاهنا وَ بعضُ الصَمتِ إيماءُ
***
في أعمارنا البيضاءَ أزاميلَ أقدارها تدُّقُ ,, و تبقي الحياةُ حياةً ما بها ما يستحقُّ
***
Love is like a guitar, it makes a beautiful sound, but you sometimes cease to play it
Yet, the strings remain forever and always give you the opportunity to play again
***
لا أستطيعُ أن أحبّكِ عبر البريد الإلكتروني وَ عبر (الكام) , وسيلتي الوحيدة قصيدة أكتبها بريشةِ طائرٍ أرسلها مع الحَمامْ, أنا ابن التراب
أحاولُ جاهداً أن أتعرى من الأسفلتِ و القرميد و الرخامْ, وليسَ عندي ( كُتيبْ) كيفية تناول الغداء بالشوكة والسكين و عَلى جذعِ
شجرةٍ في بُستان اللوزِ يطيبُ لي المَنام
***
إني لعينيكِ باسمِ الشعرِ أعتذرُ ,, زلّةُ عاشقٍ تاهتْ برأسهِ الصورُ ,, ما كُنتِ يوماً إلا قَمراً ,, وَ لطالماً أوحى لألفِ عاشقٍ قَمَرُ
***
مُـرِّي عَـلى عُشـبِ الذاكِرة لأتذكَرَ مَـلامِحي / مَـرِّي على أحرفِ القَصيدَة لِتكتسبَ المَعنى // فأنتِ مَوتي المُـحتَّمُ وَ أنتِ الحَـياة
***
في وَجهكِ سِردابٌ عَميقٌ ,, وَ تِلالُ أحزان, و أرضٌ كُنتُ أدفِنُ فِيها شَفتايَ كُلَّ لِقـاء
***
تَبكينَ حُباً , لَمْ يَخرُجْ يوماً إلى الشَمسْ ,, عَاشَ طُفولَتهُ في الظلال ,,, تَـبكينَ حُباً مستحيلاً و مَلغياً ,, حُبٌّ مُمكنهُ يـَقبعُ في ذروة
المُـحال
***
فَـرحٌ مَنسيٌ في طفولتنا , لا أراحوا أرواحنا ولا استراحوا
***
سريرهما مفروشٌ بالياسمين , و الوسائدُ أعلى من غيومِ الصيفِ أعلى ,, ارتميا عليهِ كحجري نردٍ رقمه واحد , رقمها ستة , خمساً قبلي سألتهُ
, فقال دعيني أحبكِ بعيداً عن حساباتنا , فالحبُّ لا يدخلُ طور الحسبان, سنينٌ تمرُّ ولا يزالُ رقمهُ واحد ورقمها ستة
***
ما أصعبَ أن تُسوِّد الوَرقْ , بكلماتٍ جديرة بأن تُقرأ
***
إليكِ أبعَدُ ما يمكنُ أن أهرُبَ منكِ
***
رأيتُ الحبَّ على بعدِ قصيدتين ,, شمعةٌ تذوبُ في الظلام , و أذوبُ في وجهك تحت الجبينِ شمعتين
***
في زمنٍ يرفضونَ فيهِ ارتقاء المرأة ,, لماذا إذاً يَكتُبُ الكونُ أسرارهُ بيديّ عاشقٍ ؟ و لماذا إذاً يُولدُ الأنبياءُ في فراشِ امرأة ؟
***
سألتها : أيتها الغريبة , أمازال في قلبكِ مُتسعٌ لحبي ؟ جاوبت : بالحديث عن السِّعة , حبُّكَ لا يَتسَِعُ لهُ النسيان يا سيدي
***
إن النساءَ رياحينُنا ,, نترصدُ أحزاَنهنَّ , و نمنحُ أجسادنا لكلِّ حزن ,, حزنهنَ فراشٌ أمين
***
أروع ما يحصل عليهِ رجل ابتسامة من امرأة لا يعرفها
***
على ذاكرتي أن تحبلَ فيكِ ,, لتولدَ الكلمات من نور
***
ذاهبٌ تحتَ المطر, لا تسألوا السببا ,, ما أسهلَ لومَ عاشقٍ و ما أسهلَ العتبا ,, تبحثينَ بالماضي عن زلّةٍ و أنتِ أعظمُ أخطائي معَ العمر الذي
ذهبا ,, طقوسُ الغدر قدّ بتُ أعرفها فلا عجبٌ أنكِ خطأٌ يرقصُ على جروحيَ طربا
***
أنا لا يَعرفني النوم ,, أعيشُ بينَ اليقظة وَ الحلم مفتوحَ العينين , ولكِ بينَ كُلِّ إغفاءتين أهمس : صباحُكِ مفعمٌ بعبقِ الياسمين
***
عندما يُغادر عطر شانيل 5 عباءتكِ إلى أعماق روحي , أشعرُ فقط أني على قيدِ الحبّ وقيد الحياة
***
أيتها الشاملة الكاملة الجميلة الساطعة المشّعة البريئة, أيتها القاهرة الساهرة الباهرة, أيتها الممتلئة الساحرة الجائرة الطاغيةُ الانوثة, أيتها الحسناء الطريفة العفيفة المرتبة المُشذبة, أيتها الوحيدة الفريدة الشاسعةُ الجمال, أيتها الأسماء و العطور و الرحيل والمغيبُ والمستبدة الجريحة المريحة, أيتها السّاقية الباقية الراقية ايتها العبثية المجنونة المسكونة والسَكينة المتينة المنيرة الخطيرة, أيتها انتِ بكل ما فيكِ من كلمات
***
بعيدان نحن ومهما افترقنا فما زالَ في راحتيكِ الأمان ,, تغيبين عني وَ كَمْ مِنْ قريبٍ يغيبُ وَ إنّ كانَ ملء المكان ,, فلا البعدُ يعني غيابَ الوجوهِ ولا الشوقُ يعرفُ قيدَ الزمان
يتبع