العودة   منتدى قرية عرمان السويداء جبل العرب الأشم > القســـم العـــام > قـسـم الطب والصحة

قـسـم الطب والصحة كل ما يتعلق بامور علاج الصحة والطب

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 11-11-2009, 06:18 AM   #1
حاتم العطواني
عضو متميز
 
الصورة الرمزية حاتم العطواني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: الإمارات - أبوظبي
المشاركات: 849
معدل تقييم المستوى: 17 حاتم العطواني is on a distinguished road
من مواضيع حاتم العطواني غزة تستغيث
أبداع بغير حدود (ماشاء الله )
هل تعلم
منثورات صلخدية على جبين صالح عرابي
ترجمة لبعض المصلحات الشامية القح
افتراضي مذكرات فايروس (خنزيري) بقلم المحامي علاء السيد




ما أن جئت إلى هذه الدنيا حتى ضج الناس بي ، وأصبحت لي شهرة واسعة ، وتناقلت أخباري الشفاه وتكلمت عن وصولي القنوات الفضائية وصفحات الانترنت .
سألت نفسي عما يميزني عن إخوتي الأكبر مني سناً كشقيقي فيروس " أنفلونزا الطيور " الذي يكبرني بقليل ، و الذي قطن أجداده أجساد الطيور , بينما قطن أجدادي أجساد الخنازير إذا صح النسب الذي ينسبونني إليه .
كلنا نبحث عن مأوى دافئ و مريح يتوفر فيه الغذاء ،كي ننشئ أسرة و ننجب أولادا و أحفادا ، صحيح أننا عدوانيون بطبعنا و نرغب بالسيطرة على المكان الذي نتواجد فيه و لكنها سنة الحياة ، أليس هذا ما يفعله الكبار كأمريكا و الصغار كإسرائيل .
على الرغم من أنني جئت إلى الحياة كغيري من المخلوقات ، ولم يكن لدي خيار في ذلك ، فقد اتهمت بالعمالة للغرب وأجهزة مخابراته ، وأنني صنيعة المخابر الطبية السرية العسكرية أو المدنية ، التابعة للجيوش العظمى و لمختبرات شركات الأدوية العملاقة .. ربما يكون الأمر كذلك لأنني لم أكن واعيا لحظة ولادتي .
وجدت نفسي سابحا في الهواء خارجا من فم طفل عطس في وجه رفاقه في مدرسة للأطفال ، وعندما شعرت بالبرد لم يكن أمامي إلا أن ادخل الجسد الدافئ للطفل الذي وجدته أمامي عبر جهازه التنفسي مخترقا الغشاء المخاطي وصولا للدم ، لأسبح فيه واصل إلى الخلايا المفضلة لدي في الرئتين ، لأقيم داخلها مستفيدا من تكاثر خلاياها كي أتكاثر معها ، و أحقق شعور الأمومة لدي بإنجاب أبنائي .
ابتعدت عن الأجزاء القريبة من الخارج كالأنف و الحلق و لم أسبب زكاما أو عطاسا كي لا يسهل طردي .
وعلى الرغم من كل فعلته , لم أُلاقى بالترحاب واستنفرت دفاعات هذا الجسم الذي احتميت به لمواجهة كائن ضعيف مثلي .

و على الرغم من أن الأغشية المخاطية للرئتين بما فيها من قوات دفاعية لم تستطع ابتلاعنا لينتج عن جثثنا " بلغم مخاطي " فقد بدأت عضلات الرئتين نتيجة تحسسها من وجودنا بالتقلص مسببة السعال محاولة إخراج البلغم الذي لم يوجد أصلا و فشلت في ذلك فجاء سعالها جافا .
و أدت شدة انفعال الجسم بمواجهتي لارتفاع حرارته ، لتصل خلال ساعات قليلة من دخولي لحوالي 40 درجة مئوية .
أرسل جهاز المناعة اللعين قوات الاستطلاع الذين التصقوا بي للحصول على نسخة من بصماتي كي ينقلوها إلى سيدهم في محاولة للبحث عن سوابقي لديه ، و يرسل لي رجال الفرع المختص بمواجهتي ، فيلتصق بي رجال أمنه و يمنعوني من اقتحام جدار الخلايا .
فلينسخوا مني ما شاؤا فلا يوجد لدى سيدهم أية معلومات عني ، و لا يوجد من الفروع من يستطيع التعرف علي ، فأنا صاحب شكل جديد على احدث الموضات العالمية .
سارع المستطلعون بحمل المعلومات عني إلى سيدهم جهاز المناعة و لكن لعدم وجود مثيل سابق لي ، و لا حتى لقاح يحمل جزءاً من بصماتي ، عجز سيدهم عن العثور على قوات مدربة مختصة بمواجهتي و قادرة على الالتحام بي لإبطال مفعولي ، اضطر جهاز المناعة لرفع جاهزيته القتالية مستدعيا قواته كلها على مختلف أنواعها و بدأت المعركة بيننا ، أنا و أولادي من جهة و قوات المناعة بمختلف وحداتها من جهة أخرى ، فسقطت الضحايا من الطرفين ، قاتلنا بشراسة مدافعين عن حياتنا .
ربما تكون قوات المقاومة صاحبة عقيدة تدفعها للاستبسال في الدفاع عن وطنها و هي موقنة بالنصر ، و لكننا مشردون نبحث عن وطن جديد نستنزف خيراته كي نعيش عليها ، و معركتنا معركة حياة أو موت أيضا .
طالت المعركة ثلاثة أيام ، و أدت مع ارتفاع الحرارة المستمر إلى وهن عام في الجسم و خاصة في المفاصل .
استطاع بعض أبنائي الوصول إلى المعدة مسببين تخريش جدارها فتغيرت آليات عملها ، فوجئوا بالمعدة تتقلص وتطرد ما فيها رغبة في التخلص منهم و لاستعادة توازن عصاراتها ،لم تنجح إلا بالتخلص من بعضهم .
توجه أخرون للأمعاء التي حاولت طردهم بالإسهال بعدما تسببوا بتخريشها و لكن باءت محاولاتها بالفشل .

استغلت بعض الجراثيم المختبئة بانتظار فرصة سانحة , وهي انشغال قوات الجسم و انخفاض عددهم نتيجة حربنا الضروس معها ، وبدأت بالتكاثر والخروج من مكامنها مسببة الالتهابات .
أؤكد لكم انه لا ذنب لنا بهذه الالتهابات و أنها من اختصاص تلك الجراثيم ، وعندما قام أهل الطفل بإعطائه جرعات من دواء فيه مضادات حيوية انقضّت على تلك الجراثيم و بدأت بالقضاء عليها ، و لكنهم لا يعلمون أنها لا تؤثر بنا إطلاقا .
شاء سوء حظي أنني انتقيت طفلا صحيح الجسم معافى لا توجد لديه جراثيم و أمراض قوية كامنة و سرعان ما قضى جهاز مناعته بمعونة أدوية المضادات الحيوية على هذه الجراثيم الحليفة الضعيفة ، و شاء سوء حظي أن أهل الطفل عرفوا أن الوسيلة الوحيدة الناجعة معنا نحن معشر الفيروسات هي تخفيض حرارة الجسم و الانتظار حتى تستطيع قوات المناعة التعرف جيدا علينا و تدريب قوات خاصة تعرف أفضل الطرق للتعامل معنا .
و مع نهاية اليوم الثالث بدأت هذه القوات بالتقدم و بدأ أبنائي بالتقهقر ، خفف الجسم من انفعاله بعدما بدأ يشعر أن نتيجة المعركة أصبحت محسومة و انخفضت حرارته ،و بدأت قواته الخاصة بمطاردة فلولنا ، بقيت لنا بعض القواعد التي بدأت تسقط الواحدة بعد الأخرى و بقيت عضلات الرئتين تتقلص أحيانا لتسبب السعال و تذكر الطفل بوجود فلولنا .
سمعت أن بعض أقراني اختاروا طفلا رضيعا أو شيخا عجوزا أو امرأة حامل أو بالغاً مصاباً بالعديد من الأمراض و قد وهن جسمه ، كان حظهم في المعركة أفضل ، و لكنها كما سمعت حالات فردية قليلة لا تكاد تذكر بالنسبة للأجسام التي هاجمناها و فشلنا في معركتنا معها .
ففي أمريكا التي يفترض أن تكون حليفة لنا كما هي حليفة لصديقتنا إسرائيل ، و اعتادت أن تكون سياستها مشابهة لسياستنا في محاولة احتلال الأجسام و محاولة السيطرة عليها لاستنزاف خيراتها ، كانت نسبة نجاح المعركة ألف إنسان ضحية لنا من أصل مليون إصابة ، و هي نسبة تعادل واحداً بالألف و لا يمكن أن تسجل هذه النسبة كانتصار لنا .
و على الرغم من قيام أمريكا و من يقف بصفها باستغلالنا أبشع استغلال لتحقيق أرباح تجارية من مبيعات الأدوية و اللقاحات التي تحمل أجزاء منا ، فقد أعلنت حالة الطوارئ لمواجهتنا. ربما يكون هذا الإعلان لزيادة مبيعات أدوية شركاتها القابضة.و لكننا و الأمريكان حليفان و من جنس واحد . صدقاً لا نستحق هذه المعاملة منهم.
أشعر باقتراب قوات الجسم الخاصة من آخر معاقلنا ، يبدو أن قدرنا هو الفناء أو العودة إلى أجساد الخنازير موطننا الأصلي ، و ها أنا اكتب لكم آخر كلماتي و أنشر مذكراتي كي تكون عبرة لغيري .



ملاحظة

عذرا إن كانت بعض معلوماتي الطبية مغلوطة فأنا فيروس صغير لم يكتب له الحياة إلا لإسبوع واحد.










نقلاً عن قلم المحامي علاء السيد (رئيس تحرير مجلة عكس السير )

ولكم جزيل الشكر
__________________
حاتم العطواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 08:57 AM   #2
Ghada Saymoua
¤.امـيـرة مـنـتـدى عـرمـــان.¤
 
الصورة الرمزية Ghada Saymoua
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: Dubai
العمر: 49
المشاركات: 2,435
معدل تقييم المستوى: 18 Ghada Saymoua will become famous soon enough
من مواضيع Ghada Saymoua محبوب قلبك بالهوا سميتني ..............
يضيق الصدر
رسالة.....
القهوة العربية في الشعر الشعبي.....
رثاء طالب مهنا.....
افتراضي

هذه المقالة من أجمل ما كتب عن انفلونزا الخنازير و الأسلوب سهل و جميل
شكري لكاتب المقال
وشكري لك حاتم على نقلها لنا
احترامي وتقديري لشخصك الكريم
__________________
Ghada Saymoua غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 10:15 AM   #3
حاتم العطواني
عضو متميز
 
الصورة الرمزية حاتم العطواني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: الإمارات - أبوظبي
المشاركات: 849
معدل تقييم المستوى: 17 حاتم العطواني is on a distinguished road
من مواضيع حاتم العطواني حديث الياسمين
ترحيب بالغالي مهند
الشاطر يعرف
هل تعلم
هيه ياللي راكبين على السلايل
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ghada Saymoua مشاهدة المشاركة
هذه المقالة من أجمل ما كتب عن انفلونزا الخنازير و الأسلوب سهل و جميل

شكري لكاتب المقال
وشكري لك حاتم على نقلها لنا

احترامي وتقديري لشخصك الكريم



شكراً على المرور الكريم غادة , والله يكفينا شر المرض نحنا وانتو وكل الوطن
__________________
حاتم العطواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع كتابة مواضيع
لا تستطيع كتابة ردود
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


الساعة الآن: 11:05 AM


جميع التعليقات والآراء والمقالات تعبر عن رأي اصحابها فقط

 ولا تعبر عن رأي أو سياسة الموقع

جميع الحقوق محفوظة موقع بلدة عرمان