الصعود للأسفل
يأتي صوتها رسالة عشق تطفو على سطح الذاكرة , يتذبذب كأنه نسمات أيلولية تستمد نقاوتها من تنهدات النهاوند , تضيع مني الكلمات وتلتف السطور حبالا حول عنقي
من أي زمان جئتي ومن أي قارورة عطر ...
ابتسمت وكأنها مأذنة دمشقية تلفها ورود الياسمين
فقلت :
أي قدر هذا رماكي إلي , أنا إنسان يسكنني الحزن والرياح
ومدينتي يحاصرها شعري وتفوح منها رائحة الموت والأشباح
أتيتني من قارورة العطر فكيف ستسكنيها
ومن سيمشط شعرك عند نافذة غرفتك
ويمسك يدك ويقرأ لك القصص ويصنع لك قهوة الصباح
أيتها الحسناء الدمشقية
أيتها القادمة مع غبار الغمام
إني لا اعرف سوى لغة الصمت والشعر وكوابيس الظلام
ولست أؤمن بالحب من خلف الستار وبين الواقع وترهات الأحلام
أيتها المتوضئة بماء الياسمين
عمري مرهون للقدر
وشعري مرهون واسمي مرهون
والثواني والدقائق والأيام
اني منذ عشرين عاماً ألملم نفسي
وأجمع كلماتي
وأرشف حبري قطرة قطرة
وأكتب يومياتي عند المساء من كل يوم
فأي معجزة ستغير روتين حياتي
وأي وجه ملائكي كوجهك
سيغير دستور الاحكام
وكيف ليدان ناعمتان كيداك ان تفكا قيودي
وتضمد جرحي
وتمسح تعبي
وترتب أوراقي
وتشعل الموقد
وتحضر الطعام
ايتها الاميرة الحالمة
اجيبيني أن كان يسعفك الكلام
****
فقالت :
أنا بياض الرخام ولستَ ممن يجرح بياض الرخام
أنا ورق الخريف المتساقط
وأخبروني انك تجمع ورق الخريف بين سطور الشعر
وروائع الكلام
انا مأذنة كما وصفتني وأنت مطر يغسلني
وقلبي مفتوح لكل ما ترميه السماء ويسقطه الغمام
أنا جرح أخر جئت أطرز صدرك
فاستقبلني يا حبيبي بحب وابتسام
أنا إنسانة بلا وطن
بلا اسم بلا عنوان
جئتك هاربة كحمامة بيضاء
الست من يداوي جروح الحمام
أني أحبك
ولست أبالي
بمدنك المدمرة
وحزنك العاصف
وفترات حروبك
وفترات السلام
اني أحبك وقد نذرت لك عمري وسنيني
ولا ابه بما يمليه دستور الاحكام
ولست آبه بالمستقبل والماضي والحاضر
وتقاليد القدماء
هربت من قدري لأكون قدرك
فظمني وابكي على كتفي
لطالما كان كتفي موطنا
للدموع والبكاء
أني أحبك
ولست أبالي بما مر في حياتك من نساء
انا الشتاء ببرده وعصفه
وامطاره
وانت من يعشق الشتاء
أحبك كيفما كنت
وأينما أنت
فلا تعاند رغبتي
ولا تتظاهر بالقوة
فمعظم الذين حطمت قلوبهم
كانو أقوياء
أسعف مرادي
واسعفني
بعدك مرض يا حبيبي
وبين أيديك يكمن الدواء
****
فقلت :
أي كلام بعد الذي قلت يقال
وأي تصرف في مثل هذا الموقف يجب اتخاذه
فمصير كلماتي خلال كلامك كان الزوال
فلتدخلي قلبي أميرة
واجلسي عرش الأنوثة والجمال
والهميني الشعر
علني أسرتجع ذاكرتي فأكتب من جديد
وأثبت لنفسي أن الذي جرى ليس خيال
أنت محالة أيتها الغالية
ولطالما أحببت ان المس حدود المحال
*****
شكرا سلف لكل اللي رح يمر على خاطرتي , وانا آسف إذا صورت صورة الفتاة وهي تفرض نفسها على الرجل لأن هذه الفرض ملغى وممنوع في مجتمعنا المغلق
ولكنه إثبات بأن الحب لا يعرف القواعد التقليدية القديمة ,, لا أقصد أن ننسى عادات اهلنا بالعكس فانا من أشد المتمسكين بها ولكن كأن تعبر الفتاة عن حبها لأن انحباس المشاعر بداخها
ينعكس عليها حتى يصبح مرض وأخيرا وليس أخرا هي مجرد خاطرة اطلقت فيها العنان لقلمي بأن يكتب بلا قيود
اتمنى تعجبكم
أخوكم حاتم