على متن الخطوط الورقية
ليس أصعب من حالتي الاقلاع و الهبوط في فن الكتابة تماما" مثل رحلة الهبوط
سأبدأ بتعليمات المضيفة حول اجراءات السلامة قبل الانطلاق.
صديقي القارئ..........!
في حالة السأم و الملل ليك عدة مخارج للطوارئ :
أولها أن تمزق الورق الذي بين يديك
و آخرها أن تشتم القارئ على ما كتب وتلعن الساعة التي سافرت فيها على متن سطوره
و برفقة طاقمه من القراء وشركة الملاحة الأدبية التي يعمل بها.
صديقي القارئ لديك تحت الكرسي سترة للنجاة اسمها الأرض و ما عليك في حالة الملل سوى أن تمسح
الأرض بما كتب الكابتن.
و في حالة الاختناق و انخفاض درجة الحرارة الكتابية الى ما تحت الصفر سينزل و بشكل تلقائي
قناع لتستنشق الهواء النظيف من روائع الموسيقا و الأدب الجميل و الفن الراقي عساه ينسيك ما شخبره
الكابتن من تخبيصات.
وفي حال عدم نزوله اضغط على الزر الأيمن فستنزل فوق رأسك مكتبة من المجلدات التراثية و تصيبك بالشلل النصفي
كما حدث مع الجاحظز
و لكن لا تحزن صديقي القارئ فالفالج أهون من الأمية الثقافية و استغباء القراء
صديقي القارئ ........
لا تنس أن تربط حزام التركيز و تضع نظارات القراءة فوق أرنبة أنفك في حالتي الاقلاع و الهبوط
و المطبات الهوائية التي تسببها عواصف الكلام
ملاحظة:طاقم الرحلة من المنضدين و المدققين و عمال المطابع و أمناء التحرير يرحب بكم و يتمنى لكم
رحلة شاقة فوق سحاب السطور
لدينا وجبات شهية من الكلمات المتقاطعة و أخبار النجوم و ما طاب لكم من الصحافة الصفراء في حالة الملل .
وان كان يرافقكم أطفال فيسر طاقم الرحلة أن يقدم لهم بعض الألعاب المفزعة لتحريضهم على العنف
بغية الدفاع عن النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق
أعزائي ركاب السطور نحن نحلق الأن على ارتفاع عشرة آلاف قدم من سطح الجهل و الأمية وسنمر
بمطبات كتابية فلاتقلقوا ولا تلقوا بأنفسكن الا الى الأعلى لأن قانون الجاذبية في الكتابة لا يكون
الا الى الأعلى
طائرتنا الورقية تحلق الأن وقد فقدنا الاتصال مع أبراج المراقبة و هذا أمر جيد فب الطيران الورقي
آســـــــــــف:
يبدو أن عطبا" قد حل على متن الطائرة
لقد نفذ الحبر..........
و انقطع المد الكهربائي عن النت .........
لا أستطيع اتمام الرحلة...........
يرجى النزول باتجاه الأعلى ..........
وتخيل ما يمكن اكماله على هذه الصفحة .............
و تمت بعون الخوف و المطر
السويداء 2 - 10 - 2010 م
لقد نفذ الحبر..........
و انقطع المد الكهربائي عن النت
أخاف ان نكون قد نسينا الورق والحبر
وتمسكنا بالحبل الاضعف من حبال الانترنت والتقدم
واثقلنا حمل طائرتنا بما جمعناه من سخافات اعتبرنها تطوير
فسقطت فينا سقوطا حرا وتلعب الرياح بأجنحتها ليدورونا كما يشاؤون
وبالنهاية نصنع لانفسا حفرة عميقة ناتجة عن السقوط ونبقى نغوص فيها
فلا تفيدنا منافذ النجاة
__________________
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه دوماَ لأول منزل