منتدى المواهب الادبية قسم مختص بالمواهب الادبية والابداعات والمواهب الشخصية والفردية |
|
07-22-2010, 06:58 PM
|
#1
|
عضو متميز
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: الإمارات - أبوظبي
المشاركات: 849
معدل تقييم المستوى: 17
|
السويداء - ملحمة إنتماء
السويداء ملحمة انتماء
معلقة شعرية رائعة للشاعر و الصديق و الأخ سلامة فايز شقير
على سريركِ
...
يرقدُ البازلتُ كالطفلِ المكحّلْ
في سوادِه ألفُ لونٍ للترابْ
منِ اخضرارِ عريشةِ الريّان في أنثى العنبْ
إلى بَيَاضِ الكأسِ من لونِ السحابْ
تمازجتْ وتزاوجتْ
كي يُسكبَ اللونُ النبيذيُّ المقطّرُ
في شفاهِ حبيبتي
على اختلافِ جمالها المُنسابْ,
وتسقي منهُ مليكةَ التفّاحِ
كأساً كي تغيضَ التّينَ
بعدَ أنِ استوتْ على عروشها
بين غيماتٍ تدغدغُ شاهقاً
بين الجبالِ وضهرَهُ "ضهرَ الجبلْ".
صفراء ينعشها احمرار خدودها
فرشَتْ زهورَها فوقَ مملكة الرِحابْ
عيناها تُشبـِعـُك اشتياقاً للطفولةِ والمرحْ,
واستباق النارِ فيك إلى الشبابْ.
من شعبها,
ظهرتْ ثلاثٌ من أميراتٍ لثورةِ كادحٍ
نسيَ الجمالَ بكفّهِ,
فجمعْنَ حُسْناً كي يراودْنَ
الترابَ وينتصرْنَ لعرشهنَّ,
لوحدهنَّ بلا مليكاتٍ وعشب في الغَزلْ
يجتحنَ آلهةَ الثلوجِ وحبرَ فكريَ والخيالْ ...
أميرةُ الكرزِ البديعةِ في الهوى,
وأميرةُ الرّمانِ تأسرُ ناظريكْ,
وأميرةٌ صنعتْ لجسمها صبغةً سحريّةً
من سحرِ حُبِّ المملكةْ, تحمي ولاءَها,
إنّما كُشِفَتْ بخصرها والعُنق..
قد لقّبوها "إجاصتي"
وتحبُّ "كمّثرى الفواكهِ" في البَلاط.ْ
إذ حاولتْ إحدى معالم رقصِها,
كَشفتْ معانٍ لم نجدْها في الشراب.
ـ ـ ـ
أغنياتٌ في حقولها سافرتْ
بمناجلِ الأطفالِ والعشّاقِ والفتيانِ
والفتياتِ والشيخِ الجليلِ
ونسوةٍ حملتْ أهازيجاً بوهنٍ من حصادْ
كي تلدْها حبةً من قمْحِ ساعدها التَعِبْ
في حاضناتِ "الصاجِ" والمحصولِ أمّاً للرغيفْ
تُغدق عليكِ بـلُقمةٍ
مِن "لبْنةٍ" أو زعتر ٍ
غرِقَتْ بزيتٍ في "مناقيشِ" استدارةِ حسنها
شهدٌ من العنّابِ يتبعهُ "الزَّبِيْبْ"
"دِبْسٌ" بقطرهِ تنتشيْ,
تشربْ كأنّكَ في جنان الخلدِ
حولكَ أنهرٌ تسقي
الدوالي والعناقيدَ احتفالاً بالخلودْ
زيتونةٌ خضراءَ أو سوداءَ في دارِ المؤونةِ,
دارها وبفخرها "أم العصابْ"
ـ ـ ـ
أفراحها تغتالُ حزنك بعد عامٍ من كللْ
تغدو النجومُ قريبةً في ساحةِ الرقصِ الجميلْ
كلّ الحضورِ تكاتفوا في "دبكةٍ"
تُنسيكَ همّك بالعرقْ
يطربك حُسن مليحةٍ
سرقتْ جمالها من كروم البارحةْ
"جوفيّةٌ" تبعثْ بروحك ألف فارس معركةْ,
كمْ تقشعرُّ لـ "سحجةٍ"
أبدانُ من حفظوا "الحـِدا"!
بل أينَ شِعري إن سمعت قصيدةً
خرقَتْ قلوبَ الخيلِ من رعدِ الصهيلْ؟!
مِنْ توْقِ نفسِكَ للأغاني
سوفَ ترقصُ عن كثبْ
ستراقصينَ الموجَ أنتِ كقاربٍ
ركبَ الأغاني والزغاريدَ التي
بُعِثتْ لملحمةِ الحياةْ,
أبطالها: تلكَ العروسُ بحلمها,
وعريسنا بحصانهِ فوق السحابْ
ـ ـ ـ
قد رافقتْ كلَّ الفصولِ قصيدةٌ
من صيفها وخريفها
وشتائها, وربيعها تهديك فيهِ
شقائقَ النعمانِ أو صور البلاغةِ
في لغاتِ الأقحوانِ على ضفافِ
السيلِ في وادٍ يصُاحبُ صخرها
وكرومها وحقولها
والزهرَ في أشجارها
من لوزةٍ أو جوزةٍ أو فستقٍ
عبَرَ المدائنَ من حلَبْ
تختالُ ضفتّهُ بعشبٍ
ذابلِ العينين بينَ التربةِ
الحمراء والنسقِ الجميلِ
لسنديانٍ أو صنوبر يحمي فطراً
في ظلاله من فتى
أو حرِّ شمسٍ يقتربْ
تُنعِشك نسمةُ جوّها بصبيحةٍ
من صوت فيروز الأنيقِ وقهوةٍ
نظرتْ إليها الشمسُ بعدَ مبيتها
لَكأنها نفحاتُ عاشقةٍ
تداعبُ قلبها وعشيقها بعد التعَبْ
تمضيْ تراقصها عصافيرٌ بزقزقةِ الطربْ
من لحنِ فاتنةِ الجمالِ ...
حبيبةِ الروحِ الحزينهْ,
ومجدِ أهلها والنسبْ
محسودةِ اللقطاء بين العالمينَ
وقصيدةٍ من شوقِ روحي إلى اللقاءْ,
جولان يا بدرَ الهضابْ
ـ ـ ـ
إذا نظرتَ إلى جبينها
مُتّ في عتقِ اللجينِ وسحرهِ
ترجين أو ترجو انعتاقاً في الذهبْ.
في وجنتيها,
كلُّ ما جمعَ الحضاراتِ القديمةِ
من فنونٍ أو نقوشٍ
أو مواهب قد تجرّعها الخجلْ ..
إلى الشجاعةِ والرجولةِ
أو مجاراة السُحبْ.
كلُّ الأزقّةِ والشوارعِ عامَدَتْها
شامخاتٌ من أوابدَ روما
حينَ تعرّبتْ فيها بـ "فيليب" العربْ.
وفسيفساء ستبدأُ السردَ المشوّقَ
للحياةِ بقصرِ "شهبا",
شهبا الحكايا والقصصْ,
ولبنتها ذاتِ السواقي
والبتول بحبها عبق الجبالِ,
"قنوات" أمّ الأعمدهْ,
ولن تخنك الساجداتُ
مِن النحوتِ المُستقاةِ
من الطبيعةِ باحترامِ مزاجها,
منها وريقات العرائشْ,
توت تلقى تارةً
أو تارةً تلقى طيورْ
وجرّة نُحِتتْ بكل الكبرياءِ
على طهارة صخرها
بين القُرىْ,
وسطَ القرىْ,
تلكَ القرى,
بتنوّعِ الأسماءِ منّا, أهلها
أهل الكرامة والضيوفِ,
وصدرنا الفادي الذي يختارُ
أُنْسَ ضيوفه بقصيدةٍ من
قهوةٍ عربيةٍ, ذكريّةِ البُنِّ المغازلِ
حبّة الهالِ الجميلهْ ..
في كعب فنجانٍ تزيّنهُ
حروفٌ من كلامِ الجودِ
في " أهلاً و سهلاً "
في مضافةِ بيتنا
وبساطِ راحةِ ضيفنا
ووسائدٍ يُفضي بزينتها القصبْ.
يدعوك بعدها من حلالِ النعمةِ
الخيرُ الوفيرُ بـ "منسفٍ"
قد طاب فيهِ طعامنا
عن طيب خاطرِ هامةِ
الكرمِ الشجاعِ بنفسنا
لا شيء فيه ليعترينا من البخلْ,
هو اليسيرُ بوفرةٍ
كي لا يساومنا لقلّتهِ عتابْ.
ـ ـ ـ
كنزٌ من التاريخِ والأمجادِ بعدَه
ينتظرك بدار سلطان البطلْ
لمْعِ السيوفِ على الخيولِ
ونصلها فوق الرقاب الطامعه,
أنشودةِ البارود وسط المعمعه,
وحديثِ من كانوا معه,
في "الكـَـفْـرِ"
أو وعَرِ "اللّجاةِ"
وفي خضمِّ "المزرعه"
أبطالُ مجدٍ مثلهُ,
لا ينتمونَ إلى الوجلْ
واليوم ننشدُ صيحةً:
حريةُ الأحرارِ تلقى حتفها . .
هبّوا لنحفظَ مجدها
قبلَ ارتحالهِ كالسرابْ
ـ ـ ـ
تلقى بيوتاً حُبلى بالشهداءِ
والعلماءِ والكتّابِ والشعراءْ
قد جمّعتهمْ وحدةٌ من حبّهمْ,
عفويةٌ من طيبهم,
من فقرهمْ,
من كدّهمْ,
من وفرةِ الآمالِ في أرواحهمْ,
وبساطة الحلمِ البريءِ
وبالطموحِ لنيلِ قلبْ
غانمينَ وسالمينَ
بقطرة العرق الطليقةِ
بعد أن قد غمّستها
غربةٌ
أو فرقةٌ
دون التقاء أحبةٍ
فوق التراب لطفلها,
ذاك المكحّل في الخيالِ.
بحبرِ روحي وروحِ كلِّ أحبتي.
في شعري أُهديهِ السريرَ
لينامَ سطراً في كتابْ
حرفاً صغيراً بين أحرفِ وجدِهِ,
شعراء أو كتّاب كانوا في كتبْ
وقصيدةً لقصائدِ الوطنِ الجميلِ
وحلمهِ في رجعةِ
الروحِ الملوّعةِ المعلّقةِ
التيْ خُطفتْ بليلٍ مزّقتْ أشلاءَهُ
أنيابُ من جاعوا لقتلٍ واغتصابْ
سلامة فايز شقير
السويداء _ القريا 16 / 7 / 2010
الصديق سلامة شقير لم تعرفهُ شاشة تلفاز أو دار نشر
لكن يكفي أن تعرفهُ قلوبنا جميعاً
تحية لشخصهِ الكريم
|
|
|
07-23-2010, 01:44 AM
|
#2
|
عضو متميز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السويداء - أبوزريق
المشاركات: 289
معدل تقييم المستوى: 0
|
شاعرنا الكبير سلامة شقير
وصف وافي لا يقوله إلا شاعر موهوب
و كلام عذب لا ينطق به إلأ مثقف واعي
قلم مبدع يكتب ما يعجر الفكر عن كتابته
خيال بديع يصف بصدق و شفافية كمال الصورة
ها هي السويداء بأجمل وصف و كلام
بعنبها و تفاحها و رائحة أرضها
بشعرها و دبكاتها و صوت أهازيحها
بقصورها و تلالها و صفاء مائها
و بأهلها و ناسها
معلقة رائعة و شعر رائع لا أعطيه حقة مهما تكلمت و مهما قلت
شكرا لك أخ سلامة و دمت بأبداعك و تالقك
شكرا لك أخي حاتم و نعم الصديق صديقك الشاعر سلامة شقير
__________________
* كــــل شـــــيء يبــــدأ عنـــــد النهايــــــــة .....؟
تمامــــــأ كأننـــــــا نشبـــــــــه الخاتمــــــة كثيراً حتــــى عندمــــــــا نعتقـــــــــــتد أنــه ها قـــد بدأنـــــــا منــــــذ لحظــــــــــــــــاتـــــــــــ ( أنــــأ عائـــــد الـــى البدايـــــــــة ) *
|
|
|
07-26-2010, 06:51 PM
|
#7
|
¤.امـيـرة مـنـتـدى عـرمـــان.¤
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: Dubai
العمر: 49
المشاركات: 2,435
معدل تقييم المستوى: 18
|
تحية الى السويداء
الــمــجــدُ مـــرقـــومٌ عـــلـــى صــوَّانِــهـــا و الـغــارُ مـضـفــورٌ عــلــى تيـجـانِـهـا مـا مـرَّ مِـنْ زمَـنٍ علـى طـول الـمـدى إلاّ و كــانــتْ فــيــهِ شــمــسَ زمـانِـهــا أرجــــتْ بــهــا حــلـــلُ الـثَّــنــاءِ أمــيـــرةً عــربــيَّـــةً تـــاهــــتْ عـــلــــى أقــرانِــهـــا حـلَّـتْ سـويــداءَ الـقـلـوبِ و باسـمـهـا دُعــيَـــتْ فــكـــانَ مـكـانُـهــا كـمـكـانِـهـا خَلَـعَـتْ عليـهـا المتـرفـاتُ مــنَ الـرُّبــا ألــوانـــهـــا ، فــتــأنَّــقــتْ كـحــســانِــهــا الـمـائــســات مــــــع الـنَّـســيــمِ تـــدلّـــلاً يـخـطــرنَ كـالأقـمــار بــيـــنَ جـنـانِـهــا هـي لـوحـةٌ للحـسـنِ نمنمـهـا الـهـوى غـارَ الضُّـحـى و الــوردُ مــن ألوانِـهـا الحـلـمُ يـســرحُ فـــي مـتــارفِ سـحـرهـا و الشِّـعـرُ يـمـرحُ فــي مــروج بيـانِـهـا لـمَّـا نـزلـتُ بـهــا و قـــدْ طـــابَ الـلـقـا و تـفـتَّــقَ الــجـــوريُّ فـــــي بـسـتـانِـهـا أدركـــــتُ أنِّـــــي فـــــي مــرابـــعِ جـــنَّـــةٍ يجـري النـدى و العطـرُ فــي غدرانِـهـا لــــلأرضِ فــــي كــــلِّ الــبــلادِ مــواســمٌ تـزهــو بـهــا و تـتـيــهُ فــــي إعـلانِـهــا و هـنــا أقـــامَ الـحـسـنُ غـيــرَ مـبــارحٍ يـتـرشَّــفُ الـنُّـعـمـى بــكــأسِ حـنـانِـهـا أنــا مــا مـــررتُ بـأيـكـةٍ فـــي أرضـهــا إلا و هــــلَّ الـبِـشْــرُ مــــن أغـصـانِـهـا و كـأنّــمــا الأشــجـــارُ فـيــمــا خــلــتــهُ أخـذتْ صـفـاتِ الـجـودِ عــن سكّانِـهـا أرضٌ بـــهــــا لـلـمـكــرمــاتِ ســــوابــــقٌ نـبـتــتْ بــــذورُ الــعــزِّ فــــي قـيـعـانِـهـا لـلــمــجــدِ تـــاريــــخٌ بــــهــــا مــتـــجـــذِّرٌ يـروي حكـايـا النَّـصـرِ عــن فرسانِـهـا أهــل الـمـروءاتٍ الألــى فـخــرتْ بـهــمْ أزمــانــهــمْ شـــرفـــاً عـــلـــى أزمــانِــهــا أمـنـتْ بـهـمْ هــذي الـدِّيـارُ فأصبـحـتْ تغضـي وحــوشُ الـبـرِّ عــن غزلانِـهـا سـاءلـتــهــا كــيــمــا أطــــــوفَ بــقــبـــرهِ بضعاً من الأشواطِ عن سلطانِها(1) حـامـي الطَّـريـد مــن الأعــادي عـنــوةً و كــذا الـكـرامُ تــذودُ عـــن ضيفـانِـهـا كـفَّـاه ، كـــفٌّ فـــوقَ مـقـبـضِ سـيـفـهِ وقــفَ الــرَّدى المحـتـوم طــوعَ بنانِـهـا و بـكــفِّــهِ الأخـــــرى بــحـــورُ مـــكـــارمٍ لا تــســـأل الــرّبّـــانَ عـــــن شـطـآنِـهــا أودى و مــــــا أودتْ شــمــائــل عــــــزَّةٍ عـــربـــاء أورثـــهــــا إلـــــــى فـتـيـانِــهــا لله نـفـسٌ فــي الحـيـاةِ و فــي الــرَّدى لــمْ يـجـرِ غـيـرُ الـعــزِّ فـــي شريـانِـهـا وزَّعـــتُ فــــوقَ ذرا بــــلادي مـهـجـتـي ليـسـيـل نـهــرُ الـحــبِّ فــــي وديـانِـهــا فــــــإذا بــســوريـــا الـحـبـيــبــة جـــنَّــــةٌ و الحـبُّ حـرفُ العـيـن فــي عنوانِـهـا شكرا لك اخ حاتم وشكرا للشاعر تحياتي
__________________
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
|
|
أدوات الموضوع |
|
طرق مشاهدة الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع كتابة مواضيع
لا تستطيع كتابة ردود
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن: 07:02 PM
|