مضى عامين يا أمي على الولد الذي أبحر ....
برحلته الخرافية ...
مضى عامين أو اكثر ..
يحمل في حقائبه قليلاً من الشاي وقليلاً من السكر ..
يحمل وجه امه وصباح بلاده الأخضر ..
وبعض ذكريات صبا ... فبعد عامين صعب على الشاعر ان يتذكر ..
أمي: اكتب من بلاد بعيدة في قلبي شجن ودمعي قصيدة ..
وفي ذاكرتي صوراً لك يا بساتين المرمر ..
امي عامين او أكثر إذا أنت صبرت فكيف انا أصبر ..؟
وفي داخلي بعض من عطورك الغربية .
وعلى لساني طعم فطائر الزعتر..
جف صوتي وجف حبري يا اماه ..
انا الذي يعجز عن وصف جراحه ..
ولم أكن أعرف انه ببعدك ستستقيل الشفاه ..
أين وجهك الملائكي يطل علي كل صباح ..
علمني أن أصارع الدنيا أن لا أضجر ..
أين دعائك يحرسني طوال الوقت ...
أين يداك تلفني ... أين جلساتنا
بجانب النافذة على دفء المجمر ...
يا امرأة كل النساء قبلها صفر
وكل النساء بعدها صفر ..
مرحلة التكوين ما بين يداك
يانقاء السماء يا طهر الأزهر...
يا مساحات الفرح في قلبي
إذا الحزن استوطن وتكبر ...
في عينيك تقطن آلاف الكواكب يا أمي
ومن يداك يسافر السوسن والعنبر ..
أنا رجل يغتالني قدري ...
وتغسلني أمطار الكآبة إذ تمطر ...
وانت فخورة كالعادة
فشقاء اثنان وعشرين عاماً
قد اثمر...
ملاحظة المقدمة مقتبسة