لم تنل أيَّـاً من المحرمات ما ناله الخمر من الاهتمام والذكر في الفقه الإسلامي ومصادره، ولعل ذلك مردّه إلى خطورة شرب الخمر على الفرد والمجتمع الإسلامي، من الناحية الدينية والاجتماعية، وإلى تعلّق غالبية المجتمع الجاهلي به، وهو أول مجتمع تلقى الدعوة الإسلامية..
ولا يتوقف خطر الخمر على مدمني شربه ومَن يحيط بهم وحسب، بل يتعداهم إلى الغالبية الساحقة من الناس، إذ خطر انتشاره يهدد جميع الناس نظراً لشهرة متعة شربه عند مختلف أطياف المجتمعات البشرية.
لذا كان من المحتَّم على الشرع الإسلامي الحنيف أن يولي موضوع الخمر الأهمية القصوى،
وهذا ما أصبح واقعاً وأصلاً.
ولعلنا لا نغالي إذا قلنا أن الطب الحديث، بأبحاثه العلمية المحضة، قد قرَّر أن ضرر تعاطي الكحول بكافة أنواعها وخطورة ذلك على صحة الفرد وسلوكه في المجتمع لا يوازيه ضرر ولا خطر، ويمكن مراجعة مثل تلك التقارير والأبحاث من مواضعها المختصة.
وماذا بعد؟!
لقد سهَّل الله لنا أن ندرك خَطَرَ كلِّ الأشياء التي يمكن لها أن تضرنا في حال تعاطيناها أو اقتربنا منها، وقد بيَّن لنا اللهُ أهم تلك الأشياء، وصنَّفها لنا ــ من أجلنا ــ تحت باب المكروهات أو المحظورات أو الممنوعات أو المحرَّمات، فهل نحن منتهون؟!
وقد لا يخفى على أحدٍ من الناس أن نسبة شرب الخمر في المجتمعات الإسلامية، في يومنا الحالي، لا تقل كثيراً عن نسبة شرب الخمر في المجتمعات غير الإسلامية، ومردّ ذلك إلى جهل واستهتار قِسم كبير من أبناء ديننا؛ لذا كان من الواجب على كل مُسلم يعيش في مجتمع يُشرب فيه الخمر أن يحاول إصلاح مجتمعه بالموعظة الحسنة والسلوك القويم، حتى يتوب مَن كان في نفسه خشية من الله، ويرتدع كل معاند يخاطر بنفسه ومجتمعه
يعطيك العافيه اخى ايهاب ع الطرح المميز
تحياتى لك