قال الله تعالى : ﴿ إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً ﴾[ الإسراء : 36 ]
ومع أنّ السمع والبصر حاستان مهمتان بالنسبة للإنسان. إنّ السمع أول عضو يؤدّي وظيفته في الدنيا حتى إنّ بعض التجارب أثبتت أن السمع يؤدّي وظيفته والجنين ما يزال داخل الرحم أي في الوقت المتأخر من الحمل . إن السمع بالنقل قد يتأخّر لبضعة أيام بعد الولادة أي إلى حين جفاف السائل الأمنيوسي من الأذن الوسطى و امتلائها بالهواء أما بالأذن الباطنية فهو موجود منذ الولادة . إنّ انعدام حاسة السمع يؤدّي إلى انعدام الكلام والنطق عند الإنسان وهذا الارتباط أي ارتباط النطق بالسمع لا نجده في حاسة البصر.
كذلك يوجد ارتباط وثيق بين حاسة السمع والتفكير والذكاء عند الإنسان ، فالتفكير عمل يقوم به العقل ومادة التفكير هي اللغة أي الكلام ، وانعدام الكلام بانعدام حاسة السمع يؤدّي حتماً إلى انعدام التفكير وبالتالي تعطّل عمل العقل وانعدام وظيفته.
كذلك هناك ارتباط بين حاسة السمع والتوازن عند الإنسان .
إنّ العين تعمل في حالة اليقظة أما عند النوم فعمل العين يتوقف حيث لا يكون هناك إبصار ، أما الأذن فتعمل في حالة اليقظة وتعمل في حالة النوم و لا تتوقف عن عملها ليلا ولا نهارا وهذا ما يعطيها درجة زائدة عن العين .
إن عمل الأذن في السمع هو عمل لا إرادي أي لا تخضع لإرادة الإنسان ، بينما عمل العين هو عمل إرادي .
العين
كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة ، فالعينان تزنيان وزناهما النظر ، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع واللسان يزني وزناه الكلام ، واليد تزني وزناها البطش ، والرجل تزني وزناها الخطا ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرجُ أو يكذبه )) .
والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع مانع ... فضول النظر أصل البلاء ؛ لأنه رسول الفرج -أعني الآفة العظمى والبلية الكبرى- والزنا إنما يكون سببه في الغالب النظرَ ، فإنه يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والفكرة ، فهذه الفتنة من فضول النظر وهو من الأبواب التي تفتح للشيطان على بني آدم...
نعم أيها الأخوة إن القلب بمنزلة المرآة المجلوة تظهر فيها المعلومات كما هي ، والنظر بمنزلة التنفس فيها ، فإذا أطلق العبد نظره تنفست الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها كما قيل في ذلك :
مرآةُ قلبكِ لا تُرِيك صلاحَه ---------- والنَّفسُ فيها دائماً تتنفسُ
وقال شجاع الكرماني رحمه الله -وكان من ذوي الفراسة- : ( من عَمَّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغَضَّ بصره عن المحارم وكَفَّ نفسه عن الشهوات وأكل من الحلال لم تخطئ له فراسة
===================================
وللموضوع تتمة عن جوارح الجسم