كانسامح يجد متعة كبيرة لدى سماعة الحكايات الجميلة، التي
ترويها له أمه كلمساء في بيتهم الريفي، وذات
ليلة حكت له حكاية طريفة عن العصافير، وعنسعادتها وهي تعود
إلى أعشاشها فوق أغصان الأشجار، أحب
سامح العصافير، كانيود لو أنها اجتازت نافذة غرفته لتملأ المكان
بزقزقتها ورفيف أجنحتها،لكنه ما أن
يقترب من النافذة حتى تطير العصافير مبتعدة، وذات مساء، شاهدسامح نملة كبيرة جداً تدخل من النافذة،
ابتسمت لسامح وسألته عما يقلقه،فأخبرها عن حبه للعصافير
ورغبته في العيش معها لأنه يحب الطيران مثلها التفتالنملة الكبيرة إلى النافذة ونادت على العصافير، وبلمح البصر
دخلت الغرفةعصافير كثيرة، تعاونت على حمل سامح بمناقيرها
الصغيرة
وطارت به خارجالغرفة، ووضعته على غصن شجرة قريبة،
وعندما حاول سامح التقدم لدخول أحدالأعشاش، اعتذرت
العصافير عن استقباله،
وقالت له بأدب: أنت يا صديقنا ضخمجداً، ولا يوجد عندنا مكان
يناسبك! فجأة رأى سامح عنكبوتاً كبيراً يقترب منه، كان شكل العنكبوت
مرعباً، تراجع سامح إلى الوراء، فصاحت العصافير محذرة:
احترس يا سامح! لم يتحمل الغصن وزن سامح فبدأ يتكسر أطلقسامح صرخة عالية، اقتربت العصافير منه وحاولت إنقاذه
بمناقيرها، لكنه لميلبث أن سقط من فوق الغصن، حاول أن يستعمل
يديه كأجنحة لكنه لم يستطعفارتطم بالأرض.
فتح سامح عينيه فرأى أمه تقف بجوار سريره وتبتسم لهبحنان،
كان تعرف أن أبنها كان يحلم، وعندما أخبرها سامح بما حدث له
فيالحلم
تبسمّت وقالت له: خلق الله جميع الكائنات، وزوّد كل كائن بما
يناسبهفي عيشه ومحيطه، وقد استطاع الإنسان بما وهبه الله له من
عقل أن يصنع
أشياء مفيدة كثيرة، فالإنسان لا يستطيع أن يطير في الهواء مثل
العصافير،لكنه استطاع أن يصنع طائرة يحلق بها في الأعالي. انحنت على ولدها وقبلته وهي تردد قوله تعالى: " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من
يمشي على رجلينومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن