البــــــلـد بأهـــــــــــــــــلها
البلد بأهلها مصطلح شعبي (مثل) كنا نسمعه كثيراً في وقت ليس ببعيد فكنا نسمع أهلنا أثناء الجلسات العائلية أو المحلية يقولون (الله يعمر البلد بأهلها) أو (البلد بأهلها) وكان لوقع هذه العبارة اثر كبير علينا في تحفيزنا لأمور كثيرة رغم عدم إدراكنا في تلك الأوقات للمعنى الكبير لهذه العبارة ربما لصغر سننا وقلة وعينا وربما لأسباب أخرى...... ومن ثم عرفنا أن هذه العبارة تحمل بين طيات حروفها الكثير من المعاني فهي تدل على قوة أهل البلد وتماسكهم ووعيهم في إدارة شؤونهم وحبهم لبلدهم وحبهم لبعضهم وتجلي ذلك في معظم نواحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية و...........غيرها فكانت مؤازرة أهل البلد لبعضهم البعض في المناسبات الاجتماعية في السراء والضراء من باب الواجب وحرصهم على أمور البلد كافةً الاجتماعية والوطنية والسياسية وكانوا يداً بيد لمافيه خير البلد متعاونين متماسكين يعملون بكل مالديهم لبناء هذه البلد المعطاء من غير لكز وغمزوكانت غيرتهم مضرب للأمثال، اذكر انه في أول التسعينيات من القرن المنصرم (وكنا وقتها بدوة شباب) كان يجتمع شباب البلد في صباح كل يوم جمعة للقيام بأعمال النظافة للتربة (المقبرة) وامتد الأمر ليشمل طرقات البلد الرئيسية بمشاركة من المنظمات الشعبية والوحدات الإدارية في البلدة وكان ينتهي العمل مع نهاية اليوم بالأهازيج والأغاني والعراضات الشعبية وكانت مشاركة الأهالي لبعضهم في كافة المجالات وكأنهم عائلة واحدة وكنا نعرف أن رجالات البلد يجتمعون لمساعدة احدهم في حال وقوعه في أزمة ما ويتعاونون مع الجهات المعنية لرفع سوية المستوى التعليمي في البلدة وغير وهناك الكثير والكثير في هذه الأيام أصبحت هذه العبارة البلد بأهلها تتلاشى شيئاً فشيئاً وقلما نسمع أحدا يرددها إلى حد النسيان وذلك لما فرضته علينا أساليب الحياة الجديدة بمدنيتها وعولمتها والتي اعتقد أننا بحاجة لتخطي بعضها فصار هناك بعّد كبير بين أهالي البلد من جهة وأهالي البلد والمنظمات الشعبية والوحدات الدارية من جهة أخرى............... وبتنا نشارك مناسباتنا عبر الجوال (الرسائل) ونعلل عدم مشاركتنا حين نرى أهل المناسبة بهموم هذه الأيام والأعمال الكثيرة ونلقي بللوم على الجهات المختصة في سوء أوضاع البلد من كثرة المهملات وحفر الطرقات وغيره (مع العلم أنني لا ابرر إذا كان هناك تقصير من هذه الجهات) وأخذتنا بهارج الحياة من الجوالات والأجهزة اللاقطة الفضائية ومقاهي الانترنت إلى حالات بعيدة جداً عن ماضينا وتغيير كبير في بعض عاداتنا وتقاليدنا
وضمن هذه الظروف ندعو الجميع للعودة إلى التماسك والمحبة ولنعمل يداً بيد وبكل مااوتينا بقوة لنعود بالعمل بالمقولة الشهيرة :البــــــــلد بأهـــــــــــــــــلها