لا أرى فيكَ إلا أنت
إلى قطعة الأرض التي تمتدُ فوقَ مخيلتي , إلى ذاكَ الوطن الذي يعيشُ فينا
ولم يترك القدر لنا فرصةً للعيش فيهِ ,.,,
أمتدادُ الحُلمِ أنت
ابتسامُ النورِِ للظلام أنت
عصفورٌ يختبئُ في جيوبِ ذاكرتي أنت
وردةٌ تعانقُ أحزاني لا أكونُ إذ ما كُنت
أني على كلّ حبةِ ترابٍ فيكَ يا وطني ولدت
أني أغادِرُ كلّ دقيقةٍ منكَ إليك
يبتلعني قدري يجلدني الصّمت
أأهون عليكَ يا أمي و أبي وما هنت
أسافرُ في طرقاتكَ كلّ مساء
أمشِّطُ ارصِفتك العارية
أقبل أعمدة النورِ كالمجانين
وما في الوطن يا وطني إلا أنت
وحدك أنت
نغدو كباراً ولا تزالُ ذاكَ الطفل بداخلنا
نعلمك الكلام ,, نُهديكَ البنفسج
ولم أركَ يوماً تكلمت
أنت يا وطني غمامةٌ تمطرُ على صحرائنا
تمطرُ ياسميناً تمطرُ عينا أمي
تنامُ على الخريطة ,, تنام فينا .. ونصحو فيكَ
أسعفني يا وطني أني تعبت
أني انازع في الغربة شدّة احتياجي
ليضمني صدركَ أنت
لا تزال صورتك عالقة في قاعِ ذاكرتي
تلوّح بيدكَ ,, تنثر دموعكَ على الارض المقدسة
أيلولُ على الأبواب فماذا أقول لهُ إن جاءَ يسألني
ماذا أقول يا وطني
يا وطن الأولين يا بيّارة العنب تتسلق أرواحنا
يا أرض الحمام والسلام
أنهم هنا يا وطني لا يفقهون لغة الحبّ
لغة القلب
عقولهم ضامرة ,, مخيلتهم صغيرة
و أحلامهم قاصرة ,,
و أنا أكبرُ من داخلي
هكذا على يديكَ يا وطني تعلمت
أن أكونَ أنا و اكونَ أنت
أشجارُ تفاحكَ تَسجدُ على أبوابِ شراييني
مآذنكَ يا وطني أكثر ممّا أبكيها تبكيني
عِطرُكَ يا وطني يلاحقني
عبقُ قهوةِ أبي أشمها كلّ صباح
اسمعُ دعاءَ أمي كلّ صباح
أسمع أسرارَ العصافير كلّ صباح
ُ
و اراك كيفَ تحتضن الشمس كلّ صباح
وتقبل جبينها كل مساء
أنتَ يا وطني وجعي الجميل
أنتَ صوتُ الله من السماء يستقيل
انتَ مهدُ أحلامنا الصغيرة
يا وطني و يا أيّها الوعدُ الصادقُ
بولادةِ الزمنِ الجميل
بوحُ الحكايا للمواقدِ الحزينة انت
سجودُ الأماني لرغبةِ الأقدارِ أنت
و دروبنا المكسّرة على كفِّ الرحيل
ضحكةُ الأطفالِ في الأعيادِ أنت
و موعد عودة السنونو المهاجرة انت
يقتلونك كلّ يومٍ ونحن يا وطني جراحُ القتيل
مهدُ طفولتي انت ,, على خدّيك أوّلُ ما حبَوت
و أنت رَسولُ الحبِّ بين الغيوم وبين سَعفِ النخيل
يا وطني ما في الوطن إلّا أنت
وبعض حكايا تموتُ فيكَ وتحيا فينا
حيثُ الإيمانُ يُرسلُ طِفلَهُ ,, ليعانق أرواحنا بصمت
يا وطني كلّ ما فيكَ غدا وطناً
أشجارُكَ غدت وطناً
أحجارُكَ غدت وطناً
بيوتكَ ,, جبالكَ ,, دروبُكَ ,, اشتياقُنا أشتياقُكَ
غدوا أوطاناً
فأنظر إليك ولا أرى فيكَ يا وطني إلا أنت