تعتبر أوغاريت وهي مملكة قديمة أشهر موقع أثري في رأس شمرا ولقد تم اكتشافها صدفة عام 1982 وباشر العالم كلود شفر التنقيب فيه عام 1928 فاكتشف حاضرة كنعانية مهمة.

كان الاعتقاد أن الساحل السوري لايحوي إلا آثاراً إغريقية ورومانية ولكن اتضح أن رأس شمرا غني بآثاره التي تعود إلى العصور الحجرية وأن المدينة الكنعانية الكاملة كانت أوغاريت، وأن مجموعة من التلال المحيطة بها والتي تتجاوز الثلاثين تلاً كانت دليلاً على أن هذه المدينة كانت مركزاً لمواقع أخرى شكلت معها موطناً لمملكة مهمة على الساحل السوري.
مازالت الحفريات قائمة في أوغاريت بخاصة في مسكن رحب يدعى بيت أورتينو ويقع جنوب المدينة وفيه عثر على أكثر من خمسمئة رقيم منقوش تعتبر من أهم المكتشفات المهمة وتدل على المكانة المتميزة التي احتلتها أوغاريت وقد مارست دوراً في عصر البرونز الحديث أي حوالي 1200 ق.م وهو دور أساسي في تاريخ سورية وتاريخ شرقي البحر المتوسط، ولقد نقشت هذه الرقم او أغلبها باللغة الأكادية وهي لغة الاتصالات الدولية أو يمكن اعتبارها اللغة الفصحى بينما كانت الأوغاريتية هي اللهجة المحلية.
آثار أوغاريت
وصلت أوغاريت إلى قمة ازدهارها في منتصف الألف الثانية ق.م ويدل على هذا الازدهار المباني المهمة التي تم اكتشافها وهي القصر الملكي والأحياء الرسمية، ففي القسم الغربي من المدينة مازال السور واضحاً، ولقد امتد خلف القصر الملكي الكبير، ويضم أكثر من مئة صالة وفيه عثر على مجموعة من الأثاث المطعم بالعاج يمثل مشاهد دينية رمزية محفوظة في المتحف الوطني في دمشق.
عند زيارة موقع أوغاريت فإن شارعاً يقسم الموقع إلى قسمين القسم الشمالي وفيه القلعة والقصر والقسم الجنوبي وفيه المدينة الرسمية.ومن الملاحظ أن عمارة القصر ذات طابع سوري متميز وفيه تم اكتشاف الوثائق الملكية على رقم طينية ويتبع القصر الاصطبل الملكي وغرفة الكاهن ومسكن الحاكم العسكري ومسكن الملكة الأم.
مدينة أوغاريت
تتألف المدينة من الحي الجنوبي وحي المعابد والحي الشرقي أو المدينة المنخفضة والحي الغربي ويتضمن حي المعابد معبد دجن والمكتبة ومعبد إيل، ولقد عثر خلال الحفريات المستمرة التي تمت في موقع أوغاريت على الكثير من القطع الفنية نراها محفوظة في جناح خاص في المتحف الوطني في دمشق منها أختام اسطوانية وأوان وقلادات ومنها تماثيل للآلهة "بعل" وشواهد نقش عليها إله "إيل" مع ملك أوغاريت ومجموعة كبيرة من الرقم أي الألواح الطينية بعضها مغلف بغلاف طيني وبعضها مدموغ بخاتم لأنه يحوي مرسوماً أصدره الملك الحثي "تودخاليا الرابع"، وهناك أولواح عاجية تغطي منضدة أوتزين سريراً ورقيم عاجي يمثل رجلاً او امرأة، هذا عداعن رقيم الأبجدية الصغير.
ومن أشهر الرقم المكتشفة في أوغاريت رقيم عريض عليه أغنية صوفية بمعنى أن الحب والدعاء فيها يختلطان ولقد كشف العالم الموسيقي كريمر لحن هذه الأغنية ورأى أن الموسيقا السباعية الدياتونية كانت موجودة في أوغاريت قبل ظهورها في بلاد اليونان بألف عام. ولقد سجلت هذه الأغنية مع جوقة في جامعة لوس انجلوس على أسطوانات.
أبجدية
عثر في أوغاريت حتى الآن على حوالي 3000 من الرقم أي اللوحات الفخارية تعود إلى القرنين 13 و14 ق.م مكتوبة باللغة الكنعانية وباللغة الأكادية، وكذلك على نصوص باللغة الحورية والمصرية والقبرصية والحثية ولم تكن الأبجدية الأوغاريتية معروفة قبل اكتشاف موقع رأس شمرا وهي تستعمل 30 حرفاً بينما كانت الكتابات الأخرى تتضمن مئات الإشارات ويمكن أن تعد أبجدية أوغاريت أقدم أبجدية ظهرت في العالم حتى الآن، وعندما حلت رموزها من قبل المختصين باللغات القديمة تبين التشابه الكبير بين كنعانية أوغاريت واللغة العربية، وفيها 800 كلمة موجودة في لغتنا. ولوحظ تشابهها مع اللغة العربية في صياغة الجمل والتعابير. وهي تدرس الآن في حوالي خمسين جامعة في العالم.
أريد موضوعا جديدا عن نواعير حماه مرفقة بالصور والمعلومات عن عمرها
والي اي زمن تعود
مع شكري للجميع ولسورية الحبيبة