معمر من السويداء - عرمان عاصر الحربين العالميتين والثورة السورية الكبرى |
الكاتب/ بقلم سانا | ||||||||||||
30/10/2010 | ||||||||||||
عندما يتحدث أمامك عن الاحداث التي مر بها تشعر وكانه يقرأ من كتاب لشدة وضوح المعلومة في ذهنه وقوة الذاكرة لديه ورغم أن عمره تجاوز 106 سنوات إلا أن عارف محمد زيدان من قرية عرمان في محافظة السويداء يتمتع بصحة يحسده عليها الشباب
يتحدث بقسوة ممزوجة بالالم عن سنين حياته الاولى التي تزامنت مع الحرب العالمية الاولى فالجوع كاد يفتك بالناس و أخذ العسكر التجنيد في الجيش العثماني شمل الكبير والصغير الغني والفقير وبقيت الاسر بلا معيل والاطفال ودعوا آ باءهم ليعيشوا سنوات من الجوع والحرمان. وتشرق الذاكرة لدى عارف زيدان عندما يتحدث عن مرحلة الحكم الوطني بين 1918 و 1920 فالحاكم أصبح عربيا من أبناء البلد لأول مرة بعد أكثر من أربعة قرون ونشوة الحرية أسكرت الناس وأنستهم الثمن الغالي الذي كلفتهم اياه سنوات الحرب الطويلة. وبنبرة تعبر عن الصدمة وخيبة الامل يعود ابن جبل العرب للحديث عن خداع الفرنسيين والانكليز وكيف تنصلوا من وعودهم للشريف حسين وقسموا ما لا يملكون بينهم متجاهلين تضحيات أبناء المنطقة في سبيل حريتهم لكن الفخر يملا صوته عندما يبدا الحديث عن مرحلة العشرينيات فالثورات اندلعت في كل مكان و المستعمر الفرنسي بدأ يدفع ثمن غدره . وبكل حبور واعتزاز يتحدث زيدان عن مشاركته في معارك الثورة السورية الكبرى هو وأبناء قريته الثوار في موقعتي الكفر والمزرعة وكيف لقنوا الفرنسيين دروسا في البطولة والفداء . ومن فرح بالنصر إلى غضب على المستعمر يروي زيدان حكايته بأناة وروية ليصل الى ذروة النشوة في الاربعينيات عندما يتحدث عن الاستقلال وكيف شعر السوريون بأن بلدهم اليوم لهم ولن يسلبهم سيادتهم أحد بعد اليوم . وبين قصة من هنا وقصة من هناك يكمل زيدان روايته لمرحلة الانقلابات في مطلع الخمسينيات ومن ثم مرحلة الوحدة مع مصر ويشير إلى أن سورية عرفت الاستقرار منذ مطلع الستينيات و انه اليوم يشعر بالطمأنينة على أن هذا البلد سيبقى حرا كريما. وعن حالته الصحية وطريقة عيشه يقول زيدان إنه اعتمد خلال حياته في غذائه على حليب الماعز النيئء و لحم الغنم والخبز العربي ودبس العنب والبصل والسمن البلدي ومارس الأعمال الزراعية مضيفا أن لديه 5 أولاد و9 أحفاد وأن زواجه للمرة الثانية كان في سن الخمسين . من جانبها قالت منى رشيد زوجة ابنه الأصغر التي تقوم برعايته إن والد زوجها لا يعاني من الأمراض التي تصيب الكبار كالسكري والضغط والأعصاب وآلام الظهر كما انه يعيش بدون عكاز وقادر على المشي لمسافات طويلة . وأضافت زوجة ابنه أن زيدان يعاني فقط من ضعف السمع إلا أنه يتمتع بذاكرة قوية حيث بامكانه التعرف على أصدقائه وجيرانه وأقربائه مجرد رؤيته لهم وأنه قليل الكلام ومحب للناس يملك روح الدعابة ويحرص على مشاهدة التلفاز . بدوره لفت هايل العطواني جار المعمر عارف زيدان والبالغ من العمر 84 عاماً الى أن عمر جاره يتجاوز الـ 106 سنوات وأنه يعرفه منذ كان صغيراً . أما مصطفى الجرمقاني رئيس مجلس قرية عرمان فيقول إن المعمر عارف إنسان متواضع من الطبقة الفقيرة و يتمتع بالسلوك الحسن والسمعة الطيبة. يذكر أن المعمر زيدان من مواليد عام 1904 كما جاء في هويته الشخصية أضف الى المفضلة (0) | أضف الى موقعك | المشاهدة: 1847
|
< السابق | التالى > |
---|