لماذا سمي جبل حوران بجبل العرب |
الكاتب/ اياد حسين نعيم | |||||||||
04/06/2010 | |||||||||
أميمة أم كفاح * هبوا واستفيقوا أيها العرب / فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب بعد أيام قليلة تمر ذكرى وفاة القائد العام للثورة (السورية الكبرى) سلطان الأطرش، ثم يليها بعد أيام ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض العرب بسورية، ولا بد لنا من وقفة نستعيد بها نهج المقاومة التي توجت بالجلاء والتحرير، كعادة أية بلاد مستعمرة كان الثوار يلجأون جماعات متفرقة إلى الجبال ليغيروا منها على أعدائهم، ثم اشتدت المقاومة مع اشتداد الهجمات الهمجية للمستعمر لملاحقة الثوار وقمعهم، وكانت المقاومة الأشد عنفاً في محافظة السويداء حيث حوصر الفرنسيون في قلعتها، وأسقطت طائرة فرنسية بالحجارة على يد الثوار الذين لا يملكون الأسلحة الحديثة، ولم يتدربوا على استعمالها في ذلك الحين، حشد الفرنسيون قطعهم المتوجهة إلى الجبل الذي لم يترك وحيداً في محنته فقد كان الثوار في دمشق وفي أرجاء أخرى من سوريا يصعدون مقاومتهم لتخفيف الضغط عن السويداء وكذلك إخواننا العرب في لبنان كانوا يشددون مقاومتهم للسبب ذاته،بالإضافة إلى التحاق العديد من ثوار الوطن العربي بثورة جبل العرب، وكحال أي مستعمر دب الرعب في صفوف جنوده، فكما جاء على لسان الضباط الفرنسيين أن القائد المكلف بالحملة على مدينة السويداء كان يتهرب من مهمته ساعياً لبديل عنه متهرباً من هذه المهمة التي كان يدرك أنه ميت فيها لا محالة، وحين يئس العدو الفرنسي من سياسة القوة في السيطرة على رجال العروبة الثائرين، لجأ لسياسته التاريخية فرق تسد ففرض على القائد العظيم سلطان الأطرش إقامة تسوية (يقيم فيها للقائد دولة مستقلة باسم طائفته) في جبل السويداء ، وتكون حليفة لفرنسا التي ستمدها بما يلزم لإقامتها وزينوا هذا المشروع الانعزالي بكل المغريات لكسب وده، واتقاء بطولة رجاله، لكن القائد علم بقوميته الفطرية أن هذا العرض سيكون على حساب وطنه وأمته وإنما أريد بهذا المشروع أن يكون خنجراً في خاصرة العروبة تحركه فرنسا وحلفاؤها لطعن الأمة فيه متى وكيفما شاءت، فناداه صوت المصلحة العامة للترفع فوق المصالح الشخصية. فرفض الانسلاخ بمنطقته عن الوطن الأم، ورداً على مشروع تسمية الجبل باسم الفئة التي تسكنه أصدر تعليماته بأن يغير اسم جبل حوران إلى جبل العرب حرصاً منه على ألاّ تستخدم التسمية لنشر روح الطائفية بين شعبه . واستمرت المقاومة إلى أن توجت بجلاء المستعمر. فما أجدرنا اليوم الاقتداء بهذه المأثرة العروبية العظيمة والتمسك بالوطن العربي الكبير مقابل المشروع الاستعماري التقسيمي المسمى ((الشرق الأوسط الكبير)) ولنترفع فوق فخ الطائفية والإثنية وأنها إن بدت للبعض مكاسب فهي خسائر سينقلب عليها العدو في النهاية لإلتهامها قطعة قطعة وطائفة طائفة. عاشت المقاومة العربية، وعاشت الوحدة، وعاش الوطن العربي أبياً موحدا. * من حركة القوميين العرب أضف الى المفضلة (0) | أضف الى موقعك | المشاهدة: 2457
|
< السابق | التالى > |
---|