الكشف عن أكبر تمثال بازلتي في العالم لسلطان باشا الأطرش بالسويداء | الأخبار | الباب العام
الرئيسية arrow أخبـار عرمــان arrow الأخبار arrow الكشف عن أكبر تمثال بازلتي في العالم لسلطان باشا الأطرش بالسويداء

الكشف عن أكبر تمثال بازلتي في العالم لسلطان باشا الأطرش بالسويداء

طباعة ارسال لصديق
07/07/2004

 

 

في ذكرى الجلاء: الكشف عن أكبر تمثال بازلتي في العالم لسلطان باشا الأطرش بالسويداء
حفيد الباشا "لو كان جدي حيا لآلمه مآل الأمة
العربية اليوم"
احتفل في مدينة السويداء بإزاحة الستار عن النصب التذكاري لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيد الجلاء.
وعلى هامش الاحتفال قال المهندس ثائر حفيد سلطان باشا الأطرش لـ سيريانيوز "تعلمنا من جدي الباشا ككل السوريين معاني محبة الوطن والتضحية في سبيله، واليوم نجتمع لنستذكر هذه المعاني، وليكون تمثال الباشا وسط مدينة السويداء رمزا للتضحية في سبيل عزة الوطن واستقلاله".
وأضاف الأطرش الحفيد "من المؤسف الاحتفال بعيد الجلاء ونحن نرى بلدانا عربية شقيقة ترزح تحت الاحتلال الأجنبي، ولو كان جدي حيا لآلمه حال الأمة العربية اليوم".
والنصب التذكاري أو التمثال الذي أزيح عنه الستار اليوم في الساحة الشمالية المجاورة للمعلب البلدي بالسويداء هو أكبر منحوتة من صخر البازلت في العالم، ويتألف من قطعة واحدة، ويبلغ طوله 292 سم ووزنه يقارب الـ 11 طن، وهو بذلك مرشح لدخول كتاب غينس للأرقام القياسية.
الأطرش يقف مجددا بين أبنائه
وولد سلطان باشا الأطرش عام 1889 بمحافظة السويداء، وشارك في الثورة العربية عام 1916، وقاد الثورة السورية الكبرى بين عامي 1925 و1927 ضد الاحتلال الفرنسي وشملت الثورة مناطق واسعة من سورية وامتدت إلى لبنان وانتصر الثوار في معارك عديدة أهمها الكَفر والمزرعة وصلخد والمسيفرة.
وعندما هزَّت هذه الانتصارات فرنسا الاستعمارية، أرسلت آلاف الجنود إلى سورية ولبنان مزودين بأحدث الأسلحة، مقابل قلة مصادر تموين الثوار، ما أدى إلى قلب الميزان لصالح الفرنسيين، وحكموا على سلطان الأطرش بالإعدام، لكنه نزح بجماعات من الثوار إلى الأردن، وبعد توقيع معاهدة 1936 بين سورية وفرنسا عاد الأطرش إلى سوريا بعد إعلان العفو العام عن الثوار من قبل الانتداب الفرنسي.
لم يبق أحد حيا من رفاق "الباشا" خلال الثورة، إلا أن حسن الخطيب وهو شيخ ثمانيني يتذكر جيدا "الباشا"، ويصفه بأنه كان "متواضعا حازما مضيافا".
وإبان الثورة السورية الكبرى عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل و تشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة، لكنه رفض ذلك مصراً على الوحدة الوطنية السورية.


 
 
وإبان الثورة السورية الكبرى عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل و تشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة، لكنه رفض ذلك مصراً على الوحدة الوطنية السورية.
ويروي يوسف جرمقاني وهو شيخ تجاوز الثمانين من عمره لـ سيريانيوز فقرات من حوار أجراه صحفي إسباني مع سلطان باشا، حيث "سأله أكثر من مئة سؤال، لكن ما استوقف الصحفي كثيرا هو سؤاله للباشا: من يحرر بلدا يصبح لديه مكاسب ومراكز، فماذا حققت من المراكز؟ فأجاب الباشا: لا أريد أي منصب أو مركز، لا رئيس جمهورية ولا وزير..".
ويتابع جرمقاني "عاد الصحفي وسأل الباشا : إذاً ماذا حققت من مكاسب مادية من أملاك وعقارات ومعامل..، فأجاب: لدي قطعة أرض أزرعها وأجنيها ولست بحاجة لموارد دخل أخرى، ولا أريد أن أترك لأولادي سوى السمعة الحسنة".
وأنجب سلطان باشا الأطرش عشرة أولاد سبع بنات وثلاثة ذكور هم منصور وناصر وطلال توفوا جمعيا، وكل واحد منهم أنجب ذكرا واحدا هم على التوالي ثائر وهو مهندس مدني، وبشار وهو مغترب في ألمانيا، وذوفان وهو مزارع.
وقال حفيده المهندس ثائر "ربَّانا جدي على التواضع ومحبة الوطن وناسه، وليس من حقنا الاستئثار بنسبنا له لأنه أب لكل السوريين".

ومنح الملك فيصل الأول لقب (أمير) لسلطان باشا عام 1916، كما منحه أيضاً رتبة فريق في الجيش العربي، ومنحه جمال عبد الناصر عندما زار مدينة السويداء في عهد الوحدة أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة آنذاك.
وقال الدكتور صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحفيين العرب وابن مدينة السويداء "وجود تمثال في قلب مدينة السويداء للمجاهد سلطان باشا هو تعبير عن أن هذا البطل يسكن في قلوبنا".

ويبلغ فلحوط من العمر الآن سبعين عاما، واجتمع مع سلطان باشا في العديد من الأماكن والمناسبات، تحدث الباشا في كثير منها عن "عزة سورية والسوريين وكبريائهم"

من المشاركين في الاحتفال زياد جرمقاني (22) عاما، وقال "اعتقد أن سلطان باشا الأطرش يقف على قدم المساواة مع أعرق مناضلي التاريخ الحديث مثل تشي غيفارا وغيره، لكننا ومع الأسف ذاكرتنا قصيرة جدا"، لكنه يضيف "رغم ذلك ما زلنا في محافظة السويداء نتغنى ببطولة وأمجاد الباشا في أهازيجنا وأعراسنا".

ورغم وجود آية أبو عاصم (تسع سنوات) في الاحتفال إلا أنها لم تسمع بسلطان باشا الأطرش من قبل، أما حسان حظوة 11 سنة فقد سمع عن سلطان الأطرش من أهله ومن المدرسة وهو يحببه لأنه "بطل ومجاهد".
وتوفي سلطان باشا الأطرش عام 1982، وحضر جنازته حوالي مليون شخص، ويتذكر حفيده ثائر عندما كان جثمان جده محمولا على أكتاف ضباط سوريين خلال الجنازة كيف كان السوريين كلهم حزانى على وفاة جده أكثر من حزنه هو

حضر الجميع وغاب صانع التمثال

وفي الاحتفال ألقى المحامي صفوان أبو سعدى رئيس مجلس مدينة السويداء كلمة شكر في ختامها "الرئيس بشار الأسد راعي الاحتفال وكل من ساهم في إشادة وإنجاح هذا النصب التذكاري".

لكن اللافت لننظر أن صانع هذا النصب التذكاري الفنان شفيق نوفل لم يُدعَ إلى الاحتفال.

وبدت علامات الاستغراب على وجه خالد كرباج مدير العلاقات العامة في مجلس مدينة السويداء ورئيس اللجنة المنظمة للاحتفال عندما سألناه عن سبب عدم وجود النحات نوفل، وقال "إنه موجود في الاحتفال ويجلس في الصف الثاني خلف المحافظ مباشرة"، لكنه وبعد لحظات أشار إلى شخصين واستدرك قائلا "اذهب إليهما وأسألهما عنه، هما في مجلس المحافظة ويعرفان بالموضوع أكثر مني".

دقائق وكان الجميع يسأل عن النحات، أين هو؟ ولدى سؤالنا لرئيس مجلس المدينة صفوان أبو سعدى لماذا لم تدعو النحات نوفل قال "قد يكون اسمه سقط سهوا!".

مع النحات في صالته
وفي الوقت الذي اكتظت فيه ساحة الاحتفال وسط السويداء بالمسؤولين والشخصيات العامة والعوام، كان الفنان شفيق نوفل الذي نحت التمثال موضوع الاحتفال يجلس في بيته في مدينة شهبا لأن "أحدا لم يدعه للحضور" كما يقول.
ولا يعرف نوفل سبب عدم دعوته، ويقول "عملت على نحت التمثال على فترات متقطعة لمدة 26 عاما، ويمكن أن أقول أنه أخذ مني خمس سنوات عمل متصلة"، ويتابع "إنه بمثابة ولد لي ربيته حتى أصبح عمره 26 عاما، وكنت أحب أن أكون موجودا يوم زفافه".
وكان مشروع نوفل الذي بدأه قبل 26 عاما هو نحت تماثيل لكل رجالات الثورة السورية في جميع المحافظات مثل ابراهيم هنانو وحسن الخراط ومحمد الأشمر، لكنه يقول "لا أعتقد أنه بقي في حياتي الآن متسع لكل ذلك".
وباع نوفل التمثال إلى محافظة السويداء مقابل 2.5 مليون ليرة، رغم أن الأمريكان دفعوا له عشرة ملايين ليرة ثمنا للتمثال ليعرضوه في متحف الفن الشرقي في إحدى الولايات، بحسب نوفل.
ويبلغ نوفل من العمر الآن 57 عاما ، ورغم أنه قابل سلطان باشا عدة مرات، إلا أنه استمد شكل التمثال من صور قديمة للباشا، وتحديدا صورته عام 1955، لأنه وكما يقول نوفل "كانت سورية محرَّرة في ذلك الوقت".
وحول التمثال يقول "لم أقصد نحت تمثال استعراضي لسلطان باشا، فلم أحمِّله بندقية أو سيفا، وإنما أردت إظهاره متوازنا هادئا ناضجا يقدم معاني البطولة والكبرياء بهدوء".
وعلل نوفل سبب اختياره لصخر البازلت كمادة لنحت التمثال رغم قساوته بأن ذلك الصخر "من البيئة نفسها التي أنجبت سلطان، ثم أن البازلت له ديمومة شبه مطلقة وهو يعطي هيبة للمنحوتة متميزة عن الرخام وغيره".
ونوفل إضافة إلى أنه نحات هو رسام وشاعر.
ويقول إنه طيلة الـ 26 عاما الماضية كان يتحاور مع سلطان باشا الأطرش من خلال ذلك التمثال، وكتب نوفل أن سلطان الأطرش قال له عبر التمثال أبياتا من الشعر منها:
ادخل إلي
أنقلك للغد البعيد حيا
وأعبر بك حاجز الذل
لتصل
أيها الفنان لك الأرض
الضباع والخنازير تسبح في الفضاء
وجدك فدياس يدعوك إليه
وفدياس واحد من أشهر النحاتين اليونانيين القدماء.


أضف الى المفضلة (2) | أضف الى موقعك | المشاهدة: 3675

  أضف تعليق
الإشتراك في RSS للتعليقات
 
< السابق

الدخول للموقع

اسم المستخدم

كلمة المرور



هل نسيت كلمة المرور؟
لا يوجد لديك حساب ? انشئ حساب الأن
[+]
  • Narrow screen resolution
  • Wide screen resolution
  • Increase font size
  • Decrease font size
  • Default font size
  • fresh color
  • warm color