"الكشك"... أكلة الدفء في جبل العرب |
الكاتب/ اياد نعيم | |||||||||||
22/12/2011 | |||||||||||
بقلم رهان حبيب
الخميس 15 كانون الأول 2011
الكشك من أقدم الأكلات الشعبية المكونة من البرغلواللبن وتُقدّم في فصل الشتاء كوجبة رئيسية تتمون منها الأسرة لموسم طويل.
موقع eSuweda تناول الأكلة بهدفالتعريف بها ولعلها تكون دعوة للعودة للغذاء الطبيعي الذي تقدمه مجموعة كبيرة منربات المنازل اللواتي حرصن على إعداد هذه الأكلة ومنهن السيدة "ابتسام الحجار" التيتتمون من الكشك الذي تعده بيديها لأسرتها الكبيرة لتكون على قائمة الوجبات في في موسم الشتاء، وقالت: «رافقنا الجدات في تحضير الكشك الذي يعتبر مكوناً أساسياً فيالمطبخ الجبلي، وتجد الأمهات في كل عام خلال فصل الصيف وبعد حصاد القمح وتحضيرمؤونة المنزل من "البرغل" منهمكات في تحضير كميات كبيرة من الكشك تكفي لفصل الشتاءالطويل هكذا تعودنا، فهذه الوجبة الغنية التي تعيض عن كثير من الوجبات تعتبر الأكثرطلباً من جميع أفراد الأسرة، وبالنسبة لي أحرص على تأمينها وتقديمها لأسرتي علىهيئتها القديمة، وقد ندخل عليها بعض الإضافات لتضاف لها قطع البطاطا أو غيرها منالمنكهات لكن المادة الأساسية تبقى على حالها لتكون لها مجموعة من الاستخداماتكالفطائر والإضافة لبعض السلطات وتبقى الغاية الحصول على الفائدة الغذائيةأولاً».
ينتظم الكشك ضمن مجموعة كبيرة منالأغذية القديمة التي بقيت حاضرة على المائدة عن ذلك تحدثت
السيدة "ابتسام بشير زين الدين" متخصصةبتحضير الأغذية الطبيعية والمؤن الجبلية وكانت لها مشاركات واسعة في عدد من المعارضالزراعية وقالت: «لأننا مزارعون حافظنا على طريقة الغذاء القديمة التي تكتسبمكوناتها من الإنتاج الزراعي ومنتجات المواشي، ولا بديل من مادة القمح كمادة نشويةللخبز وعدد كبير من الوجبات ومنها الكشك، وهي عادة غذائية لا تختلف من قرية لأخرىولهذه الأكلة موسم محدد لتحضير مادتها الأولية وهي مسحوق الكشك، بسبب الحاجة لحرارةعالية ولا يتوافر ذلك إلا في موسم الصيف.
ولمن أراد التعرف لطريقة التحضير هذه فإننا نحضر البرغل الذينعرضه للماء أو نغسله بطريقة تسمى "الصويل" ومن بعدها نضيف اللبن الرائب شريطة أنيكون مرتفع الحموضة، ونتركه لعدة أيام ومن الضروري تحريك البرغل يومياً وإضافةاللبن، بعدها ننشف الخليط بطريقة تتعارف عليها السيدات بالفرك حيث ينثر الخليط علىقطعة قماش في الشمس ولعدة أيام تراقبه السيدة كي لا تتشكل منه كتل كبيرة لأنناسنحتاج لعملية الطحن ليتحول الخليط لمسحوق جاهز للطبخ، هذه العملية لا يمكن أن تصحإلا في موسم الصيف وفي الأشهر الحارة ليكون الكشك بالنكهة المناسبة التي يطلبها الكباروالصغار.
هنا نلاحظ أن المكونات الطبيعيةتجعل المسحوق قابلاً للحفظ لعدة أشهر وهي طريقة اهتدى إليها القدماء بالفطرة، ليطبخعلى النار مع اللحم والبصل والماء وتقدم ساخنة، اليوم ومع التطور الحاصل تجد المادةفي الأسواق مع أنها صناعة منزلية، لأنك قد لا تستثني أسرة من التمون بهذه المادة،لكننا بشكل دائم نركز على ضرورة الاهتمام بها وأن تصنعها السيدة في المنزل بسببإمكانية الغش وهي بحاجة للمراقبة ومراعاة شروط النظافة وعندما تحضرها السيدةلأسرتها ستكون مهتمة بهذه الشروط». موسمطحن الكشك موسم كان في السابق مرتبطاً بمواعيد المطاحن التقليدية اليوم ومع تطورالتقنية تغيرت الظروف حسب العم "صابر عريج" صاحب مطحنة حديثة وقال: «في السابق كانتالمطاحن القديمة تحدد يوماً واحداً في الأسبوع لطحن الكشك وتجد السيدات حريصات علىالحضور لمتابعة هذه العملية، لأن ربات المنازل لديهن اهتمام بهذه الأكلة لتكون معدةبالشكل المناسب وهن خبيرات بالمذاق، وبالنسبة لي كصاحب مطحنة تعودت الإشراف علىالعمل وتعلمت طريقة إعداد هذا المسحوق على الطرق القديمة أما اليوم فإن تطورالتقنية ساعد على طحن الكشك بطريقةمناسبة لا تستهلك الوقت ولا تغير جودة المادة وبتنا قادرين على استقبال الكشك فيكافة الأوقات» .
الجدير بالذكر: أن الكشكفي منطقة جبل العرب مادة غنية صنعت منها النساء عدداً من الأكلات الشعبية منها "معكرونة العجين والكشك" و"العميشة" وأكلات مختلفة بقي منها الكثير ومازالت ذاكرةالقرى الجبلية حافظة لهذا النظام الغذائي المتميز. أضف الى المفضلة (0) | أضف الى موقعك | المشاهدة: 1067
|
التالى > |
---|