في البناية المجاورة للبناية التي أسكن بها.
سقط طفل عمره خمس سنوات من الطابق الثامن بينما امه 33 عام تقف في الأسفل تنتظر باص المدرسة مع ابنتها. سقط الطفل و هو يصرخ. انتبه الحارس للصوت القادم من الأعلى و حاول إلتقاطه، و لكن الطفل أصيب بكسور خطيرة و توفى. الأم حين شاهدت ابنها على الأرض متوفياً أمامها ببضع خطوات صعدت إلى الأعلى....إلى النافذة المفتوحة نفسها. و قفزت منها لتموت بجواره. أنا مشدوه من حجم الصدمة. ... أفكر أن الأم اختارت أن تنتقم لإهمالها أن تموت بنفس الطريقة التي عاناها فلذة كبدها..... أن تختبر طريق الموت و طريقته. فهي تعرف بغريزتها انها لن تستطيع التعايش مع فقدان كهذا.
أنا أفكر بأطفال بلادي.... سقطوا من نافذة البندقية. من الفوهة الشرهة للموت. أفكر بهم و بهذه الأم .... و أحضن إبني مرعوباً من فكرة تخيل الرصاصة في رأسه أو جسده..... هل سيكفيني إعدام كل جنود العالم حينها ؟؟
ورغم ذلك. أفكر بالأمهات و دموعهن و قدرتهن على تخيل أطفالهن هناك في مكان يسمى الجنة..... أطفال يهمسون ل الـــلــــــه :
"لا تغفر لهم يا أبتي إنهم يدرون ما يفعلون"
أحدق إلى الأعلى...
النافذة في الطابق الثامن ما تزال مفتوحة.