لبنى معروف
تاريخ وبصمات نقشت على الصخر ولو زالت الجبال فلن تزول
بني معروف لهم تاريخ عارم بالبطولات والمفاخر وحماية الدخيل من عادتهم الرائعة والراسخة بهم كجذور السنديان في تراب الجبل
ومن احدى هذه المفاخر والبطولات النبيلة
حماية الدخيل الامير سلطان ابن الرشيد امير مدينة حائل في السعودية
في عام 1904 كان الامير سلطان ابن الرشيد على خلاف مع ابن عمه الامير عبد العزيز متعب الرشيد وكان يطالب بحق الامارة وكانت الامارة انذاك لذرية عبدلله فامر متعب الرشيد بالقاء القبض على الامير سلطان ولكنه توجه الى الشام فطلب متعب الرشيد من الوالي التركي في دمشق بألقاء القبض على الامير سلطان وتسليمه لهم علم الامير سلطان بذالك ونصحه بعض الوطنيين بدمشق بأن يلجا الى بني معروف في جبل العرب والدخول عندهم
وفعلا توجه الامير سلطان الى الجبل ووصل الى قرية الصورة الكبيرة وكان شيخها انذاك واكد زهر الدين عرف الامير سلطان عن نفسه بقصيدة وحل ضيفا على الشيخ واكد زهر الدين ورحبوا به حسب عاداتهم
ولكن الاتراك مالبثوا الى ان ارسلوا في اثر الرشيد الى جبل العرب فرقة من الجيش العثماني حوالي 50 بغال لألقاء القبض عليه وحاصروا قرية الصورة ودخل الظابط العثماني الى الشيخ واكد يطالب بالرشيد فقال له الشيخ واكد لقد اصبح الغداء على النار وقريبا يجهز تتناولون الطعام مع ضيفنا وبعد ذالك تاخذونه معكم فأنتم ضيوفنا ايضا
يقال بأن الرشيد كانت في يده مسبحة وعندما سمع بهذا وقعت المسبحة من يده على الارض ولزم الصمت
ذهب الشيخ واكد الى النساء يطلب منهم تأخر الطعام قدر الامكان وكان قد طلب من أولاده بأطلاق الخيل حتى يخترقوا الصفوف العثمانية ومن ثم يتوجهون لأعلام الدروز بالحادثة وحملهم قصيدة عنوانه المفزاع يقول واكد:
قم يارسل وانقل عجول الاخبارى ..للابه اللى زينو كل ملهوف
الضيغمى تو بحمانا استجارى ..هايالنشاما بلغو عيال معروف
متعيقبينه فرقتين صوارى ..بضباطهم وجنودهم زايم الشوف
يبون انقايض ضيفنا بالبزارى ..وحنا الدخيل نقايضه خيل وسيوف
الياحضر بالسوق بايع وشارى ..نرمى العشا للى من الطير معيوف
هالينشاما سلاحكم والمهارى ..دون الدخيل المال والعمر متلوف
حمر البيارق جردوها جيارى ..ولاحنا بحال الترك لو جمعها الوف
حنا ان سرينا مبعدين المسارى ..وليا نزلنا ننزل بديره الخوف
علم الوالى بعلم مابه انكارى ..من يزبن سيوف الجبل يبعد الخوف
والله لو ان احمر الدم جارى ..ياغير ياصل ضيفنا ديرة الجوف
وماقدر الله يااهل الطول جارى ..المال يذهب والضنا بعد مخلوف
مار الكرامه مامن دونها اعذارى ..كاس الردى ولايلحق الضيم بضيوف
((ملحوظه ديرة الجوف يقصد بها احد مدن شمال المملكه العربيه السعوديه ))
وبعد عدة ساعات عاد الشبان ابنائه واخبروا والدهم بان الخيالة قد طوقت القوات العثمانية فدخل الشيخ واكد المضافة واعلم الظابط التركي بنيته عدم تسليم الامير الرشيد غضب الظابط وهدد الشيخ واكد بمهاجمة القرية فاعلمه واكد بأن قواته قد حوصرت من قبل الدروز ونصحه الشيخ واكد بالمغادرة دون أثارة المشاكل وبالتالي يضمن لهم الخروج سالمين من بين بيارق الدروز التي وصلت الى الصورة بحداء وحماس
يقال بأن الضابط قد عرض على الشيخ واكد عدد كبير من الليرات العصمنلية الذهبية كرشوة لكنه طبعا رفض فغادروا خائبين يجرون أذيال الفشل
كانت قد وصلت جميع البيارق في أقصى الجبل وكان على راسهم المرحوم الشيخ ابو علي مصطفى الاطرش فتناولوا غدائهم وقال الشيخ ابو علي ان بقاء ابن الرشيد في الصورة سيكون خطرا وذالك لقربها من الشام وكان القرار بان يذهب الضيف ابن الرشيد الى امتان حيث ديار الشيخ ابو على مصطفى الاطرش
وبعد ان تاكد الشيخ واكد من سلامة دخيله قال هذه القصيدة:
عينيك ياسلطان يابن الرشيدى.. جوك النشاما فوق حمر النواضير
جوك وتناخو من قريب وبعيدى ..والكل منهم شرع السيف ومغير
انظر بعينيك للرمك والجريدى ..واسمع زغاريد البنات المباكير
سيوف تحطم كل طاغى عنيدى ..وعيال عم للوازم حواضير
افتح على دسم القرى والثريدى ..وسكن الروع ولاتهوجس من الذير
وابشر بيمين ماعليها مزيدى ..كل الجبل يفيدك صرح ومضاهير
دخيلنا بالجيد عقد فريدى ..ولاحلنا بحال الترك لو هم طوابير
متجود بنا بحبل الوريدى ..نرفاه مثل العش مايرفى الطير
دخيلنا ماينشرى بالمجيدى ..ياغير من دم النشاما معايير
وان كان مايذراه عبد الحميدى ..كزو علومى يارسل التحارير
حريبنا ناتيه لو هو بعيدى ..ناتيه فوق معسكرات المسامير
قل للذى كز للنذر والوعيدى ..ماحنا لكم ياتراك يتم القواصير
عند اللقى نسقى المعادى الصديدى..بوضوح النقاء بمصلهمات المشاطير
ومع الجساره بعد راى سديدى ..مانعيل حنا ولانتعدى على الغير
وليا صار مانحصل على مانريدى ..برس الهضاب نشب ناره سواعير
كياده للضد وللعايل اكيدى ..ونطاحه للشر عند المعاسير
هذى عوايدنا قديم وجديدى ..زود على عجل القرى للخطاطير
يالله يامحصى انفاس العبيدى ..عنا تكفر كل خطل وتقصير
===
غادر الضيف بصحبة ابو علي وجموع بيارق الدروز ديار الشيخ واكد الى الجبل ومكث في امتان وكان الشيخ ابو علي قد جهز له مكان اقامته واعد له كل شيئ من متطلبات ويقال بانه وضع له 26 رأس من الغنم وقال له عليها جيرة الله غير تكرم مثل ماكنت ببلادك
ويقال بانه طوال فترة مكوث الرشيد في امتان لم تنقص الاغنام عن 26 ابدا حيث كان الرشيد اذا ماذبح منها واحدة او اثنتين يوضع مكانها اخرى وهكذا لم ينقص عددها عن 26
الشيخ ابو علي مصطفى الاطرش
مكث الرشيد في الجبل حوالي ستة اشهر ويقال بانه زار معظم قرى الجبل وبعدها اصدر العفوا عنه وغادر عائدا الى دياره في حائل السعودية وفي ذاكرته اشياء لم تنسى عن كرم الدروز وطيبهم ونخوتهم وعندما عاد ارسل هذه القصيدة الى الدروز يتشكرهم به
قم ياعلى وولم سلايل وضيحان ..ربد من الذروات عجل جفيله
ليا سوهجن ربد بليات دخان..خطاة ريم شاف بالدوزيله
دن الركاب وهد من قصر برزان ..يموم ضلع عالنوايف عز النزيله
عم السلام وخص لى سريه امتان ..وابو على حمال درك الدبيله
وسيوف واكد من بيارق وفرسان ..نعمين ربع معذبين دخيله
انا اشهد ان ساسكم قحطان..وان اشهد انكم من ذواد القبيله
وللوازم بعدكم كاين كان..ولاللكرامه كل صرح ضليله
يوم علينا حوضيت اربع اركان ..تقطعت وذم الدلا من مشيله
جونا سرايا الكيد من ال عثمان ..وبعيونهم تقرى الغدر والدغيله
حاطو بنا مايحوط خمسك بفنجان ..ويات الفرج عسر على كل كحيله
نحرت عانى لابه من هل الشان ..بيض العمايم كاسبين النفيله
عاداتهم حمى المغاتير واضعان ..يالين قبت كل قبا شليله
نطاحة الكايد على كل ميحان..حمل الترك مامن سواكم يشيله
تطابقو يوم تناخو المردان..وبيدينهم تلمع رهاف النصيله
حينن لفوا والجو عج ودخان ..ياشوفهم يبرى الكيود العليله
راحت على حمر الطرابيش شردان..واقفو يجرون الخزى والفشيله
فرجت كرب مالى الصدر هيقان..غدى براس رغله طويله
لالقو فاد ولانفع بعد رفان..ياوسع جودك يامنشى المخيله
هم حصتى نقالة السيف وسنان..مار ابيهم بالسنين المحيله
تسعين بين مقعد وفنجان..ودسم القرى يقلط على كل ليله
ينطح ترى الجوزى خشم ام حوران..ولاقلت الا للتجارب حصيله
غنوا بها ياللى مع الد وركبان ..ماقال اخو نوره كلام هبيله
وهنا يبقى لتاريخ اخواننا بنى معروف بصمه لن تنسى
تضرب بها رمز النخوه والرجوله والشهامه العربيه الاصيله
..