إخوتي في الله وقت السحر في أخر الليل أجمل و قت لمناجاة الله حيث يشعر الانسان بالقرب من الله و يستشعر عظم ذنوبه وهو بين يدي الله عز و جل و ما أجمل الدمع الذي تذرفه العين من خشية الله و ما أحلى تلك الراحة التي يشعر بها من يقف بباب الله و يدعوه و يبكي بين يديه و يتذلل له غنها نشوة ما بعدها نشوة نشوة لا يحسها حتى الاحبة عند لقائهم ببعد غياب و شوق و مع تبادلهم لأحاى الكلام إنها نشوة حب الله والقرب منه فتلك الذموع التي نذرفها بين يديه تريحنا من ذنوبنا و تشعرنا برحمة الله وعفوه ومغفرته أرجوكم لا تنسوا و قت السحر ومناجاة الله إنه قريب ليس ببعيد ينتظر من يدعوه و يقف ببايه و يسأله ..
إلهي
كلّما جنَّ الليلُ ذكرتكَ و إن أصبحتُ فقلبي ذاكر
و إن نفسي انتظرت زُّوارَها و جدتُك للنفس زائر
تجبُر خاطري بعفوكَ عنّي و أنتَ لكلِّ خاطرٍ جابرُ
يا من هواكَ في عيني و في دمي و حبّكَ لقلبي آسرُ
أعطيتَ أو منعتَ فحالي لكَ على كل حالٍ شاكرُ
ليت قلبي لحبِّكَ رابحٌ و لحبّ من سواكَ خاسرًُ
و من فازَ بحبِّكَ ربي فإنّه حتماً لأرضِ الجنةِ زائرُ
و من باءَ بغضبٍ منكَ فإنّهُ لمقعدهِ في جهنمَ ناظرُ
ذنوبي إلهي عظيمةٌ و من لم يذنب من خلقكَ نادرُ
أرجوكَ ربي في السحرِ وأدعوكَ و لدعواتي منابرُ
يراكَ قلبي في ظلمةٍ و النظرُ عن رؤياكَ حاسرُ
يا من بعزّتكَ دوماً تنادي إنّي لكلِّ ذنبٍ غافرُ
خلقتَ الناسَ فطَغَوا وأنتَ عليهم بالموتِ قاهرُ
ربي آمن لي روعتي يومَ أنتَ للصحفِ ناشرُ
و آنس لي وحشتي في غربة ٍفيها القلبُ حائرُ
و ثبِّت لنا أقدامنا يومَ كلٌّ منا على الصراطِ سائرُ
انصرني على الشيطانِ ونفسي وأنتَ للمؤمنِ ناصرُ
ارزقني في سبيلكَ شهادةً و أنتَ على ذلكَ قادرُ
و لا تؤاخذنا بأعمالنا ربي فأنتَ الأولُ و الآخرُ
و اغفر لنا قولَ اللسانِ و ما كانَ لهُ البصرُ ناظرُ
__________________
المحبة هي فعل يتكلم عليه حتى الصمت