وماقاله الشاعر القروي في المزرعة وملاحم الثورة السورية الكبرى و سلطان باشا الأطرش مايملأ القلب بأريج كلماته
بلادي إن فخرت فإن فخري
بأسد عن ذراك يدافعونا
فكم أنجبت من بطل هصور
بساح الحرب لا يخشى المتينا
سل الإفرنسي عمّا كابدوه
هناللك من سيوف الثائرينا
غداة أغار سلطان بقوم
يخوضون الوغى متبسمينا
وقد أمسى بهم (ميشو) خبيراً
فسله فهو يخبرك اليقينا
(بنو معروف) قبل الكلّ ضحّوا
بأنفسهم فكانوا السابقينا
ولكن اسمهم سيظل حياً
ليكتب في سجلّ الخالدين
* * *
ومن شعر (محمد البزم) هذه الأبيات يصف بها بعض ما حصل في المزرعة:
غادرْ دمشق ويمم دار سلطانا
على السويداء ولا تحفل بمن بانا
جلْ في حماه ولا تعدل بدارته
أفياء غمدان ومن شاد غمدانا
وانزل بعثرة معروف وأخوتهم
تلق الإباء وتلق الأسد فرسانا
يا آل معروف والأنباء سائرة
والخزي مذ كان مذخوراً لمن خانا
ما إن سمعنا ولا التاريخ حدثنا
بمثل فعلكم شيباً وشبانا
يا آل معروف هذي ذمتي ويدي
رهينة الود عن أبناء قحطانا
أنتم ملوك الوغى والبيض ناطقة
وذي عمائمكم في الهول تيجانا
أعملتم السيف في الأعناق عن كثب
حتى أقمتم من الأجسام كثبانا
أشبعتم الطير من أشلائهم جزراً
فهل حسبتم وفود الطير ضيفانا
* * *
وأذكيت نار الحرب إبّان ثورة
غداة الشيخ المزيف قاعد
فمن جهله يدعو لسلم وطاعة
وفي زعمه الواهي لمولاه عابد
ومن يرتضي العدوان باسم ديانة
فذا مشرك عن شرعة الدين حائد
شيوخ أرادوا الأجنبي مبايعاً
ووالوه نطقاً إثر فعل وساعدوا
فكم أهملوا شرطاً من الدين واجباً
وأعفوا طريق الحق والحق قاصدُ
* * *
ومما قاله الشاعر (محمد حديفة) في سلطان الأطرش بعد وفاته مذكراً بمعركتي الكفر والمزرعة:
يا سيد الساح يا ليثاً بمعترك
يا ناطق الحق كم أسقطت تيجاناً
شققت في الصخر درباً شائكاً وعراً
وكنت كالصخر إن واجهت طغيانا
وعشت عمراً بسيطاً في تواضعه
حتى غدوت مع الأيام سلطانا
* * *
ومن قصيد طويل للشاعر الشعبي نجم العباس يسمع من لم يسمع عن المزرعة والملحمة ويصف المعركة مطلعها:
البارحةْ قضيتْ أنا الليل تكْهيب
مسقوم أحاول عنّه بأثر عنّه
يقول:
والمزرعة أعبق سماها دخاخين
عشرة آلاف منظمة أعدادهنّ
جرّوا المدافع والزخر بالفراكين
والطيارات محلقة فوق منّا
قمنا خفف وثبة سباع جايعين
لا ما غدو نسبة لجايا بوطنّا
ما عاد عرفو حالهم وين وفين
واللي غنم بالمعدات حنّا
حتى استدّينا عن الشخص خمسين
نعم السّداد وزاد لهم طول عنّا
* * *
ونظم (صالح عمار) أرجوزة حماسية ما تزال تغنى في المناسبات الوطنية وفي الأعراس على شكل جوفية:
يا الله وياللي حاجزاً موجْ البحرْ
يا معتلي لنّك دعانا تسمع
تجعل ساعدنا عالياً فوقَ البشرْ
قيدومِنا يشبهْ شبيب التبّعي
لصار حنّا نجوم وسلطان القمرْ
خمسٌ طعِش نيسان يوم يطلع
غربي السجن عالمزرعة وشرقي بصرْ
الدمِّ الفرنسي بالمواطي منقع
أهل نجران تفازعوا عند العصرْ
كسبو الذخاير والكلل والمدفع
مشروبنا يوم اللقا الدِّمّ الحمرْ
عدونا كاس الصبر يتجرَّع
يوم اللقا نفخت طبول الوزرْ
وسيوفنا بروس الأعادي قطع
كم فارس منّا على الخصم انحدرْ
مثل الصواعق مع بروق تشلع
وقلوبنا يوم اللقا مثل الصخرْ
صويبنا رد الوصايا وما وعيْ
ميشو هرب وترانكا هج وما صبرْ
تركوا طوابير العساكر قطَّع
* * *
ولصالح عمار أبو الحسن الذي لقب بشاعر الثورة في معركة المزرعة هذه القصيدة:
فزعت بني معروف من كل جاها
من دامة العليا لذيبين لمتان
من براق للعانات قطب حداها
شرابة الدم الأحمر يوم الكوان
عرمان مفتاح الحرب من بداها
بالكفر هدوا عالعدو تقول عقبان
صلخد غار الضد كبت بلاها
عا كل طاغي وأصبح الضد خسران
صربة ملح من يوم ربك نشاها
سباع الكواسر بالمعارك فرسان
وأهل السويداء تبيد خصماً عصاها
وضرب الفوارس يرعب الإنس والجان
عالمزرعة قامت تزايد نخاها
وحمر البيارق أشرفت روس البان
قيد ومناحر خوى من علاها
أخو سميه قايد الجيش سلطان
شرقي بصر عصف تخالف هواها
وسد الفضا عج الفوارس ودخان
من فعل ربعي مرقعات عباها
تشهد لهم بيض الحرب وأسمر الزان
بلطاتهم مثل النقر بصفاها
بمصفح البولاد تشطيبها بان
الفعل للي ساكنين بلجاها
الراية البيضا غشت أهل نجران
القواد والضباط تاهت رؤاها
وميشو غدا من الفعل تايه وحيران
* * *
هذه جوفية أخرى:
ريان وعالي جبلْنا
قمةْ ذراه السويدا
عزُّ الأمانة أهلْنا
مجدِ العروبةْ نْعيدا
بزنودنا وبْعملنا
صرحكْ سوريا نْشيدا
يوم البيارقْ حمْلنا
جيش الأعادي نْبيدا
سل ميشو يوم قابلْنا
عالمزرعة نكيدا
يعتقد محتوم أجلْنا
وربّكْ يكْرمْ شهيدا
واللي يفرقْ شملْنا
بالسيفِ نقطعْ وريدا
* * *
و هذه جوفية كثيراً ما يرددها الناس في أعراسهم ومناسباتهم الاحتفالية الأخرى:
غربي الِسويدا سوق الحربْ مفتوح
والطيارات تسمع دويِّ عْناها
حنّا يوم الحرايب نرخص الروح
اسألوا فرنسا كم معركة حاربناها
كم صبي بحرِّ الشوب ملقوح
وبالمزرعة كم دبّابةٍ حرقْناها
يا وطنا نفديك بالمال والروح
والأعادي فوقْ ترابك ذبْحناها