ستتوقف الليجا الإسبانية في الفترة القادمة بسبب عطلة أعياد الميلاد و لن تستأنف مبارياتها حتى العام المقبل.. و قد حملت سنة (2011) العديد من التغييرات الهامة، و ربما أكثر ما ميّز الدوري الإسباني لكرة القدم في النصف الأول من الموسم الحالي هو عدم إقالة العديد من المدربين.
لكن الصبر ربما سينفذ من الأندية الإسبانية التي تضررت كثيراً و حصدت العديد من النتائج السلبية منذ إنطلاقة الموسم الحالي، ويبقى أبرزها : أتلتيكو مدريد، فياريال و ريال سرقسطة.. بينما كان راسينج سانتاندير أول من قام بإقالة مدربه هيكتور كوبر بعد إنحداره إلى المراكز المؤدية للهبوط لأول مرة منذ عشر سنوات تقريباً.
لكن أول المدربين الذين رحلوا عن مناصبهم هذا الموسم هو الدنماركي ميكايل لاودروب، الذي وقع في خلافات مع رئيس ريال مايوركا، و فضّل تقديم إستقالته و مغادرة النادي قبل أن يتم طرده منه، و كانت وقتها نتائج الفريق جيدة جداً و لم تكن تدعو إلى إبعاده.. فقط السبب وراء رحيله هو مشاكله الشخصية مع الرئيس سيرّا فيرير.
و من بين المدربين الذين أنقذوا أنفسهم من الإقالة في آخر لحظة، المدير الفني لريال بيتيس بيبي ميل، الذين حقق فوزاً دراماتيكياً على حساب فالنسيا في الجولة قبل الماضية، بعد أن سجل فريقه هدفين في الوقت بدل الضائع و حول تأخره من هدف نظيف إلى فوز تاريخي بنتيجة (2-1)، وبعدها حقق فوزاً آخر لتأكيد صحوته على أتلتيكو مدريد بهدفين دون رد على ملعب فيثنتي كالديرون.
و من المتوقع أن يتم تحديد مستقبل ثلاثة مدربين مرشحين للإقالة أكثر من أي وقت مضى هذا الأسبوع بعد إنتهاء مباريات كأس ملك إسبانيا، حيث من المحتمل أن نسمع عنهم أخبار مهمة جداً قبل إنتهاء العام الكروي الحالي...
لعنة الهنود الحمر
تحدث مورينيو في بعض مؤتمراته الصحفية و أكد بأنه يشعر بضغط كبير، لأن ريال مدريد عملاق الكرة الإسبانية و تاريخه حافل بالإنجازات و جمهوره يطالب بإستمرار بحصد الإنتصارات و الألقاب، لكن ما هي مشكلة أتلتيكو مدريد الذي سقط إلى دوري الدرجة الثانية، و منذ عودته لم يحقق الشيء الكثير سوى المنافسة على كأس الملك و الفوز بالدوري الأوروبي منذ عامين ؟؟
المشكل في الأتلتيكو يكمن في الضغط الجماهيري الكبير الذي يتعرض له اللاعبون، و خاصةً المدرب الذي يكون ربان الفريق و كبش فداء كل موسم، فقط مع حلول فترة النتائج السلبية التي عادةً ما تكون عابرة في باقي الأندية.. لكن إن حلت على الأتلتيكو، تستمر لفترات طويلة خاصةً مع الضغوطات و الإتهامات و أشياء أخرى يدركها الجميع و هي التي دفعت دييجو فورلان، سيرخيو أجويرو، سيماو سابروسا و آخرين يرحلون عن النادي... و سيأتي الدور هذا الشتاء على آخر نجوم الفريق و هو الجناح الأيسر الإسباني خوسيه أنتونيو رييس الذي فعلاً سينتقل إلى إشبيلية في يناير المقبل.
السؤال المطروح الآن كالآتي : لماذا لا يتم التقليل من الضغوطات و إتاحة الفرصة لمدرب ما لموسم كامل لترتيب شؤون الفريق و جعله أقوى في المستقبل القريب؟
معاناة فالنسيا تتكرر مع فياريال
شاهدنا قبل ثلاث سنوات تقريباً كيف عانى فالنسيا بكامل نجومه طوال موسم كامل من الليجا الإسبانية و كاد أن يهبط إلى دوري الدرجة الثانية لولا إقالة المدير الفني الهولندي رونالدو كومان، حيث كان إبن النادي فورو منقذه و بطله بعد أن قاده إلى سلسلة من الإنتصارات في الجولات الأخيرة و جعله في النهاية يحتل المركز العاشر من الترتيب العام.. و هذا السيناريو نفسه يتكرر مع فياريال الذي باع فقط واحداً من نجومه في الصيف الماضي و هو سانتي كاثورلا لملقة و ليس هناك تفسير وحيد لسبب تخبطاته الكثيرة هذا الموسم حيث بات يحتل المركز السابع عشر من الترتيب العام، بالتساوي في النقاط مع سبورتينج خيخون صاحب المركز الثامن عشر و القادر في أية لحظة على الصعود مجدداً في سلم الترتيب و إنقاذ نفسه من المراكز المؤدية للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.
ومع خسارة الجولة الماضية و الأخيرة في عام (2011) ضد أوساسونا بهدفين لهدف و خروج الفريق مبكراً من دوري أبطال أوروبا بست هزائم كاملة من دور المجموعات.. يُطرح التساؤل الآتي: هل مازال هناك أي دافع يجعل إدارة فياريال تتشبت بالمدرب الحالي خوان كارلوس جاريدو؟
هذه هي عادة ريال سرقسطة
في بداية كل موسم، يظل المدير الفني لريال سرقسطة أول المرشحين للإقالة كيفما كان لونه و جنسيته و خبرته الميدانية في عالم التدريب.. ففي كل مرة لا تسلم الجرّة، و ينضم مدرب سرقسطة إلى قائمة المدربين المرشحين للإقالة و السبب في ذلك ربما يعود إلى سوء التسيير و تحميل المدربين كامل المسؤولية في النتائج السلبية، حيث يبدو في كثير من الأحيان أن النادي يعاني على مستويات أخرى، و من ضمنها التركيبة البشرية و تسيير الموارد المالية و تدبيرها بشكل جيد في سوق الإنتقالات.
ربما هناك تفسير آخر لما نسمعه موسمياً عن ريال سرقسطة و هو أن النادي لا يدرس جيداً قراراته بتعيين مدرب ما على رأس إدارته الفنية، فهو كمعظم الأندية الإسبانية لا يعتمد على المشاريع طويلة الأمد و التي سيحصد الفريق ثمارها بعد موسم أو موسمين أو حتى ثلاثة مواسم... و السؤال المطروح الآن كالآتي: هل سيبقى أجيري كمدرب للنادي بعد الخسارة الخامسة على التوالي التي تلقاها يوم السبت الماضي أمام أتلتيك بلباو ؟
22-11-2011