كتبت هذه الخاطرة منذ أكثر من ستة أشهر ونشرتها في أحد المواقع الأدبية العربية المهمة في الثامن من آب 2010 ..
واليوم ومع انتقال الثورة إلى مصر ومع اقتراب سقوط صنم آخر في بلادنا العربية .. أحببت أن أعيد نشر هذه الخاطرة علها تنال إعجابكم ..
...
الصنم المصري:
...
جاثم منذ سنين بلا حراك تحسبه ميت ..
يشرب من ماء النيل ويتمرغ في سيناء..
يتجه للغرب عموما
ويدير ظهره تجاه الشرق ..
تقدم له الرعية كل ما يملكون
وهو يقدمهم أضاحي للغرب ..
يتضرعون له أن ارحمنا
ويتضرع هو للغرب ..
فيهبه الغرب بعض الفتات وبعض القمح ..
يقولون أنه مبارك ولكن اليبوسة تطال الأرض التي تطأها أقدامه.
يقولون أنه يغيث الملهوف بينما يسور ملكه بالحديد
ويمنع حتى الفراش من أن يعبر فوق أسواره.
صاح الغزاويون وردد المقدسيون
أين أنت يا خليل الرحمن أين أنت يا إبراهيم لتكسر هذا الصنم الكبير
وتتلوه بباقي الأصنام
أين أنت لترى الأمة وقد امتلأت أصناما وجبابرة يعيثون فيها فسادا
ويعينون الغريب على القريب
هل ستبعث من جديد ؟
أم هل سترسل فأسك مع أحد ؟...
فأرسلت من رام الله التهاني والتبريكات قالوا له نحن معك صامدون ..
إنا بلا بركاتك مذبوحون من الوريد إلى الوريد ..
تمطى الصنم بتثاقل .. ببرودة .. بلا حماسة .. فهو لا يحب الحماس
أجابهم : لا تخافوا إن الغرب معنا وإنا له لطائعون..
وداعب صغيره " الجميل.. الذكي.. الخارق.. الثاقب النظر.. الحكيم ..الورع .................................................. .....المحب ..المخلص .....................................البهي .. المبدع ... .. .. .."
المتمطي جانبه..
صنم صغير يكبر يوما إثر يوم ..
يقولون أنه كثير الجمال
وكل من يتبارك بالصنم الكبير يقبل يدا الصغير وقدميه أيضا
فلا أحد يقاوم الجمال ..
ثم قال لصغيره لا تمل سأجلب لك" سنيورة" من لبنان لتلعب بها ففرح كثيرا..
..
عجبت لأمة أرسل فيها كل الأنبياء ثم عادت وصنعت أصنامها بيديها
لا لتأكلهم أو تبيعهم كما سلف من تاريخها
وإنما العكس ..
أود تهنئتكم جميعا في هذه اللحظات بالذات
التي أعلن فيها عن تنحي مبارك عن سدنة الرئاسة ..
الموافق ليوم الجمعة الحادي عشر من شباط 2011..
وهكذا سقط الصنم المصري
بعد ثورة شعبية بدأت في الخامس والعشرين من كانون الثاني ..
ولم يستطع الصمود في وجه إرادة الشعب أكثر من ثمانية عشر يوما..
تحية للشعب المصري البطل
في هذه الليلة المباركة ليلة الأحد 21 آب
وخلال هذه الساعات القليلة تتحرر طرابلس
ويتهاوى نظام مستبد آخر في عالمنا العربي
ويترنح صنم آخر قبل لحظاته الأخيرة للسقوط
رحلة بدأت في 17 شباط ويالها من رحلة
امتدت أكثر من ستة أشهر وخضبت صفحاتها الدماء
رحم الله الشهداء وعاشت ليبيا حرة أبية
وتهاني من القلب للشعب الليبي وللأمة العربية
بسقوط الصنم الليبي..
...
..
.