وتسألني عن الاعتذار .
ليس الاعتذار ياصديقتي , مجرد كلمات تصفق أجنحتها في وديان العواطف فيمحو ضجيج صداها صمت الحزن ويلون عبق ابتسامتها مطر الخيبة. لا, ولاهو بخار مصافحة حارة تعكر زجاج الرؤية لتخفي خلف دهانها شقوق النفس و تضيع تحت ثلجها آثار أقدام الخطيئة .
الاعتذار ياصديقتي شجرة جذورها ضاربة في أعماق التوبة وأغصانها تتمايل في سماء المحبة .الاعتذار غوص في حديث داخلي يكتشف جاذبية تراب الجسد بسقوط تفاحة التجارب لأن الانسان يدرك أن المياه الراكدة لاتصلح للشرب .
الاعتذار ياصديقتي تواضع يغسل أرجل الكلمات وقيامة تدحرج حجر الكبرياء.
ولايشفي الاعتذار جراح الآخر مالم يعتمد في جرن الندامة,فيتخلص من خطيئته الأصلية ليصبح خفيفا كالهمس شفافا كماء الخلجان . يطلب الاعتذار فيجد ويقرع فتفتح له الأبواب .
الاعتذار القلبي يجلب معه صابون المغفرة ليزيل آثار مأدبة اللوم والعتاب ,فتصفو القلوب وتشرق شمس الحياة من جديد .وكلما شع ضوء الاعتذار بجواهره كلما أضاءت مرآة الصفح والقبول في الآخر .
وأما الاعتذار الشفوي فما هو الا رشوة من صلف الانسان وعنجهيته تخدر جوعه ليبدو جميلا ولكنها لاتكفي لحرق بخور الصلاة أمام أيقونة الرضى والسلام الداخلي .