العودة   منتدى قرية عرمان السويداء جبل العرب الأشم > المنتديات الأدبية والثقافية > منتدى المواهب الادبية

منتدى المواهب الادبية قسم مختص بالمواهب الادبية والابداعات والمواهب الشخصية والفردية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 10-21-2008, 10:12 AM   #1
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير حياة الاديب الراحل نايف العطواني
شيخ الصحافة السورية منصور ابو الحسن (من عرمان)
قصيدة مطلوع الحج للشاعر نايف العطواني
يا كثر ما احبك
اقرا حروفي واعتبرها هدية
افتراضي رواية ( حب وسط تصادم القلوب)

أخوتي وأخواتي هذه رواية اعجبتي فأحببت نقلها لكم ..!!!!
وهي اهداء خاص مني لكم أنتم ..
فأرجوا أن تنال على رضاكم واستحسانكم ..!!

لن أطيل عليكم
أترككم مع الرواية




((الفصل الأول))
دمشق مدينة عريقة بتاريخها،جميلة بمبانيها ،تطل عليها جبال شاهقة
تزيد من روعتها وتدل على قدرة خالقها،تحت سماء دمشق
وفي حي من أحيائها
كان يقوم قصر شامخ يدل مظهره على رفاهية ساكنيه
وكان معظم سكان دمشق يعرفون هذا القصر باسم :قصر السيد شاكر
وفي داخله:
هبطت فتاة حسناء في غاية الجمال درجات فرشت بالسجاد الأحمر الفاخر،
كانت تسير متجهة الى قاعة المنزل بهدوء تام وخطوات بطيئة
وهي ترتدي ثوبا أسود طويل يعكس بياض وجهها الناصع
وشقار شعرها الذهبي الطويل المسترسل على كتفيها ،
اتجهت الى غرفة المكتبة بعد أن تجاوزت القاعة ثم طرقت الباب
فجاءها صوت من الداخل:تفضل.
فتحت الباب بهدوئها المعهود ووقفت أمام رجل يجلس خلف مكتبه
يرتدي بذلة أنيقة شعره أسود قد خطه بياض خفيف، نظر اليها ثم قال:
زمردة ياابنتي الحبيبة تبدين اليوم جميلة جدا،
وأخيرا أعطيتي مظهركي وقتا لتهتمي به ولكن ألن تكفي
عن احاطة نفسك بالسواد؟!
كانت تقف أمامه كالتمثال لم تتفوه أو تتحرك غير أن عينيها الزرقاوين
اللتين فقدتا بريقهما قد ذرفا بعض الدموع فتدارك الأب الموقف
وقام ووقف أمامها ووضع يديه على كتفيها بحنان وقال:
لاتحزني زمردة أنا أقدّر موقفك فأنت لا تستطيعين نسيان أمك بسهولة
وما زلتي حزينة على فراقها.
نظرت اليه بوجهها الذي ملأه الحزن و التزمت الصمت.
ـــ افعلي ما تشائين يا حبيبتي لن أمنعك من حزنك.
ثم ضمها اليه بعطف لا يقدر عليه سوى الأب، لكنها أبعدته عنها برفق
وكأنها لا تشعر منه بالدفئ الذي تشعر به الفتاة حين يضمها
والدها مواسيا.
وأخيرا نطقت: أبـي.
خرجت الكلمة من بين شفتيها وكأنها موسيقى عذبة.
فأجابها: اطلبي يا ابنتي.
ـــ أريد أن اخرج لأتمشى قليلا فهل تسمح لي؟
فرح الأب لما سمعه فأجابها فورا:
بكل تأكيد كنت أتشوق لسماع ذلك منذ وقت طويل.
فرمقته بنظرة ارتد معها بريق عينيها لوهلة ثم اختفى وشعرت زمردة
أن الخوف داهم والدها حين ألقت عليه نظرتها تلك.
ـــ أشكرك أبي.
خرجت زمردة من المكتبة كما دخلت ثم صعدت الى غرفتها
وحملت حقيبتها الصغيرة وقبل ان تخرج نظرت الى وجهها في المرآة
وسرحت في ذكرياتها المؤلمة.
كانت زمردة قد التزمت المنزل لا تخرج منه أبدا وذلك
بعد وفاة والدتها التي ورثت عنها جمالها وحسنها.
وكانت الحادثة التي سرقت منها أمها لا تغيب عن مخيلتها،
لطالما تذكرت تلك الرحلة التي أصّر عليها والدها مع أنها ووالدتها
لم تكونا راغبتين في الخروج،
وتتذكر حين نزلت من السيارة بالقرب من البحر في طرطوس
وقد طلب منها والدها أن تجد مكانا جميلا يجلسون فيه
الى أن يضع السيارة في مكان مناسب

انهمرت دموعها وهي لا تزال تقف أمام المرآة
وتستعيد شريط ذكرياتها القاسي...!!

لم تكد تبتعد عنهما حتى سمعت صوت السيارة فنظرت الى الخلف
ورأت والدها يقفز خارج السيارة
سقط جميع ما في يديها وأسرعت نحوه وعيناها معلقتان على السيارة
التي اندفعت بسرعة قصوى وأمها لا تزال داخلها وكادت زمردة
أن تفقد وعيها حين ارتطمت السيارة بعامود النور.
صرخت وهي تجري: أبـــي ...أنقذها يا أبي.
وعندما وصلت إليه كان قد استيقظ لتوه من إغمائه لكنها لم تعطه فرصة
ليرتاح فصرخت مرة أخرى: أمي ... أنقذها يا أبي.
نهض والدها ورأى السيارة قد تحطمت مقدمتها أسرعا معا إليها
ونظرت زمردة...هي نظرة واحدة تلك التي حطمت الحياة
في صدرها الصغير
وقضت على زهرة الأمل التي لم تكد تتفتح...
أبعدها والدها بسرعة لكن فات الأوان فقد رأت والدتها
وقد تلطخ وجهها بالدم وتناثر الزجاج في أرجائه...

أخذت تجهش بالبكاء وهي ما زالت تقف محدقة في المرآة .
كان هناك أمر واحد لم تجد له تعليلا ذلك أنه عندما وقع الحادث
ووصلت مع والدها الى السيارة رأته يحمل حجرا لم تنتبه
من أين أتى به ويرميه بعيدا.

استيقظت زمردة من أحلامها على صوت طرق خفيف
مسحت دموعها بسرعة وقالت: من هناك؟!
ـــ هذا أنا رامي يا آنسة.
ورامي هو كبير الخدم وهو شاب في الواحد والثلاثين من عمره
متوسط الطول وسيم الملامح كستنائي الشعر مهذب خلوق
ويشعر بالأسى لحال زمردة اليائسة.
فتحت الباب وحاولت أن تتجنب النظر اليه حتى لا يرى احمرار عينيها
ـــ عذرا آنستي ولكن والدك طلب مني أن أوصلك الى حيث تريدين
ان أحببت ذلك.
ـــ شكرا رامي انني راغبة في السير قليلا فلا حاجة للسيارة أشكرك مجددا.
ـــ كما تريدين ولكن...
ـــ ماذا هناك؟!
ـــ لا ...لا شيء هل تأمرين بشيء؟
ـــ لا وشكرا لك
حاول رامي أن يسألها عن سبب بكائها فقد عرف انها كانت تبكي
لكنه تراجع عن ذلك فهو لا يحب أن يحرجها أو يضايقها بأسئلته
فقرر أن يستأذن ويذهب.
أما هي فقد فتحت درجا صغيرا في مكتب غرفتها وتناولت منه صورة لها
ولوالدتها وهي الصورة الوحيدة التي تملكها فقد تخلص والدها
من جميع صور أمها بحجة أنه لا يريدها أن تتألم كلما رأتهم
وكانت هذه صدمة كبيرة لها من والدها.
وضعت الصورة في حقيبتها وخرجت.
وأخيرا فتحت باب المنزل لتعلن عن بدء حياتها من جديد، سارت بهدوء
وتجاوزت الحديقة الى أن وصلت الى بوابة القصر الكبيرة
وانتظرت لحظات حتى فتحها البواب فوضعت قدمها خارج حدود
قصرها للمرة الأولى بعد انقطاعها خمس سنوات حيث كانت في العشرين
من عمرها وهاهي الآن قد أتمت الخامسة والعشرين
استمرت بالسير الى أن اختفت عن أنظار بواب منزلها ..
وهو رجل كبير في السن طيب القلب يدعى: العم كايد




للرواية بقية انتضروها
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 08:25 PM   #2
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير قصيدة عرج علينا يا قلم
قصيدة للشاعر صالح عرابي
سمراء رقي للعليل الباكي
الموبايل مفاعل نووي صغير
رائعة نجم العباس ( الاحرف )
افتراضي

على سطح أحد المنازل المتواضعة كانت توجد غرفة يسكنهاشاب فقيروقد أسكنه صديقه في هذه الغرفة مراعاة لظروفه،وقبل أن يُطرقالبابكان الشاب قد خط بقلمه بضع كلمات على ورقة صغيرةثم وضع عليها علامةضرب كبيرة...

ـــ من الطارق؟ـــ ومن غيري يا نبيل هذا أنا ماجد هياافتح.
نهض نبيل وهو شاب في التاسع والعشرين من عمره فيه شيءمن الوسامة عيناهخضراوان وشعره بني،رشيق الجسد جميل الطولاقترب من الباب وفتحه ببطء وما أن شقهقليلا حتى أغمض عينيهوحجبهما بيده من ضوء الشمس الذي تسلل الى غرفتهالمنعزلةقال ماجد وهو صديق نبيل في الثالث والثلاثين من عمره أسمروسيم ذوشعر اسود وعينان عسليتان قوي البنية ممشوق الجسمطويل القامة متواضع كريم: لماذالا تخرج يا نبيل؟ثم لماذا لا تفتح الستائر؟! دائما تحبس نفسك في هذهالظلمةارتسمت على شفاه نبيل ابتسامة صغيرة وقال:
أهلا ماجد تفضلأدخل.
دخل ماجد واتجه فورا الى النافذة وفتح ستائرها ثم شقهالتهويةالغرفةالتي كانت صغيرة وليس فيها سوى سرير ومكتب صغير وقديموالى جانبه كرسيخشبي وكانت أرضها متسخةومليئة بالأوراق الممزقة.
ـــ عفوا يا ماجد انني أثقلعليك بمكوثي هنا دون أن أدفع لك ...
قاطعه ماجد: لا تقل هذا يا صديقي فنحنأصدقاء ثم ان هذه الغرفةكانت مهجورة ولم نكن نستخدمها أبدا ولسنا بحاجة إليهافأنت تعرفأنا أعيش مع زوجتي وطفلتي لولو في البيت تحت وهو يتسع لنا.
ـــ لاأعرف كيف أرد لك جميلك هذا.
قال ماجد مغيرا مجرى الحديث:
عزيزي يجب أن لاتبقى هكذا لماذا لا تذهب لزيارة أمك؟فصرخ نبيل فجأة وقد احمر وجهه : ماجدأرجوك!!
نظر إليه ماجد وقد تفاجأ من توترهفقال نبيل مستدركا الأمر:
أرجوكيا ماجد لا تحدثني في أمر أمي بتاتا هل تسمح بذلك؟أرجوك!!
رد ماجد وفي لهجتهشيء من الإستنكار:
كما تريد رغم أنني لا أجد في ذلك أمرا مزعجا ولكن كماتشاء.
ـــ شكرا.
اقترب ماجد من المكتب ووقعت عيناه على الورقة فرفعها وتساءل :
ما هذه؟ثم قرأ بصوت مسموع:
لابد أن أفعل ذلك فأنا بحاجة الى...
توقفماجد ورفع رأسه الى نبيل الذي بدوره أطرق رأسهتجاوز ماجد كلمة ثم تابع:
يجبأن أتشجع وأفعل ذلك.
شعر نبيل بالحرج مما قرأه ماجد على مسمعهولم يجد الوقتلإيقافه ثم أراد أن يوضح الأمر لصديقه:
إنـها... أعنيي...
قاطعه بحدة: ماذاستفعل كي تحصل على المال يا نبيل؟أخبرني هل ستفعل أمرا سيئا؟!
امتقع وجهنبيل وقال بعد تردد وهو يحاول أن يستعيد ثقته بنفسه:
لا تأخذ الأمر بهذه الجديةكنت أتسلى فقط.
فأصرّ ماجد وقال: أريد أن أعرف ماالذي كنت تفكر فيه؟تقدمنبيل نحو النافذة حتى لا تلتقي عيناه بعيني صديقه وقالوهو يجول بنظره بينالمارة من الناس:
كنتُ....أقول كنتُ....وهي محض فكرة خطرت في باليمن شدةالفراغ الذي أعيشه...
ـــ كــنـت مـاذا؟فأجاب بصوت منخفض وهو مطرق رأسه: كنتأفكر بالسرقة.
صرخ ماجد: ماذا قلت؟ هل جننت؟فالتفت إليه نبيل بسرعة وقاطعهصارخا: ولكني عدلت عن ذلك.
مرت لحظة صمت كأنها سنة ثم قال ماجد بحزن:
إننيأثق بك نبيل لذا لا تخيب ظني،سأذهب الآن لأحضرلك بعض الطعام.
وعندما همبالخروج سمع صوت نبيل يناديه برفق فالتفت إليهـــ أشكرك ماجد.
فابتسم وتابعسيره.
جلس نبيل وهو شاحب يفكر فيما جرى بينه وبين رفيقه وفجأةنهض وخرج منالغرفة وهبط الدرج وحين وصل الى باب بيت ماجدوجد أمامه طفلة صغيرة شقراء جميلةتشع من وجهها كل ملامحالبراءة والطفولة وعمرها ثلاث سنوات ونصفرفعت الطفلةرأسها تنظر إليه وابتسمتفقال لها مداعبا: كيف حالكي يا لولو؟فضحكت ومدتيديها إليه ليحملها وعندما اقترب منها ليرفعهاسمع صوتا نسائيا يناديهاـــلولو...لولو أين أنتي طفلتي؟نقلت الصغيرة نظرها بين نبيل ومصدر الصوت في الداخلوكان نبيل على حاله يمد ذراعيه لكن صوت أمها تكررفأسرعت الطفلة الى البيتراكضة نحو أمهاأرخى نبيل يديه وسمع صوتها مع أمها:
حبيبتي أين ذهبتي كنتأبحث عنكي!
ثم رنّ في أذنه صوتها البريء: ماما...أحبك ماما.
أحنى رأسه وتابعسيره دون أن يحدد طريقه.




* * *الأحداث لا تزال مستمرةوأتمنى أنتنال ولو يسيرا من رضاكمتحياتي
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-25-2008, 01:16 PM   #3
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير سمراء رقي للعليل الباكي
شو ذكي؟؟؟؟؟؟؟؟
مخلوقات فضائية
قصيدة مطلوع الحج للشاعر نايف العطواني
قصيدة عرج علينا يا قلم
افتراضي

الفصل الثالث
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-25-2008, 01:17 PM   #4
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير الطفلة العملاقة
فوائد الملوخية
قصيدة عرج علينا يا قلم
الحمى المالطية
شيخ الصحافة السورية منصور ابو الحسن (من عرمان)
افتراضي

الفصلالثالثكان والد زمردة لا يزال غارقا في عمله خلفمكتبه حين جاءه راميـــ سيد شاكر لقد جاءك ضيوف.
ـــ حقا هل وصلوا؟ أدخلهمإلى غرفة الاستقبال حالا.
ـــ أمرك سيدي.
عاد رامي الى الزائرين عند البابوكانوا امرأة تبدو على وجههاملامح القسوة ويظهر أنها تجاوزت الأربعين من عمرهالكنها تملأوجهها بالأصباغ لتضفي عليه شيء من الجمال، ومعها رجل ضخمبعضالشيء ملأ الشيب رأسه لكنه مازال يحتفظ بقوته ويبدو أنه زوجها،ومعهما شاب خمّنرامي أنه بنفس عمره، على قدر كبير من الوسامةذهبي الشعر أزرق العينين تشع منوجهه ملامح المكر والدهاءقال رامي: اتبعوني من فضلكم.
سار رامي وهو يتساءلعن سبب زيارتهموتبعوه دون أن ينطق أحدهم بكلمةفتح رامي باب الغرفة و تنحىقليلا ليسمح لهم بالدخول ثم تمتمببضع كلمات يستأذن فيها للمغادرةكانتالغرفة واسعة تحوي مجموعة من التحف والقطع الثمينةومعلق على جدارها لوحة كبيرةمرسومة بالألوان الزيتيةلطفلة شقراء تملأ وجهها ابتسامة مشرقة وترتدي معطفاأحمر،وكانت المقاعد فاخرة وفي الوسط طاولة زجاجية شفافةجلس كل من المرأةوالرجل الى جانب بعضهما أما الشابفقد جلس على مقعد منفرد وبعد لحظات دخل السيدشاكر الغرفةـــ أعذروني على التأخيرـــ لا عليكـــ وأهلا بقدومكم اننيسعيد جدا يا سيد أكرم بهذه الزيارةلقد شرفتني أنت وعائلتك في منزلي، فيالحقيقة لقد كنت قلقا اليوملأني لم أعرف بماذا أبرر زيارتكم هذه لإبنتي زمردةأنتم تعلمونلقد أعطيتكم كلمة ويجب أن أوفي بها .
سأل السيد أكرم: وبماذابررت لها زيارتنا؟ارتبك شاكر قليلا ثم قال: هي...أعني...لقد خرجتللتنزه.
ـــ ولكن لماذا لم تخبرها أننا خطبناها لإبننا راضي؟لقد مضى عامعلى هذه الخطوبة أيعقل أنها لا تعرف حتى الآن!!
فقال الشاب بتجهم: ولكني أناأيضا لم أعرف إلا منذ شهر،ثم كيف نأتي لنؤكد خطوبة من فتاة غير موجودة!
وكيف تخرج وخطيبها آت لرؤيتها!!
تفاجأ شاكر وقال: ماهذا؟يبدو أن راضيغير موافق على هذه الخطوبة!!
فتدارك السيد أكرم الوضع قبل أن يتفاقم:
لا عليكمنه ياسيد شاكر هو موافق ولكنّ مزاجه اليوم سيءبسبب بعض الأمور الخاصة.
غمغمالشاب بشكل غير مفهوم والشرر يتطاير من عينيه لكن أمهأنهت الأمر بنظرة ثاقبةإليه فقال وهو يتصنع الرقة في كلامه:
أعذرني ياسيد شاكر على فظاظتي إنني فعلامتضايق اليوموفي مزاج سيئ.
ـــ لا عليك يا بني لا عليك أنا أقدرظروفك.
ـــ لديّ سؤال ياعمـــ تفضل.
ـــ هل الآنسة زمردة موافقة علىالزواج بي؟ـــ أوه يابني إن زمردة قد قالت لي من قبل أنها ستوافقعلى أي كانحتى لو لم تره.
ـــ أحقا ما تقول؟ـــ أجل طبعا.
ـــ إذن لماذا....
فيهذه اللحظة انقطع كلامه والتفت الجميعالى مصدر صوت تحطم زجاجكان رامي واقفاعند الباب وقد احمر وجهه وتناثرت أمامهأجزاء أقداح القهوةولطخت الأرض،فقال مرتبكا: أنا آسف يا سيدي اعذرنيلقد سقطت مني دون قصد.
غضب شاكر وصرخبه:
ماهذ التصرف يا رامي هيا اطلب من الخدم أن يأتوا لتنظيف المكانواذهبوأحضر غيرها.
ـــ حاضر..حاضر.
ـــ عذرا على ما حدث هذه ليست عادته.
فقالتوالدة راضي وهي غاضبة: فعلا إنه تصرف سيئلو كان هذا الفتى يعمل عندي لطردتهفورا..
أسرع راضي وقال:
عفوا يا عم كنت أقول لماذا لم تخبر الآنسة زمردةحتى الآن بأني خطبتها؟امتقع وجه شاكر وظهرت الحيرة في وجههـــإنني...نعم إنني أريد أن أجعلها مفاجئة...
ابتسم الشاب بمكر دون أن يدرك أحدماالذي كانت تعنيهابتسامته تلك.

عاد رامي مجددا ودخل وهو يحمل أقداحالقهوة فقدمها لهموحينما قدم للسيد شاكر سأله:
هل طلبت من يأتي لتنظيفالمكان؟ـــ أجل سيدي.
ـــ جيد.
ذهب رامي الى المطبخ وقال للخادمة نوراوهي المسؤولة عن التنظيف:
أسرعي يا نورا يبدو أن السيد شاكر غاضب جداوكانتنورا فتاة في التاسع عشر من عمرهاتبدو في ملامحها البلاهة والعفويةوقددفعها الفقر للعمل خادمة وكانت محظوظةإذ وجدت عملا عند شخص ثري مثل السيدشاكرسألته ببلاهتها:
كيف سقطت منك الأقداح يا رامي؟ ولماذا سقطت؟ـــ ليسهناك وقت للشرح هيا اذهبي الآن.
ـــ حاضرةبعد قليل عادت نورا فسألها رامي: ماذا حدث؟ـــ أين؟ ماذا تقصد؟لم يحدث شيء وماذا سيحدث عندما أقومبتنظيفمكان سقطت فيه أقداح من القهوة؟!
شعر رامي بالضجر منهاـــ كنتأعني هل أنهيت عملك؟ـــ أجل.
ـــ هل كان السيد شاكر غاضب؟ـــ كلاـــهل كان مبتهج؟ـــ كلاغضب رامي : يا إلهي .. لا فائدة من الحديث معكِ .
أراد رامي أن يتحقق مما سمعه فقد كانت مفاجئةأن تكون زمردة مخطوبة، وبينماهو يفكر سمع صوت مخدومهوهو يودع ضيوفه : أرجو أن تعيدو زيارتنا.
رد والدراضي:
بم أن الأمر لا شأن فيه للفتاة إذن سنحدد نحن وقت الزفافولكن عليك أنتسرع في إخبارها .
ـــ حسنا أمهلني شهرا أكون في خلاله قد أنهيت كل شيءوعندها تستطيعون أخذها متى شئتم.
ـــ لك هذا.
ـــ شكرا لكم.
ـــ إلىاللقاء.
ـــ مع السلامة.



* * *
للروايةبقية
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-27-2008, 02:30 PM   #5
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير سبحان الله (اتفرج)
حنين للمجاهد شبلي الاطرش
قصيدة عرج علينا يا قلم
فوائد البكاء
كنز الانترنت
افتراضي

الفصلالرابعكانت زمردة تشعر بالراحة وهي تتمشى في الطرقات،وكانت تحاول أن تحفظ الطريق الذي تسير فيه خشية أن تضلفقد تغيرت عليهاأشياء كثيرة خلال الخمس سنوات التي قضتها منعزلة.
شعرت بالمتعة حين تناهى إلىمسمعها بعض أحاديث الناس ،مرّ بجانبها طفلين فتاة بريئة تجري خلف طفل بنفسبرائتهاـــ انتظر أعدها إلي.
ـــ لا لن أعطيكي إياها.
ثم مرت بشاب يسيرالى جانب فتاة ويقول لها:
أعدكي أن احقق لكي جميع أحلامك لكن...
كانتالإبتسامة تكاد ترتسم في وجهها من جديد لولا ما حدث فجأةفقد سمعت صوت ارتطامشديد فاستدارت بسرعة فإذا بالناسيسرعون نحو سيدة ارتمت على الأرض وخرج صاحبالسيارةالذي صدمها محاولا مساعدتها، لكنّ المشهد الذي مزق قلبهاهو منظرطفلتها التي جلست إلى جانبها وهي تبكي وتصرخ:
أمي.. أميودموعها تبلل الأرضمن شدة بكائها وتختلط بدماء أمها...
لم تتمالك زمردة نفسها مما رأته فامتلأتعيناها بالدموعوأخذت تجري مبتعدة عن المكان وهي تطرد تلك الصورة المخيفةمنعقلها إلى أن هدأت وتوقفت لتجد نفسها في زقاق يبدو مهجوراـــ يا إلهي..كيف وصلتالى هنا وكيف سأعود؟!
لم تكد تكمل جملتها حتى أحست أن شيئا خاطفا قد مر بجانبهاوخطف حقيبتها واستمر يجري على طول الزقاقفصرخت بقوة ودون وعي:
لا أرجوكتوقف أتوسل إليكويبدو أن الصرخة التي أطلقتها أفزعت اللص فوقف دون أن يلتفتإليهاأسرعت إليه ثم توقفت في مكان يفصلها عنه مسافة مترينوقالت بصوتهاالذي خرج كالناي الحزين:
أرجوك خذ ما تريده لكن أعطني شيئا واحدا فقط إنه أثمنما املك أرجوووك!!
استدار اللص ببطء ونظر اليها وارتسمت في وجهه إماراتالدهشةكانت مفاجئة كبيرة له فقد صعق بجمالها وظل واقفا يرقبها بصمتونسي كلشيءفظنت أنه غير موافق على طلبها فسالت دموعهاتأملها قليلا ثم قال بصوتهادئ:
لماذا تبكين؟أجابت بيأس: أرجوك خذ الحقيبة ولكن أعطني ما أريد.
ـــوما هو هذا الشيء الثمين الذي احتفظتي به في حقيبتك؟ـــ إنها صورة أميالراحلة...لم يعد لدي سواهاوقع كلامها على الشاب كالصاعقة فبدأ جسده يرتجف ثمقال بصوت ضعيف:
أهذا هو ...أثمن...ما تملكين؟!
ـــ وهل يملك المرء أثمن منأمه؟ كم هو شعور قاس أن تفقدها.
ـــ هل...هل...أستطيع أن...اطلب منكخدمة؟امتلأ وجهها بإمارات التعجبـــ أنا؟..أخدمك؟وكيف ذلك؟ـــأعني...أنا اقصد...اسمعي وأرجوكي صدقي كل ما سأقولهـــ وكيف تريدني أن أصدقلصا؟!
ـــ لا أرجوكي...لست كذلك...صدقيني إنها أول مرة في حياتي أقوم بهابهذا العمل السيئ وقد كنت مترددا حتى وانا أخطف الحقيبة من يدكـــ إذنلماذا خطفتها مني؟ـــ ربما هي الأقدار قادتني لكي ألقاك وها أنا أعيدهالكياقترب منها وأعطاها الحقيبةتفاجأت زمردة مما فعله الشاب فهي لم تتوقع أنيجيبها الى طلبها بهذه السرعةـــ شكرا، شكرا لك، كل ما يهمني فيها هي صورةأمي.
مرة أخرى ارتجف جسد الشاب ثم قال: أ لهذه الدرجة تحبين أمك؟فأجابتهبتعجب: أهذا سؤال تسأله! أليس لك أم لتشعر بما اشعر،كل شخص يحس بنفس الشعورتجاه امه.
سرح الشاب مع نفسه وبدأ يتساءل: أحقا كل الناس تحس بنفس هذا الإحساسإلا انا؟!...أيعقل...أنا فعلا وحش بل أكثر من ذلك أنا بلا قلب...ياالهي.
وكانتزمردة قد أخرجت الصورة وتأملتها قليلا فانتبه الشاب اليهاوقرأ ما كتب خلفها: زمردة الشاكر وامهالاحظت زمردة أنه يرتجف بشدةـــ هل انت مريض؟ـــأبداـــ اسمح لي أن أشكرك من جديد لأنك أعدت إلي كنزي الكبير وبقيةحياتي.
لم يستطع الشاب أن يحتمل اكثر فجرى بسرعة مبتعدا عن المكانأما زمردةفقد بقيت تشيعه بنظرات حائرة الى ان اختفىـــ يا إلهي...كان يجب أن أسأله عنطريق العودة.
خرجت زمردة من الزقاق وانتظرت حتى مرت سيارة أجرى فأوقفتهاـــهل تستطيع أن تأخذني الى بيت شاكر الشاكر؟ـــ طبعا إنه معروف وقريب من هنا،تفضلي.
ركبت معه وكانت طوال الطريق تفكر في ذلك الشاب الغريبالى أن سمعتالسائق يناديها: لقد وصلنا يا آنسةـــ آه شكرا لك.
خرجت الحسناء من السيارةواستقبلها العم كايدـــ بنيتي لقد تأخرتي وقلقت عليكي ، الساعة الآن السابعةوالنصف.
ـــ آسفة يا عماه لقد تهت قليلا ولكني استطعت تدبر امري والحمدلله.
ـــ والآن يا ابنتي لابد أن والدك ينتظرك لذا اذهبي إليه يا عزيزتيـــحاضرة يا عماهومرة أخرى عادت الحسناء الى المكان الأشبه بسجنهادخلت القاعةواتجهت الى غرفة الطعام حيث كان السيد شاكربانتظارها على سفرة العشاءطرقتالباب ودخلت واستقبلها والدها بابتسامة تحمل كل معانيالعطف والشوقـــ اشتقتلكي ياابنتي هل استمتعتي بوقتك؟ـــ أجل يا أبيسحبت كرسيا وجلستفقاللها: ولاشك أنكي تشعرين بالجوع بعد هذه النزهة.
فتطلعت اليه وعيناها تصرخان:
كفى مجاملات...كفى كلاما فارغا...
أتسمي هذه نزهة!!
ثم قالت:نعم ابي أشعرببعض الجوعـــ إذن لنبدأ بالأكلاكتفت زمردة بكوب صغير من الحليب ثم استأذنتوذهبت الى غرفتهاوضعت حقيبتها على المكتب وأخرجت الصورة وضمتهاثم أعادتهاالى درجها الصغير كي لا يراها والدها،ثم استلقت على سريرها وأسلمت نفسهاللنوم.



* * *
ما زالت الأحداث مستمرة .
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008, 11:46 AM   #6
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير قصائد لاتنسى في بطولات الجبل
قصائد مسلسل صراع على الرمال (محمد بن راشد ال مكتوم
فوائد الملوخية
قصيدة عرج علينا يا قلم
ياليل
افتراضي

الفصلالخامس كانت الطفلة الصغيرة لولو تحوم حول والدها ماجد لكنهلم يلتفت لهافنظرت إليه أماني وهي زوجته طيبة القلب رقيقة المشاعرورغمانها ليست بغاية الجمال إلا أنها تأسر المتحدث إليهابنظراتها الفاتنةـــما بك يا ماجد تبدو شاردا؟انتبه ماجد وقال: لا يا عزيزتي ليس هناك شيءفابتسمت وقالت:
أنا زوجتك وأفهمك جيدا هل تفكر في صديقك نبيل؟تطلعإليها بحنان وعطف:
آه يا حبيبتي كم أنت رائعة لقد أدركت فورا بم أفكرضحكتواستطردت: مابه صديقك هل يواجه مشكلة ما؟ـــ لا ولكن اليوم عندما أعددتي الطعامصعدت لأعطيه إياهفلم أجده مع أنني أخبرته بأني سأعود حالاـــ لعله خجل ولميرد أن يتعبكـــ ربما ولكني قلق لأنه لم يعد بعدـــ عزيزي الساعة الآنالسابعة والنصف وهو عادة ما يعودفي الثامنة أو الثامنة والنصف أليس كذلك؟لابد أن هناك أمرا آخر يقلقك!
ـــ لا لا...أعني...
ـــ لا بأس لا أريد أنأضايقك عزيزيوقف ماجد واقترب من زوجته وأمسك بكفيها وقبلهما وقال:
كم أنترائعة يا حبيبتي احمرت وجنتاها وقالت: وأنت كذلك حبيبي ثم حمل ابنته وهويقول:
ليساعدني الله في أن اجعل كل حياتكم سعادة وفرحـــ أنت سعادتناوفرحناثم انتبه الجميع الى صوت جريـــ هل سمعت لابد أنه صديقكفقال ماجدبتوتر: ولكن مابه ليست عادته أن يأتي مسرعا هكذا...
يا إلهي هل...يمكن أنيكون...
ثم أسرع وخرج من البيت صاعدا الى الأعلى حيث كان الباب مفتوحافدخلووجد نبيل مستلقيا على السرير وقد أخفى نفسه بالغطاءـــ نبيل ما بك ماذاحدث؟وعندما لم يجبه صرخ ماجد: نبيل أجبني.
فأتاه صوته مكتوما: لقد..لقد سرقتيا ماجدـــ ماذا قلت؟أنت أحمق..
ثم رفع غطاءه بقوة وأمسكه بعنف من كتفيهوأجبره على النهوضوهزه وقال صارخا في وجهه: تبا لك لماذا فعلت ذلك؟ألمتقل لي أنك عدلت!!كنتُ غبيا حين صدقتكوبالغ في توبيخه الى أن أبعده نبيل بقوةوقال:
أرجوك افهمنيهدأ ماجد واخذ يسترد أنفاسه وقال بصوت حزين:
ماذاتريدني أن أفهم يا نبيل؟ لقد خيبت...
ـــ أرجوك لا تتسرع دعني أشرح لك الأمر لقدحاولتأن أسرق لكني...لكني..
ـــ لكنك ماذا؟ـــ لقد خطفت حقيبة من فتاةلكني أعدتها لها.
ثم راح يبكيتأثر ماجد لبكاء رفيقه وقال بصوت ينم عن الرضا:
لا زلت كما عهدتك تفعل الخطأ ثم تصححه فورا...
ولكن لماذاتبكي؟؟!

إذن كان الشاب الذي قابلته حسناؤنا هو نبيل وهكذا حكى نبيل لماجدما حدث وكيف أنه تأثر بكنز هذه الفتاة،لكنه لم يعرف كيف يخبرهعن مشاعرهالتي تضطرب داخله كيف تحرص فتاة على صورةأمها بينما هو...هو..
أخذ نبيل يجهشبالبكاءوكان من اليسير على ماجد أن يفهم السبب فقال له برقة:
أفهمك نبيلأنت تحاول ان تقارن بينك مع أمك وبين هذه الفتاة وأمهاـــ كفى...أرجوك كفىفقال ماجد بلهجة قاسية فاجأت نبيل:
أنت تصم أذنيك عن الحقيقة مع أنك تشعر بها في أعماقك،أنت تستحق هذا العذاب الذي يجتاحك الآن يا نبيل.
ـــأرجوك لا تزد علي فصرخ ماجد: إذن لما لا تعقل وتذهب لزيارة أمك؟ثم تركه وخرج آملا أن يتأثر بكلامه.

عاد ماجد الى بيته غاضبا واستقبلته زوجته وطفلتهاـــ خيرا ماجد تبدو متعبا!!
شعر بالراحة حين رآهما فحمل لولو وضمهاإليه وجلس ثم قال:
تعالي يا أماني لأخبركي بقصة نبيل.
اقتربت أماني وجلست،كان بيتهم متواضعا جدا يحوي غرفتين ومقاعده بسيطة ومع ذلك فقد عنيت به اماني وغدا انيقا مرتبايرتاح الجالس فيه.
عندما جلست أماني نزلت لولو من حضنوالدها واتجهت الى أمهاالتي قبلتها وأجلستها في أحضانها الدافئة وقالت:
إنني اسمعك ماجدتنهد ثم قال: أنت تعلمين أن نبيل هو صديق طفولتيـ ــ أجل اعلم ذلكـــ ولكنك لا تعلمين كيف كانت حياته في صغرهـــ وكيف كانت؟ـــلقد ولد نبيل يتيما فقد مات والده في يوم ولادته يا إلهي وكيف مات والده؟ـــ لقد كان والده شابا فقيرا أحب والدة نبيل وكانت هي ايضاابنة أسرةفقيرة،فطلب يدها ووافق أهلها وبعد أن تزوجا عاشا حياة صعبةيعانون الفقروكان والد نبيل يعمل في المحجر وفي احد الأيامكان هناك مع رفاقه حين جاء جارهالذي يعمل معه أيضاـــ أعطني البشارة يا سمير فقد كنت مارا من جانب بيتك وسمعت صوت بكاء فاستفسرت فأخبرتني المولدة أنك رزقت طفلاتهلل وجه سمير بهذاالنبأ: أحقا تقول؟ـــ نعم كما أن زوجتك تسألك ماذا ستسميه؟ـــ نبيل... سأسميه نبيل.
لم يكد المسكين يكمل اسم ابنه حتى وقع انهيار مات فيه الكثيرينوكان هو من بينهم غير أن الرجل الذي بشّر سمير بابنه نجا بإعجوبةوأخبروالدة نبيل عن رغبة زوجها.

نظر ماجد الى زوجته فرأى الدموع في عينيهافبادرته:
يالها من مسكينة وماذا حدث بعد ذلك؟ـــ كانت صدمة كبيرة للشابةالمترملة لكنها عاهدت نفسهاعلى أن تفعل المستحيل لتسعد مولودها الصغير فباعت منزلها البسيط لتستطيع العيش من خلال ثمنه في اوائل ايامها العصيبةثم سكنتمع طفلهافي غرفة على سطح منزل استأجرتها بثمن رخيص،كان والدها قد توفي قبل فترةإثر نوبة قلبية شديدة أصابته بسبب ابنه الذي كان قد رهن منزل والدهوهكذا توالت عليهم الديون فرحل تاركا زوجة لم تحتمل قسوة الأيام فلحقته لترتاح من هموم الدنيا أما ابنهما فقد اختفى ولم يعرف احدعنه شيئاوقيل أنه تسلل الى إحدى السفن وألقى نفسه في وسط البحرومن حسن حظ والدة نبيل أنصاحب الديون تخلى عن حقه بعد أن علم بحالتهاوإلا لكانت ألقيت في السجن معابنها، بعد ذلك قررت أن تعمل...
قاطعته أماني:
انتظر يا ماجد أردت أن اسألكقبل ان تكمل اين هي والدة نبيل الآن؟ابتسم ماجد بأسى وقال: انتظري ياعزيزتيوستعرفين كل شيءـــ آسفة تفضل أكملـــ بدأت والدة نبيل العمل في البيوتلكسب رزقها وفعلت ما بوسعهاليكون ابنها نبيل كبقية الأطفال واستطاعت ان تلحقهبالمدرسةوعندما انتقل الى الثانوية مرضت أمه، فقد اتعبها العملالمتواصلـــ ونبيل؟؟ـــ نبيل؟..للأسف لم يكن كما كانت والدته، لم يفكر سوىفي نفسه متناسيا هلاك أمه في سبيل راحته فعندما أصبحت في أمس الحاجةاليه،طريحة الفراش لا تقدر على مساعدة نفسها قرر أن يتركها ويذهبانفعلتأماني وهتفت:
يا لقسوته وأين يريد أن يذهب ولماذا؟ـــ قرر أن يرحل وحسب،لايريد أن يعود اليها فهي في نظره سبب تعاستهـــ وكيف ذلك؟ـــ لأنها رضيتأن تكف عن العمل مع انه بحاجة للمال ليكمل دراستهـــ ياإلهي..ولكنهامريضةرفعت لولو رأسها الى أمها متعجبة من بكائهافأمسكت كفها ببراءةوقبلتهاـــ أنا أقدر شعوركي لكنه يا أماني كان ولدا وحسب ولا يُستغرب أنيفكر بطريقة خاطئةـــ وماذا بعد؟ـــ في أحد الأيام نفذ صبره وغضب من أمهوقال لها انه سيذهب ولن ترى وجهه مرة أخرى وقد كنت في هذا اليوم معه وحاولت نصحه لكن بلا فائدة،ورأيت منظر امه وهي متهالكةفي فراشها ودموعها تبلل وجههاترجوه ألا يتركها لكنه...
صمت ماجد ليمنع دمعة كادت تتسلل من بين أهدابه ثم تابع: لم يرحم ضعفها وتوسلها ومازلت أذكر ما قاله حينهاـــ وماذا قال؟ـــأبعد يد والدته عنه بعنف وقال:
عليكي ان تفهمي انني إن بقيت معكي ستدمر حياتي مابين رعايتك والإعتناء بكي وأنا لست مستعدا لذلك، ثم انطلق خارجا وأمه تصرخ وتترجى وتمد يدها بتوسل ثم سقطت عن السرير وفقدت وعيهاـــ يا إلهي..كيفاستطاع أن يفعل هذا؟كيف سمح له قلبه بكل هذا الإجرام؟ـــ استدعيت صاحبةالغرفة التي استأجرتها أمه وكانت طيبة القلب فطلبت منها ان تساعدها فلمتتردد،اعتنت بها وأبقتها عندها في الغرفةدون أن تطلب أو تسأل عن الأجر وكنتاحيانا ادفع لها أجرة الغرفةفتقبلها مرغمة بعد إلحاح مني وكنت بين فترة واخرىأزور والدة نبيل وأخبرها بأخباره، وقد انقطعت عن ذلك منذ فترة طويلةـــ إذنانت لا تعرف أين هي أم نبيل الآن؟ـــ بلىـــ حقا؟ـــ نعم..هل تذكرين منشهرين حين عدت من العمل مبكراواستغربتي الأمر؟ـــ نعم اذكر ويومها خرجتولم تخبرني الى أين تريد الذهابـــ صحيح ، في ذلك اليوم ذهبت لزيارتها في نفس المكان هتفت:احقا ياماجد وهل..وهل...
ـــ نعم مازالت على قيد الحياة مع تلك المرأة الطيبة ولكن...
ـــ ولكن ماذا؟ـــ لم تعرفنيـــ بالطبع لن تعرفك فقد غبت فترة طويلة عنهاـــ ربما ولكني عندما ذكرت لها ابنها نبيل قالت:
أنا ولدي مات منذ زمن بعيد..!
ـــ ياإلهي كم هي مسكينة،ألم تبكي؟ـــ بلىبكت لماذا تسألين؟ـــ هذا يعني أنها مازالت تود رؤيته وتشتاق إليهـــ لاأعرف ولكني أتمنى ذلك، ليت نبيل يزورها خصوصاأنها كانت مريضة جداانقطع حديثهما على صوت طفلتهماـــ ماما... لماذا تبكين؟ـــ آه يا حبيبتي ضمتهابعطف شديد وهي تذكر تضحيات تلك المسكينةفي سبيل ابنهاوقف ماجد واقترب منهاومسح دموعها وضمها وابنته.

وللرواية بقية ..!!
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2008, 06:29 PM   #7
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير غرائب من العالم
فوائد الملوخية
جمال البراكين
عجائب الدنيا السبع
موضوع تعبير
افتراضي

الفصلالسادس

أشرقت شمس لا تخلو من الكآبة لتعلن عن آخر أيامالخريف
وكأنها تودع مدينة دمشق فهاهي الغيوم السوداء
تكاد تقترب لتغطيهافترة طويلة وتحيط شوارع ومنازل دمشق
بجو هادئ حزين ومن بين هذه المنازل
كانهناك بيت كبير فخم يبدو أن أصحابه من الأثرياء
كان هذا البيت للسيد أكرمالمحترم والد راضي خطيب زمردة
وفي الداخل:
اجتمععلى سفرة الإفطار السيد اكرم وزوجته
ذات الملامح القاسية سوسن
ثم جاءتالخادمة وهي شابة تبدو في الواحد والعشرين من عمرها
لا تحمل في ملامحها أي تعبيرسوى التوتر والخوف،
شعرها اسود تلفه بطريقة غريبة وبشرتها بيضاء
عليها آثارحروق من المطبخ
وترتدي مريلة ملطخة ببقع الطعام
اقتربت ووضعت أقداح الشايعلى الطاولة
فسألتها سوسن بفظاظة: أين راضي؟

أجابت الخادمة بخوف: إنه.. إنه نائم
صرخت سوسن بها: ولماذا لم توقظيه بعد؟
ـــ لقد فعلت ولكنهرفض
ـــ اذهبي واخبريه أننا بانتظاره..بسرعة
ـــ حاضرة.. حاضرة
أسرعتالخادمة سمر إلى غرفة راضي
وطرقت الباب فلم تلقى ردا
فدخلت ووجدته مستلقيافي سريره نائما
جاهدت وهي تحاول إيقاظه

ـــ أرجوك سيد راضي استيقظ إنالسيد أكرم
والسيدة سوسن بانتظارك
استمرت طويلا حتى صرخ بها راضي وهو يدفننفسه
تحت غطائه السميك:
كم انتي مزعجة ابتعدي
ـــ ولكن السيد...
ـــلقد فهمت هيا اذهبي
ـــ هل اخبرهم أنك...
نهض بقوة وهو مستاء يرمي الغطاءبعيدا
ـــ قلت اغربي عن وجهي هيا

جفلت منه وقالت: كما تريد..كماتريد
عادت سمر فبادرتها سوسن:لماذا تأخرتي؟
ـــ لقد.. لقد استيقظ
ـــ حسناهيا عودي إلى عملك
ـــ أمرك
أقبل راضي بعد أن قام بتنسيق مظهره
وسحبكرسيا وجلس
فقال والده: لقد نمت طويلا
فأجاب بتجهم: أجل كنت متعبا
ـــخيرا هل أنت مريض؟
ـــ لا لست مريضا
نظرت إليه أمه وصرخت به:
كف عنالكلام بهذه الطريقة،أنت تكلم والدك هل فهمت؟
هدأ راضي وقال: أعتذر
ثم قالالأب: هيا لنبدأ
فقام راضي وقال بعد أن تعكر مزاجه من صراخ أمه
لكنه حسّن منلهجته: لست جائعا سأذهب
لكن أمه التي تسيطر عليه أوقفته عند حده حين قالت:

قف مكانك
التفت إليها والشرر يكاد يعصف من عينيه وبقي صامتا
ـــ اسمعيا راضي هذا الأسلوب لا ينفع معي
هيا اجلس وتناول الطعام حتى ولم تكنجائعا
فكظم غيظه وانصاع لوالدته مرغما

بعد تناول الإفطار عاد راضي إلىغرفته
أما السيد اكرم وزوجته فقد جلسا في غرفة الجلوس
لاحتساء بعضالقهوة
كان أثاث البيت فاخرا والغرف واسعة وكانت خزانة الزجاج
ممتلئة بمختلفأنواعه وألوانه
كما أن الأرض فرشت بسجاد فاخر سميك
يطغى عليه اللونالبني
بدأت سوسن بالحديث:
إلى متى سنظل ننتظر السيد شاكر..؟
ـــ ياعزيزتي نحن أعطيناه مهلة شهر
ـــ وماذا عن السنة التي مضت
ـــ ولكنك تعلمينأن ابنته كانت لا تزال حزينة على أمها
ـــ أي حزن هذا!! أربع سنوات؟؟
إنهمجرد نفاق وكذب
ـــ نفاق أو غيره المهم أن السيد شاكر أعطانا كلمته
ولنيتراجع عنها وهي فرصة لا تعوض فهو من أغنى الرجال
ـــ نعم وليت ابنك راضي يفهمذلك،
لا أعلم لماذا يرفض الزواج من هذه الفتاة
إنها ثروة لا تعوض ......!!!

قاطعها صوت راضي
ـــ ولكن لبنى أيضا ثروة لا تعوض بالإضافة إلى
أنني أحبها وتحبني
حدق كل منهما في ابنهما الذي كان يقف عند بابالغرفة
ثم قالت سوسن بلهجة الآمر:
تعال اجلس ياراضي
خطا راضي وجلس مقابلالوالديه
قالت باستنكار: ماذا تفضلت وقلت؟!
ـــ أنا أريد الزواج منلبنى
ـــ وأنا أقول لا لست موافقة على ذلك أبدا فماذا تقول؟
ـــ ولكن يا أميمن حقي أن اختار من...
ـــ ومن حقي أن أوافق وأرفض


رقق راضي من لهجتهليحن قلب أمه عليه:
لماذا يا أمي لا توافقين على أمر فيه سعادتي
وتقفين فيطريقي؟
ـــ اخرس يا وقح، سعادتك مع زمردة وثروتها
وليس مع لبنى ثم هناكخلافات بين عائلتنا وعائلتها
ثم ما الذي يعجبك في لبنى!! زمردة أيضا فتاةجميلة

ـــ ليس الأمر مسألة جمال يا أمي
ـــ كفى..!
إن لم يكن بالجمالفهو بالنسبة لي بالمال هل فهمت؟
وإياك ان تعيد ما قلته ثانيتا، أنت خطيب زمردة
فلا تفكر في غيرها وإلا حرمتك من ثروتي مفهوم؟
أخذ راضي يحدق في أمه غاضبا
ثم في النهاية ابتسم ابتسامة ماكرة وقال:
مفهوم
ـــ هذا افضل
كانتالسيدة سوسن تسيطر على ابنها وزوجها
وهي صاحبة الكلمة وصاحبة الثروةايضا
فالسيد أكرم سجل كل أملاكه باسمها،
لكنها لا تظهر هذه السيطرة الا فيالبيت،
أما خارج حدوده فهي تتظاهر أنها الزوجة المحبة
والمطيعةلزوجها..!

استأذن راضي وعاد إلى غرفته وبدأ يفكر
ـــ يا إلهي...كيفالخلاص من هذه الورطة؟!
تبا لزمردة وأموالها.. !
كله بسببها لو لم تكنموجودة لاضطرت امي تزويجي من لبنى
لمعت عيناه وقال:
آها لو لم تكن موجودة نعمنعم
في هذه اللحظة رن هاتفه النقال فأسرع وألقى نظرة
على الرقم ثم ابتسمفرحا: إنها لبنى
ـــ أهلا لبنى
ردت بصوت جاف: أهلا راضي
ـــ ما بكي عزيزتيتبدين غاضبة؟!
ـــ طبعا سأكون غاضبة وكيف لا أغضب أيها المخادع؟
صعق راضي منكلامها فهتف قائلا:
مهلا حبيبتي لابد أن هناك سوء فهم
ـــ لا أظن أن الهاتفمناسب للتفاهم أليس كذلك؟
ـــ إذن سنلتقي اليوم في المطعم المعتاد
في الساعةالرابعة هل هذا مناسب؟
ـــ أجل مناسب

وما أن أتمت كلمتها حتى أغلقتالخط
تساءل راضي:
هل علمت بأمر الخطوبة يا ترى؟!
طُرق باب غرفته فغمغم: منهذا المزعج
ـــ من هناك؟
ـــ هذه أنا سمر يا سيد راضي
ـــ أدخلي
فتحتسمر الباب وخطت قليلا ثم وقفت حين قال راضي:
ماذا تريدين أيتهاالمزعجة؟
ارتبكت: عفوا يا سيدي ولكن السيد أكرم...
فقاطعها: ألا تستطيعين أنتختصري؟
ـــ عفوا..السيد أكرم أرسلني لأسألك إن كنت تريد
الذهاب معه إلىالشركة اليوم!

ـــ حسنا قولي له بأني لا أريد أن أذهب
ـــ حاضر، هل منخدمة أخرى؟
ـــ لا.. اذهبي
وعندما همت بالذهاب قال: انتظري
ـــنعم؟
ـــ أين أمي؟
ـــ إنها في الحديقة
ـــ جيد،عليكي أن تساعديني للخروجمن الباب الخلفي
ـــ ولكن يا سيد راضي ستغضب أمك لو عرفت...
ـــ لن تعرف، أنتفقط قولي لها إن سألت عني أنني في غرفتي
ـــ أرجوك سيدي
ـــ افعلي ما قلتهوإلا جعلتهم يطردونكي
ـــ ولكن إذا عرفت انك غير موجود وأني كذبت عليهافستطردني
ـــ وان لم تساعديني الآن فسأجعلها تطردك،فهيا اختاري
لم تعرف سمرماذا تفعل فقررت أن ترضخ لطلبه
ـــ حسنا سيدي سأفعل ما تريده
ـــ جيد،الآناذهبي وأخبري أبي بأنني لا أريد الذهاب
ـــ حاضرة

ذهبت سمر وأخبرت السيدأكرم بجواب ابنه
أما راضي فقد جلس يحدث نفسه:
يجب أن اخرج خفية لأن أمي إنعرفت سترسل
من يراقبني وعندها ستكشف أمري.

كانت سوسن تجلس في الحديقةوتشعر بالضجر
ثم نادت سمر فأقبلت إليها مسرعة
ـــ نعم سيدتي؟
ـــ أينراضي؟
ـــ في غرفته
ـــ ممتاز، اذهبي وأحضري لي كوبا من عصير الكوكتيل
ـــ حاضر سيدة سوسن، هل من أمر آخر؟
ـــ اجل إذا خرج راضي من غرفته أخبرينيحالا مفهوم؟
ـــ أجل
ـــ هيا اذهبي
انطلقت سمر إلى غرفة راضي وأخبرته بمادار بينها
وبين أمه فقال لها
أحسنت،هكذا لن تشك باني سأخرج،
واستمريأنتي على أخبارها أني هنا
ـــ أمرك..ولكن...متى...متى سوف..تعود؟

انتابتهنوبة غضب من سؤالها فقال:
أراكي تتدخلين في شؤوني هذا ليس من شأنك
ثم ببطءكشفت شفتاه عن ابتسامة شامتة وقال:
تريدين مني أن أعود بسرعة؟
اطمئني لنتفقدي عملك لأني لن أتأخر



فأسرعت سمر الى راضي
ـــ سيدي لقد دخلت والدتك لترتاح وهيعادة تنام في هذا الوقت
فرح وهتف:
رائع، عليكي الآن ان تبقي الى جانب غرفتهاالى أن اذهب
ـــ حاضر
جهز راضي نفسه بسرعة وأصبح بكامل أناقته
وتحررأخيرا من البيت غير مبال
بما سيحدث للخادمة إن كُشف أمرها
أخذ دراجتهالنارية وانطلق الى مكان اللقاء
في أحد المطاعم الفخمة
وصل راضي في الثالثةوالنصف
وحين دخل نقل ناظريه بين الجالسين حتى لمح لبنى
في انتظاره عند إحدىالطاولات فأقبل اليها مبتسما

ـــ هالو عزيزتي، لم أتأخر عليكي لكنك أتيتي مبكرة
كانت لبنى في السادس والعشرين من عمرها فاتنة جدا
شعرها قصير وكستنائياللون،
عيناها غير ثابتة الألوان فهي تغير لونها دوما باستخدام العدسات
و تشعمنهما بوادر الغيرة والتكبر
رمقته بنظرة حادة كادت تصيبه بالشرر الذييتطاير
من عينيها ثم قالت بصوت يشبه فحيح الأفعى:

كف عن التمثيل يا مخادعواجلس كي تدافع عن نفسك ان استطعت
لم يستبشر راضي خيرا من استقبالها لهفجلس
وعلى وجهه ابتسامة ساحرة:
لا لا يا غاليتي لا يصح ان تقولي ذلك
ـــكيف لا أقوله وأنت تخدعني منذ مدة وتعدني بأنك
ستأتي مع والديك لتطلب يدي منأبي
ـــ نعم وما زلت عند وعدي

ـــ وبماذا تفسر ذهابك مع والديك الى بيتالسيد شاكر؟؟
وبماذا ستجيب ان أخبرتك بأني أعرف أنك خطيب زمردة التعيسة؟
آهكم أكره تلك الفتاة انها متكبرة مغرورة وأنانية أيضا،
تصوّر انها لا تتنازل أنتزورنا في يوم عيد ميلادي
وكل هذا لأن والدها أغنى من أبي بقليل!
من تظننفسها؟
منذ أن كنا صغارا كانت تكرهني وتغار مني.
ـــ صدقيني أنا أبادلك نفسالشعور فأنا لا أطيقها
انها فعلا أنانية وافقت على الزواج بي
رغم أنها تعرفأني أحبك ولا أريد سواك.

انفعلت لبنى وردت:
كم هي تافهة،
إذن فهيتعلم وتريد أن تقف في طريق سعادتنا؟
ابتسم راضي في داخله فهو يعرف أن لبنى فتاةغيورة جدا
واستطاع هو أن يستغل هذه الميزة لصالحه
ثم تابع لعبته:
صدقينييا لبنى إن والداي هما اللذان خطباها لي دون علمي
وقد ذهبت معهم دون أن أعرفشيئا
فتفاجأت بالموضوع حين بدؤا يتحدثون.

ـــ حقا!
يا إلهي.. كيف يفعلون ذلك وهل بقيت صامتا أم دافعت عن حبنا؟
ارتبك قليلا ثم قال:
طبعا ياعزيزتي..أعني..أنتي تعلمين لم يكن بإمكاني
أن أُسقط كلمة أبي أمام السيدشاكر
لذلك قررت أن نتفاهم فيما بعد
استاءت لبنى وقالت:
هكذا إذن، لمتدافع عن حبك لي!
وأضافت بسخرية:
لم ترد اسقاط كلمة أبيك أم أمك؟
احمرتوجنتاه،ثم لمعت فكرة في عقله
تمكنه من كسب الوقت ومن نيل رضاها في آن واحد
فقال وكأنه يبوح لها بسر:

لكن يا عزيزتي ألا تعتقدين أننا نستطيع
أننستفيد من هذه الخطوبة المزيفة؟
بدا الإهتمام ظاهرا في وجهها وردت:
تعني خطوبتك من زمردة!!
ـــ أجل
ـــ وكيف ذلك؟
ـــ ألست تكرهين زمردة؟
ـــبلى وأتمنى أن...
قاطعها: تتمنين أن تنتقمي منها
ـــ أجل تماما
ـــ إذنأمهليني شهرا وسيكون لك ذلك
ـــ أحقا؟ وماذا ستفعل؟
ـــ دعي الأمر لي وأعدكأن تشمتي منها كما تحبين
ـــ رائع كم أتمنى أن أراها ذليلة بعد ما فعلته،
هكذا إذن يا زمردة تريدين أن تسرقي حبيبي؟
ابتسم راضي وقال:
لا يا حبيبتي لن يسرقني منك أحد
ولن يسرقك مني أحد
ثم ضحكا معا ضحكات رنانة جعلت الجميع يلتفت اليهما ..!


* * *
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-2008, 12:34 PM   #8
خالد وليد صيموعة
ImageBanana - 16.gif
 
الصورة الرمزية خالد وليد صيموعة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: دولة الامارات العربية المتحدة
العمر: 55
المشاركات: 422
معدل تقييم المستوى: 17 خالد وليد صيموعة is on a distinguished road
من مواضيع خالد وليد صيموعة 7 تمرات في اليووووووووووووم
خمسة امور في اللغة العربية احرجت المرأة
فواااااااااااااائد التوت
رجيم خمسة كيلو جرام
قصة غريبة
افتراضي

يسعدلي اوقاتك يا احلى واغلى ابوالنور

ومشكوووووووووووووور على غيرتك على الجبل وتاريخه وتراثه

قول مش جديدة عليك ابدا من صغرك عندك عشق للجبل وتراثه

عن جد اني سعيد بلقاءك على النت

يا الله الزمن ماجمعنا بس الحمدلله جمعنا منتدى عرمان واسرة منتدى عرمان

اهلا وسهلا بكل من دخل وشارك بالمشاركة بالمواضيع المهمة او بالراي او بالشكر
__________________
حرة وأصيلة
خالد وليد صيموعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2008, 06:16 AM   #9
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير حورية البحر
رواية ( حب وسط تصادم القلوب)
الحمى المالطية
قصيدة عرج علينا يا قلم
كل يغني على ليلاه
افتراضي

الفصل السابع


استيقظ نبيل متأخرا في تمام الساعة الثانية عشرفهو لم ينم ليلة البارحة بسهولة فقد كان فكره مشغولابتلك الحسناء التي عرفأن اسمها زمردةـــ يا إلهي.. لقد تأخرت في النومنهض من فراشه وتناولوعائا مليئا بالماءوغسل وجهه ثم بقي واقفا ينظر حوله وهو يفكر:

لماذا لاأستطيع أن أنسى ما حدث؟!
أوه كم أشعر بالضيق،ولكن تلك الفتاة إنها...آه كفى كفىتراجع للخلف واقترب من سريره وجلس متهالكا عليهوغطى وجهه بيديهـــ ربماكان ماجد محقا!
لماذا أحاول أن أتجاهل الحقيقة؟ربما يجب ان...
قفزواقفا بسرعة وقد علا وجهه الحماس والثقةثم انطلق خارجا من غرفته وهبط الى منزلصديقهوطرق البابسمع صوت أماني تجيب: من بالباب؟ـــ هذا أنانبيلوما أن انفتح الباب قليلا حتى طلت الطفلة الجميلة لولوبوجهها البشوشوابتسمت ثم اقتربت من نبيل،ثم طلت والدتهاـــ آه أهلا نبيلابتسم نبيلخجلا:
عذرا على الإزعاج...هل...
لم يتم كلامه لأن الطفلة أخذت تشده وترفعذراعيها ليحملهاارتبك قليلا ثم انحنى ورفعها بينما أسرعت أماني وقالت:
لولوكفي عن إزعاج الضيفـــ لا ليس هناك أي ازعاج..هل عاد ماجد من عمله؟ـــ أجلولكنه نائم، تفضل سوف أوقظه الآنـــ آه لا لا...لا تقلقي راحتهـــ لا عليكلقد طلب مني إيقاظه في هذا الوقتأحس بالحرج الشديد وقال:
حسنا سوف آتي فيمابعدـــ لم لا تدخلـــ لا لا...إنه..أعني لقد أتيت في وقت غير مناسبـــأبدا..على كل حال سوف أخبره بأنك أتيت لرؤيتهـــ شكراأنزل نبيل الطفلةليهم بالذهاب لكنها تشبثت به وأخذت تبكيـــ أوه كفى يا لولو هذا تصرف سيء،أنتيتضايقين العم نبيلازداد حرج نبيل وقال: عفوا..
هل أستطيع أن آخذها الىغرفتي؟يبدو أنها ترغب بزيارتيـــ لكني أخشى أن تزعجكـــ على العكس سوفتؤنس وحدتيشعرت أماني بالحزن لحال نبيل ثم قالت:
حسنا، اسمعي يا لولو سوفأسمح لكي بالذهابمع العم نبيل شرط ألا تتعبيه وكوني مهذبةردت الفتاة علىأمها بصوتها البريء: حاضر ماماـــ شكرا لكي سيدة أمانيـــ العفو،الىاللقاء صغيرتيلوحت الطفلة بيدها الصغيرة لأمها ثم أمسكت بيد نبيلالذي صعدمعها الى غرفتهوعند باب الغرفة أفلت يدها ودخل،أما هي فقد وقفت تتأملالغرفة بعينين فضوليتينخطت قليلا بينما جلس نبيل على سريره يراقبهاسارتببطء وهي تجول بنظرها أرجاء الغرفةالى أن وقفت أمام نبيل الذي بادرها بابتسامةعريضة وقال:
اقتربي يا صغيرتيبقيت تحدق به دون أن يحمل وجههاأيتعابير عما تشعر بهـــ تعالي لماذا تقفين عندك؟شحب وجهها وتدلت شفتاهاللأسفل وكأنهاتريد أن تبدأ بالبكاءلاحظ نبيل ذلك فأسرع اليها وحملها بينذراعيهثم جلس وأجلسها في حضنهـــ مابك يا حلوتي كنت تتشوقين للمجيء الىهنا!!
أوافقك في أن المكان موحش ولكن ليس لدرجة أن تبكياجتمعت الدموع فيعينيها ونطقت أخيرا بصوت خائف:
أريد ماما... أريد ماماثم أخذتتبكيارتعد نبيل حين لفظت الفتاة كلمتها وظل يتأملهاحاول تهدئتها فقالمداعبا:
هل تحبين أمك؟رفعت الطفلة رأسها اليه وأخذت تنظر اليه بوجههاالباكيوهي تفرك عينيها بكفيها ثم قالت:
أحب ماما وأريد الذهاب اليهافيهذه اللحظة غطى الأرض خيال شخصفالتفت نبيل الى باب الغرفة المفتوححيث كانصديقه ماجد واقفا مبتسماـــ يبدو أن لولو تحبك يا نبيلوما أن سمعت الطفلةصوت أبيها حتى قفزتمن بين يدي نبيل وأسرعت اليه:
بابا أريدمامااستقبلها ماجد ورفعها وقال وعيناه تلمعان:
يبدو أن الجميع لايستطيعون الإبتعاد عن أمهاتهم،كما أن أماني قالت لي قبل ثوان أنها اشتاقتلإبنتها.
استدار ماجد فورا دون أن يرى ردة فعل نبيل الذي فهم قصدهـــ انتظريا ماجدـــ سآخذ لولو الى أمها وأعود، هيا بنا لولوترك ماجد نبيل فيصراعاته وعاد بلولو الى بيتهحيث كانت أماني بانتظاره وما أن رأتها لولوحتى صارت تبكي فأخذتها أماني وعيونها تدمعـــ كفى يا حبيبتي انتي معي ولنأترككي أبداابتسم ماجد وقال:

هونا عليكما فأنتما لم تفترقا أكثر من خمسدقائقضحكت أماني وقالت:
صحيح،ولكني اعتدت عليها ولم أعد قادرةعلىفراقها لحظة واحدةـــ آه فاليحفظها الله لنا، سأعود الى نبيلـــ أجل أظنهبحاجة ماسة لك وإلا لما جاء يطلبك،لقد لاحظت أنه يحتاج لمن يفضي له ما فيقلبه،اذهب وساعده ماجد لعله يعاود التفكير في أمهـــ أنتي طيبة القلب ياأمانيأتمنى أن يعقل ويفكر بشكل صحيح، سأذهب الآنكان نبيل لا يزالجالسا مكانه مطأطئا رأسهسارحا حين دخل ماجد حاملا معطفا بنياـــ لقد أصبحالجو باردا يا نبيل لا يجب أن تُبقي الباب مفتوحاثم وضع المعطف على المكتبالصغيروجلس بجانب نبيل الذي لم يبدي أي حركةـــ والآن يا نبيل كلي آذانصاغية،تفضل أَخرج كل ما في قلبك وأخبرني بما يجول في خاطركرفع نبيل رأسهببطء وقال:
كم أنا سعيد بوجود صديق مثلك يا ماجدابتسم ماجد وقال:
لا تنسى أنك صديق طفولتي ولا أستطيع الاستغناء عنكـــ شكرا ماجدشكراـــ والآن هيا ماذا تريد أن تقول؟ـــ أردت أن...لا...لا أعلمتماما..
ـــ دعني أقل لك أنا،أنت تفكر في أمك أليس كذلك؟احمر وجه نبيلوأجاب: نعم..نعم...وكذلك في..
وأقلع عن الكلامفتابع ماجد عنه:
في الآنسةالتي قابلتها..بالمناسبة هل عرفت اسمها؟ـــ أنا لم أسألها وهي لم تخبرني ولكنيعرفتهضحك ماجد وقال: وكيف عرفته مادام الأمر كما تقول؟ـــ عندما أخرجتكنزها الصغير قرأت خلف الصورة اسمهاـــ وما اسمها؟ـــ زمردةالشاكرتفاجأ ماجد: ماذا؟هل أنت متأكد؟ـــ مابك هل تعرفها؟ـــ أنالا أعرفها شخصيا ولكن هذه الفتاة قصتها معروفةفي هذه المنطقةـــ وهل لهاقصة؟ـــ أجل قصة وفاة أمها وحزنها عليها،هل تعرف أنها حبست نفسها خمسسنوات حزنا على فراقها؟لذلك أستغرب أنك صادفتها في الطريقترى هل أنهتفترة حدادها؟!
بقي نبيل يحدق بماجد مصدوما بما سمع وقالوكأنه غير مستوعبلكلام صديقه:
يا إلهي..خمس سنوات؟!! أيعقل؟!
ـــ تظن أن فقد الأم أمر هين يانبيل؟شعر نبيل وهو ينظر الى ماجد بشيء من الخوفولم ينطق بحرف، أما ماجد فقدأصبحت لهجته قاسيةبعض الشيءـــ هل تعرف أنني زرت أمك منذشهرين؟ازداد اضطراب نبيل وأردف ماجد:
لقد كانت مريضة جدا وحين سألتهاعنك..
سكت ماجد قليلا ليراقب وقع كلامه على نبيلالذي بدأ جسده يرتجفـــأتعلم ماذا قالت عنك؟امتلأت نظرات نبيل بالخوف وكأنه يعلم الجوابوأكملماجد:

لقد كانت تتمنى أن تراكتنفس نبيل الصعداء وكأنه ارتاح لهذهالكلمات ثم قال:
كفى يا ماجد لقد قررت أن أزور والدتيمنذ أنالتقيت...بالآنسة زمردةشعر ماجد أن نبيل يريد أن يصل الى حاجة في نفسه من خلالحديثهوتابع نبيل:
لذلك...لذلك سأذهب أولا لأشكرها ثم أقوم بزيارةأميابتسم ماجد ابتسامة عريضة أربكت نبيل وقال:
وتريد مني أن أدلك على منزلزمردة أليس كذلك؟ـــ أأ..أجلـــ إذن سنذهب اليوم معا الى منزلها،بالمناسبة هذه الفتاة هي ابنة رجل ثري جداـــ حقا! هذا غريبـــ وماالغريب؟ـــ لم يبدو عليها ذلك..أعني..
ـــ تعني أنها ليست متغطرسة؟ـــهذا صحيحـــ ليس كل الناس سواء يا صديقيفهناك الغني المتواضع والغنيالمغرور والفقير المتواضعوقد تجد فقيرا عزيز النفس..
ليس الأمر بالمال يانبيل ومن الخطأأن تحكم على شخصية المرء من خلالحالته المادية أوالإجتماعية..

إنها طبائع البشر يا عزيزي وصعب علينا أن نفهمها.

نهض ماجدوصديقه نبيل يلاحقه بنظرات الإعجابــ حسنا هيا بناـــ الى أين؟ــ ـسنتناول أولا الغداء من يدي زوجتيثم نذهب الى قصر السيد شاكرأشرق وجه نبيلوكأن الحياة عادت له من جديدبعد أن دفن نفسه فيها وللرواية بقية
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2008, 06:21 AM   #10
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير قبل ان ترفع راية العصيان
اغرب كنيسة بالعالم
قصيدة للشاعر نعمة العاقل
شيخ الصحافة السورية منصور ابو الحسن (من عرمان)
ماذا تعرف عن شلل النوم
افتراضي

الفصل الثامن




كان الهدوء يغمر قصر السيد شاكر
الا من صوتالساعة التي دقت خمس دقات
أما في الخارج فالغيوم متلبدة
وكأنها تعلن عن بدايةعهدها من جديد،
والرياح الباردة تزأر كأنها تريد التهام المدينة

كانتنافذة الحسناء زمردة مفتوحة
حين هبت نسمة باردة الى داخل غرفتها
وهي جالسةأمام مكتبها تقرأ في كتاب
( قصة مدينتين)
الذيأهدتها إياه والدتها في عيد ميلادها
الذي حضرته لآخر مرة ثم رحلت

شعرتزمردة بالبرد فقامت الى خزانتها
وأخرجت معطفا أحمر لترتديه لكنهاترددت
فأعادته وأخذت آخر أسود وارتدته
ثم اقتربت من النافذة لتغلقها
فرأت العم كايد يقف مع شخصين لم تتبين من هما

أغلقت النافذة وعادت الىمكتبها
واستمرت في القراءة كانت قد وصلت الى نهاية القصة
فدمعت عيناها متأثرةبالأحداث
وخصوصا تضحية ذلك الشاب لإنقاذ رفيقه
وذهابه الى المقصلة بدلا عنه

مسحت دموعها وتنهدت:
آهياله من مخلص كميحتاج الانسان لوجود أمثاله،
آهليت لي شخص أعتمدعليه..
إن أبي لا يُعتمد عليه أبدا،
لم يفكر حتى في أن يرافقني حين أخبرته
أني أود الخروج..
وفوق ذلك أرسل لي رامي ليوصلني..آهكيف يفكر؟
طوال الخمس سنوات الماضية لم يشعر أني محتاجةاليه..
كل ما يقوله ويفعله مجاملات وتكلف مللتهما،
لم أشعر يوما بحنانه بصدقآه..
أغلقت الكتاب ووضعت رأسها عليه
وغطتهبيديها وبدأت تبكي
ـــ أمي أنا بحاجة اليكي..
أنتي الوحيدة التيتفهمني..
آهلماذا رحلتي أماه..
لماذا تركتنيوحدي لا صديق لي ولا قريب؟!..

في هذه الأثناء كان والد زمردة فيمكتبه
يقوم ببعض الأعمال ويوقع أوراقا لشركاته
أنهى بعضا منها ثم رتبهاووضعها في ملف
وقام متجها الى النافذة ليتأمل المنظر خارجا

ـــآهسامحيني يا زمردة أنا مضطر لذلك
فأنا لا أستطيع أنأراكي لا أستطيع،
كلما نظرت في عينيك أرى...انني أرى...
آهيجب أن تذهبي من هنا يجب ،
انكي تقفين فيطريقي.

أصبح الجو كئيبا واختفت الشمس تماما
خلف السحب الغاضبة
ـــيبدو أنها سوف تمطر
قطع عليه أفكاره صوت طرق خفيف على الباب
ـــ أدخل
كانالطارق هو رامي كبير الخدم
ـــ عفوا سيدي لكن هناك شاب في الخارج
يود أن يرىزمردة

خفق قلب السيد شاكر بشدة وسأل:
هل هو راضي؟
ـــ لا سيدي.. ثمقال لنفسه:
ولكني أشعر أني رأيته من قبل
ـــ ألم يقل ما اسمه
ـــ قال انهمجرد صديق
ـــ سأذهب لأراه لا تخبر زمردة بالأمر
ـــ حاضر
خرج السيد شاكرمن المكتبة
وتجاوز ممرا قصيرا وانعطف الى قاعة المنزل
أما رامي فقد أسرع الىغرفة زمردة وطرق الباب

رفعت زمردة رأسها عن الكتاب
وشعرت أن قلبها يخفقبسرعة دون أن تعرف السبب
فأسرعت وفتحت الباب
ـــ رامي ما الأمر؟!
فقالوهو يسترد أنفاسه:
عذرا يا آنسة ولكن الأمر ضروري
ثم أخبرها بأمرالشاب
انفعلت زمردة وقالت:
يالهي.. هل يمكن أن يكون..
ـــ من ؟!
ـــ لالاشيء

ـــ لقد طلب مني السيد شاكر الا أخبركي
ـــ لا تقلق لن يعرف أبيشيئا وشكرا لك
أسرع رامي الى القاعة
وهو يحاول أن يبدو على مايرام

أما السيد شاكر فقد خرج الى حديقة المنزل
وهناك كان يقف نبيل بطولهالجميل ورشاقته الجذابة
ووجهه الأبيض الذي لمعت فيه عيناه الخضراوان


من أنت أيها الشاب وماذا تريد؟

امتقع وجه نبيل من هذهاللهجة
التي لا تشجع على المتابعة
ـــ أنا صديق...صديق زمردة

ـــ كيفتجرؤ على ذكر اسم ابنتي على لسانك أيها الوقح؟
زمردة لا تعرف أحدا هيااغرب..
وهنا قطع كلامه صوت رقيق
ـــ انتظر يا أبي
التفت شاكر خلفه فرأىابنته تقف حاملة مظلة وردية اللون
ـــ زمردة هل تعرفينه؟

ـــ أبي هذاالشاب أعاد إلي حقيبتي
حين سرقها أحد اللصوص
شعر نبيل في بداية كلامهابالاضطراب
لكنه عندما أكملت جملتها تنفس الصعداء
وقال في نفسه:
لقد ورطتنفسي وورطت زمردة معي
ـــ حقا زمردة!
ـــ أجل أبي وقد طلبت منه أن يأتيلأشكره
ـــ حسنا أعطه بعض المال ولينصرف بسرعة
ـــ كما تريد أبي
ثم دخلالسيد شاكر الى البيت
وابنته تلاحقه بعينيها ثم التفتت الى نبيل
الذي كانيشعر بنشوة فرح في أعماقه


ـــ أشكرك يا آنسة لقد خلصتني من هذهالورطة
ـــ هل لي أن أعرف لماذا جئت؟
ـــ ألم تعجبكي زيارتي!!
ـــ لا علىالعكس
ثم شعرت بالخجل وقالت:
أخبرني رامي أنك طلبتني فكيف عرفت اسمي
ابتسمنبيل
ـــ من الصورة فقد كان اسمك مكتوبا عليها..
عفوا لم أعرفكي بنفسي أناأدعى نبيل
ـــ تشرفــ...
لم تكمل كلمتها
فسألها: لماذ لم تكمليعبارتك؟!!
ـــ ليس قبل أن تقطع علي وعدا بعدم التفكير
بالسرقة ثانيتا
احمر وجهه وقال:
هذا وعد علي يا زمردة لن أعود للسرقة
ما حييت ومهمابلغت حاجتي
ـــ إذن تشرفنا

وفي هذه اللحظة أشرق وجه حسنائناأخيرا
بابتسامة تبعتها ضحكة خفيفة
زادت وجهها حسنا وبهاء
فشاركها نبيلالضحك وهو يتأمل جمال ابتسامتها العذبة
وأردف نبيل:
لقد جئت يا زمردةلأشكرك
ـــ تشكرني ؟! على ماذا؟

ـــ لأنكي أعدتي إلي عقلي وقلبي
الذيكان كالصخر،
في ذلك اليوم حين رأيت حرصك على صورة أمك
أدركت كم أنا مخطئ بحقأمي
ـــ مخطئ في حق أمك؟ كيف ذلك؟
ـــ انها قصة طويلة، ولكني أحببت أنأشكرك

ـــ بل أنا التي أريد أن أشكرك
لأنك أعدت الي ابتسامتي التيافتقدتها منذ زمن
ثم عم الصمت عليهما وهما يتبادلان النظرات

وفجأة برقتالسماء وبدأت قطرات المطر
تتساقط شيئا فشيئا
قطع نبيل الصمت بقوله: يجب أنأذهب
فعاد الشحوب الى وجهها وقالت:
آسفة على ما حدث قبل قليل معوالدي
واعذرني لأني لن أستطيع أن أقول لك تفضل

ـــ لا تهتمي أنا أقدرموقفك،والآن الى اللقاء
ـــ انتظر خذ هذه المظلة
فالمطر قد اشتد وربما تصاببالزكام

التفت نبيل اليها ثم اقترب ببطء ومد يده
ممسكا بعصا المظلة ووقفتحتها مع زمردة
وقال وعيناه تفيضان رقة وحنان:
شكرا لكي، عليكي أن تدخلي حتىلا تبتل ثيابك..
الى اللقاء



الى اللقاء...أحقا سنلتقي ثانيةً؟

وبينما كان يخرج اصطدم بشاب وسيم جدا أشقر طويل
ـــ ألا تنتبه أيهاالفتى؟
ـــ عذرا..آسف
أبعده الشاب من أمامه ودخل
ووقف نبيل خارج حديقةالقصر يتساءل:
ترى من يكون؟..
ثم سمع صوتا يناديه فتذكر فجأة:
أوه لقدنسيت ماجد

ثم أسرع نحوه حيث كان ينتظره على مقربة من القصر،
كان يقفمبتسما وبادره بقوله:
هل وفقت في عملك؟
نظر اليه نبيل بريبة: ماذاتقصد؟
ـــ آه لا شيء هيا بنا نعود فالجو بارد جدا
وكما ترى فقد تغرقت بالماءوحضرتك
تستمتع بوقتك مع الآنسة المحترمة
تحت هذه المظلة

خجل نبيلورفع المظلة عليهما وانطلقا يحثان الخطا

أما زمردة فقد تفاجأت من هذاالشاب
الذي دخل الى الحديقة ولم تشعر بالراحة نحوه
ـــ من أنت؟
ابتسمقائلا:
أنا أدعى راضي، هل السيد شاكر موجود؟
ـــ أجل تفضل


ثمتركته ودخلت مسرعة وكان رامي في القاعة فقالت له:
رامي هناك شخص يريد أبي
ثمذهبت الى غرفتها لتغير ملابسها التي بللها المطر
استقبل رامي الشاب راضي ورحب بهعلى مضض
فهو لم يحب هذا المخلوق المتعجرف
ـــ أهلا سيد راضي تفضل من هناسأستدعي السيد شاكر
ـــ انتظر أين هو الآن؟
ـــ في المكتبة
ـــ حسنا هذامناسب أخبره أني أريد مقابلته هناك
ـــ حاضر


ذهب رامي الى المكتبةوأخبر السيد شاكر بقدوم راضي
ورغبته في أن تكون المقابلة في المكتبة
فوقفشاكر مرتبكا ثم سأل:
هل معه أحد؟
ـــ لا يا سيدي لقد جاء بمفرده
ـــ هلعرفت زمردة بقدومه
فهم رامي ما يرمي اليه مخدومه
فقال مطمئنا اياه:
لقدرأته لكني لا أظنهما تحدثا مع بعضهما
ارتاح السيد شاكر


ـــ حسنا هذاأفضل دعه يدخل بسرعة
ـــ حاضر
كان رامي يشعر بالحزن لما يفعله شاكر،
ويجهل سبب إخفائه الأمر عن زمردة
ولماذا يريد أن يزوجها لهذا الشاب؟
وكانيود لو يسألها لكنه خشي أن يثير المشاكل
كما أنه شعر بالقلق من نبيل الذي جاءيطلب مقابلة زمردة،
لذلك أخبرها بقدومه لعله يعرف منها شيئا عنه
لكنه لميصل الى شيء، ومع كل ذلك فقد كان
يخفي مشاعره تجاه زمردة فهو يحبها...
نعمليس ذنبه أنه أحبها مذ رآها أول مرة قبل ست سنوات
حيث كانت كالفراشة تملأ القصربجمالها
وحيويتها ومرحها،
كانت لا تفارق أمها وتحبها بل وتعشقهابجنون...


استيقظ رامي من أحلامه وأسرع الى راضي
وقاده الى المكتبةثم طرق الباب وفتحه
فدخل راضي رافعا رأسه واثقا بنفسه
أغلق رامي البابوذهب
كان السيد شاكر جالسا على مقعده
وحين دخل راضي استقبله بترحاب:
أهلايا بني تفضل اجلس.
ومع ذلك فقد شعر بالريبة من هذا القدوم المفاجئ
تكلم راضيبصوته الرنان:
كيف حالك يا سيد شاكر؟
ـــ ببـ بخير، كيف حالك أنت وكيفوالديك؟

سار راضي بخيلاء ثم جلس على كرسي أمام المكتب
ووضع احدى رجليهعلى الأخرى وقال بصوت
لا يخلو من السخرية:
امممم..بخير بخير، كيف هيزمردة؟
ـــ انها بخير
ـــ هل أخبرتها بأمر الخطوبة
ـــ لا... لا ليسبعد
ـــ اممم..جميل..ومتى ستخبرها؟
ـــ قريبا جدا
ـــ أيضا جميل..هل لي أنأسألك سؤالا؟
ازداد ارتباك شكر
ـــ طبعا طبعا تفضل

فقال راضي دونمقدمات:
هل لي أن أعرف لماذا تريد تزويج زمردة دون موافقتها؟
امتقع وجههوقال:
ككـ كيف دون موافقتها يا بني؟
سبق وأن قلت لك أنها أخبرتني أنها ستوافقعلى أي كان

وقف رامي وقال بطريقة غير مهذبة:
آه..دعني أكن صريحا معك يا سيد شاكر
ثم اتجه نحو النافذةوقال:
المراوغة لعبة لا تنفع معي،
كما أنها ليست في صالحك
وقف شاكر وقدنفذ صبره وهتف:
بحق الله ماذا تقصد؟
فأجابه ببرود:
على رسلك يا سيدشاكر

ثم أصبحت لهجته مهددة:
إما أن تخبرني بالحقيقة وإما أن أذهبالآن
وفي هذه اللحظة لأخبر زمردة...
قاطعه شاكر:
انتظر..انتظر يا بني تعالاجلس
ابتسم راضي بمكر شديد




* * *
نتابع بقيهالروايه
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع كتابة مواضيع
لا تستطيع كتابة ردود
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


الساعة الآن: 06:35 PM


جميع التعليقات والآراء والمقالات تعبر عن رأي اصحابها فقط

 ولا تعبر عن رأي أو سياسة الموقع

جميع الحقوق محفوظة موقع بلدة عرمان