أول قصيدة في رثاء سلطان باشا الأطرش

[هادي سلمان رشيد]

بسم الله الرحمن الرحيم

أول قصيدة في رثاء قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش
يا جماهير جبل الريان الأبي المكافح , يا جماهير جبل الريان الأبي المكافح الحزين ... وقد أنهد فيه ركنُ من أركان النضال .. وصرح من صروح المجد .. وقلعة من قلاع الصمود .. وهوت المنارة التي ظلت تهدي الأجيال عبر السنين إلى دروب المجد و البطولة الأصيلة ..!
يا أبا طلال ما جئت لأبكيك وأنت الذي دحرت الاستعمار و أبكيته ..!! يا أبا طلال ما جئت لأرثيك وقد احتضنك الخلود !
ولكني جئت لأحييك تحية العظام الخالدين.. و اغنيك أغاني القادة المنتصرين وأنشدك أناشيد العز و الكرامة و البطولة الأصيلة ..............

ما للجراح نكأتها سلطان ------- لمي النجيع عن الثرى عرمان
لمي النجيع مآثراً وملاحماً---------هي من نضالك للدُّنى عنوان
لمي النجيع قصائداً عربيةً--------- وإهدر بها يا شعب يا بركان
يا صرخة الأحرار تزأر و الدُّنى-----رجعٌٍِ وصيحاتُ الأسى أشجان
ريــان ارقــك النوى ريــان---------- غفت الاسود تفاقم العدوان
باعو الحمى للأجنبي رخيصةً-------وعلى العروش تكالب العبدان
أرضي إستباحوها اذلو شعبها-----أقصوا النسور و عاثت الغربان
ارضي استباحوها وشعبي غصّهُ-----أن يمرح الطاغوت و الولدان
شعبي أذلوه استباحوا طهره ------يا قدسنا الظمآن يا جولان
ماذا أقول وهل اغني عارنا-----------كُسي العميل وشعبنا عريان
خيرات أرضي يا بلادي وفيرةَ ------ تُخم البغاث و نسرنا جوعان
كيف السبيل إلى الورود ونبعنا----------ثًرّ المياه و طيرنا ظمآن

* * *

وخرجت أهتف و الجراح أبيةَ--------- يا أجمل النبضات يا سلطان
أين الألى شادوا الحضارات التي------ تاهت بها الأصقاع و البلدان
أين القوافل من ضحايا أمتي----------أين الزنود السمر والفتيان
أين الغطارفة الذين تسابقوا---------- أين الجباه الشّمُّ و الفرسان
اين الصدور الرّاعفات نصوغها --------جسراَ ليعبر أهلنا الشجعان
يا راية للعزّ يغزلها اللظى -------------ومن البيارق تنسج الأكفان
يارعشة الثارات في اكبادنا-------- يا دفه الأجيال يا ربّان
كل الدروب أمامنا مسدودة------------- يا دربنا الوضاء يا عنوان
يا نبضنا يا جسرنا يا عزنا ---------- يا عمرنا المخضر يا سلطان

* * *

و تلوح أنصاب القبور مشاعلاَ ---------أيدٍ تشدُّ و ها هنا القربان
سلطان يصمد كالإله إذا دعا--------داعي الحمى و رجاله الشجعان
وهبوا الحياة رخيصة لبلادهم ------ كان الفداء لأراضينا مذ كانوا
تخذوا مع الله العهود صريحةََ-------أن لا مناص سيسحق الطغيان

* * *

حملوا البيارق مشرعات كاللظى-------بيدت سرايا صوحت أركان
يا كفرنا حيث الجماجم سورها---------سحق المغير ودمر العدوان
من أضلع الشبان كان وقودها --------- نحن لها يا شيب يا شبان
تاه بمزرعة الإباء عشيرتي-------------اعتزت بها غنى لها لبنان
رقصت لها دنيا العروبة و انتشت-----واهتز من طرب لها وهران
يا زغردات نسائنا نحن لها ------نحمي الحمى و صدورنا الجدران
"جوك النشامى طالبين المرجله ------عز الحياة أو الردى سيان "
"ويا عيشة بالذل ما نرضي بها------ عز الحياة أو الردى سيان "
ما دام في وطني دخيل غاصب ------ لا القلب نملكه ولا الشريان

* * *

في ذمة التاريخ يا أبطالنا------------يا فارس الفرسان يا سلطان
في ذمة التاريخ يا قنديلنا--------------زيت الدما لهب ولا دخان
يا قلعة للعز يا أنشودة ----------------يا أغنيات النصر يا الحان
يا نبضنا يا جسرنا يا عزنا----------- يا عمرنا المخضر يا سلطان

* * *

وتناقلت نبأ الرحيل وهادها----------- وتشاكت الواحات والكثبان
بطل الخلود تحية مشبوبةُ---------- يا عطر بل يا روح يا ريحان
ماذا أقول وهل اغني عارنا----------- يا قدسنا الظمآن يا جولان
صرخات شعبي و الجراح ثخينةُ----تدمي القلوب تصيح وا سلطان


أول كلمة و اول قصيدة قيلت في هذه المناسبة الجليلة أمام بيت الفقيد وعلى جثمانه الطاهر
قالتها الشاعرة السيدة /غازية حسين حمزه (جبل العرب – السويداء