رسالة شوق من الغربه
أنا وحدي
دخان سجائري يضجر ومني مقعدي يضجر وأحزاني عصافير تفتش بعيدا عن بيدر
عرفت عواطف الأسمنت والخشب عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند‘وطفت السند‘طفت العالم الأصفر ... ولم أعثر
على أمرأة تمشط شعري الأشقر وتحمل في حقيبتها إلي عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى.. وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي..أنا الولد الذي أبحر ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر فكيف..فكيف ياأمي
غدوت أبا..ولم أكبر؟..صباح الخير يا سويداء ما أخبارها الفله؟بها أوصيك يا أماه
تلك الطفله الطفله.. فقد كانت أحب حبيبة الى قلبي أدللها كطفلتي.. وأدعوها الى فنجان قهوتي وأسقيها‘ وأطعمها وأغمرها برحمتي ولا زالت تعيش بحلم عودتي وتبحث عني في أرجاء غرفتي وتسأل عن عبائتي وتسأل عن جريدتي
سلامات.. سلامات الى بيت سقانا الحب والرحمه إلى أزهارك البيضاء إلى تختي إلى كتبي إلى أطفال حارتنا وحيطان ملأناها بفوضى من كتابتنا إلى قطط كسولات تنام على مشارقنا وعنب معرش على شباك جارتنا مضت سنين يا أمي ووجه السويداء عصفور يخربش في جوانحنا يعض على ستائرنا وينقرنا برفق من أصابعنا مضت سنين يا أمي وليل السويداء فل السويداء بيوت السويداء تسكن في خواطرنا كأن بساتين التفاح تعبق في ضمائرنا كأن الضوء والأحجار جاءت كلها معنا مضت سنين أماه وجاء الحزن يحمل لي هداياه ويترك عند نافذتي مدامعه وشكواه مضت سنين أين السويداء أين أبي وعيناه وأين حرير نظرته وأين عبير قهوته وأين رحاب منزلنا الكبير وأين نعماه وأين طفولتي فيه أجرجر ذيل قطته وآكل من عريشته وأقطف من تينته سويداء..سويداء
ياشعرا على حدقات أعيننا كتبناه ويا طفلا جميلا من ضفائره صلبناه جثونا عند ركبته وذبنا في محبته إلى أن في محبتنا قتلناه
اخوكم غي الغربه
سلطان
|