المرحوم شبلي الأطرش من زعماء الجبل المعدودين الذين كان لهم حضور مؤئر على الساحة الاجتماعية وخاصة أيام الثورة العامية التي قامت ضد آل الأطرش لأسباب عدة .... وتدخلت تركيا وقمعت الثورة العامية .... خشية انتشارها في باقي أرجاء البلاد ودخلت الجبل بجيش جرار وسيطرت إلى حين على مجريات الأمور في الجبل واعتقلت كل من عارض سياستها ونفتهم إلى مناطق بعيدة في تركيا وليبيا ومنهم الزعيم شبلي الأطرش الذي دام نفيه لمدة أربع سنوات سطر خلالها أروع القصائد في الشوق والحنين إلى دياره وتحريض أهل الجبل على العصيان وتم له ذلك بفضل ثورة أبناء الجبل على المستعمر التركي ومطالبتهم بأعادة المنفيين حيث عفت عنه تركيا لتهدئة الثورة .
والغربة سواء كانت نفياً قسرياً ..... أو اغتراب يعاني في كل منها الإنسان المغترب من ضجيج شوقه إلى أهله ووطنه وقد اخترت من أقوال المرحوم شبلي هذه الأبيات
التي يمكن أن تصف حال أي مغترب وعلى رأي امرؤ القيس ( وكل غريب للغريب قريب ) حين أحس باقتراب أجله أثناء عودته إلى بلاده مخاطبا أمرآة مدفونة في ذات المنطقة التي مرض فيها :
أجارتنا إن المزار قريب ....... وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان ها هنا ...... وكل غريب للغريب قريب
والأبيات للمرحوم شبلي
عيوني بطول الليل ماتالف الكرى ....
لومهدولي فرشها والوسايدة
من الجفا كني على جمر الغضا .......
.أرعا الثريا والقمر والفراقدة
وعيني تراعيهم من الهم ساهرة ....
كما يسهر المكلوم والناس راقده
وجسمي ضناه الشوق والوجد والنوا
ونيران قلبي دايم الدوم واقدة
اياعلة بموسط القلب والحشا
اشوفها ياناس عن قبل زايدة
عالجتها بالنار لا ما واسيتها
وصارت محاورها من القيح باردة
ابت تقبل الطب الذي يوصفونه
وراح الدوا فيها على غير فايدة
ولاينفع بقلب المشقة علاجه .......
. لاصار من سنتين تخت سنايده
دائي من الهجران لاشك قاتلي .........
. بالرغم لازم تخرج الروح صاعدة
الا يحمام الرسل خذلي تحية ......
مرقومة بالخط تحزن قصايده
على نقرة الشام العذية بلادنا ....
وانحر جبل حوران خليك قاصدة
وحذار من الشاهين ياطير يخطفك
وتروح تعبتنا على غبير فايدة
يادار وين الخيل كانت مربطة
وركابها كانت على الزاد قاعدة
يادار وين الكيف والحسن والغنا
وجلبة صياح الناس للجو عاقدة
السر بالسكان ياموطن النيا
لو ان حجارك والاساسات صامدة
.........................