رحلة في خفايا الذات الانسانيه
اصدقائي كنت اقرأ هذا الموضوع احببت ان اشارككم معي في قرائته واتمنى ان ينال اعجابكم وارجو الرد
تروي هذه الرواية - الرحلة العلمية الباطنية بتفاصيل دقيقة و تعالج بوسائل عملية ان :
مواجهة النفس أشد فاعلية و أصدق هدفاً من مواجهة الآخرين ، و محاربة الصفات السلبية في النفس مباشرة ، لهي أقوى تأثيراً من محاربتها من خلال الآخرين. بالارادة فقط تستطيع ان تتغلّب على نفسك و تحقق المطلوب. لأن ترويض النفس ، و ازالة صفات و اكتساب أخرى ، يستحيل ان يتمّم إلا من خلال الارادة. فهي العمود الفقري لمنهج السيادة على النفس و تحقيق الذات. والانسان الذي يفتقر الى قوة الارادة يصبح ألعوبة في يد الزمن ، و في يد المصير و الحياة ، و حتى في الشؤون العملية الاعتيادية. الانسان الذي يفتقر الى ارادة القرار ، يفتقد عنصر الالوهة فيه ، عنصر الاكتمال بوعيه.
الارادة القوية بحاجة الى ترويضها بالمحبة ... و بقوة المحبة يستطيع المرء اكتساب الحكمة ، و الحكمة هي ميزة الالوهة في الانسان.
المحبة عطاء روحي يفعّل الفكر بالوعي ، و يفعّل القلب بالحكمة.
ان المحبة هي نقطة الانطلاق من ازدواجية النفس الى وحدتها ... اما الارادة فهي المحرّك !
حكمة المحبة ، أو الحكمة في المحبة ، هي التي تطلق الارادة و تدفعها في الاتجاه الصحيح لتحقيق أعظم المنجزات ... و حتى ما يعتبره الناس معجزات !
الفكر سيقوّي الارادة. لكنه قد يضعف المحبة ان توانيت عن تشغيلها ... و اذا ما شعرت مرة ان المحبة قد ضعفت أو هُزمت امام الفكر ، ابحث عن الحكمة في الحال. فالحكمة تنشّط المحبة و الفكر و تقوّيهما في الوقت نفسه ، و تأتي الارادة لتتوجهما بالتطبيق العملي.
يشرح الكتاب ، من جملة ما يشرح ، عن النظام السباعي في تكوين الانسان ... و عن النظام الرباعي و الثلاثي و الثنائي ... ففي الانسان سبعة اجهزة وعي موزعة بين القسم المادي و القسم البشري و القسم الانساني والقسم الروحي- الالهي. فيه كل شيء في الكون و فيه من كل شيء على الارض. لأنه العالم الصغير - الكبير. في كيانه تنطوي اسرار الارقام و رموزها : سر الكمال في الرقم تسعة ... سر الاكتمال في الرقم سبعة ... سر الوجود في الرقم ثلاثة ... سر الانطلاق في الرقم واحد ... و سر الخلق في الصفر ! لكن الانسان بوجه عام لا يبدو انه يدري شيئاً من اسرار كيانه ، و لا حتى معنى بعض الاعضاء في داخله ، و التي تفسّر اصله الأولي ... و تفسّر ألغاز الخلق و غوامض الحياة في تسلسل تاريخي تطوري يؤكد ان الانسان مخلوق خاص.
من خلال الفكر نضجت المحبة ، و من خلال الارادة عمق الفكر و تضمّخ بالحكمة و اكتسب حدة المدارك فصار يفضّل الصمت على الكلام ، و صار يفهم بالصمت ما لا يقوله الكلام ... و وجد نفسه يتعاطى مع الصمت أكثر مما يتعاطى مع الكلام ، فيحقق له الصمت ما لا يحققه الكلام !
التروّي يقود دوماً الى الوعي ، و الوعي يؤدي الى الحكمة. الوعي فعل اختبار لا يكتسبه المرء إلا من خلال احتكاكه مع الناس مباشرة ... و الحكمة لا تتفتّح في الذات إلا بالتعامل مع الآخرين. فالحكمة هي ميزة طالب المعرفة الذاتية مهما كان مستوى وعيه. لأن الحكمة درجات وعي ايضاً ، كلما ارتقت ، تفتح الانسان على مشاعر الالوهة في ذاته.
الحكمة هي عمل قائم على قاعدة التقاء المنطق بالمحبة ... أي هو يرضي المنطق السليم و المحبة السامية في آن واحد ؛ و يُستدل على مقدار تفتُّح الحكمة في الذات. بمدى الافادة التي تقدم من خلال تنفيذ ذلك العمل. فالحكمة و المحبة رفيقان متلازمان على درب المعرفة الذاتية ، يقربهما الى بعضهما رابط دقيق هو الوعي.
تحدًّ ما بعده آخر ان تتوهج مشاعر المحبة امام كراهية حاقدة و خطرة ! أجل ، لا فضل لمحبة دافئة متأججة إن حَمَتْ نفسها من مشاعر الكره و البغض في قلوب الآخرين ! لا خير في محبة متقوقعة على نفسها ، سجينة الانفراد والوحشة إن لم تتفاعل في النفوس المحرومة منها ! المحبة ليست محبة إلا في مواجهة البغض و الغضب و الخداع ... فالظلال لا تظهر إلا بوجود النور ، و النور لا يتوهج إلا بعد الظلام !
orman wbs
|