سعودات فصل الشتاء........

[Ghada Saymoua]

من منا لم يسمع جده أو والده أو أحد كبار السن من حوله في جلسات الشتاء البارده يتكلمون عن سعد . وكُثر منا لا يعلمون من هو سعد هذا .. تاره يقولون سعد ذابح ، تاره ينادون سعد بسعد بلع ، وأخرى يصفون سعد بسعد السعود ، وتاره ينعتون سعد بسعد الخبايا . فمن هو سعد هذا أو السعودات هؤلاء ؟؟!!

السعودات أسماء تطلق على فترات متتاليه في فصل الشتاء مدتها خمسون يوماً ، تبدء من 1 شباط وتنتهي في 22 أذار ( أو21 أذار إذ كانت سنه كبيسه أي شباط مدته 29 يوما ) . وهذه الفتره المسماه بالسعودات تقسم الى أربعة أقسام كل قسم منها مدته 12 يوماً ونصف اليوم .. وهي كالتالي :

1 ) سعد ذابح ( 1 \ 2 - 13 \ 2 ) : دعي سعد في هذه الفتره بذابح لشدة أمطاره وبرد أيامه والبرد أساس كل عله . فقالت الأمثال الشعبيه فيه : سعد ذابح ما بيخلي عَ الكلب نابح .. أوبصيغه اخرى : سعد ذابح ما بيخلي كلب نابح .. ويقولون : سعد ذبح فيه الكلب ما نبح .. وقالوا أيضا : سعد ذابح البرد فيه ذابح .
فتتميز هذه الفتره بالبرد الشديد القارص ، حتى ان الكلاب يختفي نباحها لأنها تختفي في مخابئها هروبا من البرد .

2 ) سعد بلع ( 13 \ 2 - 25 \ 2 ) : يقال لسعد هنا بسعد بلع لأن السماء تسقط قطرها الغزير في هذه الفتره والأرض تبتلعه وتجف بسرعه .. وقد قال أجدادنا فيه : سعد بلع الدِّنيا تشتي والأرض تبلع .. او بصيغه أخرى : سعد بلع السما بتشتي والأرض بتبلع . وقالوا أيضاً : في سعد بلع لا زرع ولا قلع . أي هذه الفتره لاتصلح للفلاحه لغزارة الأمطار فيها .

3 ) سعد السعود ( 26 \ 2 - 10 \ 3 ) : وسعد السعود سمي بالسعود لن المياه التي إبتلعتها الأرض في سعد بلع وإرتوت منها فبداءت الأشجار والنبتات بإمتصاص المياه من الأرض فتسري في لحائها ولبها فتورق وتخضر من جديد . كما تبداء سمات الربيع تتراءى في هذه الفترة وتخف وطئت البرد وتهب نسائم الدفء . فقالت أمثالنا الشعبيه في هذا السعد : في سعد السعود بتدب المي في العود ، وبدفى كل مبرود .

4 ) سعد الخبايا ( 10 \ 3 - 22 \ 3 ) : الخبايا هي الزواحف كالأفاعي والسحالي والحراذين الخ .. فقيل سعد الخبايا لأن الخبايا تخرج من أوكارها وجحورها ومخابئها في هذه الفتره بعد شعورها بالدفء والحراره التي بداءت تزداد يوما بعد أخر . وقد قالت فيه امثالنا الشعبيه : سعد الخبايا ، فيه بتطلع الحيايا . وقالوا أيضاً : في سعد الخبايا إشلح الفروه وإلبس العبايه . بمعنى أن الدفء قد ضرب أطنابه في ربوع الأرض ولا حاجه للفروه الدافئه فتستبدل بالعباءه الخفيفه