عندما تشرق شمسي في الصباح أدير الراديو ديسك في سيارتي، وطبعا، فيروز تطل عليّ بما تهواه نفسي، تأخذني الى عالم بسيط لكنّه عميق، تأخذني الى حياة ضيقة في الوطن لكنها كل الحياة.
لا أتخيل نفسي يوما من دون سماع صوتها العذب النقي.فنجان قهوة..وبحر من الهديل..وجدولا من غناء فيروزي..
ينساب إلى فضاء مفتوح .. على بوابة النعناع ..وعطر الياسمين
تلك الصباحات الهادئة ..الحالمة..في مدينتنا الصغيرة..
على بعد تفاح و عنب..وحقل بنفسج بري
هذا الغناء العذب ..يأخذ الروح إلى سماء الوجد والحلم ...ياخذني الى سويدائي
صوت فيروز ..
وطني
وطني.. يا جبل الغيم الأزرق
وطني.. يا قمر الندي والزنبق
يا وجوه الـ بيحبّونا..
يا تراب اللي سبقونا..
يا زغيّر ووسع الدني.. وسع الدني يا وطني
وطني.. يا دهب الزمان الضايع..
وطني.. من برق القصايد طالع..
أنا على بابك قصيدة..
كتبتها الريح العنيدة..
أنا حجرة أنا سوسنة.. أنا سوسنة يا وطني
جيراني بالقنطرة تذكّروني
وبلابل القمرة يندهوني
شجر أراضيك سواعد أهلي شجّروا
وحجار حفافيك وجوه جدودي الـ عمّروا
وعاشوا فيك من ميّة سنة.. من ألف سنة.. من أول الدني
وطني.. وحياتك وحياة المحبة
شو بني.. عم إكبر وتكبر بقلبي
وإيام اللي جايي جايي..
فيها الشمس مخبّاية..
إنت القوي وإنت الغني وإنت الدني.. يا وطني