الزواج في محافظة السويداء

[WiSaM R]

تتمتع طقوس الخطبة والزواج فى محافظة السويداء بخصوصية معينة نابعة من العادات والتقاليد السائدة ونموذج العلاقات الاجتماعية .
وكثيرة هى القصص التى تروى لنا تعارف شباب وصبايا المحافظة على طريق العين او خلال احدى المناسبات التى يجتمع بها أبناء القرية كالاعراس. وتقول سيدة من السويداء ان الشاب يمهد للخطبة بالتقرب من أهل الفتاة ومصادقتهم والتردد على بيتهم لدراسة سلوكية الفتاة عن كثب ويسال عنها جيرانها وجاراتها فاذا استقر رأيه على خطبتها بعث اليها باحدى النساء لاخذ رأيها هذا اذا كانا ابناء قرية واحدة أما اذا كانا من قريتين مختلفتين فعندها يحتال الشاب لرؤيتها ثم يحل ضيفا على أحد أصدقائه فى قرية الفتاة وتحاول زوجة المضيف ايجاد وسيلة لاستدعاء الفتاة ليراها الشاب عن بعد .
وتضيف انه بعد اشعار الموافقة المبدئية من قبل الفتاة تذهب أم العريس واحدى قريباتها فتحلان كضيفتين أو زائرتين على أهل العروس وتقومان خلال هذه الزيارة بمراقبة حركات الفتاة والتأكد من لباقتها ومدى اتقانها العمل المنزلى وسلامة النطق لديها . واذا ما اجتازت العروس امتحان النقد بنجاح تذهب الواسطة مجموعة من الرجال والنساء الى أهل العروس وتطلب يد الفتاة للزواج ويتم الاتفاق على عقد القران والمهر المعجل والموءجل والحلى وغير ذلك .
وبعد ذلك يدعو اهل العريس سكان البلدة الى بيت العروس فتقدم الهدية الخاصة بالعروس من ثياب وعطور وحلى وحلوى وتمنع منذ يوم الخطوبة من زيارة بيت خطيبها لاى سبب كان . ويقول مواطن من المحافظة انه بالنسبة لعقد القران فغالبا ما يتم ليلة الزفاف أوقبلها بقليل حيث يدعو والد العريس رجال البلدة عامة الى بيت والد العروس وفى مقدمتهم رجال الدين فتنيب العروس شاهدا عنها كما ينيب العريس شاهدا عنه ويدعى كل من الشاهدين وكيلا فيذهب وكيل العروس الى غرفتها ويخاطبها علنا أمام نساء القرية ان كانت راغبة بالزواج من الخاطب وان كان الامر بموافقتها فاذا كانت موافقة تقدم لها سوارا من الذهب أو الفضة علامة الموافقة وسابقا كان لا يجوز أن يكون السوار من الذهب للاعتقاد أن الفضة ميمونة الطالع ويتم عقد القران أمام جميع الحضور وفق الاسلوب المتبع فى هذا المجال ولا يجوز فى أى حال من الاحوال اجبار العروس على القبول بالخطبة دون رغبتها وموافقتها. وقبل الزفاف تبدأ عملية تجهيز جهاز العروس وهو عبارة عن مجموعة من الثياب المتعددة الانواع والالوان وغرفة نوم كاملة مع الحلى المتفق عليها ويبقى الجهاز معروضا لعدة ايام امام اهل القرية وتراه نسوة القرية اللواتى يحضرن للمباركة بالجهاز. وتسبق ليلة الزفاف ليالى التعاليل أى الافراح والسهرات فى منزل العريس حتى مطلع الفجر يشارك فيها شباب وشابات القرية وينصرفون خلالها الى الغناء والرقص والاستماع الى أنغام المجوز والشبابة والتهيئة ليوم العرس حيث تنحر الخراف ليلة العرس وتمضى معظم النسوة ليلتهن فى اعداد طعام العرس الذى يقدم بالمناسف والموءلف من اللحم والبرغل والارز والكبب الى المشاركين بالعرس ويسمى القرى .
وقبل ساعات من ذهاب اهالى القرية لاحضار العروس من بيت أهلها الى منزل العريس يدعى العريس الى بيت أحد أصدقائه للاغتسال أما العروس فتغتسل فى بيت أهلها ويرفع الشاب حين ذهابه للاغتسال على أكتاف رفاقه ويسير الشباب خلفه يهزجون وكثيرا ما يركب العريس على فرس يسير حوله فرسان البلدة ومن خلفهم المشاة .
بعد ذلك يكلف شباب القرية بجلب العروس من بيت أهلها اذا كانت من القرية وفى العادة يعدون فرسا أصيلة مزينة تمتطيها العروس ويستأذن من أبيها وأشقائها وعمومتها فى نقلها الى بيت عريسها ويتقدم والد العروس بمنديل حريرى شفاف وترفع على ظهر الفرس ثم يتقدم منها أفراد أسرتها ويقدمون لها النقوط قبل أن تنطلق الفاردة مجموعة من الشباب والفتيات بالعروس الى بيت العريس تتوالى بعض النسوة على المهاهات مثل
أهلا وسهلا يللى لابسة الصايغ ياأديبة ياحشيمة يا مرباية
عريسك شهم وأهلك للشرف راية
ردى المسا ياعروس ريتك مهناية
ثم تعقب ذلك عاصفة من الزغاريد قبل ان تدخل العروس الى غرفتها.


للامانة منقول