عندما ينام الإنسان....فإن الحاسة الوحيدة التي يمكن أن توقظه هي حاسة السمع
....تنام كل الحواس إلا حاسة السمع فإذا قربت يدك من شخص نائم لايستيقظ..... ....
وإذا ملأت الغرفة عطرا . ..أو حتى غازا ساما...فأن النائم يستنشقه ويموت دون أن يستيقظ ....
لكن إن أحدثت صوتا عاليا...فإنه يستيقظ من النوم
السمع هي اول حاسة تعمل منذ الولادة....حتى إن الجنين بعمر 3 أشهر يملك حاسة السمع كاملة
....وقد أثبتت الأبحاث أن الطفل في بطن أمه يستطيع أن يميز الأصوات,
كما أنه يتأثر بالأصوات الخارجية....
حتى إن سرعة دقات قلبه تتغير حسب نوع الصوت وشدته...
وبذلك يولد الطفل بحاسة سمع كاملة. على عكس حاسة النظر التي يولد بها ناقصة
....فالطفل لايرى لعدة أيام بعد الولادة.
ثم يبدأ في الرؤية بدون ألوان....ثم يتطور بعد ذلك . كما أن الأذن هي الوحيدة التي لاتستطيع تعطيلها بإرادتك..فأنت تستطيع أن تغمض عينيك أو تشيح بوجهك بعيداً... وتستطيع أن لاتأكل ولاتتذوق ولاتتكلم... وأن تسد أنفك عن رائحة معينة.. أو لاتلمس مالاترغب بلمسه.. لكنك لاتستطيع تعطيل الأذن حتى لو وضعت يديك عليها فسيصلك الصوت ولكن بقوة أقل
ولما كانت الأذن الداخليةهي الحاسة الوحيدة المكتملة لدى المولود.
لماذا إذاً نتكلم مع المولود بإذنه مباشرةً؟؟؟؟؟
السبب هو وجود السائل الامنيوني.
عند الولادة يملأ هذا السائل كل تجاويف الجنين.
ومنها الأذن الداخلية والخارجية والوسطى.....مما يسبب ضعف في السمع يتراوح بين 20 الى 40 ديسيبل .إذا ولد الطفل فاقداُ لحاسة البصر فإنها لن تؤثر على باقي الحواس,
على العكس من حاسة السمع...التي إن ولد الطفل بدونها , أو فقدها في سنوات عمره الاولى ... فلن يستطيع الكلام , أي إن اللغة السليمة لا تتكون إلا بحاسة سمع سليمة.
وكم سمعنا عن أدباء وفلاسفة فاقدين لحاسة البصر مثل الشاعر أبو العلاء المعري والأديب طه حسين...وغيرهم . لكن العلماء والأدباء الصم أقل بكثير من العلماء الضريرين....صحيح إن الموسيقار بتهوفن اشتهر بأنه كان اصم..
لكنه لم يكن اصماً منذ الولادة .
تعمل حاسة السمع في جميع الإتجاهات حتى وإن كانت خارج مجال الرؤية ........بينما
لايستطيع الإنسان أن يرى غير ماهو واقع أمامه...وبوجود درجة معقولة من الإضاءه.فحاسة السمع هي الوحيدة التي لاتنام .
وتبدأ قبل الولادة...... ولاتنتهي بالوفاة ...........