هل تعتقد أن قبرك يشتاق لك
القبر يشتاق إِلى فلان !!
نعم ، هكذا ، شوق غريب ، وفرحُ لا يوصف .. تعودنا أن يكون الشوق بين المخلوقات ، بين الابن وأبيه ، والزوج وزوجته ، وحتى بين الحيوانات تجد
شوق الصغار لأمهم ، وانظر إِلى الطيور ، ترى شوقاً عامراً بينهم .. ولكن العجب يملأ الفؤاد حينما يكون الشوق من جماد إِلى إنسان ..نعم ، إنه القبر ، الحفرة
العجيبة ، ذات التراب ، وذات الديدان .. إن القبر ينتظر رجال ونساء وهو في قمة الحب لهم ، والشوق ليسكنوا فيه ..وتأمل معي هذا الحديث : [ إذا وضعت
الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت : قدموني ، وإن كانت غير ذلك قالت : يا ويلها ، أين يذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا
الثقلين - أو قال : إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصعق ]..
إِنه لحديث جديرٌ بالتأمل ، والتفكير والتدبر .. (قدِّموني) إِنها جنازة ، تتكلم ، تعبِّر ، تنطق ، تنادي ، يا رجال ، (قدِّموني) (ضعوني) (أنزلوني) (اتركوني)
ابتعدوا عني ، لا أريدكم ، يكفيني ذلك القبر .. إِنها جنازة صالحة ، لرجل أو امرأة ، كان مع الله ، في عبادة وطاعة وخشوع وخضوع .. والنهاية :
شوق القبر لأولئك الصالحين والصالحات .. إِنه جزاء الإحسان ، وصدق الله : [ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ] .
إِن الجنازة الصالحة تُحِبُّ القبر ، لِما تعلم من أنَّ القبر سيتقبَّلها بالأنوار ، وتفتيح أبواب الجنان ، والروح والريحان ..ومضة : كن مع الله فوق الأرض ، يكون
لك تحت الأرض.