جمهورية النيجر
النيجر (بالفرنسية: Niger) وتدعى رسميا باسم جمهورية النيجر وهي دولة حبيسة (لاتطل على سواحل) بـغرب أفريقيا وأطلق عليها اسم النيجر نسبة إلى نهر النيجر الذي يخترق أراضيها.ويحدها من الجنوب نيجيريا وبنين ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي ومن الشمال كلاً من الجزائر وليبيا، فيما تحدها تشاد من جهة الشرق. يبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1,270,000 كم مربع، مما يجعلها أكبر دول غرب أفريقيا من حيث المساحة، كما يبلغ إجمالي عدد السكان قرابة 15,000,000 نسمة يتركز معظمهم في أقصى جنوب وغرب الدولة. وعاصمة البلاد هي مدينة نيامي وهي أكبر المدن في النيجر التي تقع أغلبها على الضفة الشرقية لنهر النيجر في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد.
تعد النيجر واحدة من أفقر دول العالم وأقلها نمواً على الإطلاق إذ تغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، في حين تتهدد الأجزاء الباقية مشكلات مناخية أخرى مثل الجفاف والتصحر. ويعتمد اقتصاد البلاد بشكل شبه كلي على تصدير بعض المنتجات الزراعية والتي يتركز إنتاجها في الجزء الجنوبي الخصب من البلاد بالإضافة إلى تصدير بعض المواد الخام ومن أهمها خام اليورانيوم. وبالرغم من هذا تظل النيجر عاجزة عن النهوض بنفسها اقتصاديا واجتماعيا نتيجة لموقعها كدولة حبيسة بالإضافة إلى افتقارها للبنية التحتية المناسبة وتدهور حالة القطاع الصحي بالبلاد، وكذلك انحسار مستوى التعليم والظروف البيئية.
ويعكس المجتمع اختلافا واضحا بين فئاته نتيجة الأحداث التاريخية المستقلة التي مرت بها كل جماعة عرقية وكل منطقة بالبلاد علاوة على حداثة عهدهم كدولة واحدة. حيث كانت النيجر قديما عبارة عن أطراف مترامية لدول وممالك كبيرة أخرى. ومنذ الاستقلال تعاقبت على النيجر خمسة حكومات بالإضافة إلى ثلاث فترات من الحكم العسكري حتى تم تشريع قانون انتخابي يحكم اختيار رئيس البلاد عام 1999. ويعد الإسلام هو دين أغلبية السكان في البلاد. ويسكن الجزء الأكبر من سكان النيجر المناطق النائية من البلاد حيث يفتقرون لفرص الانتظام في التعليم.
جغرافيا
الجبال الزرقاء شرق مسيف إير مصنفة من مواقع التراث العالمي
النيجر دولة حبيسة بغرب أفريقيا وتقع في المنطقة الجغرافية الفاصلة بين الصحراء الكبرى والمنطقة الواقعة جنوبها والتي تدعى بـإفريقيا السوداء. وتقع في حدود دائرة عرض 16 درجة شمالا وخط طول 8 درجات شرقا. وتبلغ مساحة النيجر 1,267,000 كم مربع (489,191 ميل مربع) كما يغطي الماء مساحة 300 كم مربع (116 ميل مربع) من إجمالي مساحة الدولة لذا تعتبر مساحة النيجر أقل قليلا من ضعف مساحة ولاية تيكساس الأمريكية، مما يجعلها تحتل المركز الثاني والعشرين عالميا من حيث المساحة (بعد تشاد) تلك المساحة التي تقارب مساحة أنجولا.
و يحد النيجر سبعة دول من جميع الجهات ويبلغ طول شريطها الحدودي 5,697 كم إجمالا (3,540 ميل) وتعد حدودها مع نيجيريا في الجنوب هي أطول الحدود حيث يبلغ طولها 1,497 كم (930 ميل) ثم حدودها مع تشاد شرقا 1,175 كم (730 ميل) ثم الجزائر في الشمال الغربي 956 كم (594 ميل) ومالي 821 كم (510 ميل) ويفصلها شريط قصير عن بوركينا فاسو في الجنوب الغربي يبلغ طوله 628 كم (390 ميل) وبنين وطوله 266 كم (165 ميل) وأخيرا حدودها في الشمال الشرقي مع ليبيا بطول 354 كم (220 ميل).
و المناخ في النيجر مداري جاف شديد الحرارة عدا أقصى جنوب الدولة حيث المناخ الاستوائي على حدود حوض نهر النيجر. وتغطي الصحراء والكثبان الرملية أغلب أراضي النيجر عدا الجزء الجنوبي من البلاد الذي تغطيه غابات السافانا المنخفضة ومتوسطة الارتفاع والجزء الشمالي للبلاد والذي تغطيه الهضاب.
و يعد نهر النيجر أكثر النقاط الجغرافية انخفاضا حيث يبلغ ارتفاعه 200 متر فوق سطح البحر (656 قدم) في حين تعد قمة جبل إيدوكال نيتغريس بسلسلة جبال إيار ماسيف أعلى نقطة جغرافية بالبلاد حيث ترتفع بمقدار 2,022 متر فوق سطح البحر (6,634 قدم).
تاريخ
بالرغم من وقوع النيجر في قلب الصحراء الكبرى القاحلة إلا أن الأثار التاريخية تؤكد على أن هذه الأراضي كانت أراضي عشبية خصبة حتى خمسة ألاف سنة مضت والدليل على ذلك ما تركه الرعاة الذين استعمروا تلك الأرض من رسومات ونقوش خلفوها ورائهم تمثل الحياة البرية واستئناس الحيوانات بالإضافة إلى صور وأثار لعربات تجرها الخيول وثقافة أصيلة يمتد عمرها إلى عشرة ألاف سنة قبل الميلاد.
بدايات التاريخ
خريطة توضيحية للإمبراطوريات المتعاقبة على النيجر قبل الاستعمار الفرنسي.
أزدهرت الحضارة في هذه المنطقة في الصحراء الكبرى بالقرب من بحيرة تشاد الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد، عرفت هذه الحضارة باسم حضارة قانم - بورنو، وراحت تنشر الإسلام في هذه المنطقة القاحلة إعتبارا من القرن الحادي عشر للميلاد. وفي القرن الخامس عشر أقام الطوارق سلطنة أجاديز التي كان لها السيادة على شمالي البلاد.في نهاية القرن 16 قامت دولة السعديين ببعثة بقيادة جودار باشا وانتهت بانهاء عهد إمبراطورية الصونغي وأصبح شمال النيجر تابعا للمغرب لعدة سنين وفي القرن السابع عشر أقامت قبائل الجرما إمبراطورية على شاطئ نهر النيجر في الجنوب الغربي للبلاد.
و في القرن الثامن عشر أسست شعوب الهوسا مملكة جوبير القوية. وفي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر قام المستكشفون الأوروبيون بزيارة البلاد وكان من أول وأشهر تلك الحملات الاستكشافية للبلاد تلك التي قادها كلا من البريطاني مونجو بارك والألماني هينريتش بارث وذلك لاستكشاف منابع نهر النيجر. وفي هذه الأثناء أقام الفولانيون سلطنة سوكوتو وذلك سعيا منهم لإحياء الحركة الدينية الإسلامية في المنطقة.
و في أواخر القرن التاسع عشر قامت فرنسا بغزو المنطقة وأنهوا تجارة الرقيق هناك. وفي عام 1904 أصبحت النيجر جزءا من إفريقيا الغربية الفرنسية، لكن قبائل الطوارق ظلت تقاوم الاحتلال الفرنسي حتى عام 1922 عندما حولت فرنسا البلاد إلى مستعمرة فرنسية.
و في عام 1946 أصبحت النيجر واحدة من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار، ولها مجلسها التشريعي الخاص بها، ولها تمثيل نيابي في البرلمان الفرنسي.
الاستقلال
خريطة إفريقيا الغربية الفرنسية عام 1913.
في 23 يوليو 1956 اتخذت السلطات الفرنسية قرارا بإعادة النظر في هيكل مستعمرات ما وراء البحار الخاضعة للحكم الفرنسي تبعه إعادة تنظيم البرلمان الفرنسي في أوائل 1957 ومن ثم إصدار قرار بشأن إلغاء التفرقة في الإدلاء بالأصوات داخل البرلمان ومنح ممثلي الأقاليم الخاضعة تحت الحكم الفرنسي حقوقا مساوية لأعضاء البرلمان فرنسي الجنسية ومن ثم المشاركة في تشريع القوانين سواء الفرنسية أو تلك المختصة بشئون أقاليم ما وراء البحار، الأمر الذي ساعد العديد من الدول الواقعة تحت السيادة الفرنسية على التمتع بشئ من الحكم الذاتي والقدرة على تكوين نواة لحكومات وطنية تدير شئون البلاد. وكان للنيجر حظا في ذلك حيث تمتعت بالحكم الذاتي تحت الوصاية الفرنسية بعد قيام الجمهورية الخامسة بفرنسا في 4 ديسمبر 1958 حتى نالت النيجر استقلالها التام في 3 أغسطس 1960.
سكان
ينتمي أكثر من نصف سكان النيجر إلى جماعة الهوسا العرقية[5]، واحدة من أعرق الشعوب الإفريقية والتي تمثل غالبية السكان في الجزء الشمالي من نيجيريا وقبائل الدجيرما - سونجي والذين يتواحدون في مالي وقبائل الجورمانتشيه وهم عبارة عن مزارعين مستقرين يعملون في الزراعة ويسكنون الجزء الجنوبي من البلاد.
مناطق تمركز الجماعات العرقية المختلفة في النيجر.
في حين ينتمي الجزء الباقي من شعب النيجر إلى القبائل البدوية الرحالة أو القبائل شبه البدوية من الفولاني والطوارق والكانوري والعرب والتوبو والذين يمثلون مجتمعين قرابة 20% من إجمالي سكان النيجر.[6] ونظرا للتزايد المتسارع للسكان والرغبة في السيطرة على الموارد الطبيعية أصبحت أساليب الزراع ومربي الماشية الحياتية هي الأساليب المؤثرة في الحياة في النيجر.[7]
و تمتلك النيجر نسب متقاربة لنسب الوفيات في الأطفال لتلك التي تمتلكها دول الجوار حيث تصل نسبة الوفيات للأطفال (نسبة الوفيات في الأطفال بين سن عام وأربعة أعوام) إلى معدلات مرتفعة إلا أنها متوقعة حيث تصل لـ248 حالة لكل 1,000 طفل حي وترجع هذه الزيادة إلى تدهور حالة القطاع الصحي بالبلاد وكذلك التغذية الغير كافية لأغلب أطفال البلاد. وقد صرحت مؤسسة إنقذوا الأطفال (و هي مؤسسة بريطانية دولية) أن النيجر تمتلك أعلى نسبة للوفيات بين الأطفال على مستوى العالم[1].
و مع ذلك تمتلك النيجر أيضا أعلى نسبة خصوبة على مستوى العالم حيث تقدر عدد المواليد لكل إمراة في سن الإنجاب بـ 7.2 مولود للمرأة الواحدة؛ مما يعني أن قرابة نصف سكان النيجر (تحديدا 49%) تقل أعمارهم عن 15 عام. وقد سجلت المدارس الابتدائية بالبلاد نسبة حضور وصلت لـ30% بين عامي 1996 و 2003 تمثل 36% من جملة الأطفال الذكور و 25% فقط من جملة الأطفال الإناث[2]. إلا أن الإحصائيات الحكومية لم تشير إلى نسبة الأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الأهلية أو المدارس الإسلامية والتي تعرف في بعض مناطق الوطن العربي باسم الكتاب.
ثقافة
جانب من الاحتفالات بشهر رمضان بمنطقة زيندر.
تتميز الثقافة في النيجر بالتعددية والاختلاف وهو ما قام به المستعمر الفرنسي في بدايات القرن العشرين الذي عمل على دمج العديد من الثقافات ومزجها وصهرها في بوتقة واحدة ليخرج لنا ما هو معروف الأن بثقافة النيجر. فالمعروف لدينا الأن باسم النيجر هو مزيج لدمج أربعة ثقافات متباينة لشعوب مختلفة استوطنت هذا المكان قبل وصول الاستعمار الفرنسي إليه؛ فهناك ثقافة قبائل الدجيرما والتي استوطنت المنطقة الواقعة حول حوض نهر النيجر في الجنوب الغربي، في حين كانت الأطراف الشمالية للبلاد والتي كانت تسكنها قبائل الهوسا والتي كونت دويلات صغيرة قاومت استعمار خلافة سوكوتو تلك الدويلات التي امتدت حتى وصلت للحدود الجنوبية للبلاد مع نيجيريا، وهناك أيضا مزارعي الكانوري الذين استوطنوا حوض بحيرة تشاد في أقصى شرق البلاد، وقبائل التوبو الرعوية التي كانت في يوم من الأيام جزءا لا يتجزأ من إمبراطورية قانم - بورنو الإسلامية، وأخيرا قبائل الطوارق الالبدوية الذين يسكونون المناطق الشاسعة شمال البلاد التي تغطيها الصحراء الكبرى وسلاسل جبال أيار ماسيف.
كل من هذه التجمعات بالإضافة إلى المجموعات العرقية الصغيرة الأخرى مثل قبائل الوودابي الفولانية قامت بجلب ثقافتها الخاصة وعاداتها وتقاليدها الفريدة للبلاد. وقد حاولت الحكومات المتعاقبة على البلاد دمج هذه الثقافات المختلفة وخروج منها بثقافة متوحدة لأفراد الشعوب أجمع؛ إلا أن هذه المحاولات قد بائت بالفشل نتيجة لعدة أسباب لعل أهمها أن المجموعات العرقية الكبرى المكونة للمجتمع النيجري لكل منها تاريخها الخاص التي لا تريد التنازل عنه من أجل الأخرين بالإضافة إلى أن هذه الجماعات العرقية ما هي إلا جزء صغير من جماعة عرقية أكبر أجبر أفرادها على الانتشار والتشتت في دول أخرى نتيجة الاستعمار.
و حتى التسعينيات من القرن الماضي بقيت السلطات الحكومية والمناصب السياسية العليا في أيدي أبناء الجماعات العرقية التي استوطنت نيامي وأهالي الدجيرما المنتشرين في المناطق المحيطة دون أدنى تمثيل لأبناء قبائل الهوسا ساكني المناطق الحدودية بين بلدتي بريني - إنكوني ومايني سوارا حيث ظهر تأثيرهم أكثر وضوحا في الحياة السياسية بدولة نيجيريا المجاورة عنه في النيجر.
الدين
انتشر الإسلام في البلاد مع بداية القرن العاشر الميلادي قادمآ من شمال إفريقيا وقد ساعد بشكل كبير على تشكيل العادات والتقاليد لشعب النيجر. ويدين أكثر من 90% من إجمالي سكان النيجر بالإسلام مع وجود تجمعات صغيرة يدين أهلها بالديانات الإحيائية وتجمعات أخرى يدين أهلها بالمسيحية وقد ساعد على انتشار الأخيرة العديد من البعثات التنصيرية التي قدمت للبلاد إبان الاحتلال الفرنسي بالإضافة إلى المغتربين من أوروبا وغرب إفريقيا.
الإسلام
الجامع الكبير بنيامي.
بدأ انتشار الإسلام في المنطقة المعروفة بالنيجر الأن خلال القرن الخامس عشر للميلاد ساعده في ذلك تعاظم سلطان إمبراطورية سونجاي واتساعها حتى وصلت لأراضي حوض نهر النيجر بالإضافة إلى قوافل التجارة القادمة من مصر والمغرب العربي. كما ساعد توسع الطوارق في الشمال واستيلائهم على واحات الشرقية من إمبراطورية قانم - بورنو في القرن السابع عشر الميلادي على نشر الممارسات الدينية للبربر المسلمين في هذه الأماكن.
في حين تأثرت المناطق المأهولة بالجماعات العرقية من أهل قبائل الهوسا وقبائل الدجيرما بشكل كبير خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد بالحركة الصوفية والتي عملت على نشرها خلافة سوكوتو التي ظهرت في نيجيريا الحالية. في حين ترتبط الممارسات الدينية في النيجر الأن بالطريقة التيجانية مع وجود جماعات صغيرة تتبع طرق صوفية أخرى مثل الطريقة الحمالية والطريقة النياصية (و كلاهما منبثقتين عن الطريقة التيجانية) في الغرب والطريقة السنوسية في أقصى الشمال الشرقي للبلاد حيث الحدود مع ليبيا[8].
كما توجد أيضا مراكز متفرقة لأتباع نهج السلف في العقود الثلاثة الماضية وتنحصر هذه المراكز في العاصمة نيامي ومارادي[9] هذه الجماعات على علاقات بجماعات أخرى مماثلة تسكن مدينة جوس النيجيرية وظهرت هذه الجماعات على السطح خلال الاشتباكات الدينية العنيفة التي شهدتها مدينة جوس في التسعينيات من القرن الماضي والفترة ما بين عامي 2001 و 2008.[10][11][12]
و بالرغم من ذلك، تحافظ النيجر على الظهور بمظهر دولة القانون العلمانية.[13] كما تظهر الحياة في النيجر علاقات وطيدة وقوية بين معتنقي المذاهب والتيارات الدينية المختلفة وتتسم الممارسات الدينية لمسلمي البلاد بالتراحم وتقبل معتقدات الأخر مهما كانت والبعد عن التشدد وعدم التعرض للحريات الشخصية لمعتنقي الديانات الأخرى.[14] وحالات الطلاق وتعدد الزوجات تكاد تكون معدودة في النيجر والنساء هناك غير منعزلات وارتداء الحجاب ليس ضروريآ ولا تفرضه السلطات أو الهيئات كما تقل نسبة المتحجبات في التجمعات العمرانية الكبيرة.[15] كما يتم بيع الخمور والمنتجة محليا دون قيود في معظم مناطق الدولة.
الإحيائية
لا يزال هناك أعدادا محدودة من سكان النيجر تمارس بعض الديانات والمعتقدات الإحيائية ولا يتداينون بأي دين سماوي، ولكن لا يوجد إحصاء محدد يذكر هذه الأعداد بشكل واضح. فحتى القرن التاسع عشر من الميلاد عجز الإسلام عن الوصول للمناطق الجنوبية الوسطى من البلاد حتى تغلغله في المناطق النائية القريبة لم يكن بالشكل الكامل مما حد من انتشاره في هذه البقاع. ولكن تظل هناك تجمعات مسلمة تمارس شعائها الدينية حيث يقطن الرعاة من الوودابي والتوبو وقبائل الهوسا أصحاب المعتقادات الإحيائية كرد فعل لإقامة هذه الجماعات لشعائرها الدينية الخاصة.
و يدخل ضمن هذه الأعداد المحدودة من الإحيائيين مجتمع قبائل الهوسا متحدثي لغة الماوري والموجودين ببلدة دوجوندوتشي في الجنوب الغربي للبلاد وكذلك قبائل الكانوري متحدثي لغة المانجا بالقرب من مدينة زيندر وكلاهما يمارس عقائد محلية موجودة قبل دخول الإسلام للبلاد وتعرف هذه العقائد بديانة الماجوزاوا والتي أسستها شعوب الهوسا. كما يتواجد أيضا مجتمعات إحيائية صغيرة من السونجاي والبودوما في الجنوب الغربي للبلاد.[2]
الإعلام
أحد مؤتمرات التعاون بين المكتب الإعلامي للسفارة الأمريكية والمجلس الأعلى للإعلام.
بدأت النيجر في صناعة الإنتاج الإعلامي المتنوع في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وقبل قيام الجمهورية الثالثة لم يكن بمتناول شعب النيجر سوى متابعة الإعلام الحكومي الموجه[16]. فيما تظهر المؤشرات الأن طفرة في بيع الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المقرؤة عامة في العاصمة نيامي. وتعد جريدة الساحل Le Sahel الحكومية أكثر الجرائد توزيعا في البلاد[17][18]. ويعتبر الراديو أهم الوسائل الإعلامية في النيجر وأكثرها انتشارا وذلك لعدم قدرة العديد من أبناء شعب النيجر وخاصة الفقراء قاطني المناطق النائية على شراء أجهزة تيليفزيون كما تعوق النسبة العالية من أبناء شعب النيجر الأميين الصحف عن الانتشار والارتقاء للمرتبة الأولى في سلم الوسائل الإعلامية كما هو الحال في مختلف البلاد في العالم.[19]
و بالإضافة إلى الشبكات الإذاعية الوطنية والمحلية هناك أربع شبكات إذاعية خاصة تقوم ببث أكثر من 100 قناة إذاعية على موجاتها؛ ثلاثة من هذه الشركات الأربعة (مجموعة أنفاني الإذاعية وسارونيا وتينيري) تعد شركات إذاعية تجارية تقوم بتغطية المناطق الحضرية بالدولة وتقوم ببث إرسالها على تردد الـFM للمدن الكبرى فقط.[20]، بالإضافة إلى الشركة الرابعة والتي تديرها هيئة الإذاعة الوطنية والتي تقوم ببث أكثر من 80 قناة وتغطي كل المناطق في الدولة بلا استثناء. وقد بلغت نسبة متابعي البرامج الإذاعية في النيجر قرابة 7.6 مليون فرد عام 2005 أي ما يوازي حوالي 73% من إجمالي شعب النيجر.
و بجانب الإذاعات النيجرية هناك الإذاعة البريطانية BBC والتي تبث بلغات الهوسا يتم نقلها ومتابعتها في أرجاء متعددة من البلاد خاصة في الجنوب بالقرب من الحدود مع نيجيريا. وهناك أيضا راديو فرنسا الدولي والذي يعاد بث إرساله بالفرنسية خلال بعض القنوات التجارية أو عن طريق الأقمار الصناعية. كما تمتلك شركة تينيري الإذاعية محطة تيليفزيونية قومية مستقلة تحمل نفس الاسم.
و بالرغم من تمتعهم بحرية نسبية على المستوى المحلي، يشكو الصحفيون بالنيجر من تعقب السلطات لهم[21] وعدم قدرتهم على التعبير عن رأيهم بحرية حيث تعتمد الصحافة في النيجر كلية على الحكومة في توفير النفقات اللازمة مما يجعلها دائما تحت تصرف السلطات الحكومية. ويقوم بالرقابة على الصحف والإعلام المجلس الأعلى للإعلام وهو جهاز مستقل تم إنشاؤه في أواخر التسعينيات من القرن الماضي ويرئسه منذ عام 2007 السيد داوودا دياللو. وقد قامت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بانتقاد السلطات في النيجر بسبب معاقبتها لكل من ينتقد سياسات الدولة مما يتنافى مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وقوانين حرية الصحافة الدولية.[22][23]
الرياضة
لم تكن الرياضة في النيجر أسعد حظا من باقي المظاهر الحياتية التي طالتها انعدام الإمكانيات اللازمة للنهوض بها. ولا تشارك النيجر في المحافل الدولية عدا دورات الألعاب الصيفية التي تقام كل أربعة أعوام. وبالرغم من أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في النيجر حالها كحال باقي الدول الإفريقية إلا أن النيجر لم تحقق أي إنجاز كروي على الإطلاق سواء كان على مستوى المنتخب الأول أو الأندية؛ حيث لم تتأهل النيجر مطلقا لبطولتي كأس العالم أو كأس الأمم الإفريقية في حين دائما ما تواجه أنديتها شبح الخروج المبكر من البطولات القارية المختلفة.
المشاركات الأوليمبية
شاركت النيجر في كل دورات الألعاب الأوليمبية الصيفية منذ انطلاقها لأول مرة عام 1964 وحتى عام 2008، ولم تتخلف سوى عن دورتي 1976 و 1980. وبالرغم من طول مشاركتها الأوليمبية إلا أن النيجر لم تتمكن من الحصول إلا على ميدالية أوليمبية واحدة وهي ميدالية برونزية أحرزها الملاكم إيزاك دابورج خلال منافسات وزن فوق المتوسط بدورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في ميونخ عام 1972 ليسجل لبلاده الإنجاز الرياضي الوحيد على مدى التاريخ وحتى يومنا هذا.
العاصمة: نيامي
أكبر مدينة نيامي
اللغة الرسمية: فرنسية(رسمية)، لغة الهاوسا، لغة الجارما
نظام الحكم: جمهوري رئاسي
مساحة=1,267,000
مساحة
- المجموع:{{{مساحة}}} كم2 (22)
- المياه(%) : 0,02
عدد السكان
- إحصائيات عام 2008: 15,290,000 (64)
- كثافة السكان: 12.1/كم2 (_)
الناتج القومي الإجمالي
- الناتج القومي: $10.180 billion(136)
- الناتج القومي للفرد : 739$
العملة: فرنك س ف ا غرب أفريقيا (XOF)
رمز الإنترنت :.ne
رمز المكالمات الدولي: 227+