المحامية رباب المعبي : مهنة الخاطبة بين الواقع والمأمول

[نوور العين]

مهنة الخاطبة بين الواقع والمأمول



بقلم المحامية رباب احمد المعبي ،ترخيص إعلامي: 473907‏



في ظل التطور الرقمي، ‏أصبحت مهنة “الخاطبة” أكثر انتشاراً، خصوصاً عبر المنصات الرقمية، فمن منطلق الوطنية والمشاركة اتقدم للجهات المعنية باقتراح اتطلع أن ينال الاستحسان من خلال تقنين مهنة الخاطبة بإطار تنظيمي ‏يضمن سلامة الأطراف من الاحتيال أو الاستغلال، فمن واقع مهنة المحاماة لامست العديد من عمليات الاحتيال تحت مسمى الخاطبة.‏

لذا اتقدم بأقتراح بين يديكم الكريمة ويتضمن تقنين ‏مهنة الخاطبة ووضعها تحت مظلة تنظيمية، ومنها وزارة العمل والتنمية ‏الاجتماعية هي الجهة الأنسب للإشراف على هذه المهنة من خلال إصدار ‏رخصة عمل حر للخاطبات، على غرار المهن الحرة الأخرى، لضمان ‏الشفافية، المصداقية، والحماية القانونية ومنع الاحتيال.‏

أهمية تقنين مهنة الخاطبة “برخصة” ؟

‏ 1. لمواجهة حالات الاحتيال:‏

‏ • مع ازدياد عدد منصات الخاطبات وممارساتهن عبر وسائل التواصل ‏الاجتماعي، ظهرت حالات استغلال مادي ومعنوي، لذا توفير تراخيص رسمية سيحد من الممارسات غير المشروعة.‏

‏ 2. حماية الخصوصية:‏

‏ • طبيعة مهنة الخاطبة تتطلب التعامل مع معلومات حساسة تتعلق بالأسر ‏والأفراد.‏

‏ • الترخيص المهني سيضمن وجود رقابة صارمة على الممارسين وحفظ ‏سرية البيانات الشخصية.‏

3. تحسين جودة الخدمة:

• ترخيص المهنة يعني بوضع معايير مهنية تشمل الكفاءة، الأخلاق، والتزام الممارسين بالقواعد الشرعية والقانونية.

• سيؤدي ذلك إلى تحسين جودة الخدمة المقدمة وتقليل فرص حدوث احتيال مالي.

4. تعزيز الثقة:

• عند تنظيم المهنة تحت إشراف جهة رسمية، ستزداد ثقة المجتمع بالخاطبات المرخصات، مما يسهل على الأسر اختيار مقدمي الخدمة الموثوقين.

مقترحات لتنظيم مهنة الخاطبة

1. إصدار تراخيص مهنية:

• يتم إصدار تراخيص رسمية للخاطبات عبر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بعد اجتيازهن دورات تدريبية تؤهلهن للعمل أسوة بتراخيص العمل الحر.

• يشمل الترخيص متطلبات مثل:

• الالتزام بالقواعد الشرعية.

• حفظ الخصوصية والبيانات.

• الامتناع عن طلب رسوم مبالغ فيها.

2. إنشاء سجل إلكتروني للخاطبات:

• منصة إلكترونية تحت إشراف الوزارة تحتوي على قائمة بجميع الخاطبات المرخصات.

• يمكن للأفراد الوصول إلى المنصة لاختيار الخاطبة المعتمدة، مما يعزز الشفافية.

3. وضع لوائح تنظيمية:

• تشتمل اللوائح على معايير السلوك المهني، طرق التعامل مع الأطراف، وحل النزاعات.

• تضم أيضاً عقوبات واضحة للمخالفين، مثل إلغاء التراخيص أو فرض غرامات.

4. توعية المجتمع:

• إطلاق حملات إعلامية توضح أهمية التعامل مع الخاطبات المرخصات فقط.

• توضيح مخاطر التعامل مع ممارسين غير معتمدين.

فوائد توثيق مهنة الخاطبة:

1. الحد من المشكلات القانونية والاحتيال.

تقنين المهنة سيقلل النزاعات الناتجة عن الاحتيال المالي.‏

2. خلق فرص عمل جديدة:

• سيؤدي تنظيم المهنة إلى خلق فرص عمل رسمية للنساء السعوديات، مع توفير بيئة عمل حر آمنة ومستقرة.

3. ضبط المهنة بما يتماشى مع القواعد الشرعية ‏والعادات الاجتماعية السعودية.‏

في الختام أن ترخيص مهنة الخاطبة تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ليس مجرد خطوة تنظيمية، بل ‏هو ضرورة لحماية الأفراد من الاستغلال، ‏لذا أدعو الجهات المعنية إلى دراسة هذا الاقتراح وتبنيه لما له من أثر ‏إيجابي على المجتمع، من حيث تعزيز الشفافية والمصداقية، والحد من ‏الاحتيال المالي، وبتنظيم هذه ‏المهنة، يمكن تحويلها من مجرد ممارسة تقليدية إلى نموذج ‏حديث ومنظم، ‏يواكب التطورات لرؤية2030م والهادفة إلى ‏‏تنظيم وتطوير القطاعات المختلفة بما يخدم المواطنين ‏والمجتمع.‏

والله اعلم وأحكم

رابط الخبر

https://rabablawyer.sa/%d9%85%d9%87%...5%d9%88%d9%84