الموضوع: قصص قصيرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2012, 08:23 AM   #5
م. عمر بو نصر الدين
عضو مميز
 
الصورة الرمزية م. عمر بو نصر الدين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: بلاد العرب أوطاني
المشاركات: 211
معدل تقييم المستوى: 0 م. عمر بو نصر الدين is an unknown quantity at this point
من مواضيع م. عمر بو نصر الدين تحية لثورة الأحرار في تونس
الجوز والجزر -- قصة --
رثاء
رواية المتكلمة بالقرآن الكريم
على بالي تخطرون
.


قصة " شموع الفراولة " : لـ فوزية الشدادي

تيبست قدماي .. كان أمامي.. مازال كما هو، وسيم بشاربه الخفيف، وغترته البيضاء الناصعة.
كنا في صالة ألعاب مزدحمة، والصراخ والإضاءات تتوهج وتخبو.. كلها تذكرني بليلة زفافي به ،
لم تبرح عيناي ساحة عينيه توشوشني فأنا أجيد قراءتهما لم أكترث بطفله الذي يحمله ، أو بزوجته التي خلفه،
تقدمت أكثر: هل أسلم عليه وأسأله عن صوري المعلقة في حائط مكتبه ؟؟؟ ..لا.. لن يكون هذا مناسباً له الآن..
هل عرفني وأنا متدثرة بهذا اللثام؟ إنه يبادلني الابتسامة!! كل ما أريده الآن أن أتأكد بأنه أمامي..
اقتربت، حشرت يدي بيده.. ضغطها بكل دفء.. عندها سالت دماء قلبي بغزارة، خرجت من أظافر قدمي.. كتبت له : هذا الدفء هو ما أريده منك، ولا أريد المزيد..
ياه !!!
مازال يفكر بي بعد كل تلك السنوات من الطلاق.. كم أتمنى أن هذا الطفل كان مني..
ليتركنا الناس بهدوء .. هل أتجاهل الناس من حولنا وأفرش شعري على صدره كما كنت أفعل سابقا؟؟ ..
جلس مع زوجته وطفله وكوب الشاي الحار بين يديه.. جلست في الكرسي القريب منه أريد سماع صوته.. أريد أن أملأ صدري بهواء عطره .. كان يسترق النظر لي بين كل رشفة و أخرى..
ماذا سيضر هذا العالم لو سرقت منه لحظة حيث غرفتي وشموع الفراولة عندما تتقارب أنفاسنا ؟!! سيعيد عليّ إعلانه بأنني سيدة النساء، وطفلته !!!
ماذا سيضر البشر أن آخذ أنامله الصغيرة، و أمررها على شفتي حيث مازال الشوق يشعلها.
أطفئت الأنوار .. خرج الجميع وأنا مازلت أمام طاولته ..
حملت كأسه الفارغة ، ولملمت رائحة عطره في صدري وعدت حيث بيت أخي.‏.
.
م. عمر بو نصر الدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس