الثـــأر- بقلم- نزار غالب فليحان
لا يحرز ُ النصر َ لا قولا ً ولا خطبا ً
بل يحرز ُ النصر َ ضرغام ٌ ومنتقم ُ
والدار ُ تسلم ُ إن ْ تحيا الفحول ُ بها
والسيف ُ يلمع ُ والرايات ُ والعلم ُ
والدار ُ تسلم ُ لا تدنو لها محن ٌ
ما دام َ شعبـُـها بالأخلاق ِ يتـَّـسم ُ
ما دام َ شعبـُـها مقداما ً وذا شيم ٍ
أهل ُ المروءة شعب ٌ كلـُـه ُ كرم ُ
سلطان ُ منهم ُ والعلياء ُ تعرفـُـه ُ
في قلب ِ جنـْـده ِفي الهيجاء ِ يبتسمُ
وجاءَ بعدَهُ نوافٌ كبارقة ٍ
يردُ ضربة َ من خانوا ومن فصموا
عُـرى العروبة ِ في غـدر ٍ وفي صلف ٍ
دكوا المدينة َ لا خافوا ولا رحموا
من قلب ِ بيتـِـه ِ من ريان َ من ملح ٍ
هب َّ الغضنغر ُ خلف َ البحر ِ يعتصم ُ
هب َّ الهزبر ُ إلى الأمجاد ِ يحفـزُهُ
تاريخ ُ أهلــِـه ِ والإصرار ُ والقـيـم ُ
لبَّـى استغاثة َ أم ٍ خلف َ شكوتِـها
لبـَّى استغاثة َ أطفال ٍ بمهـدِهـِـمُ
ومن يمينـِـه ِ تلك َ الطلقة ُ انطلقت ْ
للعار ِ تمسح ُ للأشراف ِ تنتقم ُ
والثأرُ يفخرُ إذ ْ نواف ُ يأخـذ ُهُ
وآخذ ُ الثأر ِ بعد َ الثأر ِ يبتسمُ
فالعزُّ هلل َ من يمناك َ يا بطلا ً
يا ابن َ الأصالة ِ أنت َ النور ُ والنُجـُمُ
والحيف ُ بـُـدِّدَ والنيران ُ قـدْ هَجَعَتْ
والضيم ُ أصبحَ للتاريخ ِ يحتكمُ
واليومَ فقـدُك َ زادَ الشيبَ في كبدي
فموتُ مثلـِـكَ جرحٌ ليسَ يلتئمُ
وموتُ مثلـِـكَ إنذارٌ لوحدتنا
وموتُ مثلـِـكَ بركانٌ بهِ حممُ
لكنْ عزائيَ في منْ أرضعتْ نـُخـَبـا ً
وفي يمينها هزتْ مهدَ منْ فُطـِموا
على الكرامة ِ والناموس ِ في صغر ٍ
على الشهامة ِ نسغٌ للرضيعُ دمُ
أشعلتَ شعريَ يا نواف ُ مفخرةً
وبعـدَ موتـِـكَ صارَ الشعرُ يضطرمُ
في جنة ِ الخلد ِ يا نواف ُ قـدْ حـُجـِزَتْ
لكَ الأرائـِـكُ والأنهارُ والنـِّعـمُ
على ضريحـِـكَ أحلى الورد ِ أنثرُهُ
وفي ضريحـِـكَ لونُ المجـد ِ يرتسمُ