الرسائِل المُبعثرة
هلْ تذكرينَ في أيلول ,, يومَ نزفتُ سمو ابتهالاتي ,, يومَ غدا الحبّ قتيلاً والشعرُ قتيلاً وجفّت دموعُ دواتي ,,و أغرى الرحيل خطواتكِ , و أبقى أنا أبحثُ طوقَ نجاتي ..
ـــ
ويلَكِ تنحي جانباً ,, أينكِ إذ ما سَيفُ كلماتي هَمَى ..
و إذا كَشفتُ السِّتار عَن أسلحتي ,, سَيغدو كلُّ ما فيكِ سَيدتي مُتألِما ..
أبعدي عن سَيلِ الغضبِ في شفتاي ,, ثَغرُكِ الصغيرَ المتبسما ..
مَجوسيُّ الهوى قلبي ,, ولربما تغدينَ حطاماً رُبما ..
ـــ
وجعٌ يتقمصُ عَينيكِ يُـعذبني , إني لا أكْتبُ الشِّعرَ فيكِ , أنَّ الشِّعرَ فيكِ يَـكتُـبني
ـــ
تأتينَ فتأتي الطبيعةُ مَعكِ وَ اخضرار الشَجر وَنقاءُ دموع الغدير ,, لا شيئ يستدعي بُكاءكِ ما من إنسان بماء الله جَدير ,, تنظرينَ إلى مَلامحي برفقٍ فأغدو فرعوناً أو قيصراً أو أمير ,, ألستِ مَنْ تُـلهمُ السَّماء زُرقتها وَ مِنْ مُخملِ يَـديكِ يَستخرجونَ الحرير ؟؟
ـــ
حُـبّكِ اعصارٌ بوذّيٌ أركانهُ الخَطرُ ,, يَقحَمُ رُوحي يُبعثرها فَـلا يُـبقِ ولا يَـذَرُ
ـــ
في خارطةِ الأحزان تضاريسٌ، لا يرقاها الإنسانُ الطيبُ، يرقاها الشاعرُ والحلمُ المعبود ,, فأينَ تريدُ تمضِي، تَتلقّاكَ كُهوفٌ مُوحِشَةٌ... غاباتٌ.. راياتٌ.. وبُنُود ,, تَتَقاذَفُ رأسَكَ أَسْلاكٌ خانِقةٌ وحُدود ,, يثقلُ كاهلَكَ الوْجْدُ وحُمَّى الشَّوقِ إلى الأحبابِ ولَيْلٌ أبَديٌ مَمْدود ,, غابَ الأحبابُ وراءَ غيابات الجبِّ و أنيابِ الذئبِ و ماتتْ ذاكرة الأرضِ وجفّ الماءُ المَورود ..
ـــ
يا مخملية الحضور ,, البعيدة الغائبة القريبة الحاضرة , يا طيفاً يقطفُ تيناً و لوز من ضفاف الذاكرة ,, و أقطفُ كلماتي عن مدارات الخاصرة ,, حلفتكِ بمن ألهمني الكتابةَ عنكِ ,, لماذا كلما وضّفتُ الشعرَ فيكي ,, غدتْ اللغةُ حائرة
.. يَتْبَعْ