عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010, 10:36 PM   #4
حاتم العطواني
عضو متميز
 
الصورة الرمزية حاتم العطواني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: الإمارات - أبوظبي
المشاركات: 849
معدل تقييم المستوى: 17 حاتم العطواني is on a distinguished road
من مواضيع حاتم العطواني الطيار كـمال نصر بطل عرمان و سوريا
صووووووورة وتعليق
من مروان الحلبي إلى كل مغتربين الوطن
قصيدة صالح عرابي لنواف غزالي
ادهم منور المندى
افتراضي

رَحيلُ القمر



سلامٌ على الابجدية بعدكِ
سلامٌ على الفصحى والبيانِ والتبين ..
سلامٌ و ألف سلام ..
على الحروفِ مستريحةً على دروب السهر ..
على مقعدكِ الفارغ ودخان السجائر
وعلبة التلوين ,,
سلامٌ على أقدارنا المزوّرة ,,
على حُكمنا اللعين ,,
احمل وجهي المنقرض المزايا ,,
مرتحلاً عن فيحائكِ الخضراء
احمل باقة احزاني ,,
وهل يرتدي العاشق غير وجههِ الحزين ,,
أجتر ذاكرتي المحطمة
تسيل على ضفافها عطوركِ
أنهارُ ياسمين ,,
أذوب ألماً ,, أذوب اشتياقاً ,,
أذوب حنين ,,
يستفيق بداخلي عواءُ الزمن
تصلب صدري جراحُ ما على الأرض
من عاشقين ,,
يستحيل دمي إلى اغنية
أوتارها تتقاذفها على نوتة السنين
أحمل خطاي مغترباً من هنا
إلى وطنٍ يعترف بالحبّ كاعتراف الطبيعة
بحسنها المستكين ,,

****

أحملُ خٌطاي و أسافرُ إلى بلادٍ بعيدة
تكون فيه السماء صفحات دفاتري
والنجوم حروف القصيدة
إلى وطنٍ كل فيه مباح
ولا تبكي فيه امٌ على قبر ابنتها العاشقة
على قبر الشهيدة ,,
أسافر إلى وطنٍ لا يسألني عن اسمي
أو جنسيتي أو طائفتي
لا يفتش جيوبي ولا يحقق معي
ولا يدسّ لي الرعب في الجريدة
أسافر إلى وطنٍ تشرقُ الشمس فيه من كل الجهات
إلى وطنٍ ليس فيه محاكمٌ أو سجون
إلى وطن لا يفهم الحبّ أنه خدعةٌ أو مكيدة
إلى وطنٍ كحضن أمي ولهفة أبي
كالفردوس على الأرض هي انعكاس لوجه السماء
تحرسها طيور الله ,, و تذرف عليها الايمان كالتراب
بعد كتابة كل قصيدة ,,

****

أني اخرج من نفسي ,,
ابعث بروحي بعيداً ,, وامزق شراييني
أتقمص النسيم يلفحُ وجه الشجر
يقبل سقوف المساجد ,, يعانق المآذن
يرتمي على حضن النوافذ
يبلله مطرٌ تشريني ,,
أبحث عنكِ من جديد
لاحبكِ من جديد ,, لأرى وجهك مع استفاقة الصباح
يهمي علي كأنه كف الله وعداً بالجنة يهديني
كأنه أيلول تطرق دموعه بابي
يغسل حزني ينسكبُ كالنبيذ على شفتي
يعزف موسيقى المطر ,, يرتدي ألمي عباءةً
يكتبُ على ذاكرتي بوح البساتينِ


****

حينَ احببتكِ ادركت أن اللغة ضيقة
أدركت أن هناك في العمر متسعٌ للحياة
أن لغتي بدأت تكبرُ وتؤول إليها
ملايين اللغات ,,
عرفت سر انغماس الروح بالجسد
عرفت معنى أن يكون الانسان
قطعة من الوقت تنازع عقارب الساعات
أدركت يا (صديقة) أن الحبّ ليس سرير بجسدين
أو رسالة بيد ساعي البريد فيها بعض الكلمات
أو نظرات تتصالب تقطع زحمة الطرق وصولاً إلى الشرفات
ادركت أن الحب هو فنجان قهوةٍ تخرجين منه انتِ كل صباح
كوردة ملونة بالكبرياء ,, عطرها كسرةُ من رغيف الحياة
أدركت حينَ أحببتكِ يا مولاتي
أن ثورة النهدِ أشدّ وطأة من الزلازل
أن أستادرتهُ ليس بفعل الطبيعة
أدركت أن فستانكِ الأسود حصانٌ اسباني
يركض نحوي يمزق صدري يلهثُ على ضفاف المعاناة
أدركتُ أن الارض تدور تماشياً مع انسياب الشعر الطويل
أدركت أن الشمس تشرق لمجرد حاجتكِ للنور
و أنكِ كنتي ومازلتي أميرةً في زمن قلت فيه الاميرات


****

أني أشعر بالتعبِ سيدتي
ذهبتِ بعيداً
وجزء من شفتيك مازالَ على شفتي ,,
وبعض من رائحتك تطوف ملئ المكان
تستسلم لطاغوتها أركان صومعتي ,,
قتلتي في كل ما هو حيّ
و أحييتُ فيك كل ما كان يرضخُ لشبح الموتِ
ماذا يحدثُ لو بتي جزءً من يومي
أو حرفاً يقبعُ في لغتي ,,
انني ما زلتُ تحتَ تأثير هشاشة الحلم
ماذا تنفع امنياتي ,, ان لم تكوني أو كنتي ,,
أني أودعكِ فالوقت قد حان ,,
كيفَ أقولها " وداعاً " لماذا هذهِ المرة بالذات
يخذلني صمتي ,,
أني أعتذر ,, ما عاد في الوقت متسعٌ
لطالما كنا مساجين لدى سطوة الوقتِ ,,
قد تغدو محاولة الحياة انتحاراً
أني مازلتُ أحبكِ
و مشكلتي أنكِ مشكلتي ,,,,,



ليستْ لأحد


__________________
حاتم العطواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس