سيدنا الشيخ أبومحمد جواد ولي الدين
من بلدة بعقلين في جبال الشوف العامرة، وبين بيته المبارك وخلوته الزاهرة في رأس الذيب بجانب البلدة، بعيداً عن الناس، وفي قلوب الشيوخ الأطهار وعقولهم وضمائرهم، يعيش شيخنا وسيدنا الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين العقد التاسع من عمره الذي أمضاه في الطهارة والعفة والتفاني بالعبودية لله عز وجل، وحمل المسؤولية وهموم الطائفة المسلمة التوحيدية الروحية والزمنية .. لتُحرك مشاعر المؤمنين من جبل السماق في بلاد حلب إلى جبل الكرمل. هذا الإجماع الروحي، الذي شبهه الكثيرون بالأسد لشدة وقاره وشجاعته.
ودمعته غزيرة عند سماع الوعظ ، وتلاوته للآيات الكريمة في كتاب الله تعالى فهذه صفات الأتقياء الأنقياء الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه العزيز "ومن المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"(صدق الله العظيم)
صاحب العمامة المدورة ولم يتبق للطائفة في لبنان وسوريا وفلسطين إلا الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين اليوم على قيد الحياة (أطال الله لنا عمره).
المرجعية الروحية العليا للدروز تتوج بالعمامة المدورة الشيخين أبو غنام والصائغ.
إعداد منير فرّو شؤون درزية.
في خطوة دينية كبيرة ومباركة على صعيد طائفة الموحدين، قام يوم السبت الموافق 2006/11/4 المرجع الروحي الأعلى للموحدين الدروز في لبنان الشيخ الجليل أبو محمد جواد ولي الدين بتتويج الشيخين الفاضلين الشيخ أبو سعيد أمين أبو غنام من بلدة عرمون، والشيخ أبو يوسف أمين الصايغ من بلدة شارون بالعمامة "المدورة"، بحضور عدد من مشايخ الطائفة الثقات.وبما أن الشيخ ابو محمد جواد أمد الله في عمره يعتبر الوحيد في الطائفة يعتمم بالعمامة المدورة " أو المكورة أو المكولسة " فهو الوحيد الذي يمكن أن يلبسها لغيره وحرصا على هذه الأمانة التي كان الشيخ أبو محمد جواد قد حمّل إياها فعليه تقع المسؤولية الكبرى في عدم تواصلها ونقلها الى من هو أهلا لها دون ميل لسياسة أو دموية بل النظر بمنظور الدين والتقوى لأن المناصب الدينية تعود الى العقل الأرفع وهي سرّ تواصل قديم برباط الإمامة الروحيّة وهي أيضا إشارة جليلة الى اتجاه السبيل، ودلالة على انعتاق المسلك عن الخضم الدنيويّ الوعر. وهي أمانة لا يتلقاها "الشيخ الثقة" بذاته، لذلك فإنه يؤديها إلى مستحقيها بسعي شريف مستمَدّ من
ثقة "الجماعة" وإخلاصها ووفائها للأمانة التي لا يدركُ سرّها إلا "الثقات" أنفسهم. والعمامة المدوّرة تزين أضرحة كثير من أولياء الدروز الذين مرّوا في القرون الماضية وأبرزهم المصلح الديني وإمام الموحدين الدروز في بلاد الشام الأمير السيّد جمال الدين عبد الله التنوخي (820 ـ 884هـ). وفي مراحل لاحقة الشيخ عز الدين أحمد ابن أبي الرجال (ت. 1112هـ) والشيخ حسين ماضي (ت. 1216هـ) والشيخ أحمد أمين الدين (ت. 1224هـ) صاحب الوقف المشهور. هناك اعتقاد سائد بين الموحدين الدروز أن العمامة المدوّرة اقتصرت على الموحدين الدروز في مشايخ جبل لبنان، غير أنه حدث في الثلث الأول من القرن العشرين تقرر تتويج أربعة مشايخ من البلاد الصقدية أي فلسطين آنذاك وهم المرحومون الشيخ أبو يوسف أمين طريف (ت. 1993م) من قرية جولس والشيخ ابو يوسف سلمان نصر من شفاعمرو ولكن الشيخ أبو حسن منهال منصور من عسفيا والشيخ أبو محمد سلمان خطيب نصر الدين من دالية الكرمل رفضا تعميمهما رغم أنهما يستحقانها وذلك على يد الشيخ أبو حسين محمود فرج، كبير مشايخ جبل لبنان.والذي قام أيضا بتعميم المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسن عارف حلاوي والاخير قام بتتويج ثلاثة شيوخ وهم المرحومان الشيخ ابو محمد صالح العنداري من العبادية والشيخ أبو ريدان يوسف شهيب من عاليه والشيخ أبو محمد جواد ولي الدين من بعقلين والذي ناهز الـ 90 عاما وما مبادرته هذه الا خطوة مباركة وحكيمة للحفاظ على المرجعية الروحية واستمرارية هذا التراث .