![]() |
عجز الكلمات أمامك من مواقفك قبل فصاحتك
رسالة سلطان باشا الأطرش الى فخامة الرئيس شكري القوتلي
(حضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السورية الأفخم: إنني إذ استمع إلى هذا النداء أرى من حق الوطن علي أن أبعث في جو من أخلاق أجدادنا العرب، الذين منهم خالد، وقد قال: لا أقاتل في سبيل عمر بل أقاتل في سبيل الإسلام. والذين لقنوا العالم دروس التضحية في سبيل رسالة الحق والعدل، أرى من حق الوطن علي أن أتقدم من بلادي ممثلة بحضرة صاحب الفخامة الرئيس الأعلى، ومن حوله حضرات السادة النواب وقيادة الجيش المفدى بتأييد كلي مطلق لهذه الدعوة المباركة والرسالة الحقة، معلناً: أنني وأنا الجندي الذي تدركني الشيخوخة، وقد بلوت الحروب والكروب، وخبرت شؤون الدماء والضحايا، أعلن أنني لا أشتهي عذاب بني الإنسان ولا ارتضي لأبناء وطني، ولا لغيرهم، التقتيل والتشريد والخوف والجوع والرعب، إذ ما كنا لنحارب إلا في سبيل استقلال بلادنا، ولا نسفك دماء السوريين العرب إلا على مذبح حريتهم وسيادتهم. ولكن الاستعمار المقنع بالصهيونية والجشع والعدوان الغربي الذي أجلى الشعب العربي الآمن عن وطنه وديار آبائه وأجداده ليحل مكانه المولود الشريد الذي أقامته دول الغرب قاعدة لنشر قوى الطغيان في سبيل إذلال العرب ووقف تقدمهم والحيلولة دون منعتهم ورفعتهم وازدهار بلادهم، وللاستمرار في استثمار خيراتها وبترولها، ولسوق شعوبها إلى ساحات القتال. إذ أتحدث عن خطر السياسة الغربية وبغيها، لا يسعني وفاءً عربياً لحقائق التاريخ والقيم الإنسانية، أن أنسى الدول الكريمة الحريصة على حقيقة العدالة الاجتماعية ومعانيها، والتي تذود عن حقوق العرب، فتذود عن دماء الإنسانية كي لا تهدر ظلماً وعدواناً, فأذكر بالشكر كل دولة تشد أزر العرب، سواء من الشرق أو الغرب، في نضالهم وكفاحهم ضد الصهيونية والاستعمار. وأرجو ختاماً أن تقبل أمنية طالما تمنيتها على رؤساء الحكومات العربية في مؤتمرهم الأخير بالقاهرة، فيتنادى العرب جميعاً لتأييد قضية فلسطين، ورفع الراية الكبرى وشعارها: الله أكبر، حي على الجهاد!..( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..). القريا ـ جبل الدروز، في 16/2/1956 التوقيع سلطان الأطرش المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى، مصطفى طلاس، صـ379 |
سلمت يداك على الاثراء الرائع ![]() |
دائما مرورك طيب ورد السعودية كل التقدير لك
|
رد الرئيس شكري القوتلي على رسالة سلطان باشا الأطرش
رسالة الرئيس شكري القوتلي إلى سلطان باشا الأطرش
--------------------------------------------------------------- (عطوفة الأخ سلطان باشا الأكرم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فقد تسلمت رسالتكم الكريمة التي تعبّر أصدق تعبير عما تكّنه نفسكم الأبية من حب وتقديس لهذا الوطن العزيز الغالي، ومن تضحية في سبيل مجده وعزته. وليست هذه المرة الأولى التي تلبوّن فيها نداء الواجب والوطن، وتبذلون في سبيل هذه الأمة الغالي والرخيص وتعطون مثلاً أعلى في صدق العاطفة ومضاء العزيمة. فلقد عرفكم الجهاد سنين طويلة وأبليتم فيها البلاء الحسن. وقدمتم رجالات هذا الوطن إلى ميادين الجهاد وساحات الشرف مرات عديدة، واستحقكم شكر الأمة والوطن). دمشق: 7رجب1375و19شباط1956 رئيس الجمهورية السورية شكري القوتلي المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى،مصطفى طلاس،صـ380 |
الساعة الآن: 12:25 AM |
جميع الحقوق محفوظة موقع بلدة عرمان