![]() |
كمقهي صغير هو الحب...........محمود درويش
محمود درويش - فلسطين كمقهي صغير علي شارع الغرباء هو الحبّ... يفتح أَبوابه للجميع. كمقهي يزيد وينقص وَفْق المناخ: إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده، وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا... أَنا هاهنا يا غريبة في الركن أجلس ما لون عينيكِ؟ ما اَسمك؟ كيف أناديك حين تمرِّين بي ، وأَنا جالس في انتظاركِ؟ مقهي صغيرٌ هو الحبّ. أَطلب كأسيْ نبيذ وأَشرب نخبي ونخبك. أَحمل قبَّعتين وشمسيَّة. إنها تمطر الآن. تمطر أكثر من أيِّ يوم، ولا تدخلينَ أَقول لنفسي أَخيرا: لعلَّ التي كنت أنتظر انتظَرتْني... أَو انتظرتْ رجلا آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه/ عليَّ، وكانت تقول: أَنا هاهنا في انتظاركَ. ما لون عينيكَ؟ أَيَّ نبيذٍ تحبّ؟ وما اَسمكَ؟ كيف أناديكَ حين تمرّ أَمامي كمقهي صغير هو الحب |
الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي ... اللهب من أي غاب جئتي يا كل صلبان الغضب ؟ بايعت أحزاني .. و صافحت التشرد و السغب غضب يدي .. غضب فمي .. و دماء أوردتي عصير من غضب ! يا قارئي ! لا ترج مني الهمس ! لا ترج الطرب هذا عذابي .. ضربة في الرمل طائشة و أخرى في السحب ! حسبي بأني غاضب و النار أولها غضب |
تجلس المرأة في أغنيتي تغزل الصوف ، تصبّ الشاي ، و الشبّاك مفتوح على الأيّام و البحر بعيد ... ترتدي الأزرق في يوم الأحد ، تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب ، تقرأ الشعر الرومنتيكي ، تستلقي على الكرسي ، و الشبّاك مفتوح على الأيّام ، و البحر بعيد . تسمع الصوت الذي لا تنتظر . تفتح الباب ، ترى خطوة إنسان يسافر . تغلق الباب ، ترى صورته . تسألها : هل أنتحر ؟ تنتقي موزات ، ترتاح مع الأرض السماويّة ، و الشبّاك مفتوح على الأيّام و البحر بعيد . ...و التقينا ، ووضعت البحر في صحن خزف ، و اختفت أغنيتي أنت ، لا أغنيتي و القلب مفتوح على الأيّام ، و البحر سعيد .... |
الساعة الآن: 08:38 AM |
جميع الحقوق محفوظة موقع بلدة عرمان