فراس أبو مغضب
07-26-2010, 09:11 PM
الشهيد العقيد : فائز منصور
حياة الشهيد منصور العسكرية
http://falconsyria.com/images/Untitled-11111.gif
ولد عام 1932 .
في دمشق منطقة الشاغور
والدة السيد خليل منصور
والدته السيدة رمزية باكير
أخوته الذكور : موفقو محمد و مامون
أخواته الإناث: نهلة وفيقة فائزة
وعُرف بين رفاقه الطلاب بالشجاعة والحماس لقضايا أمته المصيرية
، وطموحه في أن يكون رجــلاً قادراً على المساهمة الفعالة في
الدفاع عن شرف الوطن فانتسب إلى الكلية الجوية عام 1953 م
وتخرج منها رتبة ملازم طيار عام 1956 م .
بـــرهن طوال خدمته في القوات الجوية على أنه مثالاُ للطيار العربي
السوري المتمرس في فنون القتال الجوي ولاسيما أن المعارك
الجوية التي خاض خوض غمارها فزادته خبرة وتمرساً .
شارك في عدد كبير من المعارك الجوية التي كَبد فيها العدو
الصهيوني الخسائر الفادحة ومن هذه المعارك
معركة الهامة او معركة 23 شباط
هـــي المــعـركة التـــي قـــام بها العدو الإسرائيلي بهدف قصف قيادة
القوات الفدائية في منطقة الهامة فتصدى لها الطيران السوري بقيادة
الشهيد فائز منصور واشتبك الشهيد مع عدد كبير من الطائرات
الإسرائيلية وأسقط في هذه المعركة أكثر من ثمان طائرات إسرائيلية
وأصيبت طائرته بعدة طلقات وعاد بطائرته وهي مصابة وهبط فيها
في المطار وأخذ طائرة أخرى وعاد بها للمعركة وكان حديث
الطيارين الإسرائيليين عن فائز منصور يشعرون بأنهم يخافون
من هذا البطل ولاسيما أن السيد حافظ الأسد أشاد ببطولات شهدائنا
وخص بالذكر الشهيد فائز منصور الذي استشهد دفاعاً عن لبنان .
وإن هيئة أركان سلاح الطيران السوري تؤكد مجموع
ما أسقطه العقيد الشهيد يبلغ 14 طائرة إسرائيلية
وكان لاستشهاده صدى في تل أبيب الذي تعرفه
وتخافه فهو الوحش المرعب بالنسبة للطيارين الإسرائيليين .
وأعلنت إسرائيل يوم أن احتفلت بذكرى قيامها أن إسرائيل قضت
على ثعلب الجو السوري حيث زفت هذه البشرى إلى الشعب
اليهودي
انطلق الشهيد البطل العقيد فائز منصور وهو ابن بار من أبناء هذه
الأمة المجيدة انطلق فائز في صبيحة الثاني عشر من أيار عام
1970 م مع مجموعات سوريا الشجعان ليشاركوا في المعركة التي
تدور على الأرض العربية في جنون لبنان وبإيمان مطلق بوحدة
الأرض العربية وبوحدة المعركة المصيرية قدم شهيدنا روحه فداء
لكل ما آمن به من قيم ومثل عليا .
إن الكلمات تظل قاصرة عن أن توفي الشهادة حقها والبطولة معناها
ولقد استحق شهيدنا البطل وبكل جدارة شكر الأمة العربية التي تفخر
به ابناً باراً ومقاتلاً متمرساً وفارساً عربياً شهماً وشهيداً بذل نفسه
راضياً مرضياً فداء أمته ووطنه فالخلود لروح شهيدنا البطل والثأر
من الغاصبين والدخلاء والمجد لأمتنا العربية الصادمة .
معركة العرقوب و البطلين فائز
و محمد منصور(و قصة إستشهاد البطل فائز الكاملة)
كان الأخوين محمد و فايز يحاربان جنبا إلى جنب كالصقور
لا يمكن أن تكون كافية إذ قيلت في حقهم فما من إنسان بقاد
على أن يصف شعور الطيار المقاتل في كبد السماء و هو يقاتل
- بكل شموخ و كبرياء .هكذا كان شعور صقور سورية صقور
عائلة منصور رغم أنهم كانوا لا يعرفون إن كانوا سيلتقوا
بعد كل طلعة أم لا
في هذه المعركة كان أخر كلام قاله الطيار فايز لشقيقه الطيار
محمد :إني لاأوصيك بزوجتي و أولادي لكن أوصيك بأن يكون
ملء قلبك و قرة عينك حب وطنك فوق كل حب و إنني ذاهب
إلى عملية قتالية جوية جديدة إن شاء الله و أمامي خياران أم
أن أحقق الأهدف الذي أنشده أو الشهادة.)
في هذه المعركة كان الطيار فايز قائد رف ال ميغ 17
بينما كان الطيار محمد قائد رف ال ميغ 21
قام رف ال ميغ 21 الذي كان يقوده الطيار محمد بالتوجه نحو
جنوب لبنان في منطقة العرقوب حيث كان الجيش الإسرائيلي
يتحرك بدباباته و آلياته بتجاه الشمال ضمن الأراضي اللبنانية
فقام التشكيل بقصف هذه الأرتال من الدبابات و تكبيد العدو
خسائر فادحة و أثناء عودة الطيار محمد باتجاه القاعدة هو
و تشكيله سمع صوت أخاه الطيار فايز على جهاز اللاسلكي فقال له :الله معنا أبو أحمد)
فأجابه الطيار فايز : ميت أهلين
وفي هذه الأثناء أعطى العقيد فايز إشارة للسرب الذي هو قائده بالتوجه شمالاً لتشكيل
مظلة فوق بيروت و لكنه لم يكن مع النظم القتالية أمام سربه و هذه هي المخالفة
التي ذكرها و كشفها بخياراته و بالتحديد الثاني و هو الشهادة فجاء تفسير ما قاله
لشقيقه الطيار محمد أنه أمام معركة قتالية خطيرة و قد قام بتشكيل مظلة جوية
فوق بيروت و كان العقيد الطيار فايز يرصد الدبابات الإسرائيلية التي أخترقت
الحدود اللبنانية فانقض على هذه الدبابات موجهاً رماية دقيقة مما أدخل الأرباك و
الرعب في صفوف القوات الإسرائيلية فطلب العدو الإستغاثة من السلاح الجوي فدخلت
تشكيل من ثمان طائرات إسرائيلية منهن أربعة ميراج فأسقط منهن طائرة وأصاب الأخرى
وبعدها نفذت ذخيرة طائرته و أصيب و كان شديد الحذر على أن يوصل طائرته المصابة
و رغم إصابتها لكن جبن المقاتل الإسرائيلي كان يجعله يهرب من المواجهة مع المقاتل
السوري وعندما إكتشفوا نفاذ خيرته انقضت عليه أربع طائرات معادية و قذفته بصواريخ
جو- جو و كان ذلك فوق وادي بردى وقد كان السبب باستشهاده أنه كان يعتبر أن الطائرة
هي روح الطيار ولايمكن أن يستغني عنها و هكذا هوت طائرته و لم يهوي فارسها و بقيت
روحه تعانق النجوم
وفي هذه الأثناءهبط الطيار محمد في القاعدة
حيث قام بتنفيذ طلعة ثانية مظلة فوق دمشق فسمع
صوت التشكيل الذي كان يقوده أخاه فايز إلا أنه غير صوت
فايز فشعر بغصه داخل قلبه ثم سمع مكالمة ثانية تطلب
من الهيليكوبتر أن تتوجه باتجاه الديماس فقطع المهمة
و هبط فورا ً و أسرع إلى الهاتف ليتصل بشقيقه الطيار
فايز و لم يتمكن من التحدث إليه لأنه كان في قاعدة أخرى
فحاولوا المراوغة معه و أخباره بأن فايز في الجو و
لم يستطع الحصول على الحقيقة فأسرع إلى قائد القاعدة
و طلب منه الإذن بالنزول الى المدينة للتحقق من الأمر و
من وضع أخوه فائز فذهب إلى غرفة العمليات حيث ألتقى
هناك قائد القوى الجوية آنذاك و قائد غرفة العمليات اللذان
قالا له أن هناك أنباء عن الطيار فايز أنه قذف بالمظلة بعد
أن أصيب بمضاضات أرضية ضمن الأراضي اللبنانية وهو
الآن في قيادة الجيش اللبناني وبعد يوم عصيب و ذهاب
الطيار محمد إلى القاعدة التي كان بها الطيار فايز تأكد
من استشهاده حيث أن الطائرة الهيليكوبتر التي كان قد
سمع على الجهاز اللاسلكي بأن تتوجه إلى الديماس كانت
مهمتها جلب الأشياء المهمة من طائرة البطل فايز و
من ضمن هذه الأشياء كانت قطعة من جلد رأسه و عليها
شعره الأشيب و ساعة اليد التي يرتديها و فردة حذاءه
و قطعة من الجيسوت ((هو الرداء الذي يلبسه الطيار
لتخفيف الضغط الجوي على الطيار)).غادر الطيار محمد
القاعدة باتجاه المشفى العسكري في المزة ليتحقق من جثمان
أخاه حيث لاقاه الدكتور ظافر بيطار فأخذ يشد على عضد الطيار
محمد و الدموع في عينيه و قال له بكلام متلعثم : ( العمر إلك )
و طلب محمد من الدكتور ظافر فتح الصندوق الذي كانوا قد
-وضعوا فيه جثمان شقيقه فايز فمانع الدكتور في البداية إلا
أن إصرار الطيار محمد على فتح الصندوق جعله يقوم بنزع
الغطاء عن الصندوق حيث وجد قسم من الجثمان ملفوف
بشماغ يضعه القرويين على رأسهم كان قد قام أحدهم بوضع
ماتبقى من جثمانه و لفه به .وبعد أن عاد الطيار محمد إلى
منزل أهله كان الجميع ينتظرونه ليأخذوا منه الخبر الأكيد و
بما أن الساعة أصبحت متأخرة من الليل فضل الطيار محمد
أن لا يقول لأهله الخبر حتى الصباح و في الصباح ذهب إلى
غرفة والده و أيقظه وقال له : صباح الخير يا بابا انت رجال
و جبتنا رجال ) فجاوبه أباه : ( راح فايز ) فأومى الطيار محمد
برأسه بنعم
و انتشر الخبر في جميع أرجاء سورية واتجه الناس من جميع
أرجاء دمشق إلى المشفى العسكري حيث سيشيع جثمانه الطاهر
من مشفى العسكري بالمزة إلى مقبرة الشهداء في الدحداح.
و في اليوم التالي حضر السيد الرئيس حافظ الأسد إلى منزل
الطيار محمد وقال له : إني ما جئت لأعزيك و لكن جئت حتى
أهنىء نفسي و أهنىء الشعب العربي فالتعزية تكون مقبولة
على الأموات و شعبنا العربي لم يمت إنه حي طالما قدم و يقدم
المزيد و المزيد من قوافيل الشهداء الأحياء اللذين أحياهم الله
-تكريماً لهم في قرآنه الكريم فهم أحياء عند ربهم يرزقون
وطلب منه عدم الطيران خوفاً على حياته فقال له الطيار محمد :
(أنت طيار و تعلم أن الطيار لا يتوقف عن الطيران إلا إذا كان هناك
سبب صحي أو مهني و إلا فسيؤثر ذلك على نفسيت الطيار) .
فأجابه الرئيس حافظ الأسد : ( معليش محمد كرمال الختايره)
وذلك لأن هذه العائلة قد فقدت شهيدين من بين الطيارين الأشقاء الثلاثة و هم مأمون و فايز
و قد أراد الرئيس إبقاء الشقيق الثالث وهو الطيار محمد بعيداً عن الطيران خوفاً عليه
و من أجل والديه و من أجل أن يبقى قدوة للصقور السورية و منهجاً للعظماء المقاتلين.
وهوى البطل
في معركة العرقوب اشتبك مع طيران العدو فوق
راشيا وتمكن الشهيد من إسقاط طائرة سكاي هوك
، وأثناء عودته طلب من زملائه السير أمامه :
اتخذوا خطاً أفقياً .. أنا سأحميكم ...
وفوجئ السرب السوري بعد أن فقد طائرة منه
بأسراب الميراج والسكاي هوك الإسرائيلية فسقطت
الطائرة الثانية واستشهد الطيار علي صبح ، عند ذلك
انقض العقيد فائز منصور على طائرة الميراج فأصيبت مؤخرة طائرته ، فلم يقفز منها محاولاً العودة بها إلى
المطار وإنزالها سالمة ليتمكن من الوصول إلى طائرة
غيرها ليواصل المعركة ، لكنه لم يكمل المسافة ...
وانفجرت الطائرة .
وهوى البطل ..
وعم الحزن سلاح الطيران السوري ، فبكته دمشق وأحس الوطن العربي بخسارته .
**************************
حياة الشهيد منصور العسكرية
http://falconsyria.com/images/Untitled-11111.gif
ولد عام 1932 .
في دمشق منطقة الشاغور
والدة السيد خليل منصور
والدته السيدة رمزية باكير
أخوته الذكور : موفقو محمد و مامون
أخواته الإناث: نهلة وفيقة فائزة
وعُرف بين رفاقه الطلاب بالشجاعة والحماس لقضايا أمته المصيرية
، وطموحه في أن يكون رجــلاً قادراً على المساهمة الفعالة في
الدفاع عن شرف الوطن فانتسب إلى الكلية الجوية عام 1953 م
وتخرج منها رتبة ملازم طيار عام 1956 م .
بـــرهن طوال خدمته في القوات الجوية على أنه مثالاُ للطيار العربي
السوري المتمرس في فنون القتال الجوي ولاسيما أن المعارك
الجوية التي خاض خوض غمارها فزادته خبرة وتمرساً .
شارك في عدد كبير من المعارك الجوية التي كَبد فيها العدو
الصهيوني الخسائر الفادحة ومن هذه المعارك
معركة الهامة او معركة 23 شباط
هـــي المــعـركة التـــي قـــام بها العدو الإسرائيلي بهدف قصف قيادة
القوات الفدائية في منطقة الهامة فتصدى لها الطيران السوري بقيادة
الشهيد فائز منصور واشتبك الشهيد مع عدد كبير من الطائرات
الإسرائيلية وأسقط في هذه المعركة أكثر من ثمان طائرات إسرائيلية
وأصيبت طائرته بعدة طلقات وعاد بطائرته وهي مصابة وهبط فيها
في المطار وأخذ طائرة أخرى وعاد بها للمعركة وكان حديث
الطيارين الإسرائيليين عن فائز منصور يشعرون بأنهم يخافون
من هذا البطل ولاسيما أن السيد حافظ الأسد أشاد ببطولات شهدائنا
وخص بالذكر الشهيد فائز منصور الذي استشهد دفاعاً عن لبنان .
وإن هيئة أركان سلاح الطيران السوري تؤكد مجموع
ما أسقطه العقيد الشهيد يبلغ 14 طائرة إسرائيلية
وكان لاستشهاده صدى في تل أبيب الذي تعرفه
وتخافه فهو الوحش المرعب بالنسبة للطيارين الإسرائيليين .
وأعلنت إسرائيل يوم أن احتفلت بذكرى قيامها أن إسرائيل قضت
على ثعلب الجو السوري حيث زفت هذه البشرى إلى الشعب
اليهودي
انطلق الشهيد البطل العقيد فائز منصور وهو ابن بار من أبناء هذه
الأمة المجيدة انطلق فائز في صبيحة الثاني عشر من أيار عام
1970 م مع مجموعات سوريا الشجعان ليشاركوا في المعركة التي
تدور على الأرض العربية في جنون لبنان وبإيمان مطلق بوحدة
الأرض العربية وبوحدة المعركة المصيرية قدم شهيدنا روحه فداء
لكل ما آمن به من قيم ومثل عليا .
إن الكلمات تظل قاصرة عن أن توفي الشهادة حقها والبطولة معناها
ولقد استحق شهيدنا البطل وبكل جدارة شكر الأمة العربية التي تفخر
به ابناً باراً ومقاتلاً متمرساً وفارساً عربياً شهماً وشهيداً بذل نفسه
راضياً مرضياً فداء أمته ووطنه فالخلود لروح شهيدنا البطل والثأر
من الغاصبين والدخلاء والمجد لأمتنا العربية الصادمة .
معركة العرقوب و البطلين فائز
و محمد منصور(و قصة إستشهاد البطل فائز الكاملة)
كان الأخوين محمد و فايز يحاربان جنبا إلى جنب كالصقور
لا يمكن أن تكون كافية إذ قيلت في حقهم فما من إنسان بقاد
على أن يصف شعور الطيار المقاتل في كبد السماء و هو يقاتل
- بكل شموخ و كبرياء .هكذا كان شعور صقور سورية صقور
عائلة منصور رغم أنهم كانوا لا يعرفون إن كانوا سيلتقوا
بعد كل طلعة أم لا
في هذه المعركة كان أخر كلام قاله الطيار فايز لشقيقه الطيار
محمد :إني لاأوصيك بزوجتي و أولادي لكن أوصيك بأن يكون
ملء قلبك و قرة عينك حب وطنك فوق كل حب و إنني ذاهب
إلى عملية قتالية جوية جديدة إن شاء الله و أمامي خياران أم
أن أحقق الأهدف الذي أنشده أو الشهادة.)
في هذه المعركة كان الطيار فايز قائد رف ال ميغ 17
بينما كان الطيار محمد قائد رف ال ميغ 21
قام رف ال ميغ 21 الذي كان يقوده الطيار محمد بالتوجه نحو
جنوب لبنان في منطقة العرقوب حيث كان الجيش الإسرائيلي
يتحرك بدباباته و آلياته بتجاه الشمال ضمن الأراضي اللبنانية
فقام التشكيل بقصف هذه الأرتال من الدبابات و تكبيد العدو
خسائر فادحة و أثناء عودة الطيار محمد باتجاه القاعدة هو
و تشكيله سمع صوت أخاه الطيار فايز على جهاز اللاسلكي فقال له :الله معنا أبو أحمد)
فأجابه الطيار فايز : ميت أهلين
وفي هذه الأثناء أعطى العقيد فايز إشارة للسرب الذي هو قائده بالتوجه شمالاً لتشكيل
مظلة فوق بيروت و لكنه لم يكن مع النظم القتالية أمام سربه و هذه هي المخالفة
التي ذكرها و كشفها بخياراته و بالتحديد الثاني و هو الشهادة فجاء تفسير ما قاله
لشقيقه الطيار محمد أنه أمام معركة قتالية خطيرة و قد قام بتشكيل مظلة جوية
فوق بيروت و كان العقيد الطيار فايز يرصد الدبابات الإسرائيلية التي أخترقت
الحدود اللبنانية فانقض على هذه الدبابات موجهاً رماية دقيقة مما أدخل الأرباك و
الرعب في صفوف القوات الإسرائيلية فطلب العدو الإستغاثة من السلاح الجوي فدخلت
تشكيل من ثمان طائرات إسرائيلية منهن أربعة ميراج فأسقط منهن طائرة وأصاب الأخرى
وبعدها نفذت ذخيرة طائرته و أصيب و كان شديد الحذر على أن يوصل طائرته المصابة
و رغم إصابتها لكن جبن المقاتل الإسرائيلي كان يجعله يهرب من المواجهة مع المقاتل
السوري وعندما إكتشفوا نفاذ خيرته انقضت عليه أربع طائرات معادية و قذفته بصواريخ
جو- جو و كان ذلك فوق وادي بردى وقد كان السبب باستشهاده أنه كان يعتبر أن الطائرة
هي روح الطيار ولايمكن أن يستغني عنها و هكذا هوت طائرته و لم يهوي فارسها و بقيت
روحه تعانق النجوم
وفي هذه الأثناءهبط الطيار محمد في القاعدة
حيث قام بتنفيذ طلعة ثانية مظلة فوق دمشق فسمع
صوت التشكيل الذي كان يقوده أخاه فايز إلا أنه غير صوت
فايز فشعر بغصه داخل قلبه ثم سمع مكالمة ثانية تطلب
من الهيليكوبتر أن تتوجه باتجاه الديماس فقطع المهمة
و هبط فورا ً و أسرع إلى الهاتف ليتصل بشقيقه الطيار
فايز و لم يتمكن من التحدث إليه لأنه كان في قاعدة أخرى
فحاولوا المراوغة معه و أخباره بأن فايز في الجو و
لم يستطع الحصول على الحقيقة فأسرع إلى قائد القاعدة
و طلب منه الإذن بالنزول الى المدينة للتحقق من الأمر و
من وضع أخوه فائز فذهب إلى غرفة العمليات حيث ألتقى
هناك قائد القوى الجوية آنذاك و قائد غرفة العمليات اللذان
قالا له أن هناك أنباء عن الطيار فايز أنه قذف بالمظلة بعد
أن أصيب بمضاضات أرضية ضمن الأراضي اللبنانية وهو
الآن في قيادة الجيش اللبناني وبعد يوم عصيب و ذهاب
الطيار محمد إلى القاعدة التي كان بها الطيار فايز تأكد
من استشهاده حيث أن الطائرة الهيليكوبتر التي كان قد
سمع على الجهاز اللاسلكي بأن تتوجه إلى الديماس كانت
مهمتها جلب الأشياء المهمة من طائرة البطل فايز و
من ضمن هذه الأشياء كانت قطعة من جلد رأسه و عليها
شعره الأشيب و ساعة اليد التي يرتديها و فردة حذاءه
و قطعة من الجيسوت ((هو الرداء الذي يلبسه الطيار
لتخفيف الضغط الجوي على الطيار)).غادر الطيار محمد
القاعدة باتجاه المشفى العسكري في المزة ليتحقق من جثمان
أخاه حيث لاقاه الدكتور ظافر بيطار فأخذ يشد على عضد الطيار
محمد و الدموع في عينيه و قال له بكلام متلعثم : ( العمر إلك )
و طلب محمد من الدكتور ظافر فتح الصندوق الذي كانوا قد
-وضعوا فيه جثمان شقيقه فايز فمانع الدكتور في البداية إلا
أن إصرار الطيار محمد على فتح الصندوق جعله يقوم بنزع
الغطاء عن الصندوق حيث وجد قسم من الجثمان ملفوف
بشماغ يضعه القرويين على رأسهم كان قد قام أحدهم بوضع
ماتبقى من جثمانه و لفه به .وبعد أن عاد الطيار محمد إلى
منزل أهله كان الجميع ينتظرونه ليأخذوا منه الخبر الأكيد و
بما أن الساعة أصبحت متأخرة من الليل فضل الطيار محمد
أن لا يقول لأهله الخبر حتى الصباح و في الصباح ذهب إلى
غرفة والده و أيقظه وقال له : صباح الخير يا بابا انت رجال
و جبتنا رجال ) فجاوبه أباه : ( راح فايز ) فأومى الطيار محمد
برأسه بنعم
و انتشر الخبر في جميع أرجاء سورية واتجه الناس من جميع
أرجاء دمشق إلى المشفى العسكري حيث سيشيع جثمانه الطاهر
من مشفى العسكري بالمزة إلى مقبرة الشهداء في الدحداح.
و في اليوم التالي حضر السيد الرئيس حافظ الأسد إلى منزل
الطيار محمد وقال له : إني ما جئت لأعزيك و لكن جئت حتى
أهنىء نفسي و أهنىء الشعب العربي فالتعزية تكون مقبولة
على الأموات و شعبنا العربي لم يمت إنه حي طالما قدم و يقدم
المزيد و المزيد من قوافيل الشهداء الأحياء اللذين أحياهم الله
-تكريماً لهم في قرآنه الكريم فهم أحياء عند ربهم يرزقون
وطلب منه عدم الطيران خوفاً على حياته فقال له الطيار محمد :
(أنت طيار و تعلم أن الطيار لا يتوقف عن الطيران إلا إذا كان هناك
سبب صحي أو مهني و إلا فسيؤثر ذلك على نفسيت الطيار) .
فأجابه الرئيس حافظ الأسد : ( معليش محمد كرمال الختايره)
وذلك لأن هذه العائلة قد فقدت شهيدين من بين الطيارين الأشقاء الثلاثة و هم مأمون و فايز
و قد أراد الرئيس إبقاء الشقيق الثالث وهو الطيار محمد بعيداً عن الطيران خوفاً عليه
و من أجل والديه و من أجل أن يبقى قدوة للصقور السورية و منهجاً للعظماء المقاتلين.
وهوى البطل
في معركة العرقوب اشتبك مع طيران العدو فوق
راشيا وتمكن الشهيد من إسقاط طائرة سكاي هوك
، وأثناء عودته طلب من زملائه السير أمامه :
اتخذوا خطاً أفقياً .. أنا سأحميكم ...
وفوجئ السرب السوري بعد أن فقد طائرة منه
بأسراب الميراج والسكاي هوك الإسرائيلية فسقطت
الطائرة الثانية واستشهد الطيار علي صبح ، عند ذلك
انقض العقيد فائز منصور على طائرة الميراج فأصيبت مؤخرة طائرته ، فلم يقفز منها محاولاً العودة بها إلى
المطار وإنزالها سالمة ليتمكن من الوصول إلى طائرة
غيرها ليواصل المعركة ، لكنه لم يكمل المسافة ...
وانفجرت الطائرة .
وهوى البطل ..
وعم الحزن سلاح الطيران السوري ، فبكته دمشق وأحس الوطن العربي بخسارته .
**************************