المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سالفة ابن عياش والشريف ( مع القصيد ) لا تفوتوها


عروة بركي
06-04-2010, 08:12 PM
كان ( عياش ) وهو عقيد لقومه وشيخ عليهم .. كما جرت التقاليد بين القبائل اليعربية ..
يتدبر ( بنوج ) مكان مناسب للصيد او ( القنيص ) في اطراف المراعي واذ برجل ملثم
يحاول التصدي لقاطعي طريق مروا به و حاولوا ان يسلبوه عدته وعتاده
فما كان من عياش بعد ان راى المشهد الا ان انتخى نخوة فارس يعربي اصيل واتجه نحو هذه ( المعيمعة )
وذاد بسيفه عن هذا الرجل بكل ما يملك من باس وقوة وانتهى العراك بينهم لنصرة ابن عياش والرجل الملثم
وهنا فك هذا الرجل اللماط عن وجهه وتقدم لابن عياش قائلا انا ( الشريف ) وهو شيخ معروف وعقيد يحسب له حساب بين القبائل
وتعارفا على بعض عن قرب وتعاهدا على المودة وحمل الشريف ابن عياش امانة قائلا له آمنك بالله ورسوله
لو جار عليك الدهر او امحلت بكم الارض ان تقصد خويك الشريف لا ثاني قبلي ...

ومرت السنون واتى حولا امحل فيه الاخضر واليابس وانقطع بذره في ديرة عياش واستدرك بين نفسه قائلا
حان وقت تسليم الامانة واللجوء الى ديرة الشيخ الشريف , وبالفعل امر قومه واهله وشدوا الرحايل قاصدين
قبيلة الشريف وحماها ونزلوا على اطراف القبيلة ونصبوا خيامهم بعد ان بعثوا بمرسال للشيخ الشريف الذي بدوره
اهل ورحب بمن اتاه من جهة ومن وجهة ثانية سوف يرد الامتنان لرجل انقذه من شر المرتزقة في يوم مر عليه الزمان

عياش لديه ولد شلفون فتى تعلم الفروسية والرماية من ابيه لكنه كان مدللا حتى انه اطال ظفائره التي تشبه ظفائر المليحات
ولم تكن معالم ذقنه قد قست او خط شاربه بعد , وهنا فكر عياش بالامر مليا وهو العالم بخلفة الشريف تلك الفتاة الجميلة التي يتقرب منها
ابناء العمومة ومن هم عزوة لها ولابيها , وبعد التفكير قال لولده اسمع سوف اخبر القوم المعزبون بانك فتاة
كي لا نثير ريبة ابناء عمومتها علينا ويحصل ما في الحسبان من مكر وخدعان , فاستجاب الولد لطلب ولده بالامر والطاعة وفهم القصد

وبعد الود والتلاقي بين الشيخان سال الشريف عياش لماذا لا توانس ابنتك ابنتنا وهن وحيدات
فما كان من عياش الا ان دعى ابنته ( ابنه ) لتذهب وتستقر في مخدع قرينتها ( عجايب ) وتؤانسها في خلوتها

ومرت على هذه الحال ثلاث شهور كانت خلالها ( ابنة ) عياش لا تضمر لقرينتها الا كل الود والاخوة ؟
وبالمثل كانت ابنت الشريف وباتا على احسن حال وخير الصديقتين ولا يخفى عن زوجة الشريف انها كانت تشك
بالفتاة فاخذت تسال ابنتها هل انتي متيقنة من ان هذه الفتاة طيبة وصدوقة وصادقة فتجيب الابنة بنعم ونعم الاخت ..... ؟

الى ان جاء يوم مكفهر عليهم واتاهم ( البوش ) اي الغزو من احدى القبائل وكانت الغزوة كالخدعة اذ جروا رجالات القبيلتين الى مكان
يبعد قليلا عن المراح وكان بنيتهم الغزو والسلب من القسم المتخلف عنهم في المسير قصدا كي يغيروا على القبيلة دون ادنى مواجهة من رجالاتها
وبالفعل كان لهم ما كان فالعربان متخبطة في المعمعة والفرقة الثانية من الغزو باغتت المراح وسلبت حلاله وغنائمه من اموال وجدوها ....
وهنا انتخت زوجة عياش وقالت ( لابنتها ) هيا حان وقت المرجلة ورد الوفاء فاذهب وانت الفارس المغوار ورد علينا ما سلب من الغنائم
وعندما شمر عن ثيابه وارتدى لباس الرجال وتابط الفرس واذا به فارس لا يشق له غبار وهنا رات زوجة الشريف هذا المشهد فطار صوابها
وناحت كالمثكولة قائلة يا ويلي من حلال راح وعرض باح تكررها مرات عدة .....

وهنا وصل الفتى المغوار ادراج الغزاة منتخيا بسيفه البتار لا يبرد نابه الا استرجاع ما سلب بالكامل فكنوا كل ما تصدوا له بعض الفرسان
يفتك بهم كالصقر المنقض على طريدته وهكذا الى ان لم يعد احد بينهم في مواجهته فاسترجع الحلال وما سلب من القبيلة
ومن جهة ثانية عادت رجالات القبيلة ايضا مظفرة بالنصر لتواجه زوجة الشريف بنواحها ( ويل من حلال راح وعرض باح )
فقال لها زوجها اهداي يا امراة اني لارى الحلال باكمله والعرض منصان كما كان ستره , فروت لزوجها ما حصل واستدرك
الشريف بان الفتاة ما هي الا شب وفارس وهنا تمهل في الاستعجال بحكمه لانه راى فارسا يستر الحمى ولكن هو نفسه الذي كان يبيت مع ابنته تسعون يوما خلت

استدبر امره عياش ورحل بمن معه وقصد تلة ليست ببعيدة عن الاعين التي كانت تتصبب حقدا من ابناء العمومة
الذين استسلوا التلة وتلصصوا فيها كي يباغتوا الفارس الذي عاشر ابنت عمهم ثلاث شهور ....
وفي هذه اللحظة عندما وصلوا الى مدخل المغرة التي بداخلها عياش وابنه ومن معهم فطن ابن عياش لقصيد في قلبه واستشعر قائلا
بعد ان نادى والده ليعطيه الفاطر ( الربابة ) ليقول شعرا يستعري بداخله من فرقة الغصب
تمهل ابناء العمومة كي يستمعوا لما سيقول ومن ثم ينقضون عليهم بعد ان يكونوا قد استوا ضيما ونشوة بالشعر
وبدا ابن عياش يقول وعمر السامعين يطول ( صلوا على طه الرسول )

ياكاتب المكتوب يابو المكاتيب= ياناحر صوب الشريف بركايب
وصل سلامي واسرع كما الذيب= وصل سلامي صوب حضرة عجايب
بنت الشريف القاعده بالمراكيب= بسراج عوج تموج موج السحايب
صار الزمان يحوش بس ويجيب= وصرنا تلاكم نازلين طنايب
تسعين ليله والملاقا طيب على طيب=هي تنطيني وجنة وانا انطيها جنايب
تسعين ليله والملاقا على طيب= اقعد مع الزينات وارخي ذوايب
وحياة رب البيت مكه مع الطيب= مايوم لاغيتها ملاغى عذاريب
وحياة رب البيت مكه مع الطيب= مادق قلبي صوبها دق عايب
والله لا اني خايف من نار ولا لهاييب = ولا من سيف ابوها شنيع الضرايب
خوفي من مقعد يكون به اجاويد = ويقولون ولد عياش باق الطلايب

عاشقة الزهور
06-05-2010, 12:26 PM
مشكور أخي على الموضوع الحلو والقصة كتير عجبتني والابيات كمان
يعطيك العافي

Ghada Saymoua
06-05-2010, 05:39 PM
فعلا قصة جميلة واول مرة بسمعها والرائع القصيدة
اشكرك اخ عروة
تحياتي

WiSaM R
06-06-2010, 02:05 PM
شكراااااااا والله محييك

مهدي سلامي رزق
06-06-2010, 07:59 PM
والله يسلم هالملافظ والله حيي الرجال