MOHD.S.Z
03-10-2010, 08:09 AM
. منقوووول
"منذ عدة سنوات وقع في يدي كتاب قديم بالإنكليزي بعنوان تاريخ الإسلام والطوائف والفِرق لمؤلفه وليام كوك تايلر، مطبوع في مطبعة جون باركر في لندن سنة 1834.
الفصل العاشر من الكتاب (الذي يبدأ في الصفحة 270) مخصص للدروز حيث يقتبس المؤلف قصيدة بعنوان فلسطين للشاعر الإنكليزي المطران ريجينالد هيبر، وتلك القصيدة مكرسة أصلاً للدروز.
المطران هيبر ولد سنة 1783 وتوفي سنة 1826 وهو خريج جامعة أكسفورد. والمعروف عنه أنه كان رجلاً تقياً، غزير المعرفة ذا ذائقة أدبية وطاقات عملية. كما اشتهر أيضاً بترانيمه وتراتيله الروحية التي احتلت مكاناً متميزاً في اللغة الإنكليزية.
كلمات القصيدة قديمة وشبيهة إلى حد ما بلغة شكسبير والأدباء الكلاسيكيين. وهناك إشارات وتضمينات لا يمكن ترجمتها مع الإحتفاظ بمعنى منطقي لها. لذلك بذلت قصارى جهدي للإحتفاظ بجوهر الأبيات، ولم أتقيّد حرفياً بالأصل لأنه من الصعب المزاوجة بين مفاهيم قديمة وترجمة عصرية. مثال على ذلك هناك كلمات مثل Lusitanian و Ophir و Tyrian sail و Sidonian dyes وغيرها.. لو ترجمت حرفياً لجاءت خارج السياق. لذلك حاولت الإبقاء على جوهر القصيدة والاستغناء عن ما لا يمكن ترجمته بسهولة أو استساغته. كما اضطررت لحذف بعض كلمات لعدم دقتها تاريخياً حتى باعتراف المستر تايلر نفسه.
لقد قرأت القصيدة عدة مرات ودققت كلماتها مستعيناً بأفضل القواميس لإظهار ترجمة معقولة ومقبولة لهذه القصيدة التي لا أعتقد أنها تـُرجمت من قبل إلى اللغة العربية.
آمل أن تنال إعجابكم وتحظى برضاكم.
والسلام عليكم
محمود عباس مسعود
الولايات المتحدة
الدروز
للشاعر المطران ريجينالد هيبر
شديدو بأس ٍ
ملتهبون حماساً،
أباة، كرماء نفوس،
شجعانٌ أقوياء،
يعشقون الحرية والإستقلال.
أولئك هم المحاربون الدروز
الذين يقطنون الجبال الشامخة والراسخة
في وجه العواصف والأعاصير.
دماؤهم النقية تشهد لأصولهم النبيلة.
وشجاعتهم الشبيهة بجرأة السباع وإقدام الأسود
تؤكد عراقتهم وأصالة منبتهم.
وفي حين يركع الآخرون من حولهم ذلاً واستخذاءً
أمام الحديد والفولاذ المسقى
هم وحدهم دون سواهم يجعلون الطغاة المستبدين
يرتجفون هلعاً في عتمة الليالي
ويرتعدون رعباً من الحراب المدببة والرماح الجبلية.
أجل أيها الزعماء الشجعان البواسل،
فما دامت سيوفكم المحنية تلمع
يا حماة الديار..
يا من لا يثني الزهو والخيلاء عزمكم،
ألا هبوا للدفاع عن الحقوق...
وحتى لو توقفت الرياح العاصفة عن الإستجابة لإرادتكم
وأحجمت عن الهبوب على صدر صواريكم البيضاء..
وحتى لو بارت تجارتكم
ولم تـُقبل عليكم الدنيا بكنوزها
يبقى مع ذلك نصيبكم وافراً
من القناعة والرضى بما لديكم
حيث العمل الشريف الدؤوب يفضي إلى الراحة والطمأنينة.
ومواسمكم الناضجة لا تمتد إليها يد اللصوص.
وحيث كرومكم فياضة بخيراتها الوفيرة.
وأبناؤكم أيضاً تواقون للقيام بأنبل الأفعال
التي تميّز الرجال الأشداء...
عندما تهجر الشمس سهول سورية
وتغوص وراء الأفق الوردي المتاخم للبحر
تخلـّف وراءها أشعة ذات ألق
وتكلل بالنور جبين الجبال..
وهكذا أيضاً يشرق نور عزكم وعزمكم
وسط الأجواء المكفهرة
مثلما يتألق السراج المنير في قبو مظلم.
حقاً أن النفوس التي تهزأ بقيود الطغاة هي قليلة العدد
وقلائل هم الذين لا يرضون عن الحرية بديلا..
وأولئك هم الدروز.
"منذ عدة سنوات وقع في يدي كتاب قديم بالإنكليزي بعنوان تاريخ الإسلام والطوائف والفِرق لمؤلفه وليام كوك تايلر، مطبوع في مطبعة جون باركر في لندن سنة 1834.
الفصل العاشر من الكتاب (الذي يبدأ في الصفحة 270) مخصص للدروز حيث يقتبس المؤلف قصيدة بعنوان فلسطين للشاعر الإنكليزي المطران ريجينالد هيبر، وتلك القصيدة مكرسة أصلاً للدروز.
المطران هيبر ولد سنة 1783 وتوفي سنة 1826 وهو خريج جامعة أكسفورد. والمعروف عنه أنه كان رجلاً تقياً، غزير المعرفة ذا ذائقة أدبية وطاقات عملية. كما اشتهر أيضاً بترانيمه وتراتيله الروحية التي احتلت مكاناً متميزاً في اللغة الإنكليزية.
كلمات القصيدة قديمة وشبيهة إلى حد ما بلغة شكسبير والأدباء الكلاسيكيين. وهناك إشارات وتضمينات لا يمكن ترجمتها مع الإحتفاظ بمعنى منطقي لها. لذلك بذلت قصارى جهدي للإحتفاظ بجوهر الأبيات، ولم أتقيّد حرفياً بالأصل لأنه من الصعب المزاوجة بين مفاهيم قديمة وترجمة عصرية. مثال على ذلك هناك كلمات مثل Lusitanian و Ophir و Tyrian sail و Sidonian dyes وغيرها.. لو ترجمت حرفياً لجاءت خارج السياق. لذلك حاولت الإبقاء على جوهر القصيدة والاستغناء عن ما لا يمكن ترجمته بسهولة أو استساغته. كما اضطررت لحذف بعض كلمات لعدم دقتها تاريخياً حتى باعتراف المستر تايلر نفسه.
لقد قرأت القصيدة عدة مرات ودققت كلماتها مستعيناً بأفضل القواميس لإظهار ترجمة معقولة ومقبولة لهذه القصيدة التي لا أعتقد أنها تـُرجمت من قبل إلى اللغة العربية.
آمل أن تنال إعجابكم وتحظى برضاكم.
والسلام عليكم
محمود عباس مسعود
الولايات المتحدة
الدروز
للشاعر المطران ريجينالد هيبر
شديدو بأس ٍ
ملتهبون حماساً،
أباة، كرماء نفوس،
شجعانٌ أقوياء،
يعشقون الحرية والإستقلال.
أولئك هم المحاربون الدروز
الذين يقطنون الجبال الشامخة والراسخة
في وجه العواصف والأعاصير.
دماؤهم النقية تشهد لأصولهم النبيلة.
وشجاعتهم الشبيهة بجرأة السباع وإقدام الأسود
تؤكد عراقتهم وأصالة منبتهم.
وفي حين يركع الآخرون من حولهم ذلاً واستخذاءً
أمام الحديد والفولاذ المسقى
هم وحدهم دون سواهم يجعلون الطغاة المستبدين
يرتجفون هلعاً في عتمة الليالي
ويرتعدون رعباً من الحراب المدببة والرماح الجبلية.
أجل أيها الزعماء الشجعان البواسل،
فما دامت سيوفكم المحنية تلمع
يا حماة الديار..
يا من لا يثني الزهو والخيلاء عزمكم،
ألا هبوا للدفاع عن الحقوق...
وحتى لو توقفت الرياح العاصفة عن الإستجابة لإرادتكم
وأحجمت عن الهبوب على صدر صواريكم البيضاء..
وحتى لو بارت تجارتكم
ولم تـُقبل عليكم الدنيا بكنوزها
يبقى مع ذلك نصيبكم وافراً
من القناعة والرضى بما لديكم
حيث العمل الشريف الدؤوب يفضي إلى الراحة والطمأنينة.
ومواسمكم الناضجة لا تمتد إليها يد اللصوص.
وحيث كرومكم فياضة بخيراتها الوفيرة.
وأبناؤكم أيضاً تواقون للقيام بأنبل الأفعال
التي تميّز الرجال الأشداء...
عندما تهجر الشمس سهول سورية
وتغوص وراء الأفق الوردي المتاخم للبحر
تخلـّف وراءها أشعة ذات ألق
وتكلل بالنور جبين الجبال..
وهكذا أيضاً يشرق نور عزكم وعزمكم
وسط الأجواء المكفهرة
مثلما يتألق السراج المنير في قبو مظلم.
حقاً أن النفوس التي تهزأ بقيود الطغاة هي قليلة العدد
وقلائل هم الذين لا يرضون عن الحرية بديلا..
وأولئك هم الدروز.