المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عرمان.......


حازم صيموعة
10-05-2009, 01:01 PM
قرية عرمان ..

عندما تغادر مدينة صلخد متجهاً شرقاً , وبعد صعودك وهدة مرتفعة قليلاً في "أبو النوف ", وهو التل الذي يحاذيها من جهة الغرب , تبدأ بالإطلال على مشارفها وبيوتها المتناثرة غرباً على جانبي الطريق المعبدة التي تنسلّ إليها , فتنبئك بقرب الوصول .. ربما يتملكك إحساس مختلف وأنت تدنو من أطرافها الغربية .. بما تناهى إلى سمعك من المنقولات والمآثر عن ماضي أهلها , إنها " عرمان " نعم ..فقبل أن تحط بك الرحالُ في ربوعها , أو على مقربة من عمرانها , حيث توسعت أرجاؤها مع الزمن وانبسطت في كل الاتجاهات تقريباً بعد زحف الإسمنت على حساب هذا البازلت الرائع الذي يطل عليك أنى توجهت , يشي لك بطبيعة أرض قاسية وعرة , حيث توسعت عن مركزها العمراني القديم المرتفع قليلاً , ذي البيوت الحجرية المتراصة والمتلاصقة , ذات السقوف الحجرية المقنطرة أيضاَ , والمحمولة على جدران حجرية عريضة من البازلت المصفوف بعناية , يتوسطها قصر روماني منيف مبني بعناية أيضاً وبحجارة متراصة , يتزنر بشرفات حجرية جميلة , وبأكثر من إطار يعلو بعضها بعضاً كل عدة صفوف من المداميك المنحوتة , تكسو حجارته طبقة سميكة من الإشنيات والطحلبيات السميكة.. تشي بتعاقب سنين كثيرة . حيث يظهر أنه فقد شيئاً من ارتفاعه عبر الأزمنة المتعاقبة التي تنبئ عن توالي حضارات وأقوام عبر الغابر من الأعوام .
ومن البدهي أنك لاتستطيع التحدث عن عرمان أو أية قرية أخرى بمعزل عن المحيط العام في جبل العرب , فهو وحدة اجتماعية وأخلاقية وقيمية وموروث شعبي متصل ومتشابه , وتسليط الضوء على "عرمان" هنا , لا يعني بأي حال عزلها عن محيط
هي جزء لا يتجزأ منه ومن تاريخه وتقاليده .
فقبل أن تحط بك الرحال زائراً , لا بد أن تكون قد وصلتك بعض أخبارها .. طرقت مسامعك بالتواتر .. والأحاديث العابرة , عن ماض مفعم بحكايا الرجولة والفداء والوطنية ومعاني القيم والمثل والفروسية والتقوى أيضاً ..لا بد أن تسمع بـ "عرمان" في الأهازيج ..في قصائد الفخر .. في حداء البطولة .. والكثير مما تسمعه ينبئ عن حمية أهلها .. نجدتهم .. بطولاتهم .. شجاعتهم .. حتى ليخيل إليك أن أولئك يتوفرون على فائض من رجولة وشجاعة نادرة ..وتجد ما يعزز هذا الانطباع لديك , في العديد من المصادر المكتوبة والمنقولة .. وقد يبادر أبناؤها ليشرحوا لك "سر" هذه الخصوصية والتفرد , بطريقة لا تخلو من تعصب مبطن .. فلهم عذرهم فيه ربما , ولن تعوزهم الأمثلة , ليسوقوا لك من الحوادث والمآثر ما يعزز هذه الروح ويقوي هذا الانطباع .. يسوقون لك حادثة ما تجسدها الأهازيج وأغاني النخوة والحرب .. ( لفتْ باهل عرمان وجيت ابشرك ) هذا يعني أنه عندما يحضرأهالي عرمان تتغير موازين القوى وينعقد لهم النصر ويرفعون راياته .. وها هي البشرى بالغلبة لمن استنجد بهم .
( موردها عرمان وعجال البرك ) موئل ومبتغى وممر إجباري للرجولة والحمية ..
وإذا كان للحرب مفاتيح أو مفتاح فــ ( عرمان مفتاح الحرايب ) كما تقول الأهزوجة المتداولة .. والكثير الكثير في شعر الحرب والفخر والفروسية .
لعلاقات أهلها الكثير من الخصوصية , وربما تجد العذر لهم لتعصبهم إليها .. وللرأي العام فيها سلطان أيضاً ..حتى على القاطن الجديد أو المقيم المؤقت .. ناهيك بأهلها .. فعلى الجميع الإذعان لمنطقها و تقاليدها الراسخة وسلطان الأدبيات المتداولة بين أبنائها ..وقد تجد في أدبياتها أيضاً ما يدعى "عرماني" فلها خصوصية متوارثة معززة بالمآثر والتضحيات ومعاني الرجولة والفداء وقيم المروءة والحياء والاحترام .. ويقولون لك أيضاً إن القاطن الجديد سريعاً ما يتطبع بطابع أهلها : فيقولون : لقد ( تعرمن) تمشياً مع هذه الخصوصية .
وكان لهذا الشعار , فيما مضى , متطلبات وشروط نهض بعض أهلها في عملية تكوينه ووضع المحددات المعبرة عنه , وجعله قيمة جمعية إضافية تضاف إلى منظومات القيم العامة التي تحكم سلوكهم , حيث عمل بعض أهلها على تكوين رأي عام "عرماني" وشعار خاص للقرية يحمله كل "عرماني" ــ وفق نظام داخلي وبنود محددة لاختيار ممثلي العائلات وشروط تمثيلهم ــ كما هو وارد في بقية بنود هذا النظام , دليل الاعتزاز بتراث أهلها وماضيهم المجيد وتضحياتهم ووطنيتهم .
( وهذه الوثيقة مغفلة التاريخ , ويظن أنها تعود لعشرينيات القرن الماضي عنوانها :

ــ النظام الخاص
ــ وتحتوي على خمس عشرة مادة وملحق , فحواها : تأليف "رأي عام عرماني" ولا بأس من ذكر بندين منها :
مادة 11 : كل رجل يحاول تحصيل حقه وتعديل لازمته بواسطة الشغب والقوة نكون جميعنا ضده لأنه يخالف مبدا الخير والاتحاد .
مادة 14 ــ في حالة خلاف لايمكن منعه يجب أن نكون جميعنا ( بعد التشاور) بجانب الحق .
.. وقد يكون لهم العذر في ذلك , على الرغم من أن جبل العرب وقبل ذلك " جبل الدروز " بمعظمه يشكل وحدة اجتماعية وأخلاقية وقيمية , وتكاد تجمع كل أبنائه مناقبية تراثية موحدة إلى حد بعيد , والتفاوت يكاد لا يذكر بين أبنائه عامة في مستويات منظومة قيم الشجاعة والفروسية والكرم والنخوة .. والجبل عموماً تحكمه الكثير من التقاليد التي لم تضمحل مع الزمن بمعظمها , رغم الاحتكاك بالخارج , ودخول مفاهيم الحداثة والمدنية إلى نسيج علاقاته , وما زال أهله يتوفرون على منظومة خاصة تميزهم عن محيطهم القريب والبعيد , بعض هذه القيم له جذر عروبي مستمد من تقاليد عربية أصيلة , وبعضها الآخر له جذور دينية وعقائدية تشكل قيمة مضافة لمناقبيتهم ..ورسوخ التقاليد هذا عائد لمجموعة عوامل منها عدم الاختلاط والتزاوج لاعتبارات دينية , والحفاظ على سلسلة نسبية متصلة , تغذي وضعية الأسرة والعائلة وقيم الانتماء ومتطلباته وشروطه , وما يتصل به من مناقبية ملازمة لهذا الشكل من المراتبية , يعزز مفهوم الجماعة ويقوي أواصر التعاضد لدى أبنائها .
ومن ذلك أيضاً وضعية المرأة , الوحيدة في مؤسسة الزواج , فلا مكان لديهم لتعدد الزوجات مما يعزز روابط الأسرة ووحدتها ويعطي المرأة مكانة أعلى في سلم العلاقات الاجتماعية والأسرية فالمرأة ليست عورة أو حرمة أو وعاء للذة فقط بل هي سيدة , وتستطيع استقبال الضيوف من الرجال في غياب زوجها , والظهور أمامهم , والقيام
بواجب الضيافة بثقة وأنفة , و بحياء وعفة في آن , وبقاء الأخوة الأشقاء في كنف الأسرة , وندرة حالات الأخوة غير الأشقاء فيها تبعاً لذلك .
ولاعتبارات متعددة أيضاً كان العقل الجمعي العام في الجبل يقبل الآخر من أصحاب المعتقدات الأخرى , فالقوم ليسوا متعصبين , والتسامح قوام علاقاتهم , ولن يتاح لك التمييز بين أبناء الملل الأخرى الذين يعيشون بين ظهرانيهم في التعاملات والعلاقات, بل يصعب عليك التمييز , اللهم إلا أثناء ممارسة الشعائر فقط .
ففي الكثير من القرى تجد الجوامع والكنائس ومجالس الخلوة على مقربة من بعضها , لا بل إن الجميع شارك في بناء هذه البيوت الدينية عند إنشائها , كدليل على قبول الآخر المختلف , حتى في مستويات العقيدة , وهذه ليست سهلة في عالمنا العربي والإسلامي
إذا علمنا مثلاً أنه في طهران ــ وهي درة الحضارة الفارسية العريقة ــ ومنذ عهد إسماعيل الصفوي (1500 م) لم يسمح ببناء جامع سني واحد فيها حتى الآن, والأمثلة كثيرة أيضاً , في أماكن أخرى . فهذا التسامح الديني وقبول الآخر المختلف عقائدياً ليس هيناً , ففي الكثير من المحافل والمنتديات يشترطون عليك حتى تدلي برأيك أن تكون على مذهب معين وإلا فلا رأي لك , ولا زال الكثير من البلدان يدفع ثمناً باهظاً لعدم قبول الآخر المختلف عقائدياً رغم رابط الأخوة العام الذي يجمع بنيه .
ففي مجتمع الجبل ــ إذا صح التحديد ــ تكمن طلائع ومقدمات المجتمع المدني المنفتح المتسامح الذي يقبل الآخر حتى على صعيد المعتقدات الدينية , فبيوتهم وقلوبهم مفتوحة للضيف والشمس , والأسوار ليست عالية أيضاً , والضيف يستقبل بالترحاب من مسافة بعيدة وقبل أن يقرع الأبواب , فلا وجود للبيوت "العلب المغلقة" ولا الأبواب ذات الثقوب المخصصة لاستطلاع القادم أو الزائر في نظامهم العمراني .
وللمضافة ــ التي ليست مكاناً معداً لاستقبال الضيوف فقط ــ وضعية خاصة فهي منتدى دائم , يتم فيه صياغة علاقاتهم وفض خلافاتهم ومناقشة شؤونهم وشجونهم , وهي أيضاً "هيئة أركان" للعائلة أو للقرية , فمن قرار تعيين الحراس والنواطير .. إلى قرار الحرب وإعلان التعبئة العامة , يتم داخل المضافة .. يستعرضون فيها أدبهم الشعبي ومآثرهم وشعرهم وحكايا بطولات أهلهم , وعبرها يتم إعادة إنتاج وتكريس منظومات القيم والمناقبية الأخلاقية والموروث الشعبي , الذي يوجه سلوكهم العام .
وللمضافة تقاليد وأعراف يتعين احترامها والالتزام بها و حيث يراعى فيها أفضلية رجال الدين وكبار العائلة وأحقية الضيف ...يتكلم أحدهم فيستمع الآخرون باحترام فلا مكان للثنائيات والأحاديث الجانبية في هذا النوع من المجالس ..ولتداول الحديث أصول وأفضليات , وللمقاطعة الضرورية أصول أيضاً , وعندما يوجه أحدهم الكلام لشخص معين أو لضيف أو لكبير سن , لسبب ما , يضيف عبارة ( ولا يهونوا الحاضرين )
أو ما شابه ذلك , دليل على احترام الحاضرين وأخذهم بالاعتبار وعدم تجاهلهم .. وعند دخول شخص جديد للمجلس يسلم سلاماً عاماً غالباً ما يكون( السلام عليكم .. عوافي يا غانمين ..) وعندها سينقطع ــ بالطبع ــ الحديث المتداول لأجل القادم الجديد إذْ يبادره القوم بالسلام جميعاً بعد الوقوف احتراما له , ثم يشرب القهوة العربية الحاضرة دائماً ويتم التعريف عليه إن كان هناك من لا يعرفه , ومن ثم يُستأنف الحديث الذي كان متداولاً بالقول ( وأنت على واردك ) احتراماً للمتحدث أيضاً .. وهذا يعني أن للفرد قيمة في مجالسهم وأن له كياناً وحيزاً وعليه ان يكون حاضراً ومتحفزاً للدفاع عنه , ولا يوجد في مجتمعاتهم بشر أرقام , بل بل بشر أسماء ومواقف ..وهذا يفسر تقليداً غريباً في مضافاتهم حيث يقوم شخص بالإشهاد على نفسه حينما يدب الخدر في رجليه أوفي إحداهما بقوله ( اشهدوا يا غانمين رجلي خدرانة ) فإذا حصل أن تنادى القوم لعمل ما يستحق النهوض بسرعة ( فزعة ) مثلاً , وقصّر عن مواكبة أقرانه يكون معذوراً بالإشهاد المسبق على سبب تخلفه عنهم , وهذه قيمة تجسد النخوة والفروسية والرجولة والتفاني بالطبع .

يتبع....

حازم صيموعة
10-05-2009, 01:04 PM
هذا في مستويات قيم الجماعة التي يتحلى بها أبناء الجبل عموماً ولا تتفرد فيها عرمان أو غيرها طبعاً . وبغض النظر عن الانتماء لهذه العائلة أو تلك في عرمان , وحتى في ظروف الانقسام والتشاحن العائلي ويوم كانت تفض الخلافات بمنطق الغلبة لم تغب هذه القيم حتى في ظروف التخاصم , فقد ظل منطق الخصم الشريف يحكم علاقات أبنائها وكان الاحترام المتبادل سمة بين المتخاصمين , وهذه فروسية وشرف قل نظيرهما .. ورغم وجود السلاح الحربي القاتل بحوزة الفرقاء المتخاصمين , إلا أنه لم يستعمل لفض النزاعات العائلية الداخلية في القرية , ولم يمنعهم العراك الداخلي الذي كان يقتصر على العصي والحجارة , من الذود سوياً عن حمى الزراعة والرعي ومصالح القرية العمومية عندما تتعرض للتعديات الخارجية.
وقد يستفيض أهلها في شرح تميزها عن المحيط , حتى وإن اتكؤوا على مصادفات الجغرافيا والمناخ .. يقولون لك إن أرضها لا تعرف القحط وإن استبد القحط بجوارها .. فلها نصيب من السماء حتى في العجاف من السنين .ويقولون لك أن أهلها عدلوا جغرافية أراضيها وتوسعوا إلى خارج مداها الجغرافي المتصل .. إلى ما يجاوز القرى والحواضر المجاورة كردة فعل على الإقطاع وأشكال ظلم البكوات وأصحاب النفوذ .
هذه الخصوصية أعطت لأبنائها الكثير من عناصر التفوق , فالقوم المتعاضدون المتراصو الصفوف يشكلون عنصر ضغط وتميز , ليس على المستوى المادي فقط , بل في المستويات المعنوية والتعبوية , حيث تتضاعف القوة , فيشتد أزر الجماعة وتتعزز معنوياتها وتتضاعف حميتها .
قُدر لأهلها أن يكونوا طلائع إرهاصات رفض الظلم الاجتماعي والثورة على الإقطاع بشقيه : إقطاع الملكية والاستئثار بالأرض , والإقطاع السياسي أو الاجتماعي , إذا صح التعبير أيضا , الذي كان يشكل نمطاً مخففاً للعبودية والظلم الاجتماعي, فمنها انطلقت الثورة العامية بمرحلتيها في نهايات القرن التاسع عشر , وإن بتأثير من وهج عاميات أخرى في المنطقة وبذكر البعض بالتواتر أيضاً أن الشيخ قام بهدم مضافة إسماعيل الشريطي فقام الأهالي على الفور ببنائها مجدداً في اليوم التالي وبعد أن أمر الشيخ بحرق الجمل بحمولته من حصيد القمح لقيام صاحبه بنقل المحصول قبل قيام الشيخ بذلك ودون علمه , فثارت ثائرة الأهالي وقام إسماعيل العطواني وآخرون بجولة تحريضية على الـ"مقرن " لاستنهاض الفلاحين على سلطة الشيخ ونفوذه , حيث تمت صياغة أشكال جديدة للحياة الاجتماعية والحد من نفوذ الشيوخ وسلطانهم وتحديد ملكيتهم بالثُمُنْ , وعلى أرضها ( المجدل ) وبفعل أبنائها وقعت وثيقة العامية المشهورة المسماة ( وثيقة مجدل الشور) أي "الشورى" المعروفة , بعد النشاط التعبوي لأبنائها ( خاصة إسماعيل العطواني ) في شحن وتثوير عموم وجهاء المنطقة .
وكرد على كل أشكال مظالم الإقطاع ونفوذ الشيوخ , فقد توسع أبناؤها في تملك الأراضي , متجاوزين القرى المجاورة إلى ( القرعة ) عند الحدود الأردنية إلى الجنوب من قرية العانات .. و"ظهر جبل عرمان" على حدود السهوة الشرقية ,
واستطاعوا حمايتها والحفاظ عليها من كل أشكال التعديات. لكل هذه الأسباب وللدور المميز لأبنائها في رفض الاستعمار ورغبتهم في البقاء خارج النفوذ والسيطرة فقد
كان للمستعمر التركي رغبة التطلع لكسر شوكة أهلها والحد من نفوذهم عبر الدسائس والطلبات التعجيزية والكيدية المبيتة .. من تشجيع التعديات على أراضي عرمان خاصة من قبل البدو المتنقلين لاستغلال النزاع فيما بينهم لتحقيق الغايات والمآرب الخاصة بالمستعمر ولا تغيب عن الذهن المقولة الشهيرة للسلطان عبد الحميد الذي سئل يوماً عن أحوال الأمبراطورية العثمانية والنزاعات الطائفية والإثنية في الكثير من أرجائها فقال قولته الشهيرة إذا ما اقتتل الذباب , فإنني أستطيع أن أنام نوماً عميقاً) فكان ما عُرف بقضية " ميثا" ابنة حسين الأطرش شيخ القرية آنذاك ورغبة ممدوح باشا بالاقتران بها , وما حصل أثناء القدوم لاصطحابها عنوة بعد أن تبين له إعراضها عن ذلك , فيما سمي بحادثة المضافة وكان ذلك في عام 1896 . ومن ثم حملة سامي باشا الفاروقي عام 1910 , حيث يمكن رصد وتسجيل الوقائع التالية رغم غياب التدوين والاعتماد على المنقول بالتواتر :
فقد أرسل ممدوح باشا قائد جيوش الدولة العثمانية آنذاك ثلاثة وثلاثين عسكرياً إلى عرمان لأخذ السيدة ميثا حسين الأطرش التي كانت قد خرجت من عصمة زوجها محمد الأطرش في صلخد بعد وفاته ولم يكن لديها سوى بنت واحدة منه وكانت على جانب كبير من الجمال والرصانة والجرأة , حيث التجأت إلى كنف والدها تطلعاً منها للاحتماء بأهالي عرمان لعدم رغبتها بالانصياع لطلب ممدوح المذكور بأن تكون زوجة له , وكان يرافق هذا العدد من الجنود كلٌ من فواز الجاري وسري رضوان باعتتبارهم أدلاء . وتقول بعض الروايات إنه صادف أثناء مرور هذه القوة في صلخد أن التقت ببعض البدو الذين قاموا بالاعتداء على محمية جبل عرمان وتصدى لهم النواطير وأعملوا فيهم العصي والحجارة وكانوا معصوبي الرؤوس يقصدون بصرى للشكوى على أهالي عرمان ونواطيرهم ــ حيث كان الأتراك يشجعونهم على التعديات ويثيرون نعرة طائفية بين أهالي عرمان والبدو على خلفية طائفية , ويشجعون الاعتداء على المراعي والمحميات ـــ حيث كانوا يتحينون الفرصة للانتقام , فكانت مناسبة بأن تقوم هذه القوة بهدف مزدوج :
"تأديب" أهالي عرمان ومعاقبة نواطيرهم ,ولا سيما أن القوة كافية ووجودها مناسب .
ومن ثم أخذ ميثا الأطرش بعد أن تبين أن هناك مداورة وتهرب من الانصياع لمشيئة ممدوح باشا , بعد أن اتضح له أن مغادرتها إلى عرمان كان رفضاً ضمنياً لطلبه . فاختارت القوة بناء على هذا المعطى الجديد التوجه إلى بيت المختار إبراهيم الجرمقاني آنذاك , لحسم موضوع النواطير قبل التوجه إلى منزل حسين الأطرش لأخذ ابنته ميثا .
وقد وصلت القوة إلى منزل المختار يوم الخميس الثاني من تشرين الثاني عام 1896 م وطلبوا على الفور استدعاء النواطير الثلاثة وكانوا كلاً من :
( محمود أبو خير , ملحم الحلبي يوسف ياغي ) وكان ثلاثة من العسكر قد قصدوا منزل محمود أبو خير لإحضاره , حيث كان منهمكاً في إعداد وليمة لضيوفه القادمين من المقرن الشمالي من آل سلاّم , ولما جدوا في الطلب إليه الذهاب لمنزل المختار , حاول استمهالهم ريثما ينهي ضيوفه الطعام ويقوم بوداعهم إلا أنهم ــ وفق أكثر من رواية ــ عاجلوه وغدروا به بإطلاق النار عليه وقتله أمام منزله قبل أن يتوجه لبيت المختار , فهرب الجنود الثلاثة إلى مضافة المختار حيث القائد والقوة المرافقة , وتمترسوا داخل المضافة بعد أن استثاروا غضب الأهالي على فعلهم الشائن الغادر , فقتلوا حوالي ستة من أهالي عرمان من داخل المضافة غدراً وعبر بابها الذي يشهد لغاية الآن على تلك الواقعة , فكان أن بدأ الأهالي بهدم سقف المضافة على المتمترسين داخلها , ولم ينج إلا نفر أو اثنان استجارا بالنساء , وقد بقي منهم فواز الجاري والمدعو موسى , وتقول بعض المصادر النقلية أن ملحم الحلبي ــ الذي قتله موسى المذكور بعد ان رشقه ملحم بالحجارة أثناء هربه على حصانه باتجاه صلخد ــ ويوسف ياغي قتل أيضاً في ذلك اليوم .
بعد وصول الأنباء لممدوح باشا عما حدث لجنده أصر على الانتقام من عرمان وأهلها .
وبتاريخ يوم الأحد الخامس من تشرين الثاني 1896 سيّر ممدوح باشا ثلاثة ألوية إلى عرمان .
الأول بقيادة أيوب باشا
والثاني بقيادة غالب بك
والثالث بقيادة خسرف باشا
قوامها حوالي ألفي جندي ووصلوا شرق صلخد مساء بدلالة فواز الجاري الذي أرسل سراً شخصاً أرمنياً لإعلام أهالي عرمان بقدوم الحملة وسار بالحملة شمالاً نحو ما يسمى ( خراب عرمان) من أجل توفير الوقت للأهالي للا ستعداد وعدم إتاحة الفرصة لدخول الحملة إلى القرية وملاقاتها بعيداً عنها ــ والخراب هذا يقع إلى الشمال من القرية وهي أرض وعرة المسالك وطرقاتها صعبة وضيقة وجدران كرومها رومانية عالية تحجب الرؤية لمسافة كبيرة وتصلح للتمترس, فتصدى لها الأهالي قبل وصولها للبلدة ودارت معركة ضارية دامت يوماً وليلة أبلى فيها الأهالي بلاءً حسناً رغم التفوق العددي للحملة ( 2000 مقابل 400 ) وتسلحها بالمدافع والرشاشات والبنادق وتسلح الأهالي بالعصي والبلطات والقليل من البنادق وظهور الدور التعبوي للنساء اللاتي شددن من أزر الرجال , وأشهرهن ( سعده ملاعب) وكنّ ينفخن الحمية وروح التضحية في الرجال , حيث هزموا الحملة شر هزيمة بعد نجدة الجوار من القرى المجاورة وخاصة صلخد بعد وصول الـ" مفزّع" يحمل قصيدة نخوة أرسلها محمود صيموعة لأحد زعماء صلخد آنذاك قبلان الحجلي :

مرسالي جد طلابه للزغابة..... وقله علقت حرابه يا قبلان

إضافة لنجدة أهالي ملح وامتان وغيرهم , في الساعات الأخيرة من المعركة .
إذْ لم ينج من الحملة إلا بضع عشرات فقط , وبقيت الجثث مرمية طعاماً للكواسر
وجسد الأدب الشعبي ذلك بأن الضواري أقامت الولائم , ودعت إليها :
( ضبع الكويرسعازمه ضبع عرمان !!) على حد قول الشاعر .
( مما دعا أحد الصحفيين إلى تشبيه عرمان بـ "إسبارطة" العرب .. والمعروف أن إسبارطة هي إحدى عواصم اليونان القديمة وقد زاحمت أثينا على السيادة وهزمتها في حرب البليونيز عام / 404/ ق . م وكان لها نظام رياضي وعسكري دقيق ومميز )
وكان أن امتدت فترة من الهدوء والهدنة ــ ــ لاستيعاب دروس ونتائج هذه المذبحة التي حلت بالجيش التركي وإبادته من قبل قوة شعبية غير نظامية وغير مدربة أو مسلحة . بعد هذه المعركة , التي بقيت جثث ما لايقل عن الف وتسعماية جندي تغطي ساحتها لأشهر طويلة , فكانت قاسية على وجود ومعنويات الجيش التركي , حيث تحيٍّن الأتراك الفرصة للانتقام , فجردوا حملة أخرى ذات مهمة تأديبية بعد أقل من خمس عشرة سنة إلى عرمان أيضاً .هي حملة سامي باشا الفاروقي .
فبتاريخ الخامس والعشرين من آب عام 1910 توجهت قوة بقيادة سامي باشا الفاروقي

(وهو ضابط من أصل عربي من الموصل شمالي العراق , وتنقل بعض المصادر أنه كان يعتز بنسبه للخليفة عمر بن الخطاب , لكنه بالطبع أسوأ خلف لخير سلف !! )
إلى قرية (العانات ) إلى الجنوب من قرية ( امتان) للقبض على ذوقان الأطرش المحكوم بالإعدام والمطلوب للباب العالي مع مجموعة من الأعيان منهم أبو علي مصطفى الأطرش وسلامي الأطرش ونسيب الأطرش وسليم الأطرش شيخ قرية الغارية الملقب بـ (الغول) وغيرهم , وعند وصول خبر الحملة إلى عرمان ومعرفة وجهتها وهدفها تنادى أهالي عرمان لإحباط ما ترمي إليه , فحاصرو حملة سامي باشا المذكور قبل إحكامه الطوق على قرية العانات إلى الجنوب من قرية امتان , وبعد أن ظهر له تفوق أهالي عرمان عليه طلب طريقاً للمغادرة إلى صلخد عن طريق صما البردان ــ كما تقول بعض الروايات ــ لكنه أضمر الانتقام بعد أن تقصى عن حامل الراية ( البيرق ) محمد صيموعة واعتبره المسؤول الأول عن ذلك .

وبعد يومين فقط أي بتاريخ السابع والعشرين من آب عام 1896 عاد سامي باشا على رأس قوة باغتت الأهالي وطوقت منزل محمد صيموعة ( حامل البيرق ) وقبضت عليه وعلى سليم صيموعة حسن صيموعة وتمكن شبلي صيموعة من الإفلات من قبضتهم ( لكنه استشهد بعد يومين في معركة الكفر ) , وتم نقل الثلاثة إلى قاعة شيخ القرية نجم الأطرش بقصد الانتقام من الذين كانوا على رأس من تصدى لسامي المذكور وأحبطوا مسعاه في القبض على ذوقان الأطرش وجماعته , وبدأ باستنطاق الثلاثة عن حامل االبيرق فلم يتلق إلاّ جواباً واحداً من الثلاثة : فيجيبه كل منهم : أنا .. مما أخرج سامي المذكور عن طوره , وبدأ بتنفيذ أشكال من التعذيب لايتصورها بشر .. فأعد مواقد الحطب وأخذ يقوم ورجاله بإحماء محاميس القهوة حتى تشرف على الاحمرار ويقوم بوضعها على رؤوس المعتقلين الثلاثة وأيديهم وأرجلهم ويعيد السؤال ذاته ويتلقى ذات الجواب أيضاً ولما أجهز بالنار على ما تبقى من لحم رؤوسهم وأرجلهم وأيديهم , والرجال صامدون صابرون ولم يتزحزحوا عن موقفهم , وبعد صيحات التكبير وزغاريد النساء أمام مشهد الشواء البشري هذا , وبعد أن فشلت هذه الضروب من الهمجية في تحقيق غاية بث الرعب في نفوس السكان , قرر سامي باشا نقل الثلاثة إلى مكان خارج القرية لإعدامهم , وكان ذلك إلى الغرب من القرية في مكان يدعى " ظهر فارس " وبينما كان أحد أعمام الشهداء الثلاثة يقف على سطح المضافة , ويتطلع بتوجس وقلق ناحية الغرب , سمع دوي طلقات ثلاث من الرصاص خرقت سكون الليل ... فنزل كسيراً حزيناً وقال للمجتمعين بصوت متحشرج ياالله روحوا جيبوا الشباب ) حيث أعدموا رمياً بالرصاص في ذلك المكان , لكن ضريبة الفداء لم تكن قد دفعت بالكامل فقد تمكن سامي باشا بعد مدة وعلى أثر مواجهة شرسة في قرية الرضيمة الشرقية وبعد صمود أسطوري من سليم الأطرش الملقب بـ ( الغول) وعدد آخر من الأبطال , بعد مدة في قرية الرضيمة الشرقية ومُثل بهم وأرسلت رؤوس بعضهم إلى أنور باشا ومن ثم إلى الباب العالي حسب بعض الروايات. ــ ( وقد درج الأستاذ محمد كرد علي الذي كان يُدرٍّسْ في مناهجنا المدرسية لجيل الناشئة , بعد إصرار بعض لجان المناهج بتفضيله على الشاعر القروي شاعر الثورة والعروبة إذْ كان كرد علي ــ ومن خلال جريدته : المقتبس التي كانت تصدر في دمشق في ذلك الحين , والمتعاطفة مع سلطة العثمانيين , فكان يصف الضحايا من عسكر الأتراك بالشهداء !! ويصف الشهداء من الثوار العرب بـ المارقين والأشقياء !! إذْ هلل عندما وصل رأس الشهيد سليم الأطرش الملقب بـ (الغول) إلى والي دمشق بالقول :

الآن انتهى عهد الأشقياء ..!
وهذا يذكرنا أيضاً بما فعله الأتراك مع نهضة الأمير فخر الدين المعني الثاني
( 1572 ـــ 1635م ) , باعتبارها أول إرهاص استقلالي على المستعمر العثماني, بمؤامرة كان غطاؤها فتاوى ظلاميات الأئمة , باعتبار فخر الدين على مذهب مختلف , كان الكيد له ومن ثم لأولاده الذين أخذوا غدراً لنزعتهم الاستقلالية عن ( أخوة الدين ) من المستعمرين ! . ويتبدى للباحث كم من الملابسات رافقت الكثير من المفاصل الحساسة في تاريخنا ..
ويذكر المجاهد زيد الأطرش واقعة القبض على رضا باشا الركابي عند الإغارة على آخر معاقل العثمانيين عام 1918 / قرب تل المانع ,وسوقه مخفوراً إلى دمشق .. حيث أصبح ــ بقدرة قادر ــ رئيساً للوزراء بعد ذلك .
وكذلك واقعة دخول دمشق بعد طرد آخر جندي تركي إذْ كان ثوار الجبل تحديداً في طليعة الذين دخلوها محررين واستقبلوا بزغاريد النساء وفرش لهم السجاد عند مرورهم من حي الميدان حتى ساحة المرجة وقاموا برفع العلم العربي لأول مرة
منذ أربعة قرون ..يومها أنشد معذى المغوش حداءه الشهير:
عرش المظالم انهدم.... والعــــز طب بلادنا
راحت عليكم يا عجم.... ذبح الأعادي دابنا
لكن مؤرخينا الأشاوس ــ و واضعي المناهج لطلابنا أيضاً ــ أصروا على عدم الاعتراف باعتبار دمشق محررة إلاً بعد دخول الجيش الانكليزي إليها في اليوم التالي ..! لتكون أكثر مفاصل تاريخنا حساسية تحت رحمة مؤرخين معظمهم تحت الشبهات والبعد عن النزاهة , وعدم الأمانة التاريخية , وممالأة المستعمر .
ويجدر بالذكر أنه بتاريخ / 13 / ت1 / 1915 / حضر جمال باشا ( الذي عرف لاحقاً بالسفاح ) إلى قرية عرى جنوب السويداء .. منزل سليم الأطرش ( إذْ كان الأمير يحيى قد توفي في / 2 ت2 / 1914 / وقام جمال المذكور بتوزيع العباءات المقصبة والليرات الذهبية والنياشين والأوسمة على الزعماء والوجهاء , وفي اليوم التالي واحتجاجاً على ذلك حصل اجتماع في قرية عرمان في / 14ت1 / 1915 في منزل حامل البيرق سلامي صيموعة تنديداً واحتجاجاً على استقبال جمال باشا وقبول أعطياته , حضره سلطان الأطرش وأعيان بعض القرى والبلدات المجاورة من صلخد وامتان وملح وغيرها , منهم حسين الشوفي. حيث لم تكن قد جفت بعد دماء الضحايا على يد سامي باشا وعسكره في عرمان ,وتداولوا في أمر الثأر لذوقان الأطرش بعد الغدر به وإعدامه يوم الأحد 5 / آذار 1911 بتهمة الكفر بالإسلام والخروج على الخلافة العثمانية .
و لتختتم الامبراطورية العثمانية آخر أيامها في سورية , بعد سنة واحدة فقط على يد جمال باشا نفسه بأبشع أشكال الانتقام والهمجية بحق الأحرار في دمشق وبيروت في ذلك اليوم الدامي من شهر أيار , بإعدام ثلة من الأحرار, الذين علقوا صباح ذلك اليوم المشهود وفي السادس منه عام 1916 /. ولقد قيل الكثير شعراً ونثراً في الإشادة بدور عرمان وأبنائها في مختلف الحقول والأنشطة الاجتماعية والوطنية .
وهاهو الشاعر أحمد العليان يشيد بعرمان بعد الدور المميز لأبنائها في الثورة العامية
بقصيدة منشورة في كتاب الأستاذ هيثم العودات حول العامية بالقول :






عرمان فيها دولة "البطرخانة"..... ومن لاذ بيها من المداريك تحميه



" البطرخانة" ( أي البطريركية حيث كان ممثل عرمان في الخارج مسيحياً .)


يتبع....

حازم صيموعة
10-05-2009, 01:14 PM
وكذلك الشاعر القروي مخاطباً أحد أبناء عرمان المغتربين في "بوينس ايرس"
في حفل خصص ريعه للثوار الذين ارتحلوا وعائلاتهم إلى وادي السرحان في الجزيرة العربية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي متوجهاً إلى سلمان البكفاني الملقب بــ " الجندي المتطوع" صاحب اليد الطولى في التبرعات :

لمن المآدب حــولها الأضياف.... وعلام هذا البذخ والإسرافُ
"سلمانُ" قم وافتح جرابك للندى.... فعلى يديك يُقدّمً الإسعافُ
وها هو الأستاذ "عز الدين التنوخي" الذي عمل مديراً للمعارف في السويداء في بداية
الأربعينيات من القرن العشرين ومن ثم مديراً للمعارف في دمشق ورئيساً للمجمع العلمي العربي وأستاذاً جامعياً أيضاً , إذْ عايش أهل السويداء وخبرهم عن قرب
برجولتهم وشجاعتهم وحميتهم ووطنيتهم أيضاً ,فأثناء قيام المستعمر الفرنسي
بالاعتداء على دمشق وقصفها وقصف البرلمان عام 1945 , دخل الأستاذ التنوخي
إلى جامع بني أمية ووجد العديد من أعيان دمشق فيه , فقام إلى المنبر وارتجل خطبة وقصيدة ذكر فيها عرمان ونقتطف منها هذه الأبيات :

يا معشر الإفرنج قوموا ترحّلوا.... قومي " الدروزُ" تكفلوا الترحيلا
سيجيئكم "سلطانُ" يفني جمعكم.... ويريكـــمُ يـــومَ الحساب ثقيلا
وتجيئكم " عرمانُ " تتركُ فيكمُ .....تلك المغــاني الآهلاتٍ طلولا

أما في حقبة الاستعمار الفرنسي فكان لعرمان الدور الكبير والمميز في معاركها وبطولاتها فمنها وفي ميدانها تحديداً أصبحت الثورة السورية الكبرى أمراً واقعاً , وانطلق الثوار منها أيضاً لحرق مقر البعثة الفرنسية في صلخد إيذاناً بإعلانها , ومنها أسقطت أول طائرة فرنسية في الثورة ( ببندقية مهنا الزغير ) , وبعد ذلك بقليل كانت إبادة حملة "نورمان" في معركة الكفر وبشكل صاعق وسريع أذهل الفرنسيين والمراقبين , ودشن أهل الجبل وفي طليعتهم أهالي عرمان مذهباً في القتال والبسالة والهجوم الصاعق لم يكن معروفاً في تاريخ الحروب في ظل عدم التكافؤ في السلاح والعدد بين المنتصر قليل العدة والعدد , والمهزوم كثيرها , رغم تمترس المدافعين وزيادة عددهم عن المهاجمين وتفوق سلاح المدافعين بما لايقاس , ورغم كل ذلك ينعقد النصر المؤزر للمهاجمين بإبادة المتحصنين عن بكرة أبيهم بهجوم صاعق وباسل وبدقائق معدودات .
هذا الصنف من " الأعداء" لم يكن يتخيله جنرالات الجيش الفرنسي الذي خرج منتصراً في الحرب العالمية الأولى كأكفأ جيش بري بعد الحرب , فلم تكن خططه الحربية وفلسفته القتالية تتخيل هذا الشكل من الأعداء, أوهذا النوع من المحاربين , ولم تكن معايير موازين القوى واعتبارات التفوق , تعرف مثل هذه المزايا التي يمكن أن يتمتع بها الخصم , أو أن يكون هناك أعداء يستطيعون بالميزات الشخصية والجمعية الفريدة أن يلغوا كل عناصر التفوق بالسلاح والتدريب والتنظيم والانضباط العسكري و القتالي ..! فلم يكن بالحسبان توقع أعداء يستطيعون إلغاء كل اعتبارات موازين القوى ومعاييرها السائدة , ببسالة خارقة في القتال . هذا النوع من الرجال كا ن استثنائياً بكل ما لهذه الكلمة من معنى , كما سيثبت ذلك التاريخ اللاحق والقريب في معارك الثورة السورية الكبرى التالية المظفرة أيضاً رغم صفتها الانتقامية والإعداد الجيد لها , وقدكان لبيرق عرمان ولرجالاتها الدور المميز في معظم معارك الثورة تقريباً والبالغة أربعاً وأربعين معركة .
وكان لأهلها أيضاً نصيب , ككل أبناء هذا الجبل المكافح , في سلوك طريق المنافي وسكنى الصحراء ومكابدة الجوع والعطش وشظف العيش , وكل ما قيل لايعبر عن حجم تلك المعاناة التي دامت حوالي اثني عشر عاماً , كابدها النساء والأطفال , إضافة للرجال , من الأزرق في شرقي الأردن إلى وادي السرحان في الجزيرة العربية , وقد صور هذه المعاناة شعراء كثر أشهرهم الأمير عادل ارسلان :

طال انتظاري للنهار الصبيح.... ماذا على الأجساد لو تستريحْ
كـــل رغيف حولـه تسعة..... كأنمـا صلّى عليه المسيحْ

والشاعر القروي في قصيدة رائعة منها :
أيهـــا المُبعد المزوّد عزٍّاً.... أيـــن للمترفين فضلــة زادكْ
كل ما في اقلامنا مـــن مضاء.... مستمدٌ من مـرهفات حـدادكْ
كل سبق في شعرنا وانتصار.....ِ هو من ملهمات خيل طرادكْ
كل ما في صدورنا من لهيب..... هو إضرام وربة مـــن زنادكْ
كل ما في هتافنا مـــــن دوي..... هو ترجيع نبضة مـــن فؤادكْ
كل ما في آثارنا مـــن خلود ..... هو تاريخ ساعة مــن جهادكْ
كل أمجادنا بناتك يا مــن..... قد أضفت المنفى إلى أمجادكْ
أيهــا المنجدُ المحاويج عارٌ..... أن تُصم الأسماع عن إنجادكْ
لو فرشنا لك الجفون مهـاداً..... وجعلنا الأهداب حشو وسادكْ
ما جزيناك ساعة من ليال..... بتٍّ عنا على حراب سهادكْ
كل حرِ فداك يا فادي الشام..... وأولاده فـــدى أولادكْ

وبعد عودة المبعدين عن الوطن وتوقف الأعمال الحربية والوعد بالاستقلال , مارس
المستعمر سياسة الإذلال عبر السخرة لتسوية الطرقات وقنوات الماء والقضاء على الجراد مثلاً وغير ذلك من الأعمال , وكان ممثل فرنسا في عرمان المدعو ( م . م ) رجلاً صلفاً وقاسياً ومتسلطاً أساء للعديد من رجال الدين وكبار السن وقد تصدى له
( أمين صيموعة) بعد أن وجه كلاماً نابياً لوالده , فأعمل به ضرباً بعد أن أسقطه أرضاً وقام بسحبه من رجليه حتى الساحة العامة وأشبعه دوساً بالأرجل وعلى الملأ , حيث تدخل العديد من رجالات المنطقة منهم أسعد العيد لدى ممثل فرنسا في صلخد للعفو
عنه . وكان لعرمان دور مميز بعد الاستقلال وفي العهد الوطني , وكان أبناؤها في طليعة المنادين بالقومية والوحدة , والملبين الأوائل للدعوة للأمة الواحدة , وكانوا كما قال أحد رؤساء الدولة السابقين "قلعة البعث" هذا في بداية ما يسمى "مرحلة الصعود القومي" .. كل ذلك كان بالطبع , قبل أن يفتك الأخوة والرفاق بعضهم ببعض , وقبل أن تأكل الثورة أبناءها كما يقال .. حيث تغير الكثير على ساحات العمل العام وحصل ما حصل بين ورثة الاستقلال الذين استبدت بهم الانقسامات , وفتكت بمسيرتهم الأيديولوجيات المتعارضة , وتعمقت الانشقاقات وفي نسيج مجتمعهم عموماً , وتغيرت صورته واضمحلت عرى التماسك بين بنيه , وقد رصد الشاعر عيسى عصفور هذا التغير بالقول :
لهف نفسي على مناقب قومي..... كيف بُدلن بالخنا والفجورٍ
أو كما قال العميد نايف العطواني :
اسقالله على ايام الطفولة والحفا..... كنا نحافظ عالصداقة والـوفا
وكنا نعاشر بعضنا بود وصفا..... وما كان فينا ناس تطعن بالقفا
زلة بسيطة اليوم تاخذ عالهفا..... وما عاد تعرف مين عدو ومين صديق
ويوم حاول البعض أن يغمط حق عرمان ويعتم على دورها , أرسل
نايف العطواني قصيدة إلى زيد الأطرش مداعباً ومذكراً نقتطف منها:
يا زيد كنـا بأول الخيل نتلاك..... يوم الحرايب خافقات بنوده
يـوم جزيتم مجدل الشور شفناك..... تنخي الربوع وراية البعض سوده
عرمان ثارت يوم سمعت بطرياك..... علقت نخــــــــــاويها وقبت رعوده
وإن طار قصك والتزاويق والداك..... خرفيش ما ينطيــك باللعب فـــــوده
ومع الإقرار أن ما أوردته ليس إلا غيضاً من فيض من تاريخ حافل , ومع الاعتذار إن كان هناك من إغفال أو تقصير , ليس مبعثه إلا السهو وندرة المعلومات بقي أن أقول :
رغم الاعتزاز بالانتماء للوطن الكبير وللعروبة الجامعة بمعانيها السامية , شرف للمرء أن يكون من أبناء هذه القرية " عرمان " ويحمل اسمها ويعيش على ترابها وبين أهلها أو يحل ضيفاً عليهم , أو حتى يموت بينهم ..! وإن لم يبح له أحد أبنائها بشيِ عن ماضيها , فسيجد عند كل منعطف أمثولة . وفي كل ركن مأثرة . وسيتزود ببوح المكان الذي ينطق بالكبرياء والبطولة والنخوة والوطنية , لأنه كما قيل : إن من لا يحب بيته , لا يمكن له أن يحب وطنه وأمته .



عرمان .. ليل 26 / 9 / 2009

المحامي
متروك صيموعة

أنا الغالية
10-05-2009, 03:08 PM
orman wbsorman wbsorman wbsorman wbs

يعطيك ألف ألف ألف عافيه ... موضوع قيم جدااا ...
معلوماااات رائعه .. عن هالبلد الشامخه بتاريخهاااا وبإنتصاراتهاااا وبأولادهااااا الشرفاااااء ..
orman wbsorman wbsorman wbsorman wbs
يسلموااا دياتك حازم ...
تحيااااتي لك .. ودمت بحفظ الرحمن :icon_razz:

المنى
10-05-2009, 03:52 PM
عرمان يا بنت الجبل يا ابيه
يا من ليكي بصفحه الشان نيشان
هيلك حرار وصربتك غشبريه
والنعم والله ومسكن العز ريان

لك كل الشكر من القلب لنقل هذه الكلمات
عن بلد لا يستحق منا إلا الكرامة والعز

Ghada Saymoua
10-05-2009, 04:07 PM
هيه يا جبل حنا عزوتك يوم شد الطلب
يوم تلعج نار الحرب تلقانا برف الجفن

عرمان ويا شيالة الضيم عن حل ونسب

ورجالها يرخصون رواحهم يوم المحن

الاخ حازم حبيت مسي عليك من خلال هذه الكلمات

عرمان دائما عا لبال ورجالها المميزين أينما وجدوا باي زمان ومكان هم في الطليعة...

أرسل للاهل بعرمان مع النسمات مع أمواج البحر مع القمر مع الطير وادعو الله بأن تكونوا بألف خير..
تحياتي لك واحترامي وسلامي لوالدك المحترم

اقتصادي
10-05-2009, 09:24 PM
بتشكرك حازم على الموضوع الرائع والجميل
وهيك المواضيع يابلا
وحياك
وذكرتني
انو كتر خيرو الي كاتب المقال
بس انو مع احترامي الى اهل صلخد
هوني اخر ناس انتخوا والولد الي عمرو 10 سنوات بعرمان بيعرف كم مرسال وقصيدة ابراهيم الجرمقاني لقبلان بتشهد
فما في داعي قصص صالح عرابي عن صلخد بالخراب تحكمنا يعني مانقص غير يقول اهل عرمان مالون علاقة وميثا سبب الحرب جوزا من
صلخد واجت انتخت باهل عرمان
والي بدو يحكي عن النخوات يحكي عن اهل ملح بالخراب ونجدتون لاهل عرمان ربع شهاب ربع الكرامة والشهامة
وبتشكرك موضوع قيم

حاتم العطواني
10-06-2009, 08:50 PM
بصراحة خي حازم اني سبق وان اعطيت رأي بهذا الموضوع وكنت اول من قرأته عندك بالبيت وناقشته مع الوالد الذي اكن له الكثير من الاحترام والتقدير المحامي متروك صيموعة

أعطى عرمان حقها واوفاها

لك جزيل الشكر ولوالدك ايضا الذي تعب في كتابة المقال الرائع باحثا اينما استطاع الوصول عن حقائق لتدعيم المقال بالمصداقية والثبوتيات التي تجزم أن عرمان ام الكرامة


تحياتي لك

حازم صيموعة
10-06-2009, 10:30 PM
أول شي بحب أشكر كل الأصدقاء اللي علقو على الموضوع .....
وأكيد عرمان وتاريخها مش بحاجة لشهادة حدا لأنو اللي صار فيها أكبر من الأشخااص اللي رح يشهدو فيها....
بس من واجبنا كأبناء لهالبلد نعطيها ولو جزء من حقا علينا وما ننسى تاريخها .....


هون حبيت علق على رد اقتصادي اللي هو :
بتشكرك حازم على الموضوع الرائع والجميل
وهيك المواضيع يابلا
وحياك
وذكرتني
انو كتر خيرو الي كاتب المقال
بس انو مع احترامي الى اهل صلخد
هوني اخر ناس انتخوا والولد الي عمرو 10 سنوات بعرمان بيعرف كم مرسال وقصيدة ابراهيم الجرمقاني لقبلان بتشهد
فما في داعي قصص صالح عرابي عن صلخد بالخراب تحكمنا يعني مانقص غير يقول اهل عرمان مالون علاقة وميثا سبب الحرب جوزا من
صلخد واجت انتخت باهل عرمان
والي بدو يحكي عن النخوات يحكي عن اهل ملح بالخراب ونجدتون لاهل عرمان ربع شهاب ربع الكرامة والشهامة
وبتشكرك موضوع قيم





أول شي شكرا الك اقتصادي للمرور على الموضوع ....
ثاني شي كنت بتمنى لو كانت طريقة طرحك لملاحظتك غير هيك ...
على الأقل لتتناسب مع طريقة عرض الموضوع واللي بتوقع ما في حدا بينكر انو فيها كثير من الموضوعية ....
على كل حال .....
وبما انك انت فتحت الموضوع ....
أكيد الكل بيعرف قصة معركة الخراب وموقف أهل صلخد فيها ....
وأكيد قصيدة المرسال للمرحوم محمود صيموعة (مرسالي جد طلابة ....) أكبر دليل على هالشي .....
وقصة طحيمر السيقلي لما طلع ينخي أهل صلخد (لابتي ما ودها ذلة .....) أكيد معروفة ومشهورة....

بس بتوقع انك ما بتخالفني الرأي انو لما بدك تعمل دراسة لازم يكون عندك قدرة انك تكسب الكل لصفك .....
ولما بدك تقول عن شخص انو قصر بتاريخه لازم توصل الفكرة بطريقة ما تزعج الرأي العام ....
وهون بتوقع انو مجرد لفت النظر لموضوع قصيدة المرسال وقصة طحيمر بتكفي لتوصل فكرة انو كان في تقصير من قبل أهل صلخد بتلبية طلب أهل عرمان .....

وكاتب الموضوع عمره أكثر من عشر سنين وأكيد بيعرف القصة وبيعرف التفاصيل ....
وميثا الأطرش بنت عرمان بس كانت زوجة المرحوم محمد الأطرش من صلخد واحتمت بأهل عرمان وراحت على بيت أبوها وهذي وقائع تاريخية معروفة من قبل الكل ....

وأكيد أهل ملح وأهل قيصما كان الن دور كبير بالمعركة وأكيد الكل بيعرف هالشي ....
وطالما انو الموضوع عن عرمان فما في داعي تحكي غير التفاصيل اللي بتهم عرمان ....
ومن هون اجا ذكر صلخد للتذكير بموضوع المرسال والقصيدة .....
يعني هذا ما فيه انتقاص لحق أهل ملح ولنخوتن ....

بتشكرك مرة ثانية اقتصادي وبتمنى تكون الفكرة وصلت وععذرا من الجميع على الإطالة ولكن كان لا بد من التوضيح .....
تحياتي للجميع .....orman wbs

رمزي
10-06-2009, 11:00 PM
شكرا حازم على نقل هذه الكلمات المعروفة والموثقة من قبل اهالي الجبل
أجمعين
شهادتنا مجروحة لبلدنا orman wbs
عندما نقول عرمان توحي للجميع بما تحمله من ماض عريق
وكبرياء صامد لأهلها العظماء الذين ورثوا لنا سمعة حسنة بين العالم
أشكر ابن العم أبو حازم متروك صيموعة على كتابته مقالة بغاية الروعة
والإحترام لناقل هذه الكلمات الاخ حازم
وللجميع الشكر على تفاعلهم بالموضوع وهذه بصمة عز وكرامة لمنتدى عرمان وفخر تواجد هكذا موضوع بيننا

اقتصادي
10-07-2009, 08:35 AM
انا بعتذر منك حازم كثير لان الكاتب ماكنت بعرف مين
اسف
بعتذر
بس انت تحدثت عن الموضوعية
واهم شي بالموضوعية انو تعكس الحقيقة كاملة
مو تساير الجميع لتنقبل
لانو الحقيقة تقبل حتى لو كانت مزعجة للبعض
بعتذر منك
وقلتلك موضوع رائع
بس لازم نبطل مسايرة
اسف وبعتذر منك خي حازم
والفكرة حتى لو كنا شباب
بس قارين عن تاريخ المنطقة
وسمعنا من الكبار
مشكور

سمير غالب فليحان
10-14-2009, 12:51 PM
بكل شغف واهتمام قرأت هذه الوثيقة التاريخية التي كنا نفتقدها وبكل احترام وتقدير أنحني أمام من قام بهذا الجهد العظيم .. وفقكم الله لما فيه خير هذه البقعة العظيمة من وطننا الحبيب.

ormanland
10-15-2009, 03:19 AM
الشكر الجزيل لك حازم و للإستاذ متروك الشكر الشكر الجزيل لطالما انتطرنا طويلا لمثل هذه المواضيع الذي نتمى دائما المزيد منها
تم تثبيت الموضوع.........

فراس أبو مغضب
10-16-2009, 10:28 AM
شكرا حازم على هذه المعلومات عن بلد نكاد ننسى جزء كبيرا من تاريخة
وشكرا للمحامي متروك صيموعة .
نيقى مقصرين كثيرا ً بحق بلدنا العريق لكن ندعو بالخير و السلامة والعمار لبلدنا الغالي ولكل قرية من قرى الجبل
orman wbsorman wbsorman wbsorman wbsorman wbsorman wbsorman wbsorman wbsorman wbs

حازم صيموعة
10-27-2009, 12:59 PM
كل الشكر لكل من شارك برد على الموضوع ...
وأكيد شو ما حكينا منظل مقصرين بحق عرمان ...
تحياتي للجميع ....

حازم صيموعة
10-27-2009, 01:00 PM
الشكر الجزيل لك حازم و للإستاذ متروك الشكر الشكر الجزيل لطالما انتطرنا طويلا لمثل هذه المواضيع الذي نتمى دائما المزيد منها
تم تثبيت الموضوع.........


مشكور أخ أشرف ...
وشكرا لتثبيت الموضوع ...
تحياتي وتقديري ....

مرهف الحلبي
11-02-2009, 07:10 AM
والله مش غريبة منك هيك مواضيع كرامة ورفعة خيي حازم الغالي

وأكيد ألف شكر إلك وللوالد على التعب في البحث والتوثيق من جهتو ، ومن جهتك نقل هذي الوثائق وكتابتها ....

شهادتنا بالبلد ممكن تكون مجروحة كوننا أهلها ، بس الأكيد إنو الحقيقة دائماً معروفة للكل ، ومثل الشمس مش ممكن تتغطى أو تتشوه .

بكرر شكري وتحياتي إلك ولجميع الإخوة اللي كتبو وردو على الموضوع العظيم والرائع
j7j7j7j7j7j7
orman wbsorman wbsorman wbs

تحياتي مع جزيل الاحترام

حازم صيموعة
11-05-2009, 08:34 AM
والله مش غريبة منك هيك مواضيع كرامة ورفعة خيي حازم الغالي


وأكيد ألف شكر إلك وللوالد على التعب في البحث والتوثيق من جهتو ، ومن جهتك نقل هذي الوثائق وكتابتها ....

شهادتنا بالبلد ممكن تكون مجروحة كوننا أهلها ، بس الأكيد إنو الحقيقة دائماً معروفة للكل ، ومثل الشمس مش ممكن تتغطى أو تتشوه .

بكرر شكري وتحياتي إلك ولجميع الإخوة اللي كتبو وردو على الموضوع العظيم والرائع
j7j7j7j7j7j7
orman wbsorman wbsorman wbs


تحياتي مع جزيل الاحترام





مرهف....
بالتأكيد فإن ما كتب هو جزء بسيط من واجبنا تجاه بلدنا....
فماضي عرمان حافل بما يستحق أن تنحني له الهامات وتسطره الأقلام .....

شكرا لك على مرورك المميز ولك مني كل التحية.....

فادي عرمان
01-31-2010, 10:50 AM
شكراً لك أخي وسام
معلومات رائعة جداً عن البطل عرمان
عرمان جدي و جد أبائي و أجدادي عاش عرمان و ذكره في القلب مامات الى الابد

فادي عرمان
01-31-2010, 11:01 AM
اهدء خاص لأخ وسام
قبل سنين .وبعد سنين يدوم ولا يموت إعجاب
أعيشـــك حب ما يفــنى ولو كـــثروا له العذال
اعيشك حلم للواقع. وعيشك للحياه اسباب
اعيشك شــــوق للـنظره ولو طــيفك غدا رحـال
دخلتي قلبي لوحدك وقفلتي من وراه الباب
عـــجز يدخل احد بعـــدك .ولو حـاول ولو احـتال
صدفتك في زمن غربه وكنا بالحقيقه اغراب
وكلن يشـــكي همـــومه ويشكي من رداه الحال
وحال الحول في حبك وقلبي بالهوى ما تاب
زكــاه الحب لعـيونك قصــــــيده وصــفها ما مــال
احـــبك !!! ايه احبك . اوتـدري ؟ انا كــذاب
قـليل الـــحب في قدرك. كــــبير القـدر مثلك طاب
اقول اموت في حبك.او حـبك براسي شاب
اقول عشـــقك غدا همـي ؟. او همي غــلا ما زال!!
انا ضلك . انا خــلك . انالك والوفا مـا غــاب
و تقبل تحيات أخوك فادي

فادي عرمان
01-31-2010, 11:04 AM
شكراً لك أخي وسام
معلومات رائعة جداً عن البطل عرمان
عرمان جدي و جد أبائي و أجدادي عاش عرمان و ذكره في القلب مامات الى الابد

فادي عرمان
02-01-2010, 05:26 PM
h67

أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة.
•من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة ،وتبحث عن الحب في قلوب جبانة.
•أكثر الناس حقارة هو ذلك الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده.
•لا يوجد أسوأ من إنسان يسألك عن اسمك الذي طالما كان يقرنه دائماً بكلمة أحبك.
•لاشك في أنك أغبى الناس إذا كنت تبحث عن الحب في قلب يكرهك

hyh556

المعتصم بالله
02-24-2010, 05:25 PM
اشكرك اخوي على هذه الملعومات القيمة والجميله عن هذه القرية وأهلها

آهات مكتومهـ
06-25-2011, 07:45 PM
بارك الله بك
موضوع روعه تشكر عليه
يعطيك العافيه
وربي يوفق ويسعد اهل عرمان

حازم صيموعة
11-26-2011, 11:13 PM
شكرا لكل من مر هنا .....
تحياتي لكم جميعا ...... orman wbs

مروان الجرمقاني
01-01-2012, 01:39 AM
نجمك ضوا وصفى باعلى منزله..عرمان يا رسالة محبه منزلي..فيك هلي وعيال عمي ومنزلي..
فيك ذقت حلو الحياة ومرها ....الياهنو من جال فيها ومرها ...يلقى الكرامه والشرف والمرجلي..
الكي مكاني من عهو دالسالفي ...وعنك تاريخ المجد يروي السالفي ...يا منبت رجال النخا كم سال في
ارضك دما يوم الرياح وصرها ...ويا كم عدو لف الهزيمه وصرها..وعند الملاقى صار يمشي هوجلي
.....................هذه مطلع قصيدة للشاعر ابو اسعد مروان الحلبي ...نحن نقدره جدا؟؟؟؟
لي ملا حضه:
ما زال المضافه موجودة ..لماذا لا يوجد لها صوره على المنتدى وشكرا!!!!!
شكرا يا حازم............؟

مكتبة الفكر يركا الجليل
04-19-2013, 05:58 PM
مساكم بالخير .للاخ حازم وللمنتدى على هذا الوصف الرائع ولقرية عرمان وللمواقع التي وصفتها ناقص شىء واحد صور القرية والماكن الجميلة من كثر الشوق للموضوع لكى نراها ونتحسسها عن بعد .لئنكم انتم في القلب دائما ونطلب من اللة بان تكونو بالف خير تقبلوا مروري من مكتبة الفكر يركا الجليل

مروان الجرمقاني
04-19-2013, 10:50 PM
اهلا وسهلا بكم ...سنقوم باضافة صور للقريه ونحن على طول نتابع مشاركتكم انت ضيف غالي على المنتدىorman wbs