المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت منذ الآن غيرك!محمود درويش


اقتصادي
04-21-2009, 12:28 PM
"يوميـات"

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!
أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك!

أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع!

أيها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك!

أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟
وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف.

أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل!
الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة

تَقَنَّع وتَشَجَّع، وقتل أمَّه.. لأنها هي ما تيسَّر له من الطرائد.. ولأنَّ جنديَّةً أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلة: هل لأمِّك، مثلهما؟

لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد!
ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا!

أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى!

مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن تجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة!

قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً.

هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه: >الله أكبر< أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ بشريٍّ سويِّ التكوين؟

أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن، ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح في كبح السعادة السائلة من عينيه.
رُبَّما لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل.

ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين.

وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير واحد؟.

لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بالفلسطينيين العائدين من المعركة. الدخول مجاناً! وخمرتنا... لا تُسْكِر!.

لا أستطيع الدفاع عن حقي في العمل، ماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة.
لأن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية ـ هكذا قال لي أستاذ جامعة!.

أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام.

من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟
بعض الفقهاء يقول: رُبَّ عَدُوٍّ لك

سعيد معذى المغوش
04-21-2009, 10:04 PM
رائع كالعادة اقتصادي

تقطف الطرابين

وتأتينا بها

لك كل الشكر

ولا تطوّل الغياب

أنا الغالية
04-21-2009, 11:05 PM
كلمات حلوةة أخي يسلمواا دياتك وشكراا لنقلك المميز والرائع .

تحياااتي لك أنا أختك في الله .. أنا الغاليةtyjtyj

الخلود
04-29-2009, 12:39 PM
جبين و غضب

محمود درويش



وطني يا أيّها النسر الذي يغمد منقاره اللهب

في عيوني،

أين تاريخ العرب؟

كل ما أملكه في حضرة الموت:

جبين و غضب.

و أنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة

و جبيني منزلا للقبّرة.

وطني، إنّا ولدنا و كبرنا بجراحك

و أكلنا شجر البلّوط..

كي نشهد ميلاد صباحك

أيّها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب

أيّها الموت الخرافي الذي كان يحب

لم يزل منقارك الأحمر في عينّي

سيفا من لهب..

و أنا لست جديرا بجناحك

كل ما أملكه في حضرة الموت:

جبين.. و غضب !

أحببت ان اشكرك واضع مشاركتي هذه للشاعر المرحوم العظيم محمود درويش

تحياتي لك

حاتم العطواني
05-01-2009, 09:45 AM
كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيدُ انسجامي
أنا ولد الكلمات البسيطة
وشهيدُ الخريطة
أنا زهرةُ المشمش العائلية.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّة!

محمود درويش









اقتصادي ابدعت بالنقل اشكر مساهمتك القوية الرائعة

وتقبل مني مروري

اقتصادي
05-18-2009, 05:07 PM
مشكورين كل من مر بهذا الموضوع جميعا
وهذا دليل على الحس الجميل الذي تمتليكونه

Ghada Saymoua
05-20-2009, 07:29 PM
الشعر اذا لم يكن ريشة تعزف على اوتار القلوب فماهو بشعر

ولكنه لقمة ينظرها جائع. لذلك فشعر محمود درويش يسير في هذا المنحى لانه يخاطب الناس بشعر يناقش ماساتهم ويجيب على تسائلاتهم ويجعل هموم الانسان مادة خصبة لشعره.
شكرا لك اخ اقتصادي على نقلك لمعلومات قيمة
و تقبل مروري

مهندمراد
05-21-2009, 08:18 PM
يا سيّدتي ! نحن صديقان


و نام السمك الأزرق في الموج


و أعطينا الأغاني


سرّها ،


فاتّضح الليل ،


أنا شاهدت هذا السر من قبل


و لا أرغب في العودة ،


لا أرغب في العودة ،


لا أطلب من قلبك غير الخفقان


كيف يبقى الحلم حلما


كيف


يبقى


الحلم


حلما


و قديما ، شرّدتني نظرتان


و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان




محمود درويش

تقبل مروري المتواضع

اقتصادي
05-23-2009, 05:46 PM
شكرا الك خي مهند على المرور لكريم والاضافة الرائعة
وشكرااخت غادة على المرور والاضافة الجميلة